فقهاء وأئمة

مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

الدعوة إلى الله

لا شكّ بأنّ الدّعوة إلى الله تعالى هي من أسمى المهام وأنبلها على الإطلاق، فالدّاعي إلى الله هو سببٌ للهداية، ومفتاحٌ للخير، ومغلاق لباب الشّرّ والفتنة والجهل والضّلال، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيّه الكريم حينما قال: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ) [الأحزاب:46]، كما وصف جلّ وعلا الدّعوة إليه بأنّها أحسن القول، قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )[فصلت:33]

مقومات الدّاعية النّاجح في الكتاب والسّنّة

إنّ الدّعوة إلى الله تعالى مقوّمات ينبغي أن تتوفّر في الدّاعية حتّى يكون ناجحًا وتتأتّى الثّمرات الطّيّبة من جهوده، وقد أُخذت كثيرٌ من المقوّمات من هدي القرآن الكريم وسنّة النّبي عليه الصّلاة والسّلام التي هي المرجع الأساسي للدّاعية إلى الله، ومن هذه المقوّمات نذكر :

  • الحكمة، فالدّاعية إلى الله تعالى ينبغي عليه أن يكون عنده قدرٌ من الحكمة؛ بحيث يكون قادرًا على التّعامل مع مختلف أصناف النّاس على تنوّع شخصيّاتهم واختلاف طبائعهم، فهي ملكة ومهارة أعطاها الله تعالى لعددٍ من عباده تعكس تجاربهم الشّخصيّة وخبرتهم في الحياة، وإنّ الحكمة إذا توفّرت في شخصيّة الدّاعية إلى الله تعالى كان أكثر رشدًا في دعوته وأقدر على تحقيق نتائجها وثمارها الطيّبة بما يُحدثه في نفوس النّاس من التأثير العجيب .
  • الموعظة الحسنة، فالدّاعية إلى الله يُدرك أهميّة الكلمة وتأثير العبارات فهو يطوّعها ويُسخّرها بذكاء وفطنه في سبيل الدّعوة إلى الله تعالى من خلال الموعظة الحسنة التي تحمل التّرغيب في الجنّة ونعيمها للمتّقين، والتّرهيب من النّار وعذابها وما أعدّ الله للجاحدين فيها .
  • العلم والثّقافة الواسعة، فمن مقوّمات الدّاعية النّاجح أن يكون عالمًا مدركًا لدقائق الأمور، مثقفًا بعلوم الدنيا والدين، لأنّ الدّعوة إلى الله تستدعي منه الإجابة على استفسارات النّاس وإنّ من شأن عجزه عن ذلك أن يظهره بمظهر الضّعيف وربّما كان ذلك مثلبًا وثغرةً للأعداء للطّعن في الدّين .
  • القدوة الحسنة، فالدّاعية إلى الله تعالى ينبغي أن يكون مطبّقًا في واقع حياته لما يأمر به من الخير والمعروف وفضائل الأعمال حتى لا يكون قدوةً سيئة لهم بمخالفة قوله لعمله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ¤ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف:2،3]
*اللّين مع النّاس في الدّعوة والبعد عن الغلظة والتنفير، فالدّعوة الإسلاميّة تتطلّب من الدّاعية أن يكون متسامحًا ليّنًا رفيقًا بالنّاس لا يغلظ عليهم بالقول الشّديد الفظّ الذي لا تتقّبله النّفوس وتأباه فيكون مردود الدّعوة سلبًا بدل أن يكون إيجابيًّا يخدم مسيرة الدّعوة الإسلاميّة . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى