محتويات
النعمان بن مقرن: قائد معركة نهاوند
معركة نهاوند أو معركة فتح الفتوح، كانت بقيادة النُّعمانِ بن مُقرّنٍ رضي الله عنه، ووقعت معركة نهاوند في عهدِ أميرِ المؤمنين عمرَ بن الخطَّابِ رضي الله عنه، وكانت المواجهةُ فيها بينَ المسلمينَ والفُرسِ، حيث جهَّز عمرُ بن الخطَّاب جيشاً قوامهُ نحوَ أربعينَ ألف تحتَ قيادةِ النُّعمان بن مُقرّن،[١] وبعد عودة النعمان إلى المدينة المنورة مبشرًا بنصر القادسية، دخل عمر بن الخطَّاب المسجد؛ فرأى النُّعمان، فلما قضى صلاتهُ، قال: “أما إني سأستعملك”، فقال النُّعمان: “أمّا جابياً فلا، ولكن غازياً”، فقالَ عمر: “فأنتَ غازٍ”.[٢]
وقد قاتلَ النُّعمان في هذه المعركةِ بشجاعة كبيرةٍ، إلا أنَّه استُشهِدَ في أوَّل المعركةِ، وتناول عنهُ أخوه نعيم بن مُقرّن المزني الرّاية قبل أن تقعَ، وكتمَ مُصابَ أخيهِ كي لا يؤثر في معنوياتِ الرجالِ، وبعد أن انتهتِ المعركةُ وعَلِموا باستشهادهِ حزنوا عليهِ حُزناً شديداً، ولما علم عمر بن الخطاب باستشهاد النعمان بكى حتَّى علا صوته، فخسارة قائد عظيم مُصابٌ يستحقّ دموع الخليفة.[٣]
التعريف بالنعمان بن مقرن
هو النُّعمانُ بن عمرو بن مُقرِّنٍ المُزنيُّ، شهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معركة الأحزابِ، وشهد بيعةَ الرَّضوان، وكانَ قد ولَّاه عُمر كَسْكَرَ قبلَ أنْ يولّيه قيادةَ جيشِ نهاوند.[٤]
حمل يومَ فتحِ مكَّة لواء مزينة، وسكن في البصرةِ، ثم انتقل منها إلى الكوفةِ، ووجَّههُ سعد بن أبي وقَّاصٍ -رضي الله عنه- بأمر من عُمرَ إلى محاربةِ الهرمزان، وتقدَّم إلى تستر، وشهدَ وقائعها، ثمَّ عادَ إلى المدينةِ مُبشراً بفتحِ القادسيَّة، وغزا أصفهانَ وفتحها، وخرجَ قائداً في نهاوند واستشهد فيها.[٢]
سبب معركة نهاوند
يعودُ سببُ المعركة إلى تجمع الفرسَ في منطقة نهاوند بعد أن فتحت معظم مدنهم، واستمر بالبقاء فيها مدة، لعدمِ سماحِ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالانتشار في فارِس، لكنهم كانوا ينقضون العهود بكثرة، مستمدين القوة من وجود ملكهم بينهم، وبقاء أعداد كبيرة منهم داخل نهاوند.[٥]
ولمَّا علم أميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب بحشد الفرس في نهاوند بعددٍ هائل ٍوصل إلى حوالي مئتي ألف جندي بقيادة الفيرزان، استشار كبارِ الصحابة في كيفيَّة مواجهةِ هذا الموقفِ، فأشاروا عليه بأن يقوم بتجهيز جيشٍ لمواجهة الفرس وردعهم، وذلك قبل أن يتجرّأوا وينقضّوا على بلاد المسلمينَ، فعمل بمشورتهم، وجهَّز جيشاً لمواجهة الفرس.[١]
نتيجة معركة نهاوند
انتهت معركةُ نهاوند بتحقيقِ نصرٍ عظيمٍ للمسلمين، ودخلها المسلمونَ فاتحينَ بعد هزيمتهم للفُرسِ، وانتظر أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- في المدينة أنباءً من المسلمين، حتَّى جاءه رسول المسلمينَ من نهاوند يبشِّره بالفتح والنصر.[٣]
وقد سمَّى المؤرّخونَ معركةَ نهاوند بفتحِ الفتوح؛ وذلك لأن الفرسَ لم تجتمع بعدها، ولم تقم متحدةً، وقد أمرَ أمير المؤمنين عمر بن الخطَّابِ الجيوش الإسلاميَّة بالانسياح في بلاد فارس، فاستسلمت جميعها دونَ مقاومةٍ تُذكر؛ لأن الرُّوح المعنويَّة للفرس كانت قد تدهورت، وفي خلال عامٍ واحدٍ كانت كل مملكةِ آل ساسان في قبضةِ المسلمين، وهذا كان العام الأخير لخلافة عمر بن الخطَّاب.[٦]
ملخّص المقال: قائد معركة نهاوند هو الصحابي الجليل النُّعمان بن مُقرّن الذي خاض الكثير من المعارك منذ دخوله الاسلام، كان آخرها معركة نهاوند واستشهد فيها، وانتهت بتحقيق المسلمين نصراً عظيماً، وهزيمة الفرسِ، ودخول المسلمين إلى نهاوند فاتحين.
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 75. بتصرّف.
- ^ أ ب الزركلي خير الدين بن محمود بن محمود (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، صفحة 42، جزء 8.
- ^ أ ب خطاب محمود شيت (1998)، بين العقيدة والقيادة (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 249. بتصرّف.
- ↑ الذهبي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد (2006)، سير أعلام النبلاء، القاهرة:دار الحديث، صفحة 243-244، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخة الدرر السنية، صفحة 166. بتصرّف.
- ↑ عبد اللطيف عبد الشافي محمد (2007)، كتاب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي (الطبعة 1)، القاهرة:دار السلام، صفحة 259. بتصرّف.