كلى و مسالك بولية

جديد ما هو تليف الكلى

تليّف الكلى

يحدث تليّف الكلى (بالإنجليزية: Renal fibrosis) في البداية كرد فعل طبيعي للجسم لحدوث ضرر في النسيج الكلوي، وبزوال المسبّب للضرر يشفى النسيج ويعود إلى وضعه الطبيعي، ولكن في حال استمرار المسبّب لضرر وتلف الكلى، تتراكم الندبات (بالإنجليزية: Scars) ويفقد النسيج خواصّه الحيويّة، وتضعف قدرة الكلى على أداء وظائفها، وفي الحقيقة يحدث التليّف المرضي في أنسجة الكلى (بالإنجليزية: Pathological fibrosis)، ومع استمرار التليّف يفقد النسيج قدرته على الشفاء، وتزداد صعوبة وصول الدم لتغذية النسيج الكلوي مما يؤدي في النهاية إلى حدوث الفشل الكلويّ (بالإنجليزية: Kidney failure)، ومن الجدير بالذكر أنّ تليّف الكلى قد يحدث نتيجة إصابة الشخص بأيّ من أمراض الكلى المُزمنة والتصاعديّة (بالإنجليزية: Chronic kidney diseases)، وذلك خاصّة في المراحل المتقدمة منها، إذ يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية لتطور المرض الكلوي المزمن إلى المرحلة النهائية (بالإنجليزية: End stage renal disease)، وقد يصيب التليّف العديد من الأعضاء الأخرى في الجسم كالرئتين والكبد، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمراض التليّفية (بالإنجليزية: Fibrotic diseases) تتسبب بما يقارب نصف الوفيات في دول العالم المتقدمة سنوياً.[١][٢]

علاج تليّف الكلى

لم يتمكن العلماء إلى الآن من إيجاد علاج فعال لمرض تليّف الكلى أو أيّ من أمراض التليّف الأخرى التي تصيب الأعضاء المختلفة في الجسم، ولأنّ عملية التليّف تُعتبر إحدى عمليات الإصلاح الحيويّة التي يقوم بها الجسم لمحاولة الحدّ من الضرر الحاصل على الأنسجة وإصلاحه، يدخل في هذه العملية العديد من العوامل والخلايا المختلفة، وتتمّ بشكلٍ معقد جداً، ولكن يوجد بعض الطرق العلاجيّة التي تم التوصل إليها، أو يتمّ اختبارها حالياً للتخفيف من تقدم مرض تليّف الكلى ومن هذه الطرق ما يلي:[٣]

  • الأدوية المُوجهة ضد نظام الرينين-أنجيوتنسين: (بالإنجليزية: Renin–angiotensin system) وتُعتبر أدوية مثبط الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: Angiotensin converting enzyme inhibitor) مع أدوية مضادات مستقبلات الأنجيوتينسن (بالإنجليزية: Angiotensin II receptor blocker) هي الخيار الأول للعلاج في حالات تليّف الكلى، وعلى الرغم من عدم قدرة هذه الأدوية على منع تقدّم مرض تليّف الكلى بشكلٍ تام، إلا أنّها تساعد على تخفيف سرعة تقدّم المرض، كما وأظهر استعمال إنزيمات الكاليكريين (بالإنجليزية: Kallikrein)، ومضادات مستقبل الألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone antagonists) القدرة على تخفيف تقدم مرض تليّف الكلى.
  • دواء الموكسونيدين: (بالإنجليزية: Moxonidine) يعمل هذا الدواء على حصر نشاط العصب الوديّ (بالإنجليزية: Sympathetic nerve) مما يؤدي إلى التخفيف من سرعة تقدم مرض التليّف.
  • أدوية الستاتين: (بالإنجليزية: Statins) حيثُ يعمل هذا الدواء على الحدّ من تندّب نسيج الكلى، وقد يُعزى ذلك لقدرته على تخفيف نسبة الدهون في الدم، ومن خلال خواصّ الدواء المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Anti-inflammatory).
  • تجنّب العوامل التي تساهم في تطور المرض: من خلال تجنّب التدخين، حيثُ وُجد أنّ التدخين يزيد من سرعة تقدم مرض تليّف الكلى، ومن خلال تخفيف الوزن وتجنّب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والتي تحفز الإصابة بمرض تليّف الكلى.

أعراض مرض الكلى المزمن

تُعتبر عملية تليّف الكلى المسبب الرئيسيّ الذي يؤدي إلى تطور مرض الكلى المزمن إلى مرحلة المرض النهائيّة[٣]، وفي الحقيقة يصاحب تقدم مرض الكلى المزمن ظهور بعض الأعراض والعلامات المختلفة ومنها ما يلي:[٤]

  • الغثيان (بالإنجليزية: Nausea).
  • القيء (بالإنجليزية: Vomiting).
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالتعب والضعف.
  • مشاكل واضطرابات في النوم.
  • تغير في عدد مرات التبول.
  • شد وتشنجات في العضلات.
  • تورم القدمين والكاحلين.
  • الشعور بحكة دائمة.
  • الشعور بألم في الصدر، وذلك في حال تجمع السوائل في المنطقة المحيطة للقلب.
  • ضعف في التنفس، وذلك في حال تجمع السوائل في الرئة.
  • ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension) مع صعوبة القدرة على التحكم به.

أسباب الإصابة بمرض الكلى المزمن

يحدث مرض الكلى المزمن نتيجة وجود مرض أو حالة صحية تُضعف من وظيفة الكلى، مما يؤدي إلى حدوث ضرر فيها، وقد يتطور مرض الكلى المزمن على مر العديد من الأشهر والسنوات، ومن الأسباب التي تؤدي إلى تطور مرض الكلى المزمن ما يلي:[٤]

  • الإصابة بمرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes) من النوع الأول أو النوع الثاني.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التهاب كبيبات الكلى (بالإنجليزية: Glomerulonephritis).
  • التهاب الكلية الخلالي الأنبوبي (بالإنجليزية: Interstitial nephritis).
  • مرض الكلى المتعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic kidney disease).
  • انسداد المسالك البولية لفترة طويلة بسبب عدد من الحالات الصحيّة مثل تضخم البروستات، أو بسبب تكوّن حصى الكلى (بالإنجليزية: Kidney stones)، أو بسبب الإصابة بالسرطان.
  • الجزر المثانيّ الحالبيّ (بالانجليزية: Vesicoureteral reflux)، وهي حالة صحية تؤدي إلى ارتجاع البول إلى الكلية.
  • التهاب الحويضة والكلية (بالإنجليزية: Pyelonephritis).

مضاعفات مرض الكلى المزمن

يؤثر تقدم مرض الكلى المزمن في جميع أعضاء الجسم تقريباً، ومن المضاعفات التي تصاحب تقدم المرض ما يلي:[٤]

  • احتباس السوائل (بالإنجليزية: Fluid retention) في الجسم، مسبباً تورم اليدين والقدمين، ويظهر على المريض ارتفاعاً في ضغط الدم، وقد تشكل الوذمة الرئوية (بالإنجليزية: Pulmonary edema) أيضاً.
  • فرط بوتاسيوم الدم (بالإنجليزية: Hyperkalemia)، حيث يحدث ارتفاع مفاجئ لمستوى البوتاسيوم في الدم، ممّا يهدد حياة المريض نتيجة لتأثيره في عمل القلب.
  • الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  • ضعف العظام وزيادة احتمالية الإصابة بالكسور.
  • الإصابة بفقر الدم (بالإنجليزية: Anemia).
  • مشاكل في الانتصاب (بالإنجليزية: Erectile dysfunction) عند الرجال، وضعف الرغبة الجنسية، ومشاكل في الخصوبة.
  • صعوبة التركيز والإصابة بالتشنجات العصبيّة، وذلك نتيجة لحدوث أضرار في الجهاز العصبيّ المركزيّ (بالإنجليزية: Central nervous system).
  • ضعف الاستجابة المناعيّة، مما يؤدي إلى سهولة الإصابة بالأمراض.
  • التهاب التامور (بالإنجليزية: Pericarditis)، وهو التهاب يصيب الغشاء المحيط بالقلب.

المراجع

  1. Benjamin D. Humphreys (16-10-2018), “Mechanisms of Renal Fibrosis”, Annual Review of Physiology, Issue 80, Page 309-326. Edited.
  2. Peter Boor, Tammo Ostendorf, Jürgen Floege (14-9-2010), “renal fibrosis: novel insights into mechanisms and therapeutic targets”, Nature Reviews Nephrology, Issue 6, Page 643–656. Edited.
  3. ^ أ ب Peter Boor, Katarína Šebeková, Tammo Ostendorf, “Treatment targets in renal fibrosis”, Nephrology Dialysis Transplantation, Issue 22, Page 3391–3407.
  4. ^ أ ب ت “Chronic kidney disease”, www.mayoclinic.org,8-3-2018، Retrieved 5-4-2018. Edited

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى