محتويات
عمرو بن العاص
عمرو بن العاص هو الصحابي الجليل والقائد المسلم عمرو بن العاص السهمي القرشي الكناني، يُكنى بأبي عبد الله، وُلِد سنة 592م في مكة المكرمة، واشتهر بلقب داهية العرب؛ نظراً لسعة حيلته، وعبقريته، وقدرته على تدبر الأمور، ويلقب بأرطبون العرب، ويعتبر بن العاص رسول قُريش المُبتعث إلى النجاشي بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة هرباً من الكفار، وكانت مهمته طلب تسليم المسلمين المهاجرين من النجاشي لمحاسبتهم وإرغامهم على العودة إلى دينهم، إلا أن النُجاشي رفض ذلك.
قدّم بن العاص الكثير من التضحيات للدين الإسلامي، وترك بصمة واضحة في الفتوحات الإسلامية؛ ففتح عدداً من المدن؛ من بينها: غزة وعمواس، ونابلس، كما أنشأ مدناً من بينها الفسطاط.
مدينة الفسطاط
تشغل مدينة الفسطاط موقعاً فوق السواحل الشمالية الشرقية لنهر النيل، وهي من المدن التاريخية قديمة النشأة؛ حيث يرجع تاريخ بنائها إلى عام 641م، بناها القائد عمرو بن العاص بالقرب من حصن نابليون القائم على ساحل النيل.
اتخذ عمرو بن العاص من مدينة الفُسطاط عاصمة للمسلمين، وذلك بعد فتح الإسكندرية، ووجّه أمره إلى القبائل العربية إلى النزول في الفسطاط عام 21هـ، ومن هنا بدأت الفُسطاط تتخذ مظهر المدينة؛ فكان لها جامع كبير وأسواق تجارية، ومنازل مرتفعة، واتخذت مساحة تساوي ثلث مساحة بغداد، وحافظت الفسطاط على مكانتها كدار للإمارة حتى سقوط الدولة الأموية.
يُعتبر اختيار بن العاص لموقع المدينة موفقاً؛ نظراً لما تتميز به من موقع استراتيجي وسياسي وجغرافي، حيث قامت المدينة مكان مدينة مندثرة أقدم منها، وشهدت ازدهاراً كبيراً بالتزامن مع دخول الإسلام؛ فاتخذت طابعاً معمارياً وحضارياً حديثين؛ فأصبحت مركزاً للازدهار.
معالم مدينة الفسطاط
مسجد عمرو بن العاص
يُعرف مسجد عمرو بن العاص بعدة مُسميّات؛ ومنها: مسجد الفتح، والمسجد العتيق، وتاج الجوامع، وهو أول مسجد في مصر، بُني بعد في مدينة الفُسطاط بعد فتح مصر، وكانت مساحته تمتد إلى 50×30 ذراعاً، وأجرى عليه والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري عدة توسعات عام 673م.
أُلقيت من أعلى منبر الجامع عدد من الخطب والدروس من كبار الأئمة والشيوخ؛ ومنهم: الشافعي، ومحمد الغزالي، وعبد الرحمن عبد الخالق، وابن هشام، والليث بن سعد.
الكنيسة المعلقة
تقع الكنيسة المعلقة على مسافة قريبة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودي، وتعتبر من المعالم المهمة في منطقة القاهرة القبطية الأثرية، ويعود سبب تسميتها بالمعلقة إلى أنها مبنية فوق برجين من الأبراج العتيقة للحصن الروماني.
حصن نابليون
يرجع تاريخ بناء حصن نابليون إلى القرن الثاني الميلادي خلال فترة حكم الاحتلال الروماني لمصر، ويعود الفضل للإمبراطور الروماني أركاديوس في توسيعه وترميمه في القرن الرابع.