محتويات
مراحل تحقيق المخطوطات
يقوم المحقق عادةً بعدة خطوات أثناء تحقيقه للمخطوطات، وهذه المراحل هي كالآتي:
جمع النسخ
فالمخطوطات يكون لها أكثر من نسخة، والخطوة الأولى التي يجب القيام بها هي التفتيش والبحث عن نسخ المخطوطة في مكتبات العالم، وهناك عدة طرق لمعرفة أماكن هذه النسخ، منها ما يأتي:[١]
- من خلال فهارس المكتبات العامة على مستوى العالم كله
مثل الفهارس القديمة في دور الكتب في أوربا، ومثل الفهرست الكبير للكتب العربية المحفوظة في دار الكتب البروسية في برلين.
- من خلال الكتب التي اهتم أصحابها بالإشارة للمخطوطات وأماكنها
مثل كتاب تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان، وكتاب تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين.
- من خلال سؤال أهل العلم
سؤال أهل العلم المتخصصين في المجال الذي تتحدث عنه المخطوطة.
ترتيب النسخ
بعد جمع النسخ تُرتّب حسب أهميتها، وتُسمّى النسخة الأهم بالمخطوطة الأم وهي ما كتبه المؤلف بخط يده أو أشار بكتابتها أو أملاها ووصلت إلينا كاملةً، ونرى عليها اسم المؤلف، وعنوان المخطوط، وهي ما يجب اعتماده أثناء التحقيق، ويجب ملاحظة اعتماد آخر نسخة كتبها المؤلف فقد يكتب المؤلف كتابه ثم يُضيف إليه من خلال قراءاته له وتدريسه له ومراجعته إياه؛ لذلك فإن ما يُمكن أن نُسميه الإنتاج الأخير هو ما يجب أن يُعتمد.[٢]
ولكن إذا لم تتواجد هذه النسخة، يتم الاعتماد على هذه النسخ مرتبةً حسب أهميتها وهي كالآتي:[٣]
- نسخة نُقلت عن نسخة المؤلف أو قوبلت بنسخته، وكل نسخة نقلت عن النسخة الأم تسمى أصلًا ثانويًا إن وجد معها الأصل الأول.
- نسخة كُتبت في عصر وحياة المؤلف وأقرّ المؤلف في بدايتها أو في آخرها بتاريخ النسخ.
- نسخ أخرى كُتبت بعد عصر المؤلف ويُفضل منها الأقدم.
التحقيق
تُعدّ هذه المرحلة من أهمّ المراحل وأدقّها وأكثرها عناءً، إذ يتمّ من خلالها تخريج ما ورد في المتن من آيات، وأحاديث، وأقوال، وأبيات شعريّة، وأحوال الشخصيّات والرجالات، والتعليق على بعض النكات المهمّة، ويتم التحقيق عن طريق بعض الخطوات وهي كالآتي:[٤]
- اعتماد نسخة لتكون النسخة الأم، والتثبّت من نصّها
- وجوب إضافة الزيادة في نسخة من النسخ- إن وجدت- ووضع ملاحظة إلى ذلك في الحاشية.
- التحقق من صحة الكتاب واسمه ونسبته إلى مؤلفه.
- مقابلة النسخة الأم مع النسخ الأخرى.
- تثبت عناوين الأبواب والفصول والفقرات التي كتبها المؤلف كما هي، وتكتب بحرف أكبر من حرف النص، أما إذا لم يكن المؤلف قد قسّم كتابه فيُمكن للمحقق أن يُقسّم.
وضع الحواشي
يجب الاهتمام بحاشية المخطوط، لأنّها المظهر الحقيقي للمجهود النقدي والعلمي الذي قام به المحقق، وأبرز ما تتضمنه الحواشي هي الإشارة إلى اختلاف نسخ المخطوط، وتصحيح الأخطاء، وبيان مصادر النصوص من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأشعار وغيرها، والتعليقات والشروح الضرورية، والشواهد وترجمات الأعلام وشرح المفردات الصعبة المبهمة.[٤]
وضع الفهارس المختلفة
يجب وضع الفهارس حسب محتوياتها مثل فهرس الآيات القرآنية والأبيات الشعرية ومصادر التحقيق وفهرس الأعلام والأحاديث النبوية والمحتويات.[٤]
وضع المقدمة
مقدمة التحقيق يجب أن يكتبها المحقق بعد تحقيقه المخطوطة، كي يعرف منهج المؤلف ولأنه يضطر أحيانًا إلى الإشارة إلى صفحات من الكتاب ويجب أن تتضمن المقدمة ما يأتي:[٤]
- ترجمة مختصرة وتعريف بمؤلف الكتاب مع ذكر المصدر.
- وصف مخطوطة الكتاب التي اعتمد عليها مع ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ وقياساتها وعدد سطورها وأوراقها.
- موضوع الكتاب والمصادر التي أخذت منه مادته وقيمته العلمية ومدى الحاجة إليه.
تعريف المخطوطات
إنّ المخطوطات هي كل ما تمت كتابته عبر خط اليد سواء كان كتابًا أم وثيقةً أم رسالة، وذلك بسبب قِدم الزمن الذي كُتبت فيه فلم تتوفر أدوات الطباعة آنذاك، وتُعد المخطوطات المصدر الأول لجمع المعلومات، كانت بداية نشأة المخطوطات القديمة مع بداية عصر التدوين.[٥]
وعندما أصبحت الدولة الإسلامية ممتدة على غالب أصقاع الأرض ظهر مجموعة من العلماء الذين نادوا بأهمية التدوين وسعوا إليه حتى لا تضيع علوم المسلمين، كعلم الحديث وفقه الصحابة والتابعين.[٥]
المراجع
- ↑ صلاح الدين المنجد، قواعد تحقيق المخطوطات، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها، صفحة 37-38. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث صلاح الدين المنجد، قواعد تحقيق المخطوطات، صفحة 15-18. بتصرّف.
- ^ أ ب السيد السيد النشار، في المخطوطات العربية، صفحة 5-6. بتصرّف.