محتويات
نبذة عن كتاب قصة تجاربي مع الحقيقة
هذا الكتاب كتبه المهاتما غاندي، يسرد فيه سيرته الذاتية من الناحية الفكرية والروحية والعلمية، إذ يضم الكتاب تفاصيل طفولته وبعض تجارب صباه وزواجه المبكر، ثم عمله في مجال المحاماة ودراسته في بريطانيا، وعمله في جنوب إفريقيا وغيرها من الأحداث، ويُمكننا القول أنّ الجزء الأكبر من هذا الكتاب يتحدث عن جانبين؛ الجانب الفكري والروحاني لغاندي.[١]
ويستطرد غاندي في الحديث عن تطويره لمفهوم المقاومة السلمية أو الساتياجراها، والتي قال عنها أنّها الوسيلة الوحيدة للتغيير، إذ كان يرفض غاندي بكل الأشكال أي نوع من أنواع العنف، ويدعو الناس للالتزام بالطريق السلمي.[١]
والساتياجراها هي مجموعة من المبادئ التي تأسست على قواعد دينية وسياسية واقتصادية، هدفها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وإلحاق الهزيمة بالمحتل من خلال إظهار ظلمه للرأي العام، وكذلك يسرد غاندي تفاصيل حياته الروحية، ورغبته وسعيه في التقرب لله، وأنّ ذلك له أثر عظيم في إضفاء الصفاء على حياته.[١]
وقد كان يقوم بذلك من خلال عيش حياة بسيطة، كاتباع عادات غذائية تقوم على عدم تناول اللحوم وتناول النباتات فقط، وكذلك يحكي أنّ معتقداته هذه أوصلته للتحكم في شهوات النفس والعنف، ولهذا السبب أطلق غاندي على الكتاب اسم “قصة تجاربي مع الحقيقة”، ليكون بمثابة مرجع لمن يُريد اتباع نهجه من بعده.[١]
نبذة عن مؤلف كتاب قصة تجاربي مع الحقيقة
قام بتأليف كتاب قصة تجاربي مع الحقيقية المهاتما غاندي، وهو زعيم حركة استقلال الهند ضد الحكم البريطاني، ولد في بوربندر بالهند عام 1869م، وقام بدراسة القانون، واشتهر بتأسيس حركة العصيان المدني غير العنيف، التي أثرت على العالم تأثيرًا كبيرًا.[٢]
وبفضل مواقفه السلمية هذه كان بمثابة ملهم للكثير من النشطاء، بما فيهم مارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا، كما قام غاندي أثناء وجوده في جنوب إفريقيا بالدفاع عن الحقوق المدنية للهنود، وقُتل عام 1948م على يد إرهابي متعصب.[٢]
آراء نقدية حول كتاب قصة تجاربي مع الحقيقة
حظي هذا الكتاب بالكثير من الآراء من قِبَل القرّاء، إذ إنّه يُعرّف القارئ الكثير عن حياة غاندي، وقد استطاع فيه غاندي أن يجعل القارئ يشعر بأنه يجلس أمامه، ويراه وجهًا لوجه، ويسمعه يسرد تفاصيل حياته بكل الصدق والحب والحرية والسلم، وفي هذا الكتاب نجح غاندي في تصوير حياته الشخصية وإبراز نقاط قوته وضعفه وحلمه بالحرية.[٣]
والمميز في الكتاب أنّه حقيقي، لأنّه يُحكى على لسان غاندي نفسه، لذا فهو بعيد عن الزيف، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الكتاب على عدة رسومات داخلية قامت بتصميمها الفنانة شايلجا جين شوجول، وهي إضافة رائعة للكتاب، كما أنّ عبارات الكتاب سلسة، والتراكيب اللغوية والألفاظ قوية.[٣]
اقتباسات من كتاب قصة تجاربي مع الحقيقة
يحتوي كتاب قصة تجاربي مع الحقيقة على الكثير من الحكايات، التي يمكن أن نستخلص منها بعض الاقتباسات المميزة، مثل:[٤]
- “أعلم أن به ما ذكرتم من مساوئ، لكنكم لا تعلمون فضائله، لا يمكنه أن يضلني عن طريق الصواب، لأن علاقتي به هدفها أن أُقَوِّم معوجه، وأنا على يقين من أنه سيصبح إنسانًا عظيمًا عندما أصلح من سلوكياته، أرجوكم لا تقلقوا بشأني”.
- “أدركت حينها أن الإقدام على الانتحار ليس بقدر سهولة التفكير فيه، ومنذ ذلك الحين، وأنا قلَّما أتأثر عند سماعي لشخص يهدد بالانتحار، أو لا أتأثر بالمرة”.
- “لم أرغب في التدخين وطالما اعتبرت التدخين عادة همجية وقذرة وضارة بالصحة، ولم أستطع قط أن أفهم سبب الرغبة العارمة في التدخين التي تسود العالم؛ فأنا لا أستطيع تحمل السفر في عربة مليئة بالمدخنين، فهذا يصيبني بالاختناق”.
- “طهرت دموع والدي المتلألئة المليئة بالحب قلبي، ومحت خطيئتي، ولا يستطيع أن يفهم هذا الحب إلا من عاشه، كما تقول الترانيم: لا يعلم قوة الحب إلا من أصيب بسهامه”.
- “انتهى كل شيء! لم أملك إلا أن أشعر بالندم، لقد تملكني شعور عميق بالخزي والألم، وهرولت إلى حجرة والدي، أدركت حينها أنه لولا شهوتي لما كنت عانيت عذاب البعد عن والدي في لحظاته الأخيرة في الدنيا، فقد كان من المفترض أن أكون بجواره وقتها أدلكه، وأن يموت بين ذراعيَّ، ولكن قُدِّر لعمي أن يحظى بهذا الشرف، لقد كان عمي شديد الوفاء لأخيه الأكبر مما جعله يستحق شرف أن يكون آخر من قام على خدمته”.
المراجع
- ^ أ ب ت ث “قصة تجاربي مع الحقيقة”، نور بوك، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب “Mahatma Gandhi”, biography, Retrieved 15/2/2022. Edited.
- ^ أ ب “غاندي تجاربي مع الحقيقة”، جود ريدس، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
- ↑ غاندي، قصة تجاربي مع الحقيقة، صفحة 42-50-51-54.