موبايل

جديد من هو مؤسس شركة سامسونج

هُوآم بيونغ تشول لي مؤسس شركة سامسونج

هُو-أم بيونغ تشول لي (بالإنجليزيّة: Ho-Am Byung-chull Lee) رائد الأعمال الكوريّ الجنوبيّ، يُعدّ مؤسس شركة سامسونج، وهو من أبناء عائلة بيونغ تشول التي احتلت المرتبة الثانية كأغنى عائلات آسيا بثروة تقدّر بـ 40.8 مليار دولار حسب مجلّة فوربس لعام 2017م، ويعدّ من المؤثرين في الاقتصاد الكوريّ الذي دفع بالقوة الصناعيّة الوطنيّة، و تنميّة الموارد البشريّة.[١][٢]

بدأ بيونغ تشول لي حياته المهنيّة عام 1938م بتأسيسه لشركة سامسونج التجاريّة في دايجو التي دفعت الاقتصاد الكوريّ للنمو والإزدهار، ثمّ أسس وترأس اتحاد الصناعات الكوريّة عام 1961م، و في عام 1980م دخل عالم تقنيّة أشباه الموصلات (بالإنجليزيّة: semiconductors) التي وضعت الأساس للتطور التكنولوجيّ، وتُوفيّ عام 1987م.[١]

الولادة والعائلة

وُلد هُو-أم بيونغ تشول لي في 12 فبراير 1910، في مقاطعة يوريونغ بمحافظة جيونج سانج الجنوبية، لعائلة ثريّة تتبع التقاليد و تحترم مبادئ الكونفوشيوسية، وكانت عائلته مكوّنة من والده تشان وو لي، ووالدته المُلقّبة كوون من عشيرة أن دونغ، وثلاثة إخوة كان هو أصغرهم.[٣]

التَّعليم

درس بيونغ تشول لي الصينية الكلاسيكية من سن الخامسة في مدرسة مونسان جونغ الخاصّة التي أنشأها جَدُّه، وانتقل بعدها إلى مدرسة جيسو الإبتدائية في سن العاشرة لمتابعة تعليمه عام 1922م، ثمّ انتقل إلى مدرسة سو سونغ المتوسطة في سيؤول، بعدها درس العلوم الحديثة في مدرسة جونج دونج الإعداديّة عام 1929م، ثمّ التحق عام 1930 بجامعة واسيدا في اليابان لدراسة الاقتصاد، لكنّه عاد إلى كوريا مقرراً البدء بالعمل التجاريّ بهدف تأسيس ودفع الاقتصاد الكوريّ في ظل الاستعمار اليابانيّ، ونال درجة الدكتوراه الفخريّة في اقتصاديات الأعمال من جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكيّة عام 1982م.[١][٣]

العمل في التّجارة

بعد عودة بيونغ تشول لي إلى كوريا قرَّر الدخول في مجال الأعمال التجاريّة بهدف تنمية الاقتصاد الكوريّ، الذي كان تحت الاستعمار الياباني، وبدأ مشروعه ببناء أكبر مصنع للأرز في ميناء ماسان عام 1936م باستثمار بلغت قيمته عشرة آلاف وون، ولكن بعد عام واحد فقط خسر المصنع ثلثي الاستثمارات الأوليّة، لكنّ بيونغ تشول لي استخدم استراتيجيّة جديدة، كانت تتمثل ببيع الأرز عند ارتفاع سعره وشراءه عند انخفاض السعر واستطاع بها استرداد خسائر الشركة وتحقيق الأرباح، دفعت به تجارة الارز إلى شراء شركة ماسان لتّشول للنقل نتيجة المشاكل المتعلّقة بشحن الأرز، وبعد ازدهار شركتيه حوّل اهتمامه إلى شراء الأراضي، حيث امتلك خلال عام حوالي 6.6 مليون متر مربع منها، والتي اشتراها عن طريق القروض المصرفيّة، ولكنّ الحرب الصينية اليابانية الثانية أدّت إلى انهيار قيمة الأراضي مما ساهم في تراكم الديون عليه.[٤]

تأسيس سامسونج

أعاد بيونغ تشول لي حساباته نظراً للتقلّبات الاقتصاديّة المحليّة والدوليّة التي مرّت بها كوريا في تلك الفترة، وقام بجولة في الصين للتخطيط لمشروعه التالي الذي بدأه في الأول من شهر آذار/مارس من عام 1938م بتأسس شركة سامسونج التجارية في سو دونغ دايجو، وبدأت التجارة في الصين و منشوريا.[٥]

معنى الاسم

اختار بيونغ تشول لي اسم سامسونج لشركته الجديدة، اوهو اسم يتكوّن من كلمتين هما: كلمة سام؛ وهي نطق الحرف الصيني للرقم ثلاثة الذي يُعدّ رقماً مفضلاً لدى الكوريين، ويعني الكبير والوفير والقويّ، وكلمة سونغ؛ وهي نطق الحرف الصيني لكلمة نجم الذي يحمل معنى النور والسطوع والسُمو، وذلك لتمثيل رغبته في بناء تجارة كبيرة، وقويّة، تسطع وتستمر إلى الأبد.[٥]

بداية الشركة

تَمَسَّك بيونغ تشول لي بفلسفته في العمل واختار صديقه القديم لي سون جيون لإدارة العمليات، و قامت سامسونج بتعزيز تجارتها من خلال إنتاج النودلز وتصديرها إلى الصين ومحافظاتها، وبعد الحرب الكوريّة وسّع لي أعماله في المنسوجات وفتح أكبر آلة لغزل الصُّوف في كوريا بهدف دعم الاقتصاد بعد الحرب، وسّعت الشركة عمليات تصنيع المنسوجات لتغطية كامل خط الإنتاج إبتداء من المواد الخام وصولاً إلى المنتج النهائي، و إنشاء فروع جديدة لها، و خلال نفس الفترة بدأت الشركة في الاستثمار في الصناعات الثقيلة والكيميائية والبتروكيماوية.[٥][٦][٧]

سامسونج للإلكترونيات

في عام 1969م دخلت سامسونج صناعة الإلكترونيات بأجهزة التلفاز بالأبيض والأسود التي تعدّ أول منتجاتها، و خلال فترة السبعيينات بدأت الشركة تصدير منتجاتها الإلكترونيّة المنزليّة مثل الغسالات وأفران المايكروويف إلى الخارج.[٥][٦][٧]

شهدت أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات نموّاً في القطاع التكنولوجيّ لسامسونج، وأولت الشركة اهتماماً خاصّاً لمجال تقنيّة أشباه الموصلات التي دفعت بالثورة التكنولوجيّة فيما بعد، حيث تمّ إنشاء فروع منفصلة لأشباه الموصلات والإلكترونيّات، وفي عام 1978م تمّ إنشاء قسم الفضاء، ثمّ في عام 1985م تم تأسيس فرع  سامسونج داتا سيستمز (بالإنجليزيّة:  Samsung Data Systems) لتلبيّة الحاجة المتزايدة لتطوير ُنظُم الشركات، التي ساهمت بدورها في جعل شركة سامسونج رائدة في خدمات تكنولوجيا المعلومات، وتوسّعت الشركة في العديد من المجالات مثل: الإلكترونيات، وأشباه الموصلات، والاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة، والفضاء، وتكنولوجيا النانو، والهندسة الوراثيّة، والموادّ الكيميائيّة عالية البوليمر، من خلال إنشاء معهدين للبحث والتطوير.[٥][٦][٧]

في التسعينيات، تابعت سامسونج التوسّع في أسواق الإلكترونيات العالميّة لتتسلق المراكز الخمسة الأولى من حصة السوق العالميّة، وشهد عام 2000م ولادة سلسلة هواتف سامسونج جالكسي (بالإنجليزيّة: Samsung’s Galaxy) الذكيّة، و تابعت سامسونج التوسّع في سوق الهواتف المحمولة لتصبح في عام 2012م أكبر شركة لتصنيعها، وفي عام 2014م أعلنت سامسونج أنها ستبدأ بيع الألياف الضوئية، وبحلول عام 2015م حصلت سامسونغ على العديد من براءات الاختراع الأمريكيّة، حيث حصلت على أكثر من 7500 براءة اختراع قبل نهاية العام.[٥][٦][٧]

المُنتجات

تُنتج شركة سامسونج العديد من المنتجات المُختلفة التي تَخدِم المستخدمين حول العالم في قطاعات مختلفة، وتقسّم المنتجات إلى فئات رئيسة هي:[٨]

  • الهواتف الذكيّة.
  • الأجهزة اللوحيّة.
  • أجهزة التلفاز الذكيّ.
  • أجهزة الكمبيوتر الشخصيّة والمحمولة.
  • الأجهزة الإلكترونيّة المنزليّة.
  • أجهزة المراقبة والأمان.

الفلسفة الإداريّة

أدار بيونغ تشول لي شركاته بفلسفة إداريّة اكتسبها من الخبرة العمليّة، تتلخّص في ثلاث نقاط هي:[٩]

  • دعم الاقتصاد الوطنيّ لكوريا: يعتقد بيونغ تشول لي أنّ الشركة يجب أن تساهم بشكل فعّال في دعم كوريا لذلك كانت المصالح الوطنيّة ورفاهية الشعب الكوريّ من أولوياته.
  • أهميّة الموارد البشريّة: تتمثل في احترام حقوق الإنسان وتشجيع كل فرد على إظهار قدراته، والتي ستكون قوة دافعة للمجتمع، لذلك فتح شركته أمام الأشخاص الموهوبين.
  • العقلانيّة: هي الدافع للتطبيق العمليّ للمبدأين السابقين، بشرط أن تكون متجذرّة في الإدارة.

الجوائز

نال بيونغ تشول لي عدّة جوائز، منها:[١]

  • ميدالية البرج الذهبي للصناعة (بالإنجليزيّة: Medal of Golden Tower Industry) عام 1969م.
  • جائزة أفضل مُطوّر في العالم عام 1979م.
  • عام 1987م تمّ منحه بعد وفاته وسام موغَنغ واه (بالإنجليزيّة: Mugunghwa Order)، و وسام هانيل دِيانغ سيو الوطنيّ (بالإنجليزيّة: Hunil Deungseo ) من الحكومة اليابانيّة.

المُؤلفات

ألّف بيونغ تشول لي عدّة كتب عبّر فيها عن فلسفته الإداريّة، مثل: كتاب فلسفة إدارة هو-أم (بالإنجليزيّة: Management Philosophy of Ho-Am)، إضافةً إلى سيرته الذّاتية واقباساته.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج “Ho-Am Byung-chull Lee”, hoamprize.samsungfoundation.org, Retrieved 29-12-2018. Edited.
  2. “#2 Lee (Byung-Chull) family”, www.forbes.com, Retrieved 29-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب “The Early Years”, hoamprize.samsungfoundation.org, Retrieved 29-12-2018.
  4. “Ambition for Enterprise and Lessons”, hoamprize.samsungfoundation.org, Retrieved 29-12-2018.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح “The Beginning : Samsung Trading Company”, hoamprize.samsungfoundation.org, Retrieved 29-12-2018. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Peter Bondarenko, “Samsung SOUTH KOREAN COMPANY”، www.britannica.com, Retrieved 29-12-2018. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث Matthew Burris (4-9-2018), “The History of Samsung (1938-Present)”، www.lifewire.com, Retrieved 29-12-2018.
  8. “products”, www.samsung.com, Retrieved 29-12-2018.
  9. “Philosophy in management”, hoamprize.samsungfoundation.org, Retrieved 29-12-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى