محتويات
مضامين آيات سورة الحشر
الآية الأولى
قال الله -تعالى-: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
وفي هذه الآية تنزيه الله -سبحانه وتعالى- عن كل النقائص، وتمجيده من قِبَل جميع ما في السماوات وما في الأرض من ملك أو إنسان، أو حيوان أو نبات أو جماد، وشهادتهم بوحدانيته وقدرته، والنطق بعظمته -عز وجل-.[١]
الآيات (2-5)
قال الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ.. وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ).
تضمنت الآيات الإشادة بالنصر على أعداء الله -سبحانه وتعالى-، وأعداء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإجلاء يهود بني النضير من المدينة المنورة، وتهديم قلاعهم وحصونهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.[١]
الآيات (6-10)
قال الله -تعالى-: (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ.. إِنَّكَ رؤوف رَّحِيمٌ).
تبين حكم الفيء؛ وهو الأراضي والدور والأموال التي يأخذها المسلمون من العدو من غير قتال، وتبين مصارفها وتوزيعها على مختلف فئات المسلمين، وحكمة ذلك التوزيع، كما امتدح الله -سبحانه وتعالى- مواقف المهاجرين؛ الذين خرجوا من ديارهم في سبيل الله -سبحانه وتعالى-، وأشاد بمآثر الأنصار الذين استقبلوا إخوانهم المهاجرين، وآثروهم على أنفسهم، وانتدب الذين جاؤوا من بعدهم للثناء على من سبقهم والدعاء لهم بالمغفرة.[١]
الآيات (11-17)
قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا.. وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ).
بعد الإشادة بأخلاق وأفعال المؤمنين؛ قارنت الآيات تلك الأخلاق والأفعال بعلاقة المنافقين مع اليهود، وتحالفهم على الباطل، وسوء أخلاق الطرفين، ومنها أن المنافقين يخذلون من يحالفونهم وقت الشدة، وكذلك جبن اليهود وخوفهم من مواجهة المؤمنين، وشبهت الآيات المنافقين بالشيطان الذي يغري الإنسان بالسوء والضلال، وبعد وقوعه فيه يتخلى عنه، ليكون مصيرهما النار.[٢]
الآيات (18-20)
قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ.. أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ).
يأمر الله -سبحانه وتعالى- في هذا المقطع عباده المؤمنين بالتقوى، والاستعداد ليوم القيامة وما فيه من أهوال كبيرة، والنظر إلى أحوال الأمم السابقة، وتذكرهم بالفرق الشاسع بين أهل الجنة وأهل النار، ومصير السعداء والأشقياء في الآخرة الدائمة.[٣]
الآيات (21-24)
قال الله -تعالى-: (لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.. وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
تبين الآيات الأخيرة من السورة الكريمة عظمة هذا القرآن؛ الذي لو خُوطبت به الجبال لتأثرت، فكيف تقسوا قلوب البشر فلا تتأثر به!، ثم تأخذ الآيات الكريمة بوصف الله -سبحانه وتعالى- بأوصاف الجمال والجلال، مع التركيز على توحيده وتنزيهه -سبحانه وتعالى-.[٤]
التعريف بسورة الحشر
سورة الحشر سورة مدنية، تسمى سورة “الحشر”، وتسمى كذلك سورة “بني النضير”، وهي من أواخر ما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث نزلت بعد سورة البينة وقبل سورة النصر، وعدد آياتها أربع وعشرون آية.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 63-64، جزء 28. بتصرّف.
- ↑ [سعيد حوى]، الأساس في التفسير، صفحة 5825-5826. بتصرّف.
- ↑ [سعيد حوى]، الأساس في التفسير، صفحة 2586. بتصرّف.
- ↑ الصابوني (1997)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ، صفحة 336-337، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 279، جزء 14. بتصرّف.