مدن عربية

جديد مدينة الزهراء

الموقع الجغرافي لمدينة الزهراء

تقع مدينة الزهراء بالقرب من قُرطبة في الأندلس، وهي مدينة صغيرة،[١] وتُعتبر أحد أشهر المدن الأندلسيّة الملكيّة؛ وتقع على بُعد 30 كيلو متر من قُرطبة، وبناها الخليفة الأمويّ عبد الرحمن الثالث المُلقب بالناصر، استمرّ بناؤها بين الفترة الواقعة من (936- 940م)، ويُذكر أنَّ هذه المدينة بقيت مزدهرة مدة 80 عاماً، ولكنها بعد هذه الفترة هُجرت وانطمرت، ولم يُعاود اكتشافها والتعرف عليها سوى في عام 1911م، وكشفت الآثار ما يُقارب 10% من مباني مدينة الزّهراء.[٢]

قصة بناء مدينة الزهراء

يروي المؤرخون قصة بناء مدينة الزهراء، حيث تقول هذه الروايات أنَّه ماتت للخليفة الناصر سريَّة، وخلّفت وراءها مالاً كثيراً، فأمر الخليفة أن يُفدي بذلك المال أسرى المسلمين، ولكن لم يجد في بلاد الإفرنج أسيراً، ولذلك شكر الله تعالى، ثمَّ أشارت عليه جاريته الزّهراء التي أحبها حبّاً جمّاً بأنْ يبني لها مدينة، ويُسميها باسمها، وبالفعل بناها الخليفة تحت جبل العروس مقابل الجبل وشمال قُرطبة، ونجح في إتقان بناءها، وأقام متنزهاً ومسكناً للزهراء، ولحاشية دولته، ويُذكر أنَّ صورة الزهراء نُقشت على باب المدينة، وعندما كانت الزهراء تنظر إلى بياض المدينة وجمالها في ظل حجر الجبل الأسود، تقول: (يا سيّدي أنظر إلى جمال هذه الجارية في حجر ذلك الزنجيّ)، ولذلك أمرَّ الخليفة بإزالة الحجر، وقال بعض جلساء الخليفة: إنَّ الخليفة يطلب بأمر يُخالف العقل، فلا أحد يستطع إزالة الجبل سوى خالقه، وبناء على هذا أمر الخليفة بقطع شجر الجبل، وزراعة أشجار التين واللوز مكانها، وكان مشهد الجبل من أروع المشاهد، وخاصة في موسم الإزهار وتفتح الأشجار.[٣]

أسباب بناء مدينة الزهراء

تتحدد أسباب بناء مدينة الزّهراء بالآتي:[٣]

  • أراد الخليفة الناصر أنْ تكون هذه المدينة عاصمة ومقراً للخلافة الجديدة.
  • الابتعاد عن الازدحام السكانيّ في العاصمة قُرطبة.
  • اتصف السلاطين والأمراء بميزة بناء المدن؛ وذلك لتخليد العصر الذي عاشوا فيه.
  • تميّز الناصر بشغفه في بناء القصور، وتزيينها، وصرف الأموال الكثيرة لهذا الغرض.

اندثار مدينة الزهراء

لم يدم العمران والازدهار في مدينة الزّهراء لمدة طويلة؛ فقد بقيت مقراً لخلافة الناصر وابنه الحكم المستنصر، ولكنها بدأت تفقد أهميتها عندما سيطر الحاجب المنصور بن أبي عامر على زمام الأمور، وبنى مدينة الزاهرة؛ حيث نقل خزائن الأموال، ودور الحكومة، والأسلحة إلى مدينته الجديدة، وبالتالي زالت القاعدة الرّسميّة التي كانت تمتلكها مدينة الزّهراء، وفي أوائل القرن الخامس الهجريّ ضاعت هيبة مدينة الزّهراء عندما داهمت الأندلس وقُرطبة مُسببات الفتنة والفوضى والنزاع على السلطة، فقد تعرضت المدينة للخراب، والحرق، والنهب، والسلب.[٣]

المراجع

  1. ياقوت الحموي ، معجم البلدان، بيروت: دار صادر، صفحة 161، جزء الجزء الثالث. بتصرّف.
  2. “متحف مدينة الزهراء”، www.andalushistory.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “مدينة الزهراء .. أعجوبة الأندلس”، www.islamstory.com، 4-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 9-5-2018. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى