محتويات
صفات الله عز وجل
إنّ صفات الله عزّ وجل هي مصطلح يدلّ على نعوت الكمال القائمة بذات الله تعالى، فمنها السمع، والبصر، والكلام، والفرق بين الأسماء والصفات يكمن في أنّ الأسماء هي كل ما دلّ على ذات الله عزّ وجل، وما قام بها من الحكمة، والعلم، والسمع، والبصر، أمّا الصفات فهي تدلّ على ما قام بذات الله من نعوت، فالصفة تدلّ على أمر واحد، أمّا الاسم يدلّ على أمرين، فنجد أنّ الاسم متضمناً للصفة والصفة مستلزمة للاسم.
واجب المسلم تجاه صفات الله
من الواجب على الإنسان كي يدخل في دائرة الاسلام أن يوحّد الله عز وجل في أسمائه وصفاته، أي أن يعتقد اعتقداً جازماً أنّ لله عز وجل أسماء وصفات لا يشاركه فيها أحد ولا يشارك فيها أحد، وأنّه عز وجل مخالف لغيره فيها ومنزّه عن المماثلة والمشابهة.
يجب على المسلم أن يؤمن بصفات الكمال لله تعالى، التي جاء بها الشرع في القرآن والسنة كما هي؛ أي دون البحث في ماهيتها، وهذا يتطلب عدم التعرّض للحقيقة أو الماهية في الذات أو الصفات؛ لأنّ هذا تطاول إلى ما لم يبلغه العقل البشري، وهو عبث يؤدي إلى التخبط في الاعتقاد؛ لأنه تحديد لما لا يجوز تحديده، وحصر لما لا يجوز حصره.
صفات الله التي وردت في القران الكريم
إن الله تعالى متصف بكل صفات الكمال، منزه عن كل صفات النقص؛ فهو معروف بأسمائه العليا، ومتصف بالعلم، والإرادة، والقدرة، والحياة، وهو الأوّل والآخر والباقي، المنزّه عن الحدوث والفناء، والغني المنزّه عن الحاجة والافتقار، القائم بنفسه المنزه عن قيامه بغيره، وهو الواحد الأحد، الفرد الصمد، المنزه عن الشريك والند والضد، ومن صفاته عز وجل: الكلام والسمع والبصر، ومخالفته للحوادث كما قال عن نفسه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11] فهذه هي صفات الله الثلاثة عشر التي وردت في القرآن والسنة النبوية.
توضيح الخلاف في مسألة الصفات
ورد في كتاب الله عز وجل آيات تصف الله ببعض صفات المخلوقين؛ الأمر الذي أوقع الخلاف بين أهل العلم من السلف والخلف، مثل قوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح:10] وقوله: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت:88]، وقوله عز وجل: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5]، حيث سلك العلماء لفهم مثل هذه الآيات طريقين: فمنهم من أثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه، من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل، مع اهتمامهم في عدم تعطيل الذات الإلهية عن الصفات، مع الجزم أنّ الظاهر من هذه الآيات غير مراد؛ وهذه طريقة السلف في فهم الصفات.
أما طريقة الخلف، فتكمن في تأويل هذه الكلمات وصرفها عن ظاهرها إلى المعنى المراد، فتكون اليد في الآية بمعنى القدرة، والوجه بمعنى الذات، والاستواء بمعنى السيطرة؛ ذلك بأنه قام دليل يقيني على أنّ الله ليس بجسم كباقي المخلوقات في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11]، فمختصر فهم مثل هذه الصفات وارد في مقولة (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة).