إسلام

منهج الإمام مالك في الموطأ

منهج الإمام مالك في الموطأ

يحظى موطأ الإمام مالك بأهمية كبيرة عند أهل العلم، وبلا شك أن هذا يرجع لأمور مميزة اختص بها، هذا وإن مما اختص به منهجيته الفريدة؛ سواء فيما يتعلق بعلم الحديث أو ترتيب الكتاب أو منهجيته في الرواية عن الأشخاص.

منهجه في الرواية فيما يتعلق بعلم الحديث

يعتبر الإمام مالك الأول فيمن سلكوا منهج التحري والوقوف على الصحيح وانتقاء الأحاديث وفق ضوابط ومعايير واضحة محددة، وقد ظهر هذا بشكل واضح في جهوده التي بذلها في كتابه الموطأ الذي قضى فيه نحو أربعين عاماً مهذِّباً ومنقحاً إياه، حتى وصل فيه إلى حوالي خمسمائة حديث، وهذه الأحاديث هي الروايات التي انتقاها واطمأن إليها بعد عرضه لها على القرآن الكريم والسنة الثابتة وعمل أهل المدينة، وقد اتبع الإمام مالك في كتابه مناهج فيما يتعلق بعلم الحديث عامة، منها:[١]

  • كان من منهج الإمام مالك ألا يروي إلا عن الثقات من رواة الحديث، لذلك امتدحه أهل العلم وكانت له مكانة مميزة عندهم.
  • اشتراط الإمام مالك لشهرة الراوي، فعدا عن روايته عن الثقات فقد طالب بشرطٍ آخر حسب منهجه، وهو الرواية عن الشخص المشتهر بالعلم والمعتني به، حتى يكون موقناً مما يحدثه الراوي.
  • كان من منهج الإمام مالك عدم الأخذ عن السفيه وصاحب الهوى الذي يدعو إلى هواه وأيضاً الذي يكذب في حديثه مع الناس بالإضافة لعدم أخذه عن الشيخ الصالح العابد غير الضابط في الحديث.
  • عدم أخذه عن المبتدعة.
  • تركه للغريب من الحديث وحرصه على سلامة النص؛ فكان يستأنس برواية غيره ويكره الغريب من الحديث.

منهجه في ترتيب الموطأ

رتّب الإمام مالك الموطأ على الكتب والأبواب الفقهية؛ حيث بدأ الموطأ بكتاب الوقوت، فكتاب الطهارة، فكتاب الصلاة، فالسهو، فالجمعة، من ثم عرض باقي الصلوات وباقي الكتب الفقهية انتهاءً بكتاب الجامع؛ وهو كتاب انفرد فيه الإمام بالتصنيف، فجمع فيه أبواباً مختلفة مثل: الكلام، حسن الخلق، الاستئذان ونحو ذلك.[٢]

منهجه في الأشخاص والأقوال التي أوردها

صنّف الإمام مالك كتابه على نحو ما فعل الفقهاء في كتبهم أو نحو ذلك مع قدر بسيط من المخالفة، هذا وقد كانت الروايات والأقوال التي أوردها الإمام مالك في كتابه حسب ما يأتي:[٣]

  • ذكره أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المتصلة الإسناد، وهذه الأقوال هي أغلب ما تضمنه الكتاب.
  • ذكره لأقوال سقط منها راوٍ أو أكثر، ويدخل ضمن هذا أيضاً الأحاديث المرسلة.
  • ذكره لأحاديث مروية عن الصحابة رضي الله عنهم.
  • ذكره للبلاغات؛ وتعني قول الإمام مالك في كتابه: بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذا.
  • ذكره لأقوال التابعين، وهو ما يسمى بالمقطوعات.
  • ذكره لما استنبطه من الفقه المسند إلى العمل أو الفقه أو قواعد الشريعة.

المراجع

  1. ياسر الشمالي، الواضح في مناهج المحدثين، صفحة 274-277. بتصرّف.
  2. صبري أحمد، منهج الإمام مالك في الموطأ، صفحة 11-12. بتصرّف.
  3. عبد العظيم الدخري، عمر سليمان، الإمام مالك ومنهجه في الموطأ، صفحة 151-153. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى