محتويات
'); }
الشخصيّة في علم النفس
تحتلّ دراسة الشخصيّة جزءاً كبيراً من اهتمام علماء النفس في العالم؛ لأنّها النواة الأساسيّة التي يمكن من خلال فهمها وتحليلها بصورة دقيقة توقع التصرفات التي يمكن أن يقوم بها الإنسان في المواقف المختلفة، وبذلك يمكن تعديل سلوك الإنسان نحو الأفضل من خلال تعديل اضطرابات الشخصيّة، والذي يمكن تحديدها من خلال الدراسة الدقيقة، ويُعرّف علماء نفس الشخصيّة بأنّها مجموعة الصفات البشريّة الموروثة والمكتسبة من التفاعلات الاجتماعيّة المختلفة، وتشمل الصفات البدنيّة والصفات النفسيّة، ومجموعة العادات، والتقاليد، ومنظومة القيم التي تحكم الإنسان، وتفاعل كلّ تلك العوامل مع البشر الآخرين في المجتمع.
دراسة الشخصيّة في علم النفس
تعود بداية دراسة الشخصيّة إلى أبقراط حيث قسم الشخصيّة إلى تفاعل أربعة مزاجات هي المرارة الصفراء، والمرارة السوداء، والدم، والبلغم، ومع التطور والتقدم البشري والعلمي استطاع علماء النفس وضع تصور حداثي ودقيق للشخصية ومكوّناتها.
'); }
مكوّنات الشخصيّة في علم النفس
تعتبر الشخصيّة في علم النفس الحديث مزيجاً من العديد من المكوّنات المختلفة والمتباينة، وتشمل تلك المكوّنات الدوافع الأساسية كالحاجة إلى المأكل، والملبس، والمأوى، والعادات الشخصيّة التي يمكن أن تكون أصيلة أو موروثة، والميول الذاتيّة التي تحركها كلّ من القدرات الذهنيّة والبدنيّة، ودرجة الذكاء، والعقائد والأفكار التي تكون حصيلة التفاعل المجتمعي عادة، والعواطف، والقدرات الذهنيّة والبدنيّة، والمشاعر والأحاسيس سواء بالذات أم بالآخرين، ويمثل تفاعل كلّ تلك المكوّنات وامتزاجها الشخصيّة الطبيعيّة للإنسان، ويؤدي نقص أحد تلك المكوّنات إلى ظهور شكل من أشكال اضطراب الشخصية، وهو يأخذ صوراً متعددة ومتباينة بحسب نوع الاضطراب.
تقسيم الشخصيّة في علم النفس
قسم علماء النفس مكوّنات الشخصية إلى مجموعات مختلفة لتسهيل عمليّة دراسة الشخصيّة وتخصيص الجهود في جزء معين من أجزاء الشخصيّة الإنسانيّة المعقدة للغاية، واعتمد ذلك التقسيم على ثلاثة جوانب متباينة تعمل فيما بينها بشكل مستمر لإخراج الأفعال وردود الأفعال المميزة لكلّ فرد على حدة، وهي:
- الجانب الوجداني أو العاطفي: لا يدخل معه التفكير العاقل، بل يشمل منظومة القيم، والأخلاق، والسلوكيات الأساسيّة التي تتم دون وعي مباشر في الكثير من الأحيان.
- الجانب المعرفي: هو جانب عقلي تماماً ومهمته الأساسية تجميع المعارف والخبرات المختلفة من خلال التفاعل سواء كان طبيعياً مع البيئة، أم اجتماعياً مع الآخرين.
- الجانب الحركي: اهتم به علماء النفس الحديث مؤخراً بشكل كبير، حيث تظهر تغيرات واضحة في شخصية وسلوك الإنسان بحسب قدرته على الحركة وسد الاحتياجات من خلال تأدية المهام البدنية دون الحاجة إلى مساعدة.