الأرحام الواجب صلتهم
يجب على المسلم أن يصل رحمه، وتختصّ صلة الرحم من خلال صلة الأشخاص المقرّبين بحسب درجة القرابة من جهة النسب، أي من جهة الأم والأب، وهؤلاء هم الذين اختصهم الله عز وجل في سوررة الأنفال بقوله تعالة: (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[١] فيأتي أولاً الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم، ويأتي بعدهم الأقرب فالأقرب أي الأخوة وأولادهم، والعمات والأعمام وأبناؤهم، والخالات والأخوال وأبنؤهم، وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تحثّ على صلة الرحم، إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال عندما سأله سائل، من أبرّ الناس يا رسول الله؟ فقال النبي: (أمَّك، قال: قلت: ثمَّ من؟ قال أمَّك قال: قلت: ثمَّ من؟ قال: أمَّك قال: قلتُ: ثمَّ من؟ قال: ثمَّ أباكَ، ثمَّ الأقربَ، فالأقربَ)،[٢] وممّا يشار إليه بأنّ أقارب الزوجة ليسوا أرحاماً للزوج، وخاصة إن لم تكن بينهما قرابة، فعلى سبيل المثال: أخت الزوجة لا تعدّ من الأرحام التي يجب على الزوج وصلها إلّا إن كانت بينهما قرابة شديدة، ولكنّها تعدّ من أرحام أبناء الزوج والزوجة.[٣]
حدود صلة الرحم
إنّ حدود صلة الرحم تخضع للأعراف والتقاليد، فلم يوضّح الشرع حدّاً معيناً لصلة الرحم، وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: (صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول؛ فإمّا أن تكون بالمال، أو بالخدمة، أو بالزيارة، أو بالسلام، أو غير ذلك) ، كما قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: (صلة الأقارب تجري مجرى العرف وعادات الناس، وذلك لأنّه لم يتبين في الكتاب أو السنة نوعها، ولا مقدارها، ولا حتى جنسها، وبذلك ترجع صلة الرحم إلى العرف، والعادات، والتقاليد).[٣]
فضل صلة الرحم
تجلب صلة الرحم الكثير من الفوائد، منها:[٤]
- تُقوّي المودة بين الناس وتزيد من المحبة.
- توثيق درجات القرابى وصلة الرحم.
- تزيل البغضاء والعداوة بين الناس.
- تعتبر صلة الرحم من الإيمان.[٥]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).[٦]
- تجلب البركة في العمر وتزيد الرزق.[٥]
- تقود صلة الرحم إلى صلة الله عز وجل والتقرب إليه.[٥]
- تعتبر صلة الرحم من أسباب دخول الجنة.[٥]
طرق صلة الرحم
تأخذ صلة الرحم صوراً عديدة، منها:[٤]
- بشاشة الوجه والفرح عندما يتم لقاء الأرحام.
- المعاملة الحسنة واللينة.
- الكلام الحسن والقول السليم.
- صلة الرحم بالزيارات.
- تفقد الرحم والاستفسار عن أحواله وظروفه.
- إجراء مكالمات ومراسلات بين الأرحام.
- الإحسان إلى الأقارب المحتاجين.
- تبادل الهدايا بين الأقارب.
- ويجدر بالذكر إلى ضرورة تجنب الهفوات والزلات، وغضّ الطرف عن العثرات، والعدل والمساواة في التعامل مع الأقارب، فالذي يقطع رحمه ولا يصلهم بسبب زلة أو هفوة، أو وشاية كاذبة، فقد ظلم نفسه وظلم غيره.
المراجع
- ↑ سورة الأنفال، آية: 75.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاوية بن حيدة القشيري، الصفحة أو الرقم: 1897، حسن.
- ^ أ ب “حد الرحم الواجب صلتها وحد الصلة”، www.fatwa.islamweb.net، 20-6-2009، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب أ. د. عبدالله بن محمد الطيار (13-2-2010)، “صلة الأرحام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-3-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث “7- صلة الرحم”، www.islamstory.com، 31-8-2010، اطّلع عليه بتاريخ 10-3-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6138، صحيح.