الصحابة والتابعون

جديد من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه

من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه

يُعدُّ الصحابيّ عمران بن حُصين الخُزاعيّ؛ هو الرجُل الذي كانت الملائكة تُسلِّم عليه كرامةً له، وكان من فُقهاء الصحابة وفُضلائِهِم، وقاضياً للبصرة، وقال عنه أهل البصرة: إنّه كان يرى الحَفَظَة،[١] واسمه عمران بن حُصَيْن بن عُبَيْد بن خَلَف بن عبد نُهْم بن سَالم بن غَاضِرَة بن سَلُول بن حُبْشِيَّة بن سَلُول بن كَعْب بن عَمْر الخُزاعيّ الكَعْبيّ، ويُكنّى بأبي نُجَيد.[٢][٣]

تعريف بالصحابي عمران بن حصين

أسلم عمران بن الحُصين بعد معركة بدرٍ وفي حضور رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان إسلامه في عام خيبر مع الصحابي أبي هُريرة -رضي الله عنهما-، وروى عنه بعض التابعين،[٤][٥] وله العديد من الأحاديث، وبُعث في زمن عُمر إلى البصرة؛ ليُعلّم النّاس الفقه، وَوُلِّيَ قاضياً عليهم، وكان ممن حدّث عنه من الرّواة مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَزُرَارَةُ بنُ أَوْفَى، وَالحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَطَاءٌ مَوْلَى عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وغيرهم، ومن الأحاديث التي رواها عنه مُطرف بن عبد الله، أن عمران قال له إنه سيُحدّثه بحديثٍ ينفعه في الدُنيا والآخرة، فقال: (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- جَمع بيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عنْه حتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ فيه قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ، وَقَدْ كانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، حتَّى اكْتَوَيْتُ، فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الكَيَّ فَعَادَ)،[٦] وقد شهِد بعض الغزوات مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ثم يعود بعدها إلى المدينة، ولَبِسَ الخّزّ ذات يوم، فرآه النّاس به، فقال لهم إنّه سمِع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يقول: (إنَّ اللهَ إذا أنعَمَ على عَبدٍ نِعمةً يُحِبُّ أنْ تُرى عليه).[٧][٨]

ومن الفوائد المُستخرجة من رؤية عمران -رضي الله عنه- للملائكة؛ أنّ الملك قد يتمثّل لغير النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيراه، ويتكلّم بوجوده، ورُوي عن عمران أنّه كان يسمع كلام الملائكة،[٩] وذات يومٍ مرض عمران بمرض البواسير، فعالجه بكيّه بالنار، فتركت الملائكة السّلام عليه؛ لعدم صبره، وترْكِه التوكّل على الله، ولكنّه ترك الكيّ، فعادت الملائكة بالسّلام عليه،[١٠] وكان يُعاني من مرضٍ في بطنه ثلاثين سنة ويرفض التداوي بالكيّ، ولكنه قبل وفاته بسنتين وافق على الكيّ، وتُوفّي في البصرة في السنة الثالثة والخمسين للهجرة،[١١] وأوصى قبل وفاته فقال: “إِذَا أَنَا مِتُّ، فَشُدُّونِي عَلَى سَرِيرِي بِعِمَامَةٍ، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَأَطْعِمُوا”.[١٢]

فضل عمران بن حصين ومكانته

إنّ مما يُؤكِّد على فضل الصحابيّ عمران بن حُصين ومنزلته العالية تسليم الملائكة عليه، ورؤيته لبعضهم؛ فهي كرامةٌ له،[١٣] إذ يُعدُّ من سادات الصحابة، وحين عَمِلَ قاضياً في البصرة شهد له أهلها بكلّ خيرٍ، فقال الحسن: “ما قدم البصرةَ راكبٌ خير منه”،[١٤] كما أنه كان من فُقهاء الصحابة وفُضلائِهِم، وغزا العديد من الغزوات؛ فهو حامل راية خُزاعة يوم الفتح، وكان مُستجاب الدعوة، وقال عنه ابن سيرين إنّه أفضل الصحابة الذين نزلوا إلى البصرة، وكان يحلف أنّه ما قدم البصرة والسرور خيرٌ لهم من عمران.[١٥]

المراجع

  1. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 4، جزء 42. بتصرّف.
  2. مجد الدين الجزري ابن الأثير (1972)، جامع الأصول في أحاديث الرسول (الطبعة الأولى)، بيروت، دار الكتب العلمية ، صفحة 618، جزء 12. بتصرّف.
  3. زين الدين عبد الرحيم العراقي، طرح التثريب في شرح التقريب، مصر: الطبعة المصرية القديمة، صفحة 90، جزء 1. بتصرّف.
  4. أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (1991)، معرفة السنن والآثار (الطبعة الأولى)، دمشق: دار قتيبة، صفحة 309، جزء 3. بتصرّف.
  5. محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي، أبو عبد الله، شمس الدين (2003)، المطلع على ألفاظ المقنع (الطبعة الأولى)، مكتبة السوادي للتوزيع، صفحة 527. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1226، صحيح.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن أبي رجاء، الصفحة أو الرقم: 2/511، سنده صحيح.
  8. شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 508-511، جزء 2. بتصرّف.
  9. محمد بن علي بن آدم بن موسى (2006)، مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (الطبعة الأولى)، الرياض: دار المغني، صفحة 308، جزء 2. بتصرّف.
  10. محمد الأمين بن عبد الله الأرمي الهرري (2009)، الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (المسمَّى: الكوكب الوهَّاج والرَّوض البَهَّاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج) (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 94، جزء 14. بتصرّف.
  11. إسماعيل الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة، سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني، الرياض: دار الراية للنشر والتوزيع، صفحة 614. بتصرّف.
  12. محمد بن عبد الله الربعي (1986)، وصايا العلماء عند حضور الموت (الطبعة الأولى)، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 67. بتصرّف.
  13. محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (1990)، الطبقات الكبرى (الطبعة الأولى)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 217، جزء 4. بتصرّف.
  14. إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (1988)، البداية والنهاية (الطبعة الأولى)، دار إحياء التراث العربي، صفحة 66، جزء 8. بتصرّف.
  15. محمَّد الخَضِر بن سيد عبد الله بن أحمد الجكني الشنقيطي (1995)، كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي في كَشْفِ خَبَايا صَحِيحْ البُخَاري (الطبعة الأولى)، بيروت، مؤسسة الرسالة، صفحة 263-264، جزء 6. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى