ثقافة

جديد ثقافة المجتمع

ثقافة المجتمع

ثقافة المجتمع، هي نظم المعلومات السائدة في المجتمع، والمكتسبة من عناصر متعدّدة كالعادات والتقاليد، والدين، وتعتبر هذه الثقافة من محدّدات العلاقات الاجتماعيّة بين أفراد المجتمع، وتعتبر ملزمة في بعض النواحي، وكلُّها تتكامل مصادرها لتشكل مرجعيَّة موجهة للأنشطة الاجتماعيَّة المختلفة، ويجب أن يكون لنا موقفاً محدداً من ثقافة المجتمع السائدة، وهناك ثمرات إيجابيَّة للالتزام بمعايير ثقافة المجتمع الصحيحة.[١]

الموقف السوي من ثقافة المجتمع

إنَّ الموقف السويّ من ثقافة المجتمع يقوم على عدم التعامل معها بنفس درجة الاهتمام، بل يجب أن يكون النظر إليها مستمداً من التعاليم الإسلامية السمحة، فالعقيدة الإسلاميّة وما ينبثق عنها من شريعة غرَّاء، هي المرجعيَّة الصحيحة لمعظم أنواع الثقافات، فما وافقها نأخذ به، وما عارضها وصادمها نتركه، وينطبق ذلك على كلّ المكوّنات الثقافيَّة في المجتمع، كالعادات والقيم والتقاليد، ومتى جعلنا ثقافة المجتمع هي الموجه لكلّ الأمور وبدون تدقيق أو تمحيص، فقد نطغى في علاجنا لبعض القضايا، التي تتعارض نظرة المجتمع الثقافيَّة لها عن الدين والعقيدة، كالموقف من ميراث المرأة في بعض المجتمعات، وأحقيَّة ابن العمِّ في الزواج من بنت أخيه، وزواج البنت الصغيرة قبل الكبيرة، فهذه قضايا هامّة ومصيريَّة، لا بدَّ من موقف صحيح وعادل إزاءها.[٢]

ثمار الالتزام بثقافة المجتمع الصحيحة

إنَّ للالتزام بالمعايير والأسس الصحيحة في ثقافة المجتمع، له آثار طيبة على الفرد وعلى المجتمع على حد سواء.[٣]

  • الآثار على الفرد: يشعر الفرد بالراحة والطمأنينة، ويتذوَّق حلاوة العدل، وإيجابيَّة نظرة المجتمع نحوه، وبالتالي تزداد إنتاجيته ويزداد عطاؤه في المجتمع، ويشعر بالانتماء الحقيقي له، وتتحقّق لديه العبوديَّة الحقيقيَّة لله في أبهى صورها، وتتبلور بذلك معالم شخصيّته الصحيحة والسويَّة، ممّا يعطي نظرة إيجابيَّة لعلاقة الفرد بالمجتمع، ودوره الفاعل فيه.
  • الآثار المجتمعية: أمَّا بالنسبة للمجتمع فثمة آثار إيجابيَّة أيضاً، حيث تسود المحبَّة بين أبنائه، ويعمَّ التماسك والترابط علاقاتهم فيقوى المجتمع بأبنائه، ويتقدّم ويزدهر بهم، ويرتفع شأنه بين المجتمعات المحيطة ويأخذ دوره الإيجابي في صناعة الحضارة، وعكس ذلك يؤدي إلى الفصام بين المجتمع وأبنائه، فتتسمّم العلاقات، ويضعف الترابط بين الأفراد، ويصبح المجتمع ضعيفاً متهاوياً للسقوط يعمُّه الفشل والاضطراب والتخلُّف. إنَّ المجتمعات الحيَّة هي التي تقيم مراجعات دائمة لأنمطه العلاقات الاجتماعيَّة والنظم التي تسيِّرها، فتترك كلّ ما هو سلبيّ، وتعمل كلّ ما هو إيجابيّ، في ظلال مراجعة تقييميَّة شاملة، تقود المجتمع إلى التقدّم والازدهار، وتقوية عناصر القوَّة والمنعة فيه، ونبذ عوامل الضعف والانهيار، فهكذا تبنى المجتمعات بشكل سليم وهكذا تبنى الأمم أيضاً.

المراجع

  1. ص 19، “الثقافـة العـربيـة والثقافات الاخرى”، www.isesco.org.ma، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2018. بتصرّف.
  2. ص7-10، “قضايا مجتمعية معاصرة”، www.mu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2018. بتصرّف.
  3. ص45-50، “دراسات في الثقافة والتراث والهوية”، www.web.muwatin.org، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2018. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى