حشرات و كائنات دقيقة

معلومات عن العنكبوت

مقالات ذات صلة

مقدّمة عن العنكبوت

تمتلك العناكب جسماً مقسّماً إلى جزأين بدلاً من ثلاثة بالمقارنة مع الحشرات، وثمانية أرجل عوضاً عن ستة، وبهذا فهي لا تتبع للحشرات بالتصنيف، وتمتاز العناكب بالتنوع اللوني الكبير، وهذا يساعد على حصرها ضمن عائلات محددة، فبعضها يمتلك أجساماً داكنة اللون تنتشر عليها بُقع زاهية، مثل: العنكبوت الغازل المداري، وهناك عائلة أخرى تمتلك بطوناً بنية اللون أو سوداء مخططة الجانبين بألوان أفتح كالعناكب الذئبية، في حين يمتلك عنكبوت الباب المسحور رأساً كبيراً لونه مختلف بالعادة عن لون بطونهم، وتجدر الإشارة إلى أن طول جسم العنكبوت يتراوح بين 0.5 ملم إلى 90 ملم تقريباً.[١][٢]

التصنيف العلمي للعنكبوت

التصنيف الرئيسي

يوجد العديد من أنواع العناكب المنتشرة حول العالم، والتي تنتمي علمياً إلى أجناس متعددة تندرج تحت عائلات متنوعة تنتمي إلى رتبة الرتيلاوات (الاسم العلمي: Araneae)، التي تنتمي إلى طائفة العنكبيّات (الاسم العلمي: Arachnida) ضمن فوق طائفة كلابيات القرون الحقيقية (الاسم العلمي: Euchelicerata)، التي تندرج تحت الشعيبة كلابيات القرون (الاسم العلمي: Chelicerata) التابعة لشعبة المفصليات (الاسم العلمي: Arthropoda) ضمن الشعبة العليا الإنسلاخيات (الاسم العلمي: Ecdysozoa)، والتي تندرج تحت المملكة الدنيا أوليّات الفم (الاسم العلمي: Protostomia) تحت عويلم ثنائية التناظر (الاسم العلمي: Bilateria) ضمن المملكة الحيوانية.[٣]

تصنيف العائلات

يَصل عدد العناكب المعروفة في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 46,700 نوع مُصنفة ضمن 110 عائلة تقريباً، حيث تُقسّم العناكب إلى ثلاث رُتيبات رئيسية، هي:[٤]

  • العناكب ملقطيات الفك: تتميز عناكب ملقطيات الفك (الاسم العلمي: Labidognatha) بوجود لوامس قدمية موجودة خلف زوائد أمامية متخصصة يُطلق عليها الخطافات تحت درع قرني أو عظمي، كما أنها تحتوي على جهاز تنفسي متميز من الرئات الكتابية إضافة إلى القصبات الهوائية التي قد تعمل كجهاز تنفسي بدلاً عنها، أما بالنسبة للقلب فهو يحتوي على ثلاث فتحات وببعض الأحيان اثنتين، وسلسلة مزدوجة من العُقد العصبية المُقسمة، إذ تندرج تحت هذه الرُتيبة عدة عائلات، منها:
    • عائلة العناكب القافزة (الاسم العلمي: Salticidae).
    • عائلة اللنيفيات (الاسم العلمي: Linyphiidae).
    • عائلة العناكب غازلة النسيج الدائري (الاسم العلمي: Araneidae).
    • عائلة العناكب الذئبية (الاسم العلمي: Lycosidae).
    • عائلة الشحاذيات (الاسم العلمي: Theridiidae).
  • العناكب رتيلاء الشكل: تعيش عناكب قويمات الفك أو رتيلاء الشكل (الاسم العلمي: Orthognatha) في المناطق ذات المناخ الدافئ، وعند التطرق للجهاز التنفسي في هذه الرُتيبة فيتمثل بزوجين من الرئة الكتابية، ويحتوي القلب غالباً على أربع فتحات صغيرة، وسلسة مزدوجة من العقد عصبية، وتنحدر تحت هذه الرتيبة العائلات الآتية: (Theraphosidae)، (Dipluridae)، (Ctenizidae)، (Hexathelidae)،(Atypidae).
  • العناكب المجزأة: تحتوي على عائلة واحدة تسمّى (Liphistiidae) يندرج تحتها حوالي 100 نوع من العناكب، تتواجد في اليابان إلى الجنوب الشرقي من آسيا، ويمكن تتمييز العناكب المُقسمة أو المجزأة (الاسم العلمي: Mesothelae) بهذه الرتيبة عن طريق البطن المجزأة من 7 إلى 18 جزءاً، و8 مغازل للحرير في منتصف البطن، كما تمتلك العناكب بالمنطقة الأمامية البروسوما 18 عقدة مفصولة عن بعضها البعض بشكل أكبر من الرُتيبات الأخرى، أما القلب فيحتوي على 5 أزواج من الفتحات الصغيرة، بالإضافة إلى زوجين من الرئة الكتابية.[٥]

تركيب جسم العنكبوت

يُقسَّم جسم العنبكوت إلى جزأين فقط، هما: البروسوما (بالإنجليزية: Cephalothorax) أو الرأس- صدر، والبطن (بالإنجليزية: Abdomen)، وهناك عُقدة ضيقة في الوسط تربط المنطقتين معاً تُسمى الساق (بالإنجليزية: Pedicel)، وفيما يأتي الأجزاء بالتفصيل:[٥]

البروسوما

يُغطَّى الجزء العلوي والسفلي من البروسوما بهياكل وقائية؛ فالجانب العلوي يُغطّيه الدرع القرني (بالإنجليزية: Carapace)، أما الجانب السفلي فيُغطيه القص (بالإنجليزية: Sternum) بالإضافة إلى زوائد سفلية تُسمى الشفة (بالإنجليزية: labium)،[٦] وتتكوّن البروسوما من عدد من الأعضاء الخارجية، هي:[٧]

  • العين: يتنقل العنكبوت ويبحث عن فرائسه بالاعتماد على اللمس والاهتزاز والتذوّق أكثر من اعتماده على الرؤية، لكن عدداً قليلاً منها يمتلك بصراً جيداً يستخدمه للبناء، والصيد، والتجوّل، بالإضافة إلى التعرُّف على زملائه والمفترسين، وتمتلك بعض أنواع العناكب 8 عيون والبعض الآخر يمتلك ستة أو أقل، وأفضل العناكب رؤية هي: العنكبوت القافز، والعنكبوت طويل الأرجل، والعنكبوت الذئبي.[٨]
  • النقرة: ترتبط العضلات الصدرية داخلياً بنقطة يُطلق عليها النقرة (بالإنجليزية: The fovea) موجودة في منتصف العمود الفقري.
  • منطقة الفم: تتكوّن هذه المنطقة من فكّين يحتويان على أنياب أو كلابات أو خطافات تُسمّى الكيليكيرا (بالإنجليزية: Chelicerae)، بالإضافة إلى صفيحة علوية (بالإنجليزية: The labrum) وصفيحة سفلية (بالإنجليزية: The labium) تُشكّلان الجزء العلوي والسفلي من الفم، كما تحتوي على صف لتقطيع الطعام في الفك العلوي.
  • اللوامس القدمية: يتمكّن العنكبوت من الاستشعار واللمس، والتذوق، بالإضافة إلى التزاوج عند الذكور بواسطة اللوامس القدمية (بالإنجليزية: pedipalps).
  • الأقدام: يمتلك العنكبوت أربعة أزواج من الأقدام، بعضها يحتوي على مخلبين، مثل: العناكب القافزة، حيث تستطيع هذه العناكب الوقوف على الأسطح الملساء والمائلة بسبب وجود خصل شعر كثيفة تُحسِّن من عملية التلاصق، أما البعض الآخر فيحتوي على ثلاثة مخالب؛ كناسجة الشبكات، كما تمتلك العناكب عدداً من الأعضاء الحسية على أرجلها، مثل: اللوامس القدمية والشعر، بالإضافة إلى ثقوب صغيرة في معظم أجزاء جسمها، وذلك كي تتمكّن من التذوق، وشم الروائح، والشعور بالاهتزازات.[٩] كما تضم البروسوما الأعضاء الداخلية التالية:[٧]
  • العضلات: حيث تتحرك الأطراف والفكّان بمساعدة العضلات.
  • العقد الدماغية: تتكون العقد العصبية من مجموعة من الأنسجة العصبية.
  • الغدد السمّية: تقتل العناكب فرائسها بواسطة السم الذي تنتجه الغدد السمية.
  • المعدة العضلية: يصل الطعام السائل إلى المريء والبلعوم والأمعاء عن طريق ضخه بواسطة المعدة العضلية أو عضلات المعدة.

البطن

يتوسّع البطن لدى العنكبوت عند التغذية وتطوّر البيض بمساعدة البشرة الرقيقة والمرنة التي تُغطّيه، وعند غزل الحرير والتزاوج يتحرّك البطن بمساعدة الحاجز الذي يفصله عن البروسوما، أما بالنسبة للأعضاء الخارجية الذي يتكون منها البطن فهي:[٧]

  • غطاء الرئة الكتابية: يحمي غطاء الرئة الكتابية (بالإنجليزية: The book lung covers) الأعضاء الحساسة داخل العنكبوت.
  • فتحة الأعضاء التناسلية: تصل البويضات أو الحيوانات المنوية إلى جهاز التناسلي الذي يوجد أمام زوج الرئة الكتابية بعد إطلاقها من الفتحة التناسلية، كما يوجد فتحة أخرى تُسمى الفتحة أو عضيات تناسلية خارجية (بالإنجليزية: epigynum) لدى العناكب ريتلاوات الشكل.
  • المغازل: يمتلك العنكبوت 4 إلى 6 مغازل (بالإنجليزية: The spinnerets) لإنتاج الحرير.

أما الأعضاء الداخلية في البطن، فهي:[٧]

  • الرئة الكتابية: تمتلك العناكب رتيلاء الشكل زوجين من الرئة الكتابية (بالإنجليزية: The book lungs)، حيث يحدث تبادُل الغازات بين الهواء والدم بعد دخوله عن طريق فتحات صغيرة مُغطاة بطبقة بشرة رقيقة جداً ومرتبطة بتجاويف تنتهي بصفحات تُشبه الكتاب مرتبطة بدعامات تمنعها من الالتصاق ببعضها، وتتبادل بعض العناكب الصغيرة الغازات عبر طبقة رقيقة من البشرة؛ فهي لا تمتلك أعضاء تنفس بسبب وجودها في أماكن رطبة ومحمية.
  • غدد الحرير يتكوّن الحرير من بروتين سائل يُنتج بواسطة غدد الحرير (بالإنجليزية: Silk glands).
  • القلب: يقع:القلب في وسط جسم العنكبوت، حيث يضُخ الدم إلى أجزاء الجسم عبر الأوعية أو التجاويف ثم يعود تدريجياً له، ويعد الجهاز الدوراني مفتوحاً لديه.
  • الأمعاء الخلفية: يتم امتصاص الغذاء في الأمعاء الخلفية (بالإنجليزية: The hind-gut)، وتحتوي على كيس من العضيات الإفرازية تسمى أنابيب ملبيجي (Malphigian tubules)، إذ تلعب دور الكلى في العنكبوت.

الجلد

يتكوّن جسم العنكبوت من أعضاء داخلية وخارجية؛ كالجلد، والعضلات، والجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، بالإضافة للأعضاء التناسلية، ويتميز الجلد أو البشرة أو الهيكل الخارجي الصلب بأنه مُكوّن من عِدَّة طبقات من البروتين والكيتين تُغطّي جسم العنكبوت من الخارج، ووظيفته هي توفير نقاط ربط أو اتصال مع العضلات، بالإضافة إلى تنظيم ضغط الدم، كما أنه يحتوي على الشعر والزوائد العصبية التي تُمثّل حواس العنكبوت، ويبطّن الأمعاء الأمامية والخلفية، والقصبة الهوائية، وجهاز تخزين الحيوانات المنوية لدى الإناث، كما أن الجلد يقلّل من فقد الماء باحتوائه على طبقة رقيقة من الشمع.[٧]

تُثبِّت العناكب عضلاتها على هيكل هيدروستاتيكي شبه صلب يحيط جسم العنكبوت من الداخل مكون من تجاويف مَليئة بالسائل، ويَعمل ضَغط السَائل كمُثبِّت للعضلات المَوجودة حوله، ليُحافظ على شكل الجسم ووظيفته، فبالتالي فإن ضغط الدم يتأثّر بتغيُّر ضربات القلب، وتقلُّص واسترخاء العضلات.[٧]

دورة حياة العنكبوت

تبدأ دورة حياة العنكبوت من عملية التكاثر بوضع ما يُقارب ألف بيضة مُخصبة في كيس حرير بعد التزاوج، إذ تضع ذكور العناكب الحيوانات المنوية داخل شبكة خاصة بها لتسحبها إلى اللوامس القدمية لإدخالها في فتحات الأعضاء التناسلية لدى الأنثى التي تُخزّنها داخلها لتختار الحيوانات المنوية القادرة والمناسبة على تخصيب البيض،[١٠] وتمرّ دورة حياة العنكبوت بثلاث مراحل، هي:[١١]
  • المرحلة الجنينية (البيض): تحدث هذه المرحلة بعد التزاوج، بحيث يُحفظ البيض في كيس حريري قوي لحمايته، وتختلف هنا طريقة بعض العناكب برعاية وحراسة البيض، فمثلاً: تحمل العنكبوت الأم الكيس معها حتى تفقس مثل: العنكبوت الذئب، وبعضها يحملها لمدة عشرة أيام على ظهورها، أما بعضها الآخر فَتترك البيض في مكان آمن حتى تفقس، ويستغرق هذا الأمر بالعادة بضعة أسابيع.
  • مرحلة ما قبل اكتمال النمو: تبدأ هذه المرحلة بعد أن يفقس البيض إلى عناكب صغيرة (بالإنجليزية: spiderlings) تبتعد عن بعضها بالمشي أو بعملية الانتفاخ أو الطيران بالخيوط (بالإنجليزية: Ballooning)، حيث تُمكّنها من السفر لمسافات قصيرة وأحياناً طويلة، وذلك بنسج خيوط حريرية تُطلقها من مغزلها لتهب مع الرياح وتتنقل من مكان لآخر، وبمرور الوقت يزداد حجم العناكب الصغيرة عن طريق عملية الانسلاخ، إذ تستبدل هيكلها الخارجي عدة مرات وتتخلص منه، فتتراوح عدد الانسلاخات التي تحدث ما بين 5 إلى 10 حتى تصل لمرحلة النضوج.
  • مرحلة البلوغ: يَصل العنكبوت مرحلة النضوج الجنسي في مرحلة البلوغ حيث تبدأ دورة حياة جديدة عند التزاوج، وتختلف مدة حياة العنكبوت باختلاف أنواعها، لكنها تعيش من عام إلى عامين تقريباً، وما تجدر الإشارة إليه أن مدة حياة الإناث أطول من الذكور التي تموت غالباً بعد التزاوج.

غذاء العناكب

يَتغذّى العنكبوت على العديد من الكائنات الحية؛ كالحشرات، والعناكب الأخرى، بالإضافة إلى الطيور الصغيرة، والضفادع، والزواحف وغيرها، كما لديه القدرة على استشعار حركة الفريسة ورؤيتها والتمييز بينهم، وما تجدر الإشارة إليه أن العناكب تمتلك زوائد أمامية مدببة كالأنياب في مقدمة الرأس والصدر تُسمى الكيليكيرا (بالإنجليزية: chelicerae)، بالإضافة إلى اللوامس القدمية (بالإنجليزية: pedipalps) للإمساك بالفريسة، إذ تستطيع العناكب الحصول على غذائها بعدَّة طرق، فقد تُنتج سمّاً بمساعدة بعض الإنزيمات لتشلّ حركة الفريسة، ممّا يسبب تلفاً بالأنسجة وموتها، أو قد تخترق بعض العناكب الجلد وتمتص الدم باستخدام أجزاء فموية خاصة لفعل ذلك أو عن طريق نسج شبكة من الخيوط الحريرية تلتصق بالفريسة.[٥][١٢]

موطن العنكبوت

تُعتبر جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية موطناً للعنكبوت، لكن العديد من الأنواع تعيش في المناطق المدارية أكثر من المعتدلة، كما تتواجد في جبال الهيمالايا على ارتفاع يصل إلى 5,000م تقريباً، بالإضافة إلى عيش معظمها على اليابسة باستثناء النوع الأوراسي الذي يعيش على سطح المياه العذبة، وهناك عدد قليل من أنواع العناكب يتخذون من سطح الشواطئ والمياه العذبة والمالحة مكاناً للمعيشة.[١٣]

شبكة العنكبوت

يَصنع العنكبوت شبكته من خيوط قوية من البروتين تُسمى الحرير، حيث تُنتج سبعة أنواع مختلفة منه، لذلك تم تصنيف العناكب حسب نوع الشبكة التي تصنعها، منها: عناكب الشبكة المتشابكة، والعنكبوت غازل الشبكة الدائري، والعنكبوت قمعي الشبكة، وعنكبوت الشبكة الحاضنة،[١٤] إذ تُنتج العناكب الحرير لعِدَّة أغراض، منها: حماية نفسها من السقوط، وصُنع أكياس البيض، ولف الفرائس عن طريق صُنع الشبكات، وبناء مسكن وجحور خاصة بها.[١٥]

تتم عملية إنتاج الحرير عن طريق ضغط العنكبوت لبطنه بعد صنعه بواسطة عِدَّة أنواع من الغدد الحريرية التي تمتلك قنوات ترتبط بالمغازل لها فتحات خارجية، حيث تتحكم الصمّامات العضليّة بمُعدل تدفّق الحرير، ويوجد 7 أنواع من الغدد لدى العناكب ناسجة الشبكات، ومنها:[١٦]

  • الغدد الحلقية: يُغلّف الحرير الناتج من الغدد الحلقية (بالإنجليزية: Aciniform glands) الفرائس.
  • الغدد الأمبولية: تُنتج الغدد الأمبولية (بالإنجليزية: ampullate glands) الحرير المُستخدم لخيوط السحب.
  • الغدد الاسطوانية: تُنتج الغدد الاسطوانية (بالإنجليزية: cylindrical glands) الحرير المستخدم لصنع أكياس البطن.
  • غدد الحرير فوق المعدة: تُنتج غدد الحرير فوق المعدة (بالإنجليزية: Epigastric silk glands) الحرير المُستخدم لتوفير سطح لوضع الحيوانات المنوية عليه، لذلك فهي توجد لدى العناكب الذكور.

سمّ العنكبوت ولدغاته

لا يشكّل سمّ العناكب خطراً على الإنسان إلّا في بعض الأنواع؛ كعنكبوت الأرملة السوداء التي تمتلك سماً عصبياً قوياً، وعنكبوت الناسك البني (بالإنجليزية: brown recluse spider) التي يُفسد سُمَّها الأنسجة ويترك حفرة غائرة فيها.[١٧] يتركب سمّ العنكبوت من مزيج من المواد الكيميائية كالبروتينات، والببتيدات، والسكريات ومواد أخرى بغرض قتل فرائسها أو شلّها، أو تحطيم الأنسجة بهدف الحصول على غذائها بالحالة السائلة،[١٨] ومن الجدير بالذكر أنّ جميع العناكب تنتج السمّ باستثناء عائلة “Uloboridae”، حيث تفتقر إلى وجود غدد متخصصة للسّم،[١٩] وهناك نوعان من السموم؛ هما:[١٨]

  • السموم العصبية: تؤثر السموم العصبية (بالإنجليزية: Neurotoxic Venoms) على الجهاز العصبي، فهي تمنع وصول السيالات العصبية للعضلات، حيث يحدُث تصلُّب وتقلّص في العضلات فتتعطل وظائف الجسم، كما قد تؤدي لشلل كامل الجهاز العصبي بسبب زيادة إنتاج النواقل العصبية؛ كالأستيل كولين (بالإنجليزية: acetylcholine)، ونورإبينفرين (بالإنجليزية: norephinephrine).
  • السموم الخلوية : تؤثر السموم الخلوية (بالإنجليزية: cytotoxic venoms) على الأنسجة فتُسبّب ظهور تقرُّحات وبثور جلدية، فتتسبب بإتلافها وموتها.

الفرق بين أنثى العنكبوت وذكره

يجب معرفة الفروقات بين أنثى وذكر العنكبوت عند دراستها في المختبرات أو تربيتها، حيث تختلف هذه الفروقات حسب نوع العنكبوت، ومنها:[٢٠]

  • اللون: تختلف ألوان العناكب من نوع لآخر، ولكن بالعادة تكون ألوان العناكب الذكور زاهية أكثر من الإناث، إذ يظهر ذكر عنكبوت الأرملة السوداء بألوانه الفاتحة، وعلى ظهره بقع حمراء أو وردية، أما الأنثى فهي سوداء اللون وعلى بطنها بُقعة حمراء اللون على شكل ساعة رملية، لكن لا تنطبق هذه الصفة على عنكبوت الحرير الذهبي، فالأنثى ألوانها زاهية أكثر من الذكر ذي اللون البني الداكن.
  • الحجم: يُعتقد أن حجم الإناث أكبر بسبب حاجتها لإنتاج النسل، إذ يبلغ طول أنثى عنكبوت الحرير الذهبي 6 أضعاف الذكر، بالإضافة لعدة أنواع أخرى كذلك، مثل: الأرملة السوداء والعنكبوت القافز.
  • الأرجل: تملك ذكور العناكب أرجلاً أطول من الإناث، لكونها تحتاجها بعملية الاصطياد، وأثناء تجوّلها لأماكن أبعد عن الشبكة التي تبقى الأنثى فيها.
  • اللوامس القدمية: يمكن عبر المجهر مُلاحظة أن اللوامس القدمية عند الذكور منتفخة أكثر من الإناث.
  • كمية السم: تحتاج العناكب الإناث لكمية أكبر من السُم لحماية شبكتها التي لا تغادرها، وما تجدر الإشارة إليه أن أكياس السُم لدى بعض العناكب الذكور غير فعّالة.
  • مدة حياة العناكب : تموت العناكب قبل أن تصل سن الشيخوخة بسبب الحيوانات المفترسة أو الطفيليات أو الأمراض، فمعظمها يعيش لعِدَّة أشهر، وبعضها لسنوات إذا بقيت بمسكنها وجحرها؛ فمدة حياة الإناث أطول مقارنةً مع الذكور، فعلى سبيل المثال تعيش أنثى الرتيلاء لمدة 25 عاماً، أي بما يزيد عن 15 عاماً عن الذكور.

المراجع

  1. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  2. Brenna Davis (25-04-2017), “How to Identify Spiders by Size & Color”، www.sciencing.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  3. “Araneae “, www.itis.gov,12-10-2019، Retrieved 12-10-2019. Edited.
  4. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت Debbie Hadley (25-09-2019), “Characteristics of Spiders”، www.thoughtco.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  6. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح “Spider structure”, www.australianmuseum.net.au,26-11-2018، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  8. “How spiders see the world”, www.australianmuseum.net.au,05-04-2019، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  9. “Spider Specifics”, www.learning.si.edu, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  10. Melissa Mayer (23-08-2018), “How Do Spiders Mate?”، www.sciencing.com, Retrieved 19-09-2019. Edited.
  11. Debbie Hadley (11-08-2019), “The Life Cycle of a Spider”، www.thoughtco.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  12. Julie Zundel, “Arachnid Digestive System & Diet”، www.study.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  13. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  14. Jessie Szalay (05-11-2014), “Types of Spiders & Spider Facts”، www.livescience.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  15. “Spiders”, www.nationalgeographic.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  16. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  17. “Spider”, www.encyclopedia.com,14-09-2019، Retrieved 19-09-2019. Edited.
  18. ^ أ ب “Spider bites and venoms”, www.australianmuseum.net.au,11-11-2018، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  19. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  20. Claire Gillespie (19-04-2018), “The Differences Between Male & Female Spiders”، www.sciencing.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

