محتويات
شريح بن الجهم أوّل قاضٍ في الكوفة
أوّل قاضٍ في الكوفة هو الفقيه “شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم” يمني المولد والأصل، أسلم على يد علي بن طالب رضي الله عنه عندما بعثه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم إلى اليمن ليدعو أهلها للإسلام، وكان شريح من الحضور فاستمرّ بسؤال علي عن الإسلام وعدله حتى اقتنع بأنّه دين العدل فأعلن إسلامه.
قصة حبه للعدل
كان شريح في الخامسة من عمره، اصطحبه أبوه في سفر بقافلةٍ تجاريةٍ، وفي طريقهم مع القافلة رفض الأطفال المرافقين لهم اللعب معه، فأعرض عنهم ليلعب وحيداً فرآه أبوه بعيداً عن القافلة ومن خوفه عليه من قطّاع الطرق طلب منه أن يلعب مع الأطفال فنهره بصوتٍ مرتفعٍ، فأخذ الأطفال بالضحك عليه وما لبثوا أن ذهبوا إلى أبيه وأخبروه بأن ابنه يرفض اللعب معهم وأنه عصاه، فضربه أبوه ولم يستطع أن يقتنع بأنّ الأطفال يكذبون ولم يجد من يشهد معه، تركت هذه الواقعة أثراً كبيراً في نفس شريح فكره الظلم وأنّ الحق بحاجةٍ إلى إثباتٍ، وعاش خالداً وأثر هذه القصة مغروساً بنفسه فأصبح المُدافع عن الضعفاء والمظلومين وعرفه الناس بعدله.
توليه قضاء الكوفة
تولّى شريح القضاء في الكوفة زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ حيث اشترى عمر من أعرابي حصاناً ودفع ثمنه، وبعد قليلٍ وجد عمر في الحصان عيباً فأراد أن يرجعه له إلا أنّ الأعرابي رفض ذلك فقال له عمر اختر من شئت ليحكم بيننا فاختار الأعرابي شريحاً ولم يكن عمر يعرفه، فدعاه إلى بيته ليحكم بينهما فرفض شريح وقال لعمر” خذ ما ابتعت أو رد ما اشتريت” فرد عمر ” قول فصل وحكم عدل” ، فسأل عمر من أين تعلمت العدل فأجابه من سورة ص، فطلب من عمر أن تكون داراً متخصصةً بالقضاء فقد كان القاضي يحكم من بيته، فقال له عمر” اذهب فقد وليتك قضاء الكوفة” ومن لحظتها أصبحت للقضاء دار مستقلة في كل الأمصار.
قصته مع علي بن أبي طالب
تنازع علي وهو أمير للمؤمنين مع يهودي على درع فاحتكما إلى شريح فقال شريح لعلي: يا أمير المؤمنين هل من بينة، فقال له أمير المؤمنين نعم ابني الحسن، فقال له شريح يا أمير المؤمنين شهادة الابن مع أبيه لا تجوز، فقال له علياً الدرع لليهودي لأنه ليس معي شهود، فأعجب اليهودي وقال في نفسه ” أمير المؤمنين قدمني لقاضيه، وقاضيه يقضي عليه” أشهد أن هذا الدين على حق وأعلن إسلامه.