محتويات
التعريف برسالة ابن فضلان
هي رسالة عن أحداث ابن فضلان التي كتبها للخليفة المقتدر بالله، وتحدث في هذه الرسائل عن بلاد الترك والبلغار، والخزر، والروس والبلاد الإسكندنافية وقد أضاءت هذه الرسالة ثغرة كبيرة عن الماضي لتلك الشعوب، وأنارت في صفحات واسعة أساليب حياة الروس في الزمن الماضي، واحتوت الرسائل على دقة عالية وأمانة في نقل المعلومات.[١]
لم يسبق ابن فضلان أحد في الوصول إلى البلغار الفولجا، وقد بدأ الاهتمام بالرحلة على أيدي المستشرقين الروس للتعرف على الملامح الجغرافية النادرة الموجودة في بلادهم ففي ذلك الوقت لم يكن تاريخ روسيا معروفاً في العصور القديمة.[١]
خط سير رحلة ابن فضلان
استغرقت الرحلة ١١ شهرًا فقد بدأت من بغداد عام 309 هـ الموافق 921 م، وكان خط مسير الرحلة بين البلغار وبغداد واشتمل في مناطق متباينة في الظروف المناخية والظروف السياسية والاقتصادية، وكان الطريق محفوفًا بالخاطر في إقليم طبرستان.[٢]
ومن بعدها ساروا إلى بخاري استقروا بها قرابة الشهر وكان الطريق إليها آمنًا وفي أثناء إقامته قابل ابن فضلان الجيهاني، وكان وزيرًا لصاحب خراسان ومن ثم تحركت القافلة وسارت إلى نهر جيحون الذي مرت منه بسلام ومن ثم سارت إلى خوارزم، واستقروا فيها لبعض الوقت.[٢]
وقد تخلف عدد كبير ممَن كانوا مع ابن فضلان في الرحلة ومنهم فقهاء وعلماء، ويعود السبب في ذلك إلى خوفهم من أن يعانوا قسوة الشتاء والبرد في الطريق وبسبب قلة الموارد المالية.[٢]
سبب رحلة ابن فضلان
طلب ملك البلغار من الخليفة المقتدر بالله أن يرسل وفدًا لمملكته لكي يتعلم أهل مملكتها تعاليم الدين الإسلامي وليقوم ببناء جامع على الطريقة الإسلامية ويعلم الأولاد الصغار فيه حفظ القرآن الكريم وتعاليم السنة النبوية الشريفة وكل ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن يقوم ببناء حصون تحميهم من الأعداء ولقد استجاب الخليفة المقتدر بالله، لذا تحدّث مع ابن فضلان ليقوم بذلك وبعث إليه بكتاب تضمن ما فيه:[٣]
“ملك الصقالبة إلى أمير المؤمنين المقتدر يسأله فيه البعثة إليه مِـمَّن يفقّه في الدين، ويعرّفه شرائع الإسلام، ويبني له مسجداً، وينصب به منبراً ليقيم عليه الدعوة له في بلده وجميع مملكته، ويسأله بناء حصن يتحصّن فيه من الملوك المخالفين له، فأجيب إلى ما سأل من ذلك”.
أسلوب ابن فضلان في رسالته
تميزت رسالة ابن فضلان بأسلوب ممتع ودقيق وشائق، وكيف أنه نقل عادات تلك الشعوب التي تحدث عنها وتقاليدها وحياتها بشكل دقيق الملاحظة فلم يفوت شيئًا، ويصف في تلك البلدان حال الحكام والأمراء وعامة الشعب، وامتازت رسالة ابن فضلان بأنه وضع العلاقة الأساسية بين المكان والزمان.[٤]
أهمية رحلة ابن فضلان
تكمن أهمية رحلة ابن فضلان في:
- تضيء رسالة ابن فضلان مرحلة غامضة لتاريخ بعض الشعوب كروسيا وبلغاريا والبلاد الإسكندنافية.
- قدَّم لنا ابن فضلان صورة حية للظروف السياسية في العالم الإسلامي، والعلاقات بين بلاد الإسلام والبلاد المتاخمة لها في آسيا الوسطى.
- قدم لنا ابن فضلان الأصقاع النائية التي كانت تمثل أطراف العالم المتمدن آنذاك مثل حوض نهر الفولغا، وتحفل رسالته بمادة إثنوغرافية قيّمة جداً ومتنوعة بصورة فريدة.
- تمسُّ رسالة ابن فضلان عدداً من القبائل التركية البدوية القاطنة في آسيا الوسطى.
- أصبحت رسالة ابن فضلان مصدراً من أهم المصادر عن تاريخ الأقطار التي زارها وعن صورتها الجغرافية وحيا السكان الاجتماعية.
- لا تزال رسالة ابن فضلان تدرس في كل المدارس الروسية ويتحدث المؤرخ الفرنسي “أندريه ميكيل” عن فضل ابن فضلان على تاريخ روسيا.
المراجع
- ^ أ ب ابن فضلان ، رسالة ابن فضلان، صفحة 89_145.
- ^ أ ب ت ابن فضلان ، رسالة ابن فضلان، صفحة 99_178.
- ↑ “رسالة ابن فضلان “، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022.
- ↑ ابن فضلان ، رسالة ابن فضلان، صفحة 89_167.