صحة

جديد ملخص عن الفتاق

الفتاق

من حكمة الله أن أحاط الأعضاء الداخليّة في البطن بجدار عضليّ يُسمّى الصفاق (بالإنجليزيّة: Peritoneum) وذلك للحفاظ عليها في المكان المخصّص لها، وفي حال وجود أي ضُعف أو ثُقب في الجدار فهذا يسمح بخروج الأعضاء والأنسجة من مكانها، لينتج عن ذلك بروز أو نتوء في المنطقة، ويُعرف هذا النتوء بالفتق أو الفتاق (بالإنجليزيّة: Hernia).[١]وعلى الرغم من أنّ مُشكلة الفتاق من الممكن أن تحدث في عدّة مناطق من الجسم ومنها؛ أعلى الفخد، والسرّة، والبطن، وغيرها، إلا أنّ البطن يُعتبر أكثر أجزاء الجسم عرضة للإصابة بالفتاق.[٢]

أسباب الفتاق

يحدث الفتاق في حال وجود منطقة ضعيفة أو مفتوحة في العضلة أو النسيج الضام المُحيط بالأحشاء الداخليّة، لعدة أسباب منها؛ تعرّض هذه العضلات أو الأنسجة للضرر بعد إجراء عملية جراحية في المنطقة، أو السعال المزمن، أو التقدم في العمر، أو سوء التغذية، أو التدخين، وذلك على أن يرافق هذا الضعف في العضلات وجود عوامل تزيد الضغط على منطقة البطن مثل حمل الأشياء الثقيلة، أو الإصابة بالإسهال أو الإمساك، أو الحمل، أو تجمّع السوائل في التجويف البطني، أو إجراء عمليّات جراحيّة في المنطقة. ومن الجدير بالذكر أنّ ضعف العضلات قد يكون موجوداً منذ الولادة نتيجة عدم اكتمال إغلاق الجدار البطني خلال فترة الحمل داخل الرحم.[٢][٣]

أنواع الفتاق

فيما يلي توضيح لأنواع الفتاق:

  • الفتق المغبني: (بالإنجليزيّة: Inguinal hernia) يُشكّل الفتق المغبني أو الإربيّ 70% من كافة أنواع الفتاق، ويحدث نتيجة اندفاع جزء من الأمعاء عبر بقعة ضعيفة في الجزء السفلي من جدار البطن خاصة عبر القناة الأربية؛ التي توجد في منطقة المغبن عند الرجال والنساء على حد سواء، ويمر من خلالها الحبل المنويّ المسؤول عن حمل وتثبيت الخصيتين في مكانهما عند الرجال، بينما تحتوي القناة الأربيّة عند النساء على رباط يُساعد على حمل وتثبيت الرحم في مكانه. ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع أكثر شيوعاً عند الرجال منه عند النساء؛ حيث إنّ الخصيتين تنزلان إلى موقعهما عبر القناة الأربية فور الولادة، وقد يحدث الفتق في حال عدم إغلاق القناة الأربية بشكل تام وصحيح تلو ذلك.[٢]
  • الفتق الفخدي: (بالإنجليزيّة: Femoral hernia) ويحدث في حال بروز محتويات التجويف البطني وفي الغالب الأمعاء من خلال القناة الفخديّة، التي تسمح للشريان الفخدي، والوريد الفخدي، والأعصاب الفخديّة بالمرور من خلال التجويف البطني والوصول عبرها إلى الفخد. يحدث هذا النوع من الفتق غالباً عند النساء في الجزء العُلويّ من الفخد خاصة في حال كانت المرأة حاملاً، أو تعاني من البدانة.[٣][٤]
  • الفتق السري: يحدث الفتق السري (بالإنجليزيّة: Umbilical hernia) عند الأطفال الرضع في بداية حياتهم قبل بلوغهم الشهر السادس من العمر، عندما يبرز جزء من الأمعاء عبر التجويف البطني من خلال سرّة البطن، ويظهر النتوء في الغالب أثناء بكائهم. ومن حكمة الخالق أنّه ومع مرور الوقت تزداد قوّة عضلات جدار البطن سامحة باختفاء الفتق السري من ذاته دون أيّ تدخّل طبي في حال كان صغيراً، وهذا النوع من الفتاق هو النوع الوحيد الذي من الممكن أن يتعافى وحده دون أيّ إجراء طبي. ولكن في حال وصول الطفل لعمر السنة أو السنتين وبقاء الفتق السري ظاهراً فقد يحتاج الطفل لعمليّة جراحيّة للتخلص منه فيما بعد. وتجدر الإشارة إلى أنّ الفتق السري قد يحدث لاحقاً عند من هم أكبر سنّاً في حال بقيت هناك مناطق ضعيفة في الجدار البطنيّ، بالإضافة إلى احتماليّة حدوثه عند الحوامل أو بعد الولادة بسبب الضغط الذي تتعرّض له المنطقة خلال عمليّة الولادة.[٤][٢]
  • الفتق الجرحي: (بالإنجليزيّة: Incisional hernia) يحدث في بعض الأحيان فتق في منطقة بالبطن تم إجراء عمليّة جراحيّة فيها سابقاً، فيخرج جزء من الأمعاء خلال الجدار البطني من هذه النقطة الضعيفة، وينتشر هذا النوع من الفتاق بين كبار السن ومن لديهم وزن زائد ولا يُمارسون حياة نشيطة بعد إجراء العمليّة.[٣]
  • الفتق السدادي: (بالإنجليزيّة: Obturator hernia) وهو نوع نادر من الفتاق ويحدث عند النساء في الغالب، ويُعدّ تشخيصه صعباً بسبب عدم وجود نتوء ظاهر للخارج؛ حيث تبرز مكوّنات التجويف الحوضي عبر الثقبة السداديّة وهي فتحة موجودة في عظام الحوض.[٤]
  • الفتق الشرسوفي: (بالإنجليزيّة: Epigastric hernia) يحدث هذا الفتق في أغلب الاحيان للأنسجة الدهنيّة الموجودة في منتصف البطن بين السرّة ونهاية القفص الصدري على وجه التحديد، لتخرج من نقطة ضعيفة في الجدار مُسبّبة فتقاً غير مُؤلم ولكن لا يُمكن دفعه للداخل.[٤]
  • الفتق الحجابي: (بالإنجليزيّة: Hiatal hernia) يحدث هذا النوع من الفتاق عندما يبرز جزء من المعدة باتجاه التجويف الصدري عبر عضلة الحجاب الحاجز (بالإنجليزيّة: Diaphragm)، وتلعب عضلة الحجاب الحاجز دوراً مهمّاً في عمليّة التنفس وسحب الهواء لداخل الرئتين، بالإضافة إلى فصل محتويات التجويف الصدري عن التجويف البطني. ويُصيب الفتق الحجابي كبار السنّ في الغالب، ويترافق عادة مع مشكلة الارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزيّة: Gastroesophageal reflux) التي تتمثّل بعودة محتويات المعدة إلى المريء.[٢]

أعراض الفتاق

يُعتبر الانتفاخ أو البروز في المنطقة المُصابة بالفتاق هو أبرز وأهمّ عَرَض قد يُلاحظه المريض، حيث يُمكن لمس الفتق أثناء السعال، أو الوقوف، أو الانحناء للأسفل، بينما يُمكن للآباء ملاحظة الفتاق بشكل واضح لدى أطفالهم ولمسه أثناء بكائهم. وهناك بعض الأعراض الشائعة المُرافقة للفتق الإربي ومنها؛ الألم والإنزعاج في المنطقة المصابة، والشعور بالثقل أو الضغط في منطقة البطن، والشعور بالحرقة في المنطقة. أمّا عن الفتق الحجابي فهو يتميّز بظهور أعراض الارتجاع الحِمضي، وألم الصدر، وصعوبة البلع، وأمّا في حالة الفتق السدادي فقد تظهر على المريض أعراض مشابهة لانسداد الأمعاء كالتقيؤ والغثيان.[٢][٤]

ومن حيث الأعراض يُمكن تقسيم الفتاق إلى ثلاثة مجموعات رئيسيّة:[٤]
  • فتق قابل للرد: (بالإنجليزيّة: Reducible hernia) يتميز هذا النوع بظهور انتفاخ حديث مع إمكانيّة دفعه للخلف وإعادته إلى داخل التجويف البطني في حال كان صغير الحجم، وفي بعض الأحيان قد يشعر المُصاب بالألم في المنطقة قبل رؤية الانتفاخ فيها، إلّا أنّ هذا النوع لا يُسبّب الألم عند لمسه عادة، ولكن يُلاحظ ازدياد حجم النتوء عند الوقوف أو وجود ضغط على منطقة البطن.
  • فتق غير قابل للرد: (بالإنجليزيّة: Irreducible hernia) يمثّل هذا النوع الحالة الوسطى بين الفتق القابل للرد والفتق المُختنق (بالإنجليزيّة: Strangulated hernia)، فهو غالباً عبارة عن فتق قديم كان قابلاً للردّ إلّا أنّ حجمه ازداد، ولم يعد بالإمكان دفعه إلى داخل التجويف البطني، وقد يستمرّ على هذا الحال لفترة طويلة من الزمن دون أن يتسبّب بالألم، كما يُمكن أن يتطور الفتق ويؤدّي لوقف تدفق الدم للنسيج المحصور في الفتق.
  • الفتق المختنق: هو عبارة عن فتق غير قابل للرد، ولكن حدث انقطاع في التدفق الدمويّ للمنطقة المحصورة بالفتق، وتُعتبر حالة جراحيّة طارئة؛ حيث يمر الإنسان بحالة إعياء وتعب مُترافق بشكل دائم مع ألم، وأحياناً يتبعه الحرارة وأعراض انسداد الأمعاء مثل الغثيان والإقياء.

تشخيص الفتاق

قد لا يحتاج الطبيب لأيّ فحوصات تشخيصيّة في حال كان الفتق واضحاً وبارزاً، أمّا إذا لم يكن الفتق واضحاً واشتكى المريض من أعراض الفتق يقوم الطبيب بلمس المنطقة بعد وقوف أو سعال المريض بهدف ملاحظة البروز خلال ازدياد الضغط على المنطقة.[٤] بينما يحتاج الطبيب لبعض الفحوصات للتأكد من وجود الفتق في بعض الحالات، ومن هذه الفحوصات:[٢]

  • صورة شعاعيّة بالباريوم: (بالإنجليزيّة: Barium X-ray) يتم تصوير الجهاز الهضمي عدّة صور باستخدام الأشعّة السينيّة وذلك بعد شرب المريض لسائل يحتوي على مادّة الباريوم، ويُعدّ هذا الفحص مناسباً لتشخيص الفتق الحجابي.
  • التنظير الداخلي: (بالإنجليزيّة: Endoscopy) يقوم الطبيب خلال هذا الفحص بتمرير أنبوب مُرفق بآلة تصوير صغيرة الحجم عبر الحنجرة باتجاه المريء ثم إلى المعدة بهدف ملاحظة المنطقة الداخليّة للمعدة، ويُعدّ هذا الفحص مُناسباً أيضاً لتشخيص الفتق الحجابي.
  • صورة بالموجات فوق الصوتيّة: (بالإنجليزيّة: Ultrasound) يتمّ عمل صورة لبُنيَة الجسم الداخليّة باستخدام أمواج صوتيّة عالية التردّد، ويُعدّ هذا الفحص مناسباً لتشخيص الفتق السري.

علاج الفتاق

يعتمد علاج الفتاق على حجم النتوء الموجود وحدّة الاعراض التي يُعاني منها المريض، وفيما يلي بعض الخيارات العلاجيّة للفتاق:[٢]

  • تغييرات في أسلوب الحياة: يُمكن لممارسة بعض التمارين التي يحددها الطبيب أن تقوّي العضلات المحيطة بالفتق الحجابي، بالإضافة إلى أنّ بعض التغييرات الغذائيّة قد تُساهم في تقليل الأعراض الناتجة عن الإصابة بالفتق الحجابي، ومن الأمثلة على التغييرات الغذائيّة المناسبة؛ تجنّب الوجبات الثقيلة، وعدم الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام، والمحافظة على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، وتجنّب الطعام الحارّ.
  • العلاجات الدوائية: حيث يُمكن استخدام الأدوية التي تُقلّل من حموضة المعدة الناتجة عن الفتق الحجابي مثل، مضادّات الحموضة (بالإنجليزيّة: Antacids)، ومضادّات مستقبلات الهستامين 2 (بالإنجليزيّة: H-2 receptor blockers)، ومثبّطات المضخّة البروتينيّة (بالإنجليزيّة: Proton pump inhibitors).
  • الجراحة: يبقى العلاج الجراحي هو الملاذ الأخير في حال كان الفتاق مُؤلماً أو يزداد حجمه مع الوقت، فيقوم الطبيب بإغلاق الفتحة الموجودة في الجدار البطني بالاعتماد على شبكة جراحيّة في الغالب، وتتم العمليّة بإجراء جراحة مفتوحة أو باستخدام المنظار.

المراجع

  1. Markus MacGill (13-11-2017), “Types and treatments for hernia”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10-4-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Carmella Wint and Valencia Higuera (3-8-2017), “Hernia”، www.healthline.com, Retrieved 10-4-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت Carol DerSarkissian (22-7-2017), “Understanding Hernia — the Basics”، www.webmd.com, Retrieved 10-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Jerry R. Balentine (9-11-2017), “Hernia”، www.emedicinehealth.com, Retrieved 10-4-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى