الآداب

من هو أمية بن خلف؟

من هو أمية بن خلف؟

التعريف بأمية بن خلف

هو أمية بن خلف بن وهب بن حُذافة بن جمح من بني لؤي، وُلد في مكة، يُكنّى بأبي صفوان، يعدّ من سادات قريش ووجهائها، أدرك النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأدرك دعوته لكنه لم يسلم، وأصر على الكفر بل كان من أشد المعارضين والمحاربين للإسلام، ومما يُشتهر عنه أنه كان سيدًا لبلال بن رباح -رضي الله عنه-، كان لأمية بن خلف ابنان وهما: صفوان بن أمية بن خلف، وربيعة بن أمية بن خلف، وقد ذكرت كتب السير زواجه ثلاث مرات.[١]

هل كان أمية بن خلف معاديًا للإسلام؟

كان أمية بن خلف معاديًا للإسلام وأهله، ومن عداوته أنه ألحق ببلال بن رباح أشدّ العذاب، بل كان يتفنّن في تعذيبه وكل ذلك نابع من كراهيته للدعوة التي جاء بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان حريصًا كل الحرص من تجنُّب دخول ولديه الإسلام، فكان يقربهما إليه في مجلس قريش.[١]

ومن عداوته أنه شارك في الندوة التي عقدها كبار قريش ليتخلصوا من النبي قبل هجرته، والذي ينظر إلى ما فعله أمية بالمسلمين يرى حجم العداوة التي كان يُكنها في صدره للإسلام والمسلمين، ولا ريب أنّ هذه العداوة نابعة من الخوف والحرص على زوال سيادتهم، ومشاركتهم للفقراء؛ ذلك لأنّ قيم الجاهلية التي كانت في قلوبهم تستنكر عليهم هذا الفعل.[١]

اضطهاد أمية بن خلف للمسلمين

سلك أمية بن خلف سياسة التعذيب والتنكيل بالمسلمين رجاء رجوعهم عن دينهم، فلمّا علم بإسلام بلال وقد كان سيده ألحق به أصنافًا من العذاب رجاء رجوعه عن إسلامه، فكان يخرج به إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بصخرة كبيرة على صدره ثم يقول: “لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد” ليرد الأخير قائلًا: “ربي الله، أحدٌ أحد، ولو أعلم كلمة أحفظ لكم منها لقُلتُها”.[٢]

فكان أمية بن خلف من الجبابرة الذين طغوا وألقحوا بالمسلمين أشدّ العذاب حتى دعا عليه النبيّ بسبب ما ألحقه بالمسلمين من العذاب، وتعدّى الأمر إلى مشاركته في قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما اجتمع كفار قريش في دار الندوة وقد أخذوا العزم على قتل النبي لكن الله نجاه من هذا الكيد.[٢]

هجاء أمية بن خلف لشاعر النبي

لم يترك أمية بابًا يسبب للمسلمين الأذى إلا وسلكه، ومن ذلك هجاؤه لحسان بن ثابت شاعر النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث آذاه بأبياتٍ يقول فيها:[٣]

ألا من مُبْلِغٌ حَسّانَ عَنّي

مغلغلةً تدبُّ إلى عكاظِ

ألَيْسَ أبوكَ فِينَا كانَ قيْنًا

لدى القيْناتِ، فَسْلًا في الحِفاظِ

يمَانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيرًا

وينفُخُ دَائِبًا لهَبَ الشوُّاظِ

ليرد عليه حسان -رضي الله عنه- بأبيات يقول فيها:[٤]

أتَاني عَنْ أُمَيّةَ زُروُ قَوْلٍ

وَمَا هُوَ بالمَغِيبِ بِذِي حِفَاظِ

سأنشرُ إنْ بقيتُ لكم كلامًا

ينشرُ في المجامعِ منْ عكاظِ

قوافيَ كالسلامِ، إذا استمرتْ

منَ الصمّ المعجرفةِ الغلاظِ

تَزُورُكَ، إنْ شَتَوْتَ بكلّ أرْضٍ

وَتَرْضَخُ في مَحَلّكَ بالمَقَاظِ

بنيتُ عليكَ أبياتًا صلابًا

كأسْرِ الوَسْقِ قُفِّصَ بالشِّظَاظِ

مجللةً، تعممهُ شنارًا

مضرمةً، تأججُ كالشواظِ

كهمزةِ ضيغمٍ يحمي عرينًا

شَديِدِ مَغَارِزِ الأضْلاعِ خاظي

آيات قرآنية نزلت في أمية بن خلف

نزلت في أمية بن خلف آيات قرآنية ومن هذه الآيات قول الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ}[٥] حيث توعّد الله من يطعن في أعراض الناس ويظهر عيوبهم بالعذاب، قال محمد بن إسحق صاحب السيرة: “ما زلنا نسمع أنّ هذه السورة نزلت في أمية ابن خلف”،[٦]، كذلك من الآيات التي نزلت في أمية بن خلف قول الله عز وجل: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}[٧] وسبب نزول هذه الآية فيه أنّه دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر كرهه من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد قريش.[٨]

هل أمية بن خلف أخو أبي بن خلف؟

إنّ أبي بن خلف بن وهب أخ لأمية بن خلف، وهو أحد رؤوس قريش وكبارهم، وقد سلك نهج أخيه في التعذيب والتنكيل بالمسلمين، فاشترك مع أمية في الإيذاء والسخرية من دعوة النبي، غير أنّ أبي بن خلف هو المشرك الوحيد الذي قتله النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بيده، والسبب في ذلك ما ألحقه بالمسلمين عامة من صنوف العذاب، وبالنبي خاصة، وكان من الذين دعا عليهم النبي كما دعا على أمية حيث قال:[٩] “اللَّهُمَّ عَلَيْكَ المَلَأَ مِن قُرَيْشٍ: أبَا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ، وعُتْبَةَ بنَ رَبِيعَةَ، وشيبَةَ بنَ رَبِيعَةَ، وأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ أوْ أُبَيَّ بنَ خَلَفٍ”.[١٠]

مقتل أمية بن خلف

في معركة بدر لما اشتدت المعركة وحمي الوطيس، احتمى أمية بالصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف؛ وذلك لما كان بينهما من مكاتبة بأن يحفظ أمية بن خلف عبد الرحمن في مكة على أن يحفظ عبد الرحمن أمية في المدينة، فأخذه عبد الرحمن كأسير عنده، وكان يعلم عبد الرحمن ما فعل أمية ببلال في مكة فكان يحرص على ألا يراه، لكن شاء الله أن يرى بلال أمية، فلما رآه قال: لا نجوت إن نجا، وصاح بأنصار الله فأحاطوه فانقض عليه بلال فثأر منه وقلته.[١١]

الخلاصة

الأصل في المسلم أن يتذاكر هذه السير ويحمد ربه على إسلامه دون أن يلحق به العذاب، فقد لقي الأوائل من المسلمين أشدّ العذاب جراء ثباتهم على الإسلام، ولا شك أن التاريخ يخلد نفسه فيذكر في طياته الصالح والطالح، فيحرص أن يكون ممّن يخلدهم التاريخ وكان لهم الأثر الحسن الجميل في هذا الدين العظيم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 326. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد بن حسين العبيدان، بلال بن رباح الحبشي المؤذن الأول في الإسلام، صفحة 49. بتصرّف.
  3. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب، صفحة 310. بتصرّف.
  4. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 310. بتصرّف.
  5. سورة الهمزة، آية:2
  6. المراغي، أحمد بن مصطفى، تفسير المراغي، صفحة 236. بتصرّف.
  7. سورة الكهف، آية:28
  8. القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 392. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3854.
  10. للبلاذري، أنساب الأشراف للبلاذري، صفحة 251. بتصرّف.
  11. ابن كثير، السيرة النبوية لابن كثير، صفحة 439. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى