حشرات و كائنات دقيقة

ما عدد أرجل العنكبوت

عدد أرجل العنكبوت

عدد أرجل العنكبوت 8 أرجل لدى جميع أنواع العناكب وتنتهي بمخلبين أو ثلاثة، وتوجد ضمن جزء الرأس-الصدر على شكل أزواج متقابلة، ويمكن ملاحظة زوائد تشبه الأرجل الصّغيرة تُسمى اللوامس (بالإنجليزيّة: pedipalps) موجودة بين أجزاء الفم المعروفة باسم الخطافات أو الفكوك العليا (بالإنجليزيّة: Chelicerae) وبين الزّوج الأول من الأرجل، وهي أعضاء حسيّة شبيهة بقرون الاستشعار تُساعد العناكب على التّذوق واللمس، وإمساك الفريسة، وبناء الشّبكات، كما تتحوّر لدى ذكور العنكبوت لتصبح أعضاء تزاوج متخصصة، ويمكن من خلال الملاحظة الدّقيقة للوامس العناكب التّمييز بين الأنثى والذّكر، حيث تتضخّم أطراف لوامس الذّكور لأنّها تُستخدم لنقل الحيوانات المنويّة للأنثى بينما تظل أطراف لوامس الأنثى كما هي، ويتضح مما سبق أنّ اللوامس شبيهة نوعاً بقرون الاستشعار، ولا يجب الخلط بينها وبين أرجل العنكبوت.[١][٢]

ومن الجدير بالذّكر أنّ الكثير من النّاس يجدون صعوبة في التّمييز بين العناكب والحشرات لذلك لا بدّ من التّنويه إلى بعض الفروقات بين النّوعين، حيث تمتلك العناكب ثمانية أرجل بينما تمتلك الحشرات ستة أرجل، كما أنّ جسم الحشرة يُقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسيّة مقابل جزئَين رئيسيَين لدى العناكب كما تم ذكره سابقاً.[٣]

تركيب أرجل العنكبوت

تتكوّن رجل العنكبوت من عدّة أجزاء، أولها الجزء المتصل بالرّأس-الصدر ويُسمى الورك (بالإنجليزيّة: Coxa)، يليه مدور الفخذ (بالإنجليزيّة: Trochanter)، ثم الفخذ (بالإنجليزيّة: Femur) وهو أكثر أجزاء الرِّجل سُمكاً، ثم الرّضفة (بالإنجليزيّة: Patella)، والظنبوب أو عظم الساق الأكبر (بالإنجليزيّة: Tibia) التي تحمل أشواكاً يختلف عددها وترتيبها من نوع لآخر، والمشط (بالإنجليزيّة: Metatarsus)، والرسغ (بالإنجليزيّة: Tarsus) وبذلك تكون رجل العنكبوت مكونّة من سبعة أجزاء،[٤][٥] ومع ذلك تشير بعض المراجع العلميّة لوجود جزء ثامن صغير يُسمى الرّسغ الأقصى (بالإنجليزيّة: Pretarsus)، وهو الجزء الذي تتصل به المخالب.[٣]

يختلف تركيب أرجل العناكب اعتماداً على الفصيلة التي تنتمي إليها، حيث تنتهي أرجل العناكب التي لا تبني الشّباك (العناكب الصّيادة) بمخلبَين فقط، بينما تمتلك العناكب التي تبني الشّباك ثلاثة مخالب؛ مخلبين رئيسييَن بينهما مخلب على شكل خطاف -يتم التّحكُّم بالخطاف بواسطة عضلة خاصة- يستخدمه العنكبوت لتثبيت نفسه بحرير الشّبكة وتفادي السّقوط منها، ومن الجدير بالذّكر أنّ صغار العناكب تمتلك عادةً ثلاثة مخالب حتى تلك التي لا تبني الشّباك.[٣][٦]

تُغطّى أرجل العناكب بشعر خشن يُسمى شعيرات (بالإنجليزيّة: setae) يحتوي على أعضاء حسيّة تُمكّن العناكب من الإحساس بما حولها،[٣] أما الشّعر الكثيف الذي يُحيط بالمخلب فيُعرف باسم الخُصلة (بالإنجليزيّة: tufts) ويوجد في نصف فصائل العناكب مثل العناكب الصّيادة.[٧] يُمكن أيضاً ملاحظة بعض الفروقات بين أرجل ذكور وإناث النّوع الواحد؛ بحيث تكون أرجل ذكر العنكبوت أطول من أرجل الأنثى؛ وذلك لأنّه يخرج للصيد ويمشي مسافات طويلة بحثاً عن فريسته بينما تقضي الأنثى وقتها داخل الشّبكة.[٨]

وظائف أرجل العنكبوت

تَستخدم العناكب كغيرها من الحيوانات أرجلها للمشي والتّنقل من مكان لآخر، إلا أنّ أرجل العنكبوت تؤدي وظائف أُخرى أيضاً، منها:[٧][٩]

  • الالتصاق بالأسطح: تتمكّن بعض أنواع العناكب من الالتصاق بالأسطح أثناء تسلقها -بالرّغم من حجمها الكبير- بفضل الشَّعر الذي يُحيط بمخالب الأرجل، ويحدث الالتصاق بسبب قوى فان دير فالس (بالإنجليزيّة: Van der Waals force)؛ وهي نوع من الجذب الكهربائيّ ينشأ بين الجزيئات القريبة من بعضها البعض، ويُمكن تصوّر تلك القوة بسبب إحاطة أرجل العنكبوت الثمانية بحوالي 600 ألف من الشّعيرات الأصغر حجماً (بالإنجليزيّة: setules)، والتي تزيد من مساحة اتصال الأرجل بالسّطح الذي يمشي عليه العنكبوت، ويعطيه قوة التصاق تمكنّه من حمل جسم يصل وزنه إلى 173 ضعف وزن جسمه، بحيث يكون اتصال العنكبوت بالسّطح الذي يمشي عليه قوياً بما يكفي ليتمكّن العنكبوت من المحافظة على وضعية جسمه، إلا أنّه يكون مؤقتاََ ويمكن فكه بسهولة وفقاً لما قاله جوناس وولف (Jonas Wolff) عالم الأحياء في جامعة كييل الألمانية، ومن الجدير بالذّكر أنّ عدد الشّعر المحيط بالمخلب والشّعيرات الأصغر حجماً التي تحيط بكل شعرة يتناسب طردياً مع حجم العنكبوت، فالعناكب الأكبر حجماً تحتاج للكثير من الشّعر لتتمكّن من الالتصاق بالأسطح.
  • سماع الأصوات: تستخدم العناكب الشعيرات (بالإنجليزية: setae) التي توجد على الجزء الأخير من أرجلها لالتقاط الاهتزازات، وسماع الأصوات النّاتجة عنها، إذ تتصف هذه الشعيرات بأنّها شديدة الحساسيّة للاهتزازات لدرجة أنّها تتمكّن من التقاط ضربات جناح ذبابة، والاحساس بالاهتزازات النّاتجة عن اقتراب دبّور مفترس على سبيل المثال.
  • الإحساس بالبيئة المحيطة: يحتوي الشّعر الذي يوجد في رسغ الرِّجل والمعروف باسم مشط الرّسغ (بالإنجليزيّة: tarsal comb) على أعضاء حسيّة تُمكّن العنكبوت من الإحساس بالحرارة، والحركة، وبالظّروف البيئيّة المحيطة مثل الرّياح.
  • الشّم: تحتوي أطراف الأرجل الأماميّة للعنكبوت على مستشعرات خاصة للرائحة، وللتأكد من ذلك أجرى مجموعة من العلماء تجربة على 30 عنكبوت سوطي (بالإنجليزيّة: whip spiders)، حيث قاموا بتغطية أعين بعض هذه العناكب، وأزالوا أطراف الأرجل الأماميّة للبعض الآخر، ثم وضعوا جميع العناكب على بُعد ما يقارب 10متر من منازلها، فلاحظوا أنّ معظم العناكب مغطاة الأعين تمكنت من تحديد طريق العودة، في حين لم تتمكن العناكب التي فقدت أطراف أرجلها من العودة، مما قد يدل على أنها تمتلك حساسات للرائحة في أرجلها، إلا أنها غير متأكدة من الرائحة التي تتبعها.

آلية الحركة عند العنكبوت

يتمكّن العنكبوت من الحركة والتّنقل من مكان لآخر بفضل التّآزر بين عضلات الأرجل وضغط السوائل في الجسم (بالإنجليزية: hydrostatic pressure) النّاتج عن ضخ القلب للدم؛ حيث تساعد العضلات على ثني الأرجل للداخل، بينما يعمل الضّغط على تمديد الأرجل للخارج، ونظراََ لقدرة العناكب على التّحكّم في معدل ضربات القلب وزيادة ضّغط السوائل فقد تمكّنت من تطوير عدّة وسائل للحركة، منها:[١٠][١١]

  • المشي: كما ذُكر سابقاً أنّ العناكب تتمكّن من المشي على الأسطح الأفقيّة والعاموديّة حتى الملساء منها بفضل الشّعر الدّقيق الذي يُغطي أرجلها، وعند مراقبة العناكب أثناء مشيها يمكن ملاحظة أنّها تُبقي زوجين من الأرجل على الأرض لدعم الجسم، وترفع الزّوجَين الآخرين في الهواء، ثم تُعيد الكَرّة مرة أُخرى، حيث تُبدّل بين أزواج الأرجل التي ترفعها في الهواء وتلك التي تُبقيها على الأرض.
  • القفز والرّكض: تتمكّن العناكب من الرّكض بسرعة 53 سنتيمتراََ في الثّانية، أي أنّها تقطع مسافة تصل إلى 34 ضعف طول جسمها خلال ثانية واحدة، كما تتمكن بعض الأنواع من القفز مسافة تصل إلى 25 ضعف طول جسمها، وذلك بفضل قدرتها على التّقليل من حجم الدّم في منطقة الرّأس- صدر، مما يُسبب اندفاع الّدم الفجائي باتجاه الأرجل فتتمدد ويتمكّن العنكبوت من القفز في الهواء، ومن الجدير بالذكر أنّ العناكب يمكنها زيادة الضّغط السوائل في أجسامها عند القفز بحيث يصل إلى 8 أضعاف الضّغط في حالة الرّاحة.
  • السّباحة: تتمكّن العناكب التي تُعرف باسم (Fishing spiders) من الطّفو على سطح الماء بفضل بعض الخصائص التي تُميزها، فهي خفيفة الوزن؛ حيث لا يتجاوز وزنها 1.7 غرام، وتمتلك القدرة على توزيع وزن جسمها على الماء، كما أنّ أرجلها تكون مغطاة بشعر أكثر كثافة من المعتاد، مما يُمكنها من استخدام الزّوجين الثّاني والثّالث من أرجلها للتجديف والسّباحة في الماء.

الاستئصال الذاتي عند العنكبوت

تلجأ بعض الحيوانات عند تعرّضها للخطر إلى حيلة دفاعية تُعرف بالاستئصال الذّاتي (بالإنجليزية: Autotomy)، فيقوم الحيوان بفصل جزء من جسمه، ومن أشهر الأمثلة على الاستئصال الذّاتي ما تفعله السّحلية عند إمساك حيوان مفترس لذيلها فتُسارع لفصل ذيلها عن جسمها وتلوذ بالفرار،[١٢] وتمارس العناكب أيضاً السّلوك ذاته فتتخلص من رجلها عندما تَعلَق في مكان ولا تتمكن من تحريرها، أو عندما تُصاب بجرح، أو في حال تعرُّض الرِّجل لقوة خارجيّة، ويحدث الانفصال غالباً في المفصل الذي يقع بين الورك والمدورّة.[١٣]

صمم باحثون في جامعة نانسي (بالإنجليزية: University of Nancy 1) في فرنسا تجارب علميّة لدراسة سلوك العناكب التي تفقد رجلاََ أو أكثر لمعرفة تأثير نقص عدد الأرجل على العناكب، وقد أظهرت التّجارب أنّ العناكب التي فقدت رجلاً واحدة أو اثنتين تمكنت من بناء شباك لا تختلف كثيراََ عن الشّباك التي تبنيها العناكب التي لم تفقد أياً من أرجلها، بينما لاحظ العلماء أنّ العناكب التي تفقد ثلاثة أرجل تبني شباكاً رديئة الصّنع مقارنة بغيرها من العناكب، من ناحية أُخرى، وجد العلماء أنّ العناكب التي فقدت زوجاً من الأرجل لا تتأثّر قدرتها على الصّيد نهائياََ، وقد استنتج العلماء أنّ العناكب تمتلك عدداََ من الأرجل يفوق حاجتها لذلك فهي تتمكّن من ممارسة حياتها الطّبيعيّة حتى لو فقدت رجلاََ أو اثنتين.[١٤]

انكماش أرجل العنكبوت عند وفاته

تحتوي أرجل العناكب على نوعين من العضلات؛ عضلات قابضة (بالإنجليزيّة: flexor muscles) تساعد العنكبوت على سحب الأرجل للداخل وتوجد في أرجل العنكبوت الثّمانية، وعضلات باسطة (بالإنجليزيّة: extensor muscles) تساعد على مدّ الأرجل للخارج، إلا أنّ بعض أرجل العنكبوت لا تحتوي على عضلات باسطة، ولتعويض هذا النقص يلجأ العنكبوت لاستخدام ضغط الدّم المرتفع النّاتج عن ضربات القلب لمد أرجل العنكبوت للخارج، ويمكن تشبيه عمل ضغط الدّم بما يحدث عند الضّغط على أحد جوانب بالون مليء بالماء مما يؤدي إلى اندفاع الماء للجانب الآخر وتمدّد البالون؛ لهذا نلاحظ أنّ أرجل العنكبوت تنكمش عند موته وذلك لأنّ ضربات القلب تتوقف فلا يتمكن العنكبوت من مد أرجله للخارج.[١٥]

نبذة عن العناكب

تنتمي العناكب إلى مملكة الحيوانات، وشعبة مفصليات الأرجل، وطّائفة العنكبيات أو العنكبوتيات، ورتبة الرُتَيْلاوات، وتتكون أجسام العناكب من جُزئين رئيسيَين هما: الرأس-الصدر (بالإنجليزية: Cephalothorax)، والبطن (بالإنجليزية: Abdomen)، ويوجد هيكل خارجي لها، وفكوك لتمزيق الفريسة، وعيون بسيطة، بالإضافة إلى امتلاكها أعضاءً لغزل الحرير في الجزء الخلفيّ من أجسامها، ولها أنياب متخصصّة لحقن السّم في جسم الفريسة.[١][١٦]

تُعدُّ العناكب من الحيوانات القادرة على التكيُّف للعيش في الكثير من البيئات؛ لذلك يمكن العثور عليها في جميع أنحاء العالم باستثناء القارة القطبيّة الجنوبيّة، ويعود تاريخ وجودها على الأرض إلى قبل 318 مليون عام،[١] حيث تضُّم أكثر من 45 ألف نوع من العناكب، منها ما قد يُشكل سُمّها خطراً على البشر، مثل الأرملة السوداء، والنّاسك البني.[١٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Jessie Szalay (5-11-2014), “Types of Spiders & Spider Facts”، www.livescience.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  2. “Spider structure”, australianmuseum.net.au,26-11-2018، Retrieved 23-10-2016. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Lorna Levi, Herbert Levi، Joseph Culin (26-9-2019)، “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  4. “KENTUCKY SPIDERS”, www.uky.edu,19-11-2009، Retrieved 23-10-2019. Edited.
  5. R. Adams, field guide to the spiders of california and the pacific coast states, United States: University of California Press, Page 7. Edited.
  6. “Spider facts”, australianmuseum.net.au,10-10-2019، Retrieved 23-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Mary DiLonardo (19-9-2017), “The odd, adorable mystery of hairy spider feet”، www.mnn.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  8. Claire Gillespie (19-4-2018), “The Differences Between Male & Female Spiders”، sciencing.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  9. “The science of spider paws”, cosmosmagazine.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  10. Chris Roh, “How Do Spiders Move”، cpb-us-e1.wpmucdn.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  11. Debbie Hadley (7-5-2019), “How Do Jumping Spiders Jump?”، www.thoughtco.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  12. “Autotomy”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  13. D. . PARRY , “Spider Leg-muscles and the Autotomy Mechanism”، jcs.biologists.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  14. MATT KAPLAN (8-6-2011), “Spiders Evolved Spare Legs”، www.nationalgeographic.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  15. “Why Do Spiders Curl Up When They Die?”, www.iflscience.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  16. “Arachnology”, australianmuseum.net.au, Retrieved 2019-8-27. Edited.
  17. “Spiders”, www.nationalgeographic.com, Retrieved 2019-8-27.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عدد أرجل العنكبوت

عدد أرجل العنكبوت 8 أرجل لدى جميع أنواع العناكب وتنتهي بمخلبين أو ثلاثة، وتوجد ضمن جزء الرأس-الصدر على شكل أزواج متقابلة، ويمكن ملاحظة زوائد تشبه الأرجل الصّغيرة تُسمى اللوامس (بالإنجليزيّة: pedipalps) موجودة بين أجزاء الفم المعروفة باسم الخطافات أو الفكوك العليا (بالإنجليزيّة: Chelicerae) وبين الزّوج الأول من الأرجل، وهي أعضاء حسيّة شبيهة بقرون الاستشعار تُساعد العناكب على التّذوق واللمس، وإمساك الفريسة، وبناء الشّبكات، كما تتحوّر لدى ذكور العنكبوت لتصبح أعضاء تزاوج متخصصة، ويمكن من خلال الملاحظة الدّقيقة للوامس العناكب التّمييز بين الأنثى والذّكر، حيث تتضخّم أطراف لوامس الذّكور لأنّها تُستخدم لنقل الحيوانات المنويّة للأنثى بينما تظل أطراف لوامس الأنثى كما هي، ويتضح مما سبق أنّ اللوامس شبيهة نوعاً بقرون الاستشعار، ولا يجب الخلط بينها وبين أرجل العنكبوت.[١][٢]

ومن الجدير بالذّكر أنّ الكثير من النّاس يجدون صعوبة في التّمييز بين العناكب والحشرات لذلك لا بدّ من التّنويه إلى بعض الفروقات بين النّوعين، حيث تمتلك العناكب ثمانية أرجل بينما تمتلك الحشرات ستة أرجل، كما أنّ جسم الحشرة يُقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسيّة مقابل جزئَين رئيسيَين لدى العناكب كما تم ذكره سابقاً.[٣]

تركيب أرجل العنكبوت

تتكوّن رجل العنكبوت من عدّة أجزاء، أولها الجزء المتصل بالرّأس-الصدر ويُسمى الورك (بالإنجليزيّة: Coxa)، يليه مدور الفخذ (بالإنجليزيّة: Trochanter)، ثم الفخذ (بالإنجليزيّة: Femur) وهو أكثر أجزاء الرِّجل سُمكاً، ثم الرّضفة (بالإنجليزيّة: Patella)، والظنبوب أو عظم الساق الأكبر (بالإنجليزيّة: Tibia) التي تحمل أشواكاً يختلف عددها وترتيبها من نوع لآخر، والمشط (بالإنجليزيّة: Metatarsus)، والرسغ (بالإنجليزيّة: Tarsus) وبذلك تكون رجل العنكبوت مكونّة من سبعة أجزاء،[٤][٥] ومع ذلك تشير بعض المراجع العلميّة لوجود جزء ثامن صغير يُسمى الرّسغ الأقصى (بالإنجليزيّة: Pretarsus)، وهو الجزء الذي تتصل به المخالب.[٣]

يختلف تركيب أرجل العناكب اعتماداً على الفصيلة التي تنتمي إليها، حيث تنتهي أرجل العناكب التي لا تبني الشّباك (العناكب الصّيادة) بمخلبَين فقط، بينما تمتلك العناكب التي تبني الشّباك ثلاثة مخالب؛ مخلبين رئيسييَن بينهما مخلب على شكل خطاف -يتم التّحكُّم بالخطاف بواسطة عضلة خاصة- يستخدمه العنكبوت لتثبيت نفسه بحرير الشّبكة وتفادي السّقوط منها، ومن الجدير بالذّكر أنّ صغار العناكب تمتلك عادةً ثلاثة مخالب حتى تلك التي لا تبني الشّباك.[٣][٦]

تُغطّى أرجل العناكب بشعر خشن يُسمى شعيرات (بالإنجليزيّة: setae) يحتوي على أعضاء حسيّة تُمكّن العناكب من الإحساس بما حولها،[٣] أما الشّعر الكثيف الذي يُحيط بالمخلب فيُعرف باسم الخُصلة (بالإنجليزيّة: tufts) ويوجد في نصف فصائل العناكب مثل العناكب الصّيادة.[٧] يُمكن أيضاً ملاحظة بعض الفروقات بين أرجل ذكور وإناث النّوع الواحد؛ بحيث تكون أرجل ذكر العنكبوت أطول من أرجل الأنثى؛ وذلك لأنّه يخرج للصيد ويمشي مسافات طويلة بحثاً عن فريسته بينما تقضي الأنثى وقتها داخل الشّبكة.[٨]

وظائف أرجل العنكبوت

تَستخدم العناكب كغيرها من الحيوانات أرجلها للمشي والتّنقل من مكان لآخر، إلا أنّ أرجل العنكبوت تؤدي وظائف أُخرى أيضاً، منها:[٧][٩]

  • الالتصاق بالأسطح: تتمكّن بعض أنواع العناكب من الالتصاق بالأسطح أثناء تسلقها -بالرّغم من حجمها الكبير- بفضل الشَّعر الذي يُحيط بمخالب الأرجل، ويحدث الالتصاق بسبب قوى فان دير فالس (بالإنجليزيّة: Van der Waals force)؛ وهي نوع من الجذب الكهربائيّ ينشأ بين الجزيئات القريبة من بعضها البعض، ويُمكن تصوّر تلك القوة بسبب إحاطة أرجل العنكبوت الثمانية بحوالي 600 ألف من الشّعيرات الأصغر حجماً (بالإنجليزيّة: setules)، والتي تزيد من مساحة اتصال الأرجل بالسّطح الذي يمشي عليه العنكبوت، ويعطيه قوة التصاق تمكنّه من حمل جسم يصل وزنه إلى 173 ضعف وزن جسمه، بحيث يكون اتصال العنكبوت بالسّطح الذي يمشي عليه قوياً بما يكفي ليتمكّن العنكبوت من المحافظة على وضعية جسمه، إلا أنّه يكون مؤقتاََ ويمكن فكه بسهولة وفقاً لما قاله جوناس وولف (Jonas Wolff) عالم الأحياء في جامعة كييل الألمانية، ومن الجدير بالذّكر أنّ عدد الشّعر المحيط بالمخلب والشّعيرات الأصغر حجماً التي تحيط بكل شعرة يتناسب طردياً مع حجم العنكبوت، فالعناكب الأكبر حجماً تحتاج للكثير من الشّعر لتتمكّن من الالتصاق بالأسطح.
  • سماع الأصوات: تستخدم العناكب الشعيرات (بالإنجليزية: setae) التي توجد على الجزء الأخير من أرجلها لالتقاط الاهتزازات، وسماع الأصوات النّاتجة عنها، إذ تتصف هذه الشعيرات بأنّها شديدة الحساسيّة للاهتزازات لدرجة أنّها تتمكّن من التقاط ضربات جناح ذبابة، والاحساس بالاهتزازات النّاتجة عن اقتراب دبّور مفترس على سبيل المثال.
  • الإحساس بالبيئة المحيطة: يحتوي الشّعر الذي يوجد في رسغ الرِّجل والمعروف باسم مشط الرّسغ (بالإنجليزيّة: tarsal comb) على أعضاء حسيّة تُمكّن العنكبوت من الإحساس بالحرارة، والحركة، وبالظّروف البيئيّة المحيطة مثل الرّياح.
  • الشّم: تحتوي أطراف الأرجل الأماميّة للعنكبوت على مستشعرات خاصة للرائحة، وللتأكد من ذلك أجرى مجموعة من العلماء تجربة على 30 عنكبوت سوطي (بالإنجليزيّة: whip spiders)، حيث قاموا بتغطية أعين بعض هذه العناكب، وأزالوا أطراف الأرجل الأماميّة للبعض الآخر، ثم وضعوا جميع العناكب على بُعد ما يقارب 10متر من منازلها، فلاحظوا أنّ معظم العناكب مغطاة الأعين تمكنت من تحديد طريق العودة، في حين لم تتمكن العناكب التي فقدت أطراف أرجلها من العودة، مما قد يدل على أنها تمتلك حساسات للرائحة في أرجلها، إلا أنها غير متأكدة من الرائحة التي تتبعها.

آلية الحركة عند العنكبوت

يتمكّن العنكبوت من الحركة والتّنقل من مكان لآخر بفضل التّآزر بين عضلات الأرجل وضغط السوائل في الجسم (بالإنجليزية: hydrostatic pressure) النّاتج عن ضخ القلب للدم؛ حيث تساعد العضلات على ثني الأرجل للداخل، بينما يعمل الضّغط على تمديد الأرجل للخارج، ونظراََ لقدرة العناكب على التّحكّم في معدل ضربات القلب وزيادة ضّغط السوائل فقد تمكّنت من تطوير عدّة وسائل للحركة، منها:[١٠][١١]

  • المشي: كما ذُكر سابقاً أنّ العناكب تتمكّن من المشي على الأسطح الأفقيّة والعاموديّة حتى الملساء منها بفضل الشّعر الدّقيق الذي يُغطي أرجلها، وعند مراقبة العناكب أثناء مشيها يمكن ملاحظة أنّها تُبقي زوجين من الأرجل على الأرض لدعم الجسم، وترفع الزّوجَين الآخرين في الهواء، ثم تُعيد الكَرّة مرة أُخرى، حيث تُبدّل بين أزواج الأرجل التي ترفعها في الهواء وتلك التي تُبقيها على الأرض.
  • القفز والرّكض: تتمكّن العناكب من الرّكض بسرعة 53 سنتيمتراََ في الثّانية، أي أنّها تقطع مسافة تصل إلى 34 ضعف طول جسمها خلال ثانية واحدة، كما تتمكن بعض الأنواع من القفز مسافة تصل إلى 25 ضعف طول جسمها، وذلك بفضل قدرتها على التّقليل من حجم الدّم في منطقة الرّأس- صدر، مما يُسبب اندفاع الّدم الفجائي باتجاه الأرجل فتتمدد ويتمكّن العنكبوت من القفز في الهواء، ومن الجدير بالذكر أنّ العناكب يمكنها زيادة الضّغط السوائل في أجسامها عند القفز بحيث يصل إلى 8 أضعاف الضّغط في حالة الرّاحة.
  • السّباحة: تتمكّن العناكب التي تُعرف باسم (Fishing spiders) من الطّفو على سطح الماء بفضل بعض الخصائص التي تُميزها، فهي خفيفة الوزن؛ حيث لا يتجاوز وزنها 1.7 غرام، وتمتلك القدرة على توزيع وزن جسمها على الماء، كما أنّ أرجلها تكون مغطاة بشعر أكثر كثافة من المعتاد، مما يُمكنها من استخدام الزّوجين الثّاني والثّالث من أرجلها للتجديف والسّباحة في الماء.

الاستئصال الذاتي عند العنكبوت

تلجأ بعض الحيوانات عند تعرّضها للخطر إلى حيلة دفاعية تُعرف بالاستئصال الذّاتي (بالإنجليزية: Autotomy)، فيقوم الحيوان بفصل جزء من جسمه، ومن أشهر الأمثلة على الاستئصال الذّاتي ما تفعله السّحلية عند إمساك حيوان مفترس لذيلها فتُسارع لفصل ذيلها عن جسمها وتلوذ بالفرار،[١٢] وتمارس العناكب أيضاً السّلوك ذاته فتتخلص من رجلها عندما تَعلَق في مكان ولا تتمكن من تحريرها، أو عندما تُصاب بجرح، أو في حال تعرُّض الرِّجل لقوة خارجيّة، ويحدث الانفصال غالباً في المفصل الذي يقع بين الورك والمدورّة.[١٣]

صمم باحثون في جامعة نانسي (بالإنجليزية: University of Nancy 1) في فرنسا تجارب علميّة لدراسة سلوك العناكب التي تفقد رجلاََ أو أكثر لمعرفة تأثير نقص عدد الأرجل على العناكب، وقد أظهرت التّجارب أنّ العناكب التي فقدت رجلاً واحدة أو اثنتين تمكنت من بناء شباك لا تختلف كثيراََ عن الشّباك التي تبنيها العناكب التي لم تفقد أياً من أرجلها، بينما لاحظ العلماء أنّ العناكب التي تفقد ثلاثة أرجل تبني شباكاً رديئة الصّنع مقارنة بغيرها من العناكب، من ناحية أُخرى، وجد العلماء أنّ العناكب التي فقدت زوجاً من الأرجل لا تتأثّر قدرتها على الصّيد نهائياََ، وقد استنتج العلماء أنّ العناكب تمتلك عدداََ من الأرجل يفوق حاجتها لذلك فهي تتمكّن من ممارسة حياتها الطّبيعيّة حتى لو فقدت رجلاََ أو اثنتين.[١٤]

انكماش أرجل العنكبوت عند وفاته

تحتوي أرجل العناكب على نوعين من العضلات؛ عضلات قابضة (بالإنجليزيّة: flexor muscles) تساعد العنكبوت على سحب الأرجل للداخل وتوجد في أرجل العنكبوت الثّمانية، وعضلات باسطة (بالإنجليزيّة: extensor muscles) تساعد على مدّ الأرجل للخارج، إلا أنّ بعض أرجل العنكبوت لا تحتوي على عضلات باسطة، ولتعويض هذا النقص يلجأ العنكبوت لاستخدام ضغط الدّم المرتفع النّاتج عن ضربات القلب لمد أرجل العنكبوت للخارج، ويمكن تشبيه عمل ضغط الدّم بما يحدث عند الضّغط على أحد جوانب بالون مليء بالماء مما يؤدي إلى اندفاع الماء للجانب الآخر وتمدّد البالون؛ لهذا نلاحظ أنّ أرجل العنكبوت تنكمش عند موته وذلك لأنّ ضربات القلب تتوقف فلا يتمكن العنكبوت من مد أرجله للخارج.[١٥]

نبذة عن العناكب

تنتمي العناكب إلى مملكة الحيوانات، وشعبة مفصليات الأرجل، وطّائفة العنكبيات أو العنكبوتيات، ورتبة الرُتَيْلاوات، وتتكون أجسام العناكب من جُزئين رئيسيَين هما: الرأس-الصدر (بالإنجليزية: Cephalothorax)، والبطن (بالإنجليزية: Abdomen)، ويوجد هيكل خارجي لها، وفكوك لتمزيق الفريسة، وعيون بسيطة، بالإضافة إلى امتلاكها أعضاءً لغزل الحرير في الجزء الخلفيّ من أجسامها، ولها أنياب متخصصّة لحقن السّم في جسم الفريسة.[١][١٦]

تُعدُّ العناكب من الحيوانات القادرة على التكيُّف للعيش في الكثير من البيئات؛ لذلك يمكن العثور عليها في جميع أنحاء العالم باستثناء القارة القطبيّة الجنوبيّة، ويعود تاريخ وجودها على الأرض إلى قبل 318 مليون عام،[١] حيث تضُّم أكثر من 45 ألف نوع من العناكب، منها ما قد يُشكل سُمّها خطراً على البشر، مثل الأرملة السوداء، والنّاسك البني.[١٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Jessie Szalay (5-11-2014), “Types of Spiders & Spider Facts”، www.livescience.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  2. “Spider structure”, australianmuseum.net.au,26-11-2018، Retrieved 23-10-2016. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Lorna Levi, Herbert Levi، Joseph Culin (26-9-2019)، “Spider”، www.britannica.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  4. “KENTUCKY SPIDERS”, www.uky.edu,19-11-2009، Retrieved 23-10-2019. Edited.
  5. R. Adams, field guide to the spiders of california and the pacific coast states, United States: University of California Press, Page 7. Edited.
  6. “Spider facts”, australianmuseum.net.au,10-10-2019، Retrieved 23-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Mary DiLonardo (19-9-2017), “The odd, adorable mystery of hairy spider feet”، www.mnn.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  8. Claire Gillespie (19-4-2018), “The Differences Between Male & Female Spiders”، sciencing.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  9. “The science of spider paws”, cosmosmagazine.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  10. Chris Roh, “How Do Spiders Move”، cpb-us-e1.wpmucdn.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  11. Debbie Hadley (7-5-2019), “How Do Jumping Spiders Jump?”، www.thoughtco.com, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  12. “Autotomy”, www.britannica.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  13. D. . PARRY , “Spider Leg-muscles and the Autotomy Mechanism”، jcs.biologists.org, Retrieved 23-10-2019. Edited.
  14. MATT KAPLAN (8-6-2011), “Spiders Evolved Spare Legs”، www.nationalgeographic.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  15. “Why Do Spiders Curl Up When They Die?”, www.iflscience.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
  16. “Arachnology”, australianmuseum.net.au, Retrieved 2019-8-27. Edited.
  17. “Spiders”, www.nationalgeographic.com, Retrieved 2019-8-27.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى