صحابيات

جديد من صفات عائشة رضي الله عنها

عائشة زوجة الرسول

عائشة أمُّ المؤمنين، زوجة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، هي عائشة بنت عبدِ الله بن أبي قحافة، عثمان بن مُرّة، أمّها أمّ رومان بنت عامر بن عويمر الكنانيّة. وُلِدَتْ عائشة -رضي الله عنها- بعد البعثة بأربع، أو خمس سنين، وتَرَبَّتْ في عائلة مُؤمِنة مُوحِّدة لله تعالى، ولقد أَخْبر النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه رأى وحياً من الله تعالى بأن تكون السيّدة عائشة زوجته، فَنَكَحَها من أبيها الصدِّيق -رضي الله عنه-، قال النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوجَكِ مَرَّتَيْنِ، رأيتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ له: اكْشِفْ، فكشف فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ، ثم أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ: اكْشِفْ، فكشف، فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ)،[١]، وبذلك تَزَوَّجها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهي ابنة ستّ سنين، ولم يَبْنِ بها حتى بلغت التاسعة، وذلك بعد عودته من غزوة بَدْر، وقد مَكَثَتْ عائشة -رضي الله عنها- مع النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى بلغت الثامنة عشرة، ثمَّ تُوفِّي عنها النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٢]

من صفات عائشة

اتَّصَفَتْ أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بصفات عظيمة جليلة جعلتها ترتفع في ميزان الله تعالى، وفي قلب نبيّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فَمَرَّةً نزل جبريل -عليه السلام- يُقرِئها السلام، فيقول لها النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (يا عائشُ هذا جبريلُ يُقرِئُك السلام، قلت: وعليه السلامُ ورحمةُ اللهِ)،[٣]، ومرَّةً حين سُئِل النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أحبّ الناس إليه، فأجاب مباشرة:عائشة، حيثُ كانت أحبّ الخَلق إليه، وفيها قال النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (فضلُ عائشةَ على النِّساءِ، كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ).[٤] والصفات التي اتَّصَفَتْ بها عائشة -رضي الله عنها- حتى بلغت هذه المنازل عند الله -تعالى-، ورسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-عديدةٌ عظيمةٌ، نَذْكر منها ما يلي:[٢][٥][٦]

  • العلم الغزير؛ حيث تُعَدّ السيّدة عائشة من أَفْقه الصحابيّات، وأكثرهنّ عِلماً، إذ إنّها رَوَت عن النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، وقد كانت من أفصح أهل زمانها، ومن ناحية أخرى، فقد روى عنها الحديث العديدُ من الصحابة؛ لفَضلها، وعِلمها، حيث قال فيها عطاء: “كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامّة، وقال عنها أبو موسى الأشعري: (ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا)،[٧]؛ وذلك لغزارة عِلمها، كما لم تَكْتَفِ السيّدة عائشة بعِلم الحديث، والفقه فحسب، بل تَمَيَّزت في علوم الحلال، والحرام، والشِّعر، والطبّ، والمواريث، والأنساب.
  • الزُّهد والكرم، فمن الجدير بالذكر أنّ معاوية بن أبي سفيان ذات مرَّة أَرْسَل إليها مئة ألف درهم، فَقَسَّمتها على الفقراء، والمحتاجين، ولم تُبْقِ لنفسها شيئاً، ثمّ ذَكَّرَتها جاريَتُها بأنَّها صائمة، فلو أنَّها أبْقَتْ لنفسها دِرْهماً تشتري به لحماً، فأجابتها عائشة -رضي الله عنها-: “لوْ ذَكَّرْتِني لَفَعَلْتُ”.
  • العبادة، حيث تَمَيَّزت السيّدة عائشة بعبادتها الدائمة؛ فإذا أَدَّتْ شيئاً من عبادة الْتَزَمَتْ به، وثَبَتَتْ عليه، حتى وإن كان يسيراً، ولقد رُوِي عن عبد الله بن قيس أنَّها أَوْصَته بقيام الليل مُقتدياً في ذلك بنبيّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كما أخْبَرَتْ عنها رميثة بنت حكيم أنَّها كانت تُصَلِّي صلاة الضحى ثماني ركعات، وتُطِيل فيهنّ، إضافة إلى أنّها كانت تُكثِر من النوافل الأخرى، كالصيام، حتى إنَّها كانت تصوم في السفر، ولا تأخذ بالرُّخصة؛ وذلك لعُلوّ همَّتها -رضي الله عنها-.
  • الوَرَع واجتناب الشُّبهات؛ فقد رُوِيَ أنَّ عَمّاً لها بالرضاعة أراد أن يَدْخل عليها، فمنعته إلى أنْ استأذنَتْ في ذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرها بجواز ذلك، فأدخلته، ومِنْ وَرَعها كذلك، أنَّها كانت تَحْتَجِبُ حتى عن العُميان، وتتعذَّر بأنَّه إن لم يكن يراها، فإنَّها تراه، فتَحْتَجِبُ عنه.
  • الحياء، حيث كانت السيّدة عائشة -رضي الله عنها- حَيِيَّةً حتى في بيتها؛ فقد رُوِيَ عنها قَوْلُها: (كنتُ أدخلُ بيتيَ الذي فيهِ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- وإنِّي واضعٌ ثوبي، وأقولُ: إنَّما هوَ زَوجي وأبي، فلمَّا دُفنَ عمرُ -رضيَ اللَّهُ عنْهُ- معَهم، فواللَّهِ ما دخلتُهُ إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمرَ).[٨]

عائشة وزوجات النبيّ

وَرَدَ أنَّ عائشة -رضي الله عنها- كانت تَغارُ من زوجات النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وفي المقابل كُنَّ يَغَرْنَ منها؛ لحُبّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الشديد لها، ولقد شعر الصحابة بحُبّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعائشة، وتفضيلها عمَّن سواها من زوجاته، ومن الجدير بالذكر أنّهم كانوا يَتَحَرُّون مُكُوثه في بيتها حين يُقَدِّمون له الهدايا، إلى أنْ اشْتَكَتْ أمّ سلمة -رضي الله عنها- من ذلك إلى النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وعندما كَرَّرَتْ الشكوى إليه، أجابها رسول الله -عليه السلام-: (يا أمَّ سَلَمَةَ، لا تُؤْذِيني في عائشةَ، فإنَّه واللهِ ما نَزَلَ عليَّ الوَحْيُ وأنا في لحافِ امرأةٍ منكنّ غيرها)،[٩] أمَّا عن غيرة عائشة -رضي الله عنها- من زوجات النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فكانت -كما ذكرت عائشة- أكثر غيرتها من خديجة -رضي الله عنها-، فبالرغم من أنَّها مُتوفّاة، إلّا أنَّ حُبَّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الشديد لها، وذِكره لمحاسنها على الدوام، أثار الغيرة تجاهها أكثر من أيّة زوجة أخرى.[٢]

وفاة عائشة رضي الله عنها

تُوفِّيت السيّدة عائشة بعد الليلة السابعة عشرة من رمضان، سنة سبعٍ وخمسين للهجرة، وصَلَّى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه-، ودُفِنَتْ ليلاً.[٢]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7012 ، صحيح.
  2. ^ أ ب ت ث “زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم وحكمة تعددهن”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-29. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6201 ، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3770 ، صحيح.
  5. “عائشة الصديقة أم المؤمنين”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-29. بتصرّف.
  6. “عبادة عائشة رضي الله عنها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-8-29. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 3883 ، صحيح.
  8. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1712 ، رجاله رجال الصحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عروة بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 3775 ، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى