'); }
تأمين الغذاء
يُعدّ تأمين الغذاء من أول أولويات الإنسان عبر العصور والأزمنة، لذلك لجأ إلى الزراعة والصيد والرعي، وخاض الحروب والمنازعات بهدف تأمين ما يحتاج إليه، ومازال هاجس تأمين الغذاء هو الهاجس المسيطر على الإنسان حتى الوقت الحالي، فاستقرار البلاد يعتمد بشكلٍ أساسي على قدرة الدولة على تأمين الغذاء لشعبها لذلك اهتمت الحكومات بهذا الأمر بشكلٍ مكثّف ليتمّ الخروج بالعديد من المصطلحات التي تشير إلى نسبة ما تؤمنه الدولة من غذاءٍ، مثل الأمن الغذائي.
الأمن الغذائي
ظهر مفهوم الأمن الغذائيّ في العالم في الستينات ليدلّ على قدرة الدولة تأمين المخزون الكافي من السلع الغذائية للأفراد خلال فترةٍ زمنيةٍ محددةٍ ولا تقلّ عن الشهرين ولا تزيد عن السنة، إلى أن تستطيع أن تُجدّد هذا المخزون مرةً أخرى، وتختلف هذه المدة حسب الدولة وحسب المادة الغذائية نفسها، كما أنَّ هذا التوفير قد يكون من داخل الدولة نفسها أو من خلال استيراد السلع من الخارج، ولكن يُعدّ الأمن الغذائي في أفضل أوضاعه عندما يكون الاكتفاء قائماً من داخل الدولة نفسها؛ حيث يساعد ذلك على قوة الدولة أمام المجتمع الدولي على عكس الدولة التي تعتمد على الاستيراد فقط في تأمين الغذاء؛ حيث تكون تحت سيطرة الدول المصدرة لها.
'); }
مقومات الأمن الغذائي
- خصائص الدولة الجغرافيّة والبيئيّة والمناخيّة.
- توفّر المصادر المائيّة.
- توفّر الموارد البشريّة.
- توفّر الأراضي الزراعيّة والمراعي والغابات.
- توفّر الثروة الحيوانيّة.
- توفّر التكنولوجيا الحديثة.
معوّقات الأمن الغذائيّ
- افتقار الدولة إلى مصادر المياه أو سوء استغلالها والتركيز على الزراعات المروّية بدلاً من الزراعات البعليّة التي تعتمد على مياه الأمطار.
- افتقار الدولة لوجود الأراضي الزراعيّة الصالحة للزراعة، أو اعتماد الزراعات فيها على الظروف المناخيّة المُتذبذبة من عامٍ لآخر.
- ارتفاع أعداد السكان بطريقةٍ تفوق متوسط معدلات نموّ الإنتاج الزراعي، كما أنّ هذه الزيادة قد تُؤدّي إلى تغييرٍ جذري في توزيع السكان خاصةً إذا رافقها هجرة السكان من الريف إلى المدن، ممّا يُؤدّي إلى تراجع الإنتاج الزراعيّ.
- التصحّر واستنزاف الإنسان للأراضي الزراعيّة والزحف العمرانيّ.
- تحسّن الوضع الاقتصاديّ في البلاد ممّا يُؤدّي إلى تغيّر النمط الغذائي للأفراد وقلّة الأفراد العاملين في المجال الزراعيّ.
- افتقار الدولة للانسجام بين القطاع الزراعي والقطاع الصناعيّ؛ حيث يتمّ التركيز على تطوير القطاع الصناعيّ وزيادة إنتاجيته على حساب القطاع الزراعيّ الذي يتمّ إهماله ممّا يُؤدّي إلى قلة الإنتاج، على الرغم أنّه من الضروريّ أن تسبق ثورةً خضراء الثورة الصناعية، لأنّ الثورة الخضراء ستزيد من الإنتاج الزراعيّ ممّا يُؤدّي بشكلٍ تلقائيّ إلى تطوير الصناعة وإيجاد الطرق لتصريف هذا الإنتاج.