محتويات
نبذة عن كتاب الذخيرة للقرافي
وضع الإمام القرافي كتابه الذخيرة في الفقه على مذهب الإمام مالك، ولا يعدّ هذا الكتاب كتاب فقه مجرد عن الدليل؛ بل اعتنى الإمام بذكر أدلة المسائل، ونص القرافي على أن تسمية الكتاب جاءت من مقصده؛ في جعل الكتاب ذخيرة لطلاب العلم في تحصيل مطالبهم، وتقريب مقاصدهم.[١]
ويعدّ كتاب الذخيرة للإمام القرافي ذا قيمة علميّة كبرى؛ سواء في الفقه الإسلامي على العموم، أو في الفقه المالكي على وجه الخصوص، وترجع أهمية الكتاب إلى عدة نقاط، منها:[٢]
- إن الإمام القرافي قد جمع في كتابه طرق المالكية شرقاً وغرباً.
- أنه جمع فيه حسن الترتيب والتبويب
مع التوسع في الشرح، والتوجيه والتعليل،؛ مما يسهَّل على القارئ الوصول إلى المسألة التي يريدها، كما يغنيه عن الرجوع إلى الكتب الأخرى؛ للإحاطة بتلك المسألة من جميع جوانبها وفروعها.
- اعتناؤه بذكر أدلة المسائل
من الكتاب والسنة، والإجماع والقياس وغيرها، كما أكثر فيه من التقعيد والتأصيل، وربط الفروع بأصولها.
- اعتناؤه بنقل أقوال الإمام مالك
واختلاف الروايات عنه في المسألة الواحدة، كما اعتنى أيضاً بنقل أقوال كبار أصحابه وتلاميذه الذين أخذوا عنه.
- تنبيهه على مذاهب الأئمة الثلاثة
أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، مع بيان أدلتهم ومآخذهم في كثير من المسائل.
- يحتوي الكتاب على كثير من آراء فقهاء الأمصار
ممن اندثرت مذاهبهم وفُقدت مؤلفاتهم؛ كسفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وغيرهم.
- تنوع المصادر
بحيث جمع القرافي كتابه من نحو أربعين كتاباً من كتب المذهب؛ ما بين شرح وكتاب مستقبل، خارجاً عن الحديث واللغة وغيرها، مما جعله كتاباً ثرياً بالمسائل والفروع الفقهية.
محتويات كتاب الذخيرة إجمالاً
يعدّ كتاب الذخيرة موسوعة فقهية؛ فهو جامع لكل أبواب الفقه من العبادات والمعاملات، ويمكن تقسيم محتويات الكتاب إلى:[٣]
- مقدمة أولى؛ في بيان فضل العلم وآدابه.
- مقدمة ثانية؛ في أصول الفقه وقواعده.
- التفصيل في مسائل الفقه المختلفة.
- خاتمة الكتاب وتسمى بالجامع؛ حيث ذكر فيها القرافي مسائل تتعلق بالعقيدة.
التعريف بالقرافي
هو الإمام أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن الصَنْهاجي القَرافيّ، يُلقب بشهاب الدين، ويُكنَّى بأبي العبّاس، ولد سنة ستمائة وستة وعشرين للهجرة (1229م) في مصر، وهو من علماء المالكيّة، ترجع نسبته إلى قبيلة صنهاجة من برابرة المغرب، وإلى القرافة، وهي محَلّة بمصر مجاورة لقبر الإمام الشافعي بالقاهرة.[٤]
والقرافي فَقيهُ مالكي، كان مع تبحُّره في عدَّة فنون من البارعين في عمل التماثيل المتحركة في الآلات الفلكية، وتوفي -رحمه الله- في جمادى الآخرة عام ستمائة وأربعة وثمانين (1285م) في مصر، عن عمر قارب ثمانية وخمسين سنة، ودفن بالقرافة.[٥]
أهم مصنفات القرافي
للقرافي -رحمه الله- مصنفات جليلة في الفقه والأصول، منها:[٦]
- أنوار البروق في أنواء الفروق، أربعة أجزاء.
- الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرف القاضي والإمام.
- الذخيرة، في فقه المالكية، ست مجلدات.
- اليواقيت في أحكام المواقيت، في الرباط.
- شرح تنقيح الفصول في الأصول.
- مختصر تنقيح الفصول.
- الخصائص في قواعد العربية.
- الأجوبة الفاخرة في الرد على الأسئلة الفاجرة.
المراجع
- ↑ صفية حسين، القواعد الفقهية المستخرجة من كتاب الذخيرة للإمام القرافي، صفحة 99. بتصرّف.
- ↑ دحماني عبد الحليم، الفروق الفقهية من خلال كتاب الذخيرة، صفحة 38. بتصرّف.
- ↑ دحماني عبد الحليم، الفروق الفقهية من خلال كتاب الذخيرة، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ مُحمَّد مُحمَّد كمارا، منهج الاستدلال والترجيح الإمام القرافي، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ رحو مُحمَّد ، قواعد الأيمان من فروق القرافي ترتيب البقوري، صفحة 2.
- ↑ الزركلي، الأعلام، صفحة 95. بتصرّف.