محتويات
رزق الله لخبيب وهو في الأسر
عندما كان خبيب بن عدي -رضي الله عنه- أسيراً في مكة دخلت عليه إحدى بنات الحارث، فرأته يأكل من قطف عنبٍ كبيرٍ، وقد قالت بذلك أيضا مارية بنت حجير بعد دخولها في الإسلام،[١][٢] إلّا أنّ ما يُظهر كرامة خبيب -رضي الله عنه- أنّه يأكل العنب ولا يوجد بمكة حينئذ ثمرة عنب واحدة، ويُضاف إلى ذلك أنّه كان يأكله ويداه موثّقتان ومكبّلتان بالحديد،[٣][٤] فيظهر ممّا سبق أنّ هذه الكرامة لخبيب -رضي الله عنه- فيها دلالةٌ واضحةٌ على صدق نبوّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي آمن به خبيب واتّبعه.[٥]
سَنِّ خبيب سنة حسنة
عندما عمد أهل مكة لصلب خبيب بن عدي -رضي الله عنه- كان قد طلب منهم أن يمنحوه بعض الوقت لصلاة ركعتين، فسمحوا له بذلك،[٣][٦] وبعد أن أتمّهما أخبرهم -رضي الله عنه- أنّه يُحبُّ الاستكثار من الصلاة والإطالة بها، إلّا أنّه يخشى أن يظنّوا ذلك خوفاً وجزعاً من القتل، وبذلك كان -رضي الله عنه- أول من سنّ صلاة ركعتين عند القتل في الإسلام.[٧]
إعلام جبريل النبي باستشهاد خبيب وإيجاد الصحابة لجثته
بعدما صُلِب خبيب بن عدي -رضي الله عنه- أحسّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ أحد صحابته قد مسّه مكروه حتى تراءى له جثمانه مُعلقاً، فأسرع -صلّى الله عليه وسلّم- بأمر كل من المقداد بن عمرو والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- بالبحث عن جثمان صاحبه،[٨] وبعد مضي أربعين يوماً من البحث وُجِدَ جثمان خبيب -رضي الله عنه- رطباً معلقاً على الخشبة دون أن يتغيّر فيه شيء، وكانت تنبعث منه رائحة المسك.[٩]
إجابة دعوة خبيب بن عدي
بعد أن نزل أهل مكة عند رغبة خبيب بن عدي -رضي الله عنه- في السماح له بصلاة ركعتين قبل صلبه، وبعد أن أتمّ الركعتين وأحسنهما، دعا الله -تعالى- بقوله: “اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا”،[١٠] فعندما سمع أبو سفيان دعوته سارع إلى ابنه معاوية رضي الله عنه -وكان حينئذ ممّن حضر صلب أبيه خبيب- ليُلقيه على الأرض خوفاً وفزعاً من أن تصيبه دعوة خبيب، حيث كان في معتقداتهم أنّ الرجل إذا دُعيَ عليه فاستلقى على جنبه على الأرض جانبته الدعوة ولم تصبه.[١١]
المراجع
- ↑ عبد الله البغوي (1421هـ – 2000م)، معجم الصحابة (الطبعة الأولى)، الكويت، دار البيان، صفحة 265، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ خالد ثابت (1421هـ – 2000م)، رجال حول الرسول (الطبعة الأولى)، بيروت، دار الفكر، صفحة 276. بتصرّف.
- ^ أ ب الطبراني، المعجم الكبير (الطبعة الثانية)، القاهرة، مكتبة ابن تيمية، صفحة 221، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ ابن علان (1425هـ – 2004م)، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (الطبعة الرابعة)، بيروت، دار المعرفة، صفحة 328، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ ابن علان (1425هـ – 2004م)، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (الطبعة الرابعة)، بيروت، دار المعرفة، صفحة 329، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ الطبراني (1403ه)، الأوائل (الطبعة الأولى)، بيروت، مؤسسة الرسالة، صفحة 108. بتصرّف.
- ↑ البغوي ( 1421هـ – 2000م)، معجم الصحابة (الطبعة الأولى)، الكويت، دار البيان، صفحة 266، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ خالد ثابت (1421هـ – 2000م)، رجال حول الرسول (الطبعة الأولى)، بيروت، دار الفكر، صفحة 278. بتصرّف.
- ↑ حسن مشاط (1426ه)، إنارة الدجى في مغازي خير الورى -صلى الله عليه وآله وسلم- (الطبعة الثانية)، جدّة، دار المنهاج، صفحة 415. بتصرّف.
- ↑ ابن علان (1425هـ – 2004م)، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (الطبعة الرابعة)، بيروت، دار المعرفة، صفحة 329، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ موسى العازمي (1432هـ – 2011م)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة الأولى)، الكويت، المكتبة العامرية، صفحة 21، جزء 3. بتصرّف.