مقدّمة عن العنكبوت

تمتلك العناكب جسماً مقسّماً إلى جزأين بدلاً من ثلاثة بالمقارنة مع الحشرات، وثمانية أرجل عوضاً عن ستة، وبهذا فهي لا تتبع للحشرات بالتصنيف، وتمتاز العناكب بالتنوع اللوني الكبير، وهذا يساعد على حصرها ضمن عائلات محددة، فبعضها يمتلك أجساماً داكنة اللون تنتشر عليها بُقع زاهية، مثل: العنكبوت الغازل المداري، وهناك عائلة أخرى تمتلك بطوناً بنية اللون أو سوداء مخططة الجانبين بألوان أفتح كالعناكب الذئبية، في حين يمتلك عنكبوت الباب المسحور رأساً كبيراً لونه مختلف بالعادة عن لون بطونهم، وتجدر الإشارة إلى أن طول جسم العنكبوت يتراوح بين 0.5 ملم إلى 90 ملم تقريباً.[١][٢]

التصنيف العلمي للعنكبوت

التصنيف الرئيسي

يوجد العديد من أنواع العناكب المنتشرة حول العالم، والتي تنتمي علمياً إلى أجناس متعددة تندرج تحت عائلات متنوعة تنتمي إلى رتبة الرتيلاوات (الاسم العلمي: Araneae)، التي تنتمي إلى طائفة العنكبيّات (الاسم العلمي: Arachnida) ضمن فوق طائفة كلابيات القرون الحقيقية (الاسم العلمي: Euchelicerata)، التي تندرج تحت الشعيبة كلابيات القرون (الاسم العلمي: Chelicerata) التابعة لشعبة المفصليات (الاسم العلمي: Arthropoda) ضمن الشعبة العليا الإنسلاخيات (الاسم العلمي: Ecdysozoa)، والتي تندرج تحت المملكة الدنيا أوليّات الفم (الاسم العلمي: Protostomia) تحت عويلم ثنائية التناظر (الاسم العلمي: Bilateria) ضمن المملكة الحيوانية.[٣]

تصنيف العائلات

يَصل عدد العناكب المعروفة في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 46,700 نوع مُصنفة ضمن 110 عائلة تقريباً، حيث تُقسّم العناكب إلى ثلاث رُتيبات رئيسية، هي:[٤]

  • العناكب ملقطيات الفك: تتميز عناكب ملقطيات الفك (الاسم العلمي: Labidognatha) بوجود لوامس قدمية موجودة خلف زوائد أمامية متخصصة يُطلق عليها الخطافات تحت درع قرني أو عظمي، كما أنها تحتوي على جهاز تنفسي متميز من الرئات الكتابية إضافة إلى القصبات الهوائية التي قد تعمل كجهاز تنفسي بدلاً عنها، أما بالنسبة للقلب فهو يحتوي على ثلاث فتحات وببعض الأحيان اثنتين، وسلسلة مزدوجة من العُقد العصبية المُقسمة، إذ تندرج تحت هذه الرُتيبة عدة عائلات، منها:
    • عائلة العناكب القافزة (الاسم العلمي: Salticidae).
    • عائلة اللنيفيات (الاسم العلمي: Linyphiidae).
    • عائلة العناكب غازلة النسيج الدائري (الاسم العلمي: Araneidae).
    • عائلة العناكب الذئبية (الاسم العلمي: Lycosidae).
    • عائلة الشحاذيات (الاسم العلمي: Theridiidae).
  • العناكب رتيلاء الشكل: تعيش عناكب قويمات الفك أو رتيلاء الشكل (الاسم العلمي: Orthognatha) في المناطق ذات المناخ الدافئ، وعند التطرق للجهاز التنفسي في هذه الرُتيبة فيتمثل بزوجين من الرئة الكتابية، ويحتوي القلب غالباً على أربع فتحات صغيرة، وسلسة مزدوجة من العقد عصبية، وتنحدر تحت هذه الرتيبة العائلات الآتية: (Theraphosidae)، (Dipluridae)، (Ctenizidae)، (Hexathelidae)،(Atypidae).
  • العناكب المجزأة: تحتوي على عائلة واحدة تسمّى (Liphistiidae) يندرج تحتها حوالي 100 نوع من العناكب، تتواجد في اليابان إلى الجنوب الشرقي من آسيا، ويمكن تتمييز العناكب المُقسمة أو المجزأة (الاسم العلمي: Mesothelae) بهذه الرتيبة عن طريق البطن المجزأة من 7 إلى 18 جزءاً، و8 مغازل للحرير في منتصف البطن، كما تمتلك العناكب بالمنطقة الأمامية البروسوما 18 عقدة مفصولة عن بعضها البعض بشكل أكبر من الرُتيبات الأخرى، أما القلب فيحتوي على 5 أزواج من الفتحات الصغيرة، بالإضافة إلى زوجين من الرئة الكتابية.[٥]

تركيب جسم العنكبوت

يُقسَّم جسم العنبكوت إلى جزأين فقط، هما: البروسوما (بالإنجليزية: Cephalothorax) أو الرأس- صدر، والبطن (بالإنجليزية: Abdomen)، وهناك عُقدة ضيقة في الوسط تربط المنطقتين معاً تُسمى الساق (بالإنجليزية: Pedicel)، وفيما يأتي الأجزاء بالتفصيل:[٥]

البروسوما

يُغطَّى الجزء العلوي والسفلي من البروسوما بهياكل وقائية؛ فالجانب العلوي يُغطّيه الدرع القرني (بالإنجليزية: Carapace)، أما الجانب السفلي فيُغطيه القص (بالإنجليزية: Sternum) بالإضافة إلى زوائد سفلية تُسمى الشفة (بالإنجليزية: labium)،[٦] وتتكوّن البروسوما من عدد من الأعضاء الخارجية، هي:[٧]

