إسلام

من هو قائد المسلمين في معركة الجسر

من هو قائد المسلمين في معركة الجسر

مقالات ذات صلة

قائد المسلمين في معركة الجسر

قيادة أبي عبيد الثقفي لمعركة الجسر

كان أبو عبيد الثقفي قائد معركة الجسر، حيث كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد دعا الناس للخروج إلى فارس ومواجهتهم، إلّا أنّهم قد تثاقلوا من ذلك، لكون الفرس قد عُرفوا بقوتهم وقهرهم للأمم وعظم شوكتهم، فأخذ عمر -رضي الله عنه- بحثّ الناس وتحريضهم على الجهاد في سبيل الله -تعالى-، وتذكيرهم بأنّ الله -تعالى- قد وعد في القرآن الكريم بأن يورث الأرض لعباده المؤمنين.[١]

وكان يتلو عليهم قول الله -تعالى-: (هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ)،[٢] فكان أول من استجاب لدعوته أبو عبيد بن مسعود الثقفي -رضي الله عنه-، فأمّره على الجيش وأوصاه بمشاركة أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الرأي والاستماع إلى مشورتهم،[١] وقد كان ذلك في شهر شعبان،[٣] سنة ثلاث عشرة للهجرة.[٤]

التعريف بأبي عبيد الثقفي

هو أبو عبيد بن مسعود بن عمرو الثقفي، يعدّ والده مسعود عظيم القريتين مكة والطائف الذي أشير إليه في قول الله -تعالى-: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)،[٥][٦] وقد أسلم أبو عبيد -رضي الله عنه- في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٧] فكان من سادة الصحابة،[٨] وقائداً شجاعاً،[٩] وله من الأبناء ثلاثة وهم: جبر الذي استشهد في معركة الجسر، والمختار،[١٠] وصفية التي تزوجها ابن عمر -رضي الله عنهما-.[٧]

أمّا استشهاده -رضي الله عنه- فكان في معركة الجسر، حيث كان الجيش الإسلامي قد عبر نهر الفرات لملاقاة الفرس في الضفة الشرقية منه، إلّا أنّ الفرس قد عمدوا لمهاجمتهم بسرعة دون إعطائهم مهلة بعد عبور النهر، فاشتدّ الأمر بالمسلمين لا سيما وأنّ الفرس كانت قد استعانت بفيلة مدربة أخافت خيول المسلمين.[١١]

فمشى أبو عبيد -رضي الله عنه- والناس معه إلى الفرس لقتالهم بالسيوف، إلّا أنّ الفيلة صدتهم عن ذلك وفرّقت بينهم، فما كان منه -رضي الله عنه- إلّا أن دعا الناس لمهاجمة الفيلة وقلب أهلها عنها، فصعد على إحدى تلك الفيلة وأوقع من كان عليه من الفرس، لكنّ الفيل تمكّن من إسقاط أبي عبيد على الأرض وضربه برجله ووقف فوقه، فاستشهد أبو عبيد -رضي الله عنه-.[١١]

التعريف بمعركة الجسر

معركة الجسر هي إحدى المعارك الإسلامية التي خاضها المسلمون مع الفرس الذين كانوا قد جهّزوا جيشاً بلغ عدد جنوده اثنا عشر ألفاً؛ وذلك بغية قتال المسلمين لاستعادة هيبة الدولة والروح المعنوية لجيوشهم، لا سيما وأنّ الإسلام كان قد انتشر على نطاقٍ واسع،[١٢] كما أشير مسبقاً إلى أنّ هذه المعركة وقعت سنة ثلاث عشرة للهجرة.[١٣]

ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أنّ جيش المسلمين وكان عدده حينئذ تسعة آلاف مقاتل عمد إلى عبور نهر الفرات من خلال جسر أقيم عليه،[١٣] إلّا أنّ ذلك كان خطأً عسكرياً وقع فيه أبو عبيد -رضي الله عنه- لكونه لم يستمع إلى نصيحة قادة جيشه الذين كانوا قد أشاروا عليه بعدم عبور النهر؛ وذلك حتى تبقى الصحراء من خلفهم يتراجعون إليها حال الهزيمة فيتمكّنوا من إعادة التخطيط والترتيب، وإن كُتب لهم النصر كان الوصول إلى الضفة الشرقية من النهر أمراً سهلاً.[٣]

وبذلك كان خيار عبور النهر سبباً في هزيمة المسلمين،[٣] حيث استشهد أبو عبيد -رضي الله عنه-، والقادة الذين كانوا من بعده، وعددٌ كبير من المسلمين، ثمّ تولّى زمام الأمور والقيادة المثنى بن حارثة الذي عمد إلى ترتيب انسحاب المسلمين.[١٤]

خلاصة المقال: أبو عبيد الثقفي -رضي الله عنه- هو قائد معركة الجسر ضد الفرس، كان من خيرة الصحابة، وكان قائداً شجاعاً، أمّره عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قيادة الجيش في معركة الجسر، وتُوفّي أبو عبيد فيها وغيره من القادات إثر الهجوم عليهم من قِبل الفرس بفيلتهم بعد عبورهم للنهر مباشرة.

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد مسكويه (2000)، تجارب الأمم وتعاقب الهمم (الطبعة 2)، طهران:سروش، صفحة 307-308، جزء 1. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:33
  3. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 87. بتصرّف.
  4. الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، مصر:المكتبة التوفيقية، صفحة 68، جزء 3. بتصرّف.
  5. سورة الزخرف، آية:31
  6. سبط ابن الجوزي (1434)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة 1)، دمشق:دار الرسالة العالمية، صفحة 162، جزء 5. بتصرّف.
  7. ^ أ ب الذهبي (1413)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتاب العربي، صفحة 137، جزء 3. بتصرّف.
  8. الذهبي، العبر في خبر من غبر، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 14، جزء 1. بتصرّف.
  9. الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، بيروت:دار العلم للملايين، صفحة 190، جزء 4. بتصرّف.
  10. ابن عبد البر (1412)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة 1)، بيروت:دار الجيل، صفحة 1709، جزء 4. بتصرّف.
  11. ^ أ ب محمود خطاب (1419)، بين العقيدة والقيادة (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 242. بتصرّف.
  12. محمد طقوش (1424)، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية (الطبعة 1)، عمان:دار النفائس ، صفحة 184. بتصرّف.
  13. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 133. بتصرّف.
  14. أحمد العسيري (1417)، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام الى عصرنا الحاضر (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 113. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى