محتويات
حلف وارسو
حلف وارسو، وعُرِفَ أيضاً باسم معاهدة المساعدة المتبادلة والتعاون والصداقة، والمُوقع عليها ضمن مُؤتمر تأمين السلام والأمن للدول الأوروبية، ويُعدّ حلف وارسو مُنظّمة عسكريّة أُسِّسَت لمواجهة كتلة الدول الأوروبيّة الغربيّة والمعروفة باسم حلف شمال الأطلسيّ، وصدرت مُعاهدة حلف وارسو بعد 9 أيام من تأسيس اتّحاد الدول الأوروبيّة الغربيّة.[١]
تأسيس حلف وارسو
يعود تأسيس حلف وارسو إلى 14 أيار (مايو) من عام 1955م؛ نتيجةً لانعقاد مؤتمر جمع مجموعة من الدول التي تُشكّل الكتلة الشرقيّة في مدينة وارسو عاصمة بولندا؛ حيثُ أُدرِكَ الاتّحاد السوفيتيّ ظهور تهديد واضح له؛ بسبب انضمام ألمانيا الاتّحاديّة إلى دول حلف شمال الأطلسيّ، وشملت مُعاهدة حلف وارسو 11 بنداً، وكُتِبَت بأربع لغات، وهي: الألمانيّة، والروسيّة، والتشيكيّة، والبولنديّة، ويحقّ لأي دولة الانضمام للحلف مهما كانت طبيعة نظامها السياسيّ، ولكن بشرط حصولها على موافقة من جميع الدول الأعضاء الموقّعة على نص معاهدة حلف وارسو.[٢]
الدول الأعضاء في حلف وارسو
ضمّ حلف وارسو مجموعة من الدول الأعضاء، وهي الاتّحاد السوفيتي، وهنغاريا، والاتّحاد