  • العين: يتنقل العنكبوت ويبحث عن فرائسه بالاعتماد على اللمس والاهتزاز والتذوّق أكثر من اعتماده على الرؤية، لكن عدداً قليلاً منها يمتلك بصراً جيداً يستخدمه للبناء، والصيد، والتجوّل، بالإضافة إلى التعرُّف على زملائه والمفترسين، وتمتلك بعض أنواع العناكب 8 عيون والبعض الآخر يمتلك ستة أو أقل، وأفضل العناكب رؤية هي: العنكبوت القافز، والعنكبوت طويل الأرجل، والعنكبوت الذئبي.[٨]
  • النقرة: ترتبط العضلات الصدرية داخلياً بنقطة يُطلق عليها النقرة (بالإنجليزية: The fovea) موجودة في منتصف العمود الفقري.
  • منطقة الفم: تتكوّن هذه المنطقة من فكّين يحتويان على أنياب أو كلابات أو خطافات تُسمّى الكيليكيرا (بالإنجليزية: Chelicerae)، بالإضافة إلى صفيحة علوية (بالإنجليزية: The labrum) وصفيحة سفلية (بالإنجليزية: The labium) تُشكّلان الجزء العلوي والسفلي من الفم، كما تحتوي على صف لتقطيع الطعام في الفك العلوي.
  • اللوامس القدمية: يتمكّن العنكبوت من الاستشعار واللمس، والتذوق، بالإضافة إلى التزاوج عند الذكور بواسطة اللوامس القدمية (بالإنجليزية: pedipalps).
  • الأقدام: يمتلك العنكبوت أربعة أزواج من الأقدام، بعضها يحتوي على مخلبين، مثل: العناكب القافزة، حيث تستطيع هذه العناكب الوقوف على الأسطح الملساء والمائلة بسبب وجود خصل شعر كثيفة تُحسِّن من عملية التلاصق، أما البعض الآخر فيحتوي على ثلاثة مخالب؛ كناسجة الشبكات، كما تمتلك العناكب عدداً من الأعضاء الحسية على أرجلها، مثل: اللوامس القدمية والشعر، بالإضافة إلى ثقوب صغيرة في معظم أجزاء جسمها، وذلك كي تتمكّن من التذوق، وشم الروائح، والشعور بالاهتزازات.[٩] كما تضم البروسوما الأعضاء الداخلية التالية:[٧]
  • العضلات: حيث تتحرك الأطراف والفكّان بمساعدة العضلات.
  • العقد الدماغية: تتكون العقد العصبية من مجموعة من الأنسجة العصبية.
  • الغدد السمّية: تقتل العناكب فرائسها بواسطة السم الذي تنتجه الغدد السمية.
  • المعدة العضلية: يصل الطعام السائل إلى المريء والبلعوم والأمعاء عن طريق ضخه بواسطة المعدة العضلية أو عضلات المعدة.

البطن

يتوسّع البطن لدى العنكبوت عند التغذية وتطوّر البيض بمساعدة البشرة الرقيقة والمرنة التي تُغطّيه، وعند غزل الحرير والتزاوج يتحرّك البطن بمساعدة الحاجز الذي يفصله عن البروسوما، أما بالنسبة للأعضاء الخارجية الذي يتكون منها البطن فهي:[٧]

  • غطاء الرئة الكتابية: يحمي غطاء الرئة الكتابية (بالإنجليزية: The book lung covers) الأعضاء الحساسة داخل العنكبوت.
  • فتحة الأعضاء التناسلية: تصل البويضات أو الحيوانات المنوية إلى جهاز التناسلي الذي يوجد أمام زوج الرئة الكتابية بعد إطلاقها من الفتحة التناسلية، كما يوجد فتحة أخرى تُسمى الفتحة أو عضيات تناسلية خارجية (بالإنجليزية: epigynum) لدى العناكب ريتلاوات الشكل.
  • المغازل: يمتلك العنكبوت 4 إلى 6 مغازل (بالإنجليزية: The spinnerets) لإنتاج الحرير.

أما الأعضاء الداخلية في البطن، فهي:[٧]

  • الرئة الكتابية: تمتلك العناكب رتيلاء الشكل زوجين من الرئة الكتابية (بالإنجليزية: The book lungs)، حيث يحدث تبادُل الغازات بين الهواء والدم بعد دخوله عن طريق فتحات صغيرة مُغطاة بطبقة بشرة رقيقة جداً ومرتبطة بتجاويف تنتهي بصفحات تُشبه الكتاب مرتبطة بدعامات تمنعها من الالتصاق ببعضها، وتتبادل بعض العناكب الصغيرة الغازات عبر طبقة رقيقة من البشرة؛ فهي لا تمتلك أعضاء تنفس بسبب وجودها في أماكن رطبة ومحمية.
  • غدد الحرير يتكوّن الحرير من بروتين سائل يُنتج بواسطة غدد الحرير (بالإنجليزية: Silk glands).
  • القلب: يقع:القلب في وسط جسم العنكبوت، حيث يضُخ الدم إلى أجزاء الجسم عبر الأوعية أو التجاويف ثم يعود تدريجياً له، ويعد الجهاز الدوراني مفتوحاً لديه.
  • الأمعاء الخلفية: يتم امتصاص الغذاء في الأمعاء الخلفية (بالإنجليزية: The hind-gut)، وتحتوي على كيس من العضيات الإفرازية تسمى أنابيب ملبيجي (Malphigian tubules)، إذ تلعب دور الكلى في العنكبوت.

الجلد

يتكوّن جسم العنكبوت من أعضاء داخلية وخارجية؛ كالجلد، والعضلات، والجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، بالإضافة للأعضاء التناسلية، ويتميز الجلد أو البشرة أو الهيكل الخارجي الصلب بأنه مُكوّن من عِدَّة طبقات من البروتين والكيتين تُغطّي جسم العنكبوت من الخارج، ووظيفته هي توفير نقاط ربط أو اتصال مع العضلات، بالإضافة إلى تنظيم ضغط الدم، كما أنه يحتوي على الشعر والزوائد العصبية التي تُمثّل حواس العنكبوت، ويبطّن الأمعاء الأمامية والخلفية، والقصبة الهوائية، وجهاز تخزين الحيوانات المنوية لدى الإناث، كما أن الجلد يقلّل من فقد الماء باحتوائه على طبقة رقيقة من الشمع.[٧]

تُثبِّت العناكب عضلاتها على هيكل هيدروستاتيكي شبه صلب يحيط جسم العنكبوت من الداخل مكون من تجاويف مَليئة بالسائل، ويَعمل ضَغط السَائل كمُثبِّت للعضلات المَوجودة حوله، ليُحافظ على شكل الجسم ووظيفته، فبالتالي فإن ضغط الدم يتأثّر بتغيُّر ضربات القلب، وتقلُّص واسترخاء العضلات.[٧]

دورة حياة العنكبوت

تبدأ دورة حياة العنكبوت من عملية التكاثر بوضع ما يُقارب ألف بيضة مُخصبة في كيس حرير بعد التزاوج، إذ تضع ذكور العناكب الحيوانات المنوية داخل شبكة خاصة بها لتسحبها إلى اللوامس القدمية لإدخالها في فتحات الأعضاء التناسلية لدى الأنثى التي تُخزّنها داخلها لتختار الحيوانات المنوية القادرة والمناسبة على تخصيب البيض،[١٠] وتمرّ دورة حياة العنكبوت بثلاث مراحل، هي:[١١]
  • المرحلة الجنينية (البيض): تحدث هذه المرحلة بعد التزاوج، بحيث يُحفظ البيض في كيس حريري قوي لحمايته، وتختلف هنا طريقة بعض العناكب برعاية وحراسة البيض، فمثلاً: تحمل العنكبوت الأم الكيس معها حتى تفقس مثل: العنكبوت الذئب، وبعضها يحملها لمدة عشرة أيام على ظهورها، أما بعضها الآخر فَتترك البيض في مكان آمن حتى تفقس، ويستغرق هذا الأمر بالعادة بضعة أسابيع.
  • مرحلة ما قبل اكتمال النمو: تبدأ هذه المرحلة بعد أن يفقس البيض إلى عناكب صغيرة (بالإنجليزية: spiderlings) تبتعد عن بعضها بالمشي أو بعملية الانتفاخ أو الطيران بالخيوط (بالإنجليزية: Ballooning)، حيث تُمكّنها من السفر لمسافات قصيرة وأحياناً طويلة، وذلك بنسج خيوط حريرية تُطلقها من مغزلها لتهب مع الرياح وتتنقل من مكان لآخر، وبمرور الوقت يزداد حجم العناكب الصغيرة عن طريق عملية الانسلاخ، إذ تستبدل هيكلها الخارجي عدة مرات وتتخلص منه، فتتراوح عدد الانسلاخات التي تحدث ما بين 5 إلى 10 حتى تصل لمرحلة النضوج.
  • مرحلة البلوغ: يَصل العنكبوت مرحلة النضوج الجنسي في مرحلة البلوغ حيث تبدأ دورة حياة جديدة عند التزاوج، وتختلف مدة حياة العنكبوت باختلاف أنواعها، لكنها تعيش من عام إلى عامين تقريباً، وما تجدر الإشارة إليه أن مدة حياة الإناث أطول من الذكور التي تموت غالباً بعد التزاوج.

غذاء العناكب

يَتغذّى العنكبوت على العديد من الكائنات الحية؛ كالحشرات، والعناكب الأخرى، بالإضافة إلى الطيور الصغيرة، والضفادع، والزواحف وغيرها، كما لديه القدرة على استشعار حركة الفريسة ورؤيتها والتمييز بينهم، وما تجدر الإشارة إليه أن العناكب تمتلك زوائد أمامية مدببة كالأنياب في مقدمة الرأس والصدر تُسمى الكيليكيرا (بالإنجليزية: chelicerae)، بالإضافة إلى اللوامس القدمية (بالإنجليزية: pedipalps) للإمساك بالفريسة، إذ تستطيع العناكب الحصول على غذائها بعدَّة طرق، فقد تُنتج سمّاً بمساعدة بعض الإنزيمات لتشلّ حركة الفريسة، ممّا يسبب تلفاً بالأنسجة وموتها، أو قد تخترق بعض العناكب الجلد وتمتص الدم باستخدام أجزاء فموية خاصة لفعل ذلك أو عن طريق نسج شبكة من الخيوط الحريرية تلتصق بالفريسة.[٥][١٢]

موطن العنكبوت

تُعتبر جميع قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية موطناً للعنكبوت، لكن العديد من الأنواع تعيش في المناطق المدارية أكثر من المعتدلة، كما تتواجد في جبال الهيمالايا على ارتفاع يصل إلى 5,000م تقريباً، بالإضافة إلى عيش معظمها على اليابسة باستثناء النوع الأوراسي الذي يعيش على سطح المياه العذبة، وهناك عدد قليل من أنواع العناكب يتخذون من سطح الشواطئ والمياه العذبة والمالحة مكاناً للمعيشة.[١٣]

شبكة العنكبوت

يَصنع العنكبوت شبكته من خيوط قوية من البروتين تُسمى الحرير، حيث تُنتج سبعة أنواع مختلفة منه، لذلك تم تصنيف العناكب حسب نوع الشبكة التي تصنعها، منها: عناكب الشبكة المتشابكة، والعنكبوت غازل الشبكة الدائري، والعنكبوت قمعي الشبكة، وعنكبوت الشبكة الحاضنة،[١٤] إذ تُنتج العناكب الحرير لعِدَّة أغراض، منها: حماية نفسها من السقوط، وصُنع أكياس البيض، ولف الفرائس عن طريق صُنع الشبكات، وبناء مسكن وجحور خاصة بها.[١٥]

تتم عملية إنتاج الحرير عن طريق ضغط العنكبوت لبطنه بعد صنعه بواسطة عِدَّة أنواع من الغدد الحريرية التي تمتلك قنوات ترتبط بالمغازل لها فتحات خارجية، حيث تتحكم الصمّامات العضليّة بمُعدل تدفّق الحرير، ويوجد 7 أنواع من الغدد لدى العناكب ناسجة الشبكات، ومنها:[١٦]

  • الغدد الحلقية: يُغلّف الحرير الناتج من الغدد الحلقية (بالإنجليزية: Aciniform glands) الفرائس.
  • الغدد الأمبولية: تُنتج الغدد الأمبولية (بالإنجليزية: ampullate glands) الحرير المُستخدم لخيوط السحب.
  • الغدد الاسطوانية: تُنتج الغدد الاسطوانية (بالإنجليزية: cylindrical glands) الحرير المستخدم لصنع أكياس البطن.
  • غدد الحرير فوق المعدة: تُنتج غدد الحرير فوق المعدة (بالإنجليزية: Epigastric silk glands) الحرير المُستخدم لتوفير سطح لوضع الحيوانات المنوية عليه، لذلك فهي توجد لدى العناكب الذكور.

سمّ العنكبوت ولدغاته

لا يشكّل سمّ العناكب خطراً على الإنسان إلّا في بعض الأنواع؛ كعنكبوت الأرملة السوداء التي تمتلك سماً عصبياً قوياً، وعنكبوت الناسك البني (بالإنجليزية: brown recluse spider) التي يُفسد سُمَّها الأنسجة ويترك حفرة غائرة فيها.[١٧] يتركب سمّ العنكبوت من مزيج من المواد الكيميائية كالبروتينات، والببتيدات، والسكريات ومواد أخرى بغرض قتل فرائسها أو شلّها، أو تحطيم الأنسجة بهدف الحصول على غذائها بالحالة السائلة،[١٨] ومن الجدير بالذكر أنّ جميع العناكب تنتج السمّ باستثناء عائلة “Uloboridae”، حيث تفتقر إلى وجود غدد متخصصة للسّم،[١٩] وهناك نوعان من السموم؛ هما:[١٨]

  • السموم العصبية: تؤثر السموم العصبية (بالإنجليزية: Neurotoxic Venoms) على الجهاز العصبي، فهي تمنع وصول السيالات العصبية للعضلات، حيث يحدُث تصلُّب وتقلّص في العضلات فتتعطل وظائف الجسم، كما قد تؤدي لشلل كامل الجهاز العصبي بسبب زيادة إنتاج النواقل العصبية؛ كالأستيل كولين (بالإنجليزية: acetylcholine)، ونورإبينفرين (بالإنجليزية: norephinephrine).
  • السموم الخلوية : تؤثر السموم الخلوية (بالإنجليزية: cytotoxic venoms) على الأنسجة فتُسبّب ظهور تقرُّحات وبثور جلدية، فتتسبب بإتلافها وموتها.

الفرق بين أنثى العنكبوت وذكره

يجب معرفة الفروقات بين أنثى وذكر العنكبوت عند دراستها في المختبرات أو تربيتها، حيث تختلف هذه الفروقات حسب نوع العنكبوت، ومنها:[٢٠]

  • اللون: تختلف ألوان العناكب من نوع لآخر، ولكن بالعادة تكون ألوان العناكب الذكور زاهية أكثر من الإناث، إذ يظهر ذكر عنكبوت الأرملة السوداء بألوانه الفاتحة، وعلى ظهره بقع حمراء أو وردية، أما الأنثى فهي سوداء اللون وعلى بطنها بُقعة حمراء اللون على شكل ساعة رملية، لكن لا تنطبق هذه الصفة على عنكبوت الحرير الذهبي، فالأنثى ألوانها زاهية أكثر من الذكر ذي اللون البني الداكن.
  • الحجم: يُعتقد أن حجم الإناث أكبر بسبب حاجتها لإنتاج النسل، إذ يبلغ طول أنثى عنكبوت الحرير الذهبي 6 أضعاف الذكر، بالإضافة لعدة أنواع أخرى كذلك، مثل: الأرملة السوداء والعنكبوت القافز.
  • الأرجل: تملك ذكور العناكب أرجلاً أطول من الإناث، لكونها تحتاجها بعملية الاصطياد، وأثناء تجوّلها لأماكن أبعد عن الشبكة التي تبقى الأنثى فيها.
  • اللوامس القدمية: يمكن عبر المجهر مُلاحظة أن اللوامس القدمية عند الذكور منتفخة أكثر من الإناث.
  • كمية السم: تحتاج العناكب الإناث لكمية أكبر من السُم لحماية شبكتها التي لا تغادرها، وما تجدر الإشارة إليه أن أكياس السُم لدى بعض العناكب الذكور غير فعّالة.
  • مدة حياة العناكب : تموت العناكب قبل أن تصل سن الشيخوخة بسبب الحيوانات المفترسة أو الطفيليات أو الأمراض، فمعظمها يعيش لعِدَّة أشهر، وبعضها لسنوات إذا بقيت بمسكنها وجحرها؛ فمدة حياة الإناث أطول مقارنةً مع الذكور، فعلى سبيل المثال تعيش أنثى الرتيلاء لمدة 25 عاماً، أي بما يزيد عن 15 عاماً عن الذكور.

المراجع

  1. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  2. Brenna Davis (25-04-2017), “How to Identify Spiders by Size & Color”، www.sciencing.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
  3. “Araneae “, www.itis.gov,12-10-2019، Retrieved 12-10-2019. Edited.
  4. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت Debbie Hadley (25-09-2019), “Characteristics of Spiders”، www.thoughtco.com, Retrieved 12-10-2019. Edited.
  6. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح “Spider structure”, www.australianmuseum.net.au,26-11-2018، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  8. “How spiders see the world”, www.australianmuseum.net.au,05-04-2019، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  9. “Spider Specifics”, www.learning.si.edu, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  10. Melissa Mayer (23-08-2018), “How Do Spiders Mate?”، www.sciencing.com, Retrieved 19-09-2019. Edited.
  11. Debbie Hadley (11-08-2019), “The Life Cycle of a Spider”، www.thoughtco.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  12. Julie Zundel, “Arachnid Digestive System & Diet”، www.study.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  13. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  14. Jessie Szalay (05-11-2014), “Types of Spiders & Spider Facts”، www.livescience.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  15. “Spiders”, www.nationalgeographic.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  16. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  17. “Spider”, www.encyclopedia.com,14-09-2019، Retrieved 19-09-2019. Edited.
  18. ^ أ ب “Spider bites and venoms”, www.australianmuseum.net.au,11-11-2018، Retrieved 19-10-2019. Edited.
  19. Joseph Culin, Lorna R. Levi, Herbert W. Levi (26-09-2019), “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.
  20. Claire Gillespie (19-04-2018), “The Differences Between Male & Female Spiders”، www.sciencing.com, Retrieved 19-10-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى