جبال الألب
هي سلسة جبليّة تقع في القارة الأوروبية وتبدأ من النمسا وسلوفينيا في الشرق وتمرّ في عدد من الدول الأوروبية منها إيطاليا وألمانيا، ثمّ تنتهي في فرنسا غرب القارة الأوروبية، وتعرف جبال الألب بقمّمها شاهقة الارتفاع، أمّا أعلى قممها فتقع في الجانب الشرقي من جبال الألب ما بين إيطاليا وفرنسا وتعرف باسم قمة مونت بلانك ويصل ارتفاعها إلى 4810م، وتعتبر قمة بيز بيرنينا أعلى قمة في الجانب الشرقي لجبال الألب، ويصل ارتفاعها إلى 4049م.
يوجد في الجهة الغربيّة من جبال الألب عدد من الهضاب، ومن أشهرها الهضبة الفرنسية الوسطى وهضبة بافاريا الألمانية، ولهذه الهضاب دور مهم في مجال الرعي والتعدين، وفي جبال الألب أيضاً عدد من الغابات المتفرّقة، أمّا المناخ في جبال الألب فيكون بارداً شتاءً مع تراكم الثلوج على القمم العالية، ومعتدلاً خلال فصل الصيف.
مراحل تشكل جبال الألب
ظهرت جبال الألب منذ 30 مليون عام تقريباً، وذلك بسبب قوى الضغط الحاصلة ما بين الصفيحة الأوروبية الآسيوية والصفيحة الإفريقية، والتي تسبّبت في تضارب الصفيحتين مع بعضهما البعض، وانزلاق الصفيحة الأوروبية الآسيوية إلى أسفل الصفيحة الإفريقية، أمّا مراحل تشكل جبال الألب فتنحصر في مرحلتين هما مرحلة تشكل المحيط الألبي ومرحلة تشكل قمم الأعماق المحيطية، كالتفصيل الآتي:
تشكل المحيط الألبي
منذ قرابة 200 مليون عام كانت القارة الأوروبية والقارة الإفريقية مرتبطتين مع بعضهما البعض وتشكلان قارة واحدة كبيرة، و منذ 160 مليون عام حدث الانفتاح الأطلسي الذي أحدث شقاً كبيراً في صفيحة تلك القارة، ممّا تسبّب في انفصال القارة القديمة إلى قارتين جديدتين، وتحرّك القارة الإفريقية نحو الشرق نتيجة امتلاء الشق بالماء وتشكّل المحيط الألبي هناك.
من قرابة 100 مليون سنة تغيّرت جهة تحرّك القارة الإفريقية حيث بدأت بالتحرّك نحو الجهة الشمالية، ممّا أدّى إلى تقريب صفيحة أوروبا من صفيحة أفريقيا، وأدّى هذا التقارب بدوره إلى انزلاق محيط غلاف اليابسة المحيطي لأوروبا تحت صفيحة إفريقيا.
تشكّل قمم الأعماق المحيطية
مع اقتراب الصفيحتين من بعضهما بدأ مساحة المحيط الألبي بالتناقص التدريجي، ومنذ 40 مليون عام اختفى المحيط الألبي وبقيت مساحة صغيرة منه، الأمر الذي تسبّب في تضارب الصفيحتين وتعارج الكتل المحيطية لكلّ منهما وتراكبها فوق بعضها البعض لتشكّل بذلك قمم عالية الارتفاع تصل إلى آلاف الأمتار، والتي تعرف باسم جبال الألب.
تشير الدراسات إلى أنّ حركات الضغط الأرضية لا زالت قائمة، بالإضافة إلى طغيان التقبّب على الانحتات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ارتفاع جبال الألب بمعدل 1ملم لكل عام.