مدن عربية

جديد معالم مدينة فاس

مدينة فاس

هي مدينة عربيّة إسلاميّة، تقع في المملكة المغربيّة، وتُمثّل العاصمة العِلميّة لها، وهي تُعَدُّ المدينة الأكبر في العالَم من حيث خُلوِّها من السيّارات، والمركبات، وتحتلُّ مدينة فاس الجزء الشماليّ الشرقيّ من البلاد، وتُحيطُ بها الغابات، والأراضي الزراعيّة، والينابيع المائيّة.[١] وقد قُدِّر عدد سُكّانها وِفق إحصائيّات عام 2018م بنحو 964,891 نسمة.[٢] وبالنظر إلى الجانب الاقتصاديّ، فإنّ الاقتصاد في مدينة فاس يعتمدُ على قطاع الصناعات الحديثة، والتقليديّة، وقطاع الخدمات، والسياحة، والأنشطة الزراعيّة، وغيرها من المجالات.[١]

معالم مدينة فاس

تضمُّ مدينة فاس عدداً كبيراً من المعالِم التاريخيّة، والقصور الرائعة، والمساجد الأثريّة التي تُعتبَر مركزاً مُهمّاً؛ لجَذب الزوّار، والسيّاح من داخل المدينة، وخارجها، وأهمّ هذه المعالِم:[٣]

المساجد

ونذكر فيما يلي أهمّها:

  • جامع القرويّين: وهو من أهمّ، وأبرز المعالِم التاريخيّة الدينيّة في المدينة، والقلب النابض لها، حيث تمّ الانتهاء من بنائه في عام 859م بأَمْر من فاطمة بنت محمد الفهري، علماً بأنّه سُمِّي بالقرويّين؛ نسبة إلى حيّ القرويّين الذي سكنه اللاجئون القادمون من القيروان.
  • مسجد الأندلسيّين: حيث تمّ تأسيسه بعد عام واحد من إنشاء مسجد القرويّين؛ أي في عام 860م، وهو يتميَّز بنَمَط عمرانيّ مدهش؛ إذ يتمّ الدخول إليه من خلال أبواب ضخمة مُزيَّنة بالزليج، ويعلوه سَقْف مَكسُوٌّ بالخشب المنحوت.
  • ضريح مولاي إدريس الثاني: يُعتبَر مولاي إدريس الثاني مُؤسِّس مدينة فاس، حيث تمّ دفنه في زاوية مولاي إدريس.

المدارس والجامعات القرآنيّة

ونذكر فيما يلي أهمّها:

  • مدرسة الصفارين: وهي المدرسة الأقدم في المدينة؛ حيث تمّ إنشاؤها خلال القرن الثامن عشر، ويتميَّز تصميمها المعماريّ بالبساطة، والروعة؛ ممّا يجعلها مَقصداً لعدد كبير من زُوّار المدينة.
  • المدرسة البوعنانية: وهي من الجامعات القرآنيّة المُميَّزة في مدينة، ويَذكرُ التاريخ بأنّها شهدت وجود ابن خلدون في قاعاتها؛ حيث أعطى بعض الدروس فيها، وتشتهر هذه المدرسة بنمط عمراني مميّز، والمتمثّل باستخدام خشب الأرز والتحف الجبصية المنحوتة، وغيرها من ديكورات الرخام والعقيق.
  • مدرسة العطارين: وهي واحدة من التُّحَف الفنّية الرائعة في مدينة فاس، حيث تمّ بناؤها في عام 1325م، وهي تتميَّز بوجود الأقواس الخشبيّة على مداخلها، وتُزيِّن جدرانها، وأرضيّاتها لوحات فسيفسائيّة، وكتابات، وزخرفات عربيّة، بالإضافة إلى واجهات رُخاميّة منحوتة، ومُخطَّطة.
  • مدرسة راس الشراطين: وقد تمَّ تأسيسها خلال القرن السابع عشر بأَمْر من السلطان مولاي الرشيد بن الشريف، حيث كانت تُقدِّم الخدمات التعليميّة لنحو 200 طالب.

الفنادق والنوافير والمتاحف

ونذكر فيما يلي أهمّها:

  • النُّزُل والفنادق: مَثَّلت الفنادق قديماً أماكن لإقامة التجّار، ومخازن لبضائعهم، حيث انتشرت في مدينة فاس بكثرة عند المحاور الرئيسيّة للمدينة القديمة؛ أي بالقُرب من منطقة الطالعة الكبيرة، والطالعة الصغيرة، والنجارين، وراس الشراطين، بالإضافة إلى الفنادق القريبة من الأبواب الكُبرى للمدينة، وهي: باب بوجلود، وباب الكيسة، وباب الفتوح.
  • النافورات العموميّة: تضمُّ مدينة فاس العديد من النوافير في شوارعها العامّة، حيث تتميَّز بطابع فنّي، وزخرفيّ رائع، ومنها: نافورة النجارين، ونافورة سوق الحايك، ونافورة القواس.
  • المتاحف: ومنها قصر البطحاء الذي يُعتبَر مَتحفاً للقِطَع الفنّية الرائعة، وذات الطابع المَحلّي لمدينة فاس؛ حيث يضمُّ مجموعة كبيرة من المُطرَّزات، والمُجوهرات، والأواني النحاسيّة، والزرابيّ، وغيرها من المُنتَجات اليدويّة التقليديّة، كما يُوجَد في المدينة أيضاً خزانة القرويّين التي تأسَّست خلال القرن السابع عشر، وتضمُّ حوالي 32,000 مخطوطة أثريّة، منها وثائق فريدة، ونادرة من نوعها تعود إلى ابن خلدون، وابن رشد، وغيرهم من العلماء الكبار.

الأسواق والأحياء

ونذكر فيما يلي أهمّها:

  • سوق العطارين: وهو أكثر الأسواق ازدحاماً، ونشاطاً في مدينة فاس، حيث كان يتمّ فيه قديماً بَيْع مُنتَجات الطبّ التقليديّ، وهو اليوم يضمُّ عدداً كبيراً من المَحالِّ التجاريّة، كما أنّ له بابَين كبيرَين يُغلقان بحلول المساء.
  • سوق الحنّة: وهو من الأسواق القديمة في المدينة، حيث كان مُخصَّصاً؛ لبَيع موادّ التجميل من الكحل، وماء الورد، والصابون الأسود، والحنّاء، وغيرها من المواد التجميليّة.
  • سوق السراجين: ويضمُّ العديد من المَحالّ التجاريّة المُتخصِّصة في بَيع المُطرَّزات الفاسيّة المَحلّية، والزركش، والحرير، والقفطان، والشربيل المزخرف، وغيرها من الأقمشة، والمُطرَّزات.
  • سوق الطليس: ويقع في حيّ النجارين، وقد ضمَّ العديد من ورشات الرياشة؛ أي صناعة الطاولات، والمَشربيّات، والخشب المُطعَّم.
  • ساحة الصفارين: وتضمُّ العديد من المَحالِّ التجاريّة المُتخصِّصة في بَيْع المُنتَجات المصنوعة من الحديد، والنحاس، والفضّة، مثل: الصينيّات المنحوتة، وأباريق الشاي.
  • حيّ الدبّاغين: ويضمُّ هذا الحيّ مَدبغة مُكوَّنة من مجموعة حُفَر يتمُّ فيها معالجة جلود الأغنام، والماعز، والبقر، وتلوينها من خلال وضعها في حُفر مليئة بسوائل ذات ألوان مختلفة.
  • حيّ الملاح: وهو حيٌّ تأسَّس خلال القرن السادس عشر بأَمْر من السُّلطان، حيث كان الهدف من تأسيسه حماية السكّان اليهود القادمين إلى المدينة، ويضمُّ الحيّ العديد من المنازل ذات الشرفات الخشبيّة، والحديديّة، والنوافذ الخارجيّة، كما يضمُّ العديد من المَحالّ التجاريّة المُتخصِّصة في بَيْع موادّ التنجيد، والأقمشة، والمجوهرات.

القصور الأثرية

ونذكر فيما يلي أهمّها:

  • القصر الملكيّ: وهو أحد القصور التاريخيّة في مدينة فاس، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر الميلاديّ، ويضمُّ هذا القصر في مدخله ساحة واسعة بُنِيت على يد العلويّين، بالإضافة إلى أبواب كبيرة مُزيَّنة، ومَنقوشٌ عليها.
  • قصر الكلاوي: وهو القصر الذي سكنه باشا مدينة مراكش التهاميّ الكلاويّ، حيث يُعتبَر أجمل قصور مدينة فاس، ويضمُّ بين أسواره حوالي 1000 غرفة، و30 نافورة، وحديقتَين، ومدرسة قرآنيّة، وحمّاماً مغربيّاً مُخصَّصاً للرجال، وآخر للنساء، ومَطحنة؛ لإنتاج الزيت، ومَطحنة للقمح.
  • قصر المقري: وهو من القصور الأثريّة ذات التصميم المعماريّ المُتميِّز؛ حيث تتزيّن أبوابه، وجدرانه بخَشب الأبنوس، والحديد المطرق، والمشرط، بالإضافة إلى القِباب المنحوتة، والمصبوغة، والمُدمَجة مع النجارة الباروكيّة المُرصَّعة بالزجاج الفينيزيّ.
  • قصر المنبهي: وهو من أقدم قصور المدينة؛ حيث تمّ تأسيسه في نهاية القرن التاسع عشر، واستمرَّت أعمال بنائه على يد المعماريّين المَحلّيين نحو 15 سنة، ليخرج في النهاية كمبنى، وتُحفة فنّية مذهلة، علماً بأنّ هذا القصر يُستخدَم حاليّاً كمطعم يستضيفُ الذوّاقين من الزوّار.

الأنهار والعيون

ونذكر فيما يلي أهمّها:[٤]

  • نهر فاس: وهو نهر يتوسَّط منطقة فاس البالي، حيث يدخل المدينة من موقعَين مُختلفَين، ويخرج من منطقة باب الغدر، ليصبَّ في النهاية في نهر سبو.
  • نهر وادي فاس: وهو يمرُّ في مدينة فاس الجديدة، وعَبر البساتين الواقعة أمام باب الحديد، حيث يدخل فاس من منطقة باب السبع، ويخرج منها عبر حدائق جميلة، ليصبَّ في النهاية في نهر سبو.
  • العيون: إذ يُوجَد في مدينة فاس عددٌ كبيرٌ من عيون الماء، وخاصّة في الجزء الجنوبيّ، والغربيّ من المدينة، حيث تتميّز مياه العيون ببرودتها خلال فصل الصيف، علماً بأنّها مرغوبةٌ بشكل أكبر من مياه الأنهار.

المراجع

  1. ^ أ ب “فاس”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2018. بتصرّف.
  2. “Morocco Population 2018”, worldpopulationreview.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.
  3. فاس في المغرب، صفحة 8-16. بتصرّف.
  4. بوحجر جهاد، حوايج فاطمة، مدينة فاس وعلاقتها بإفريقيا جنوب الصحراء، صفحة 18-19. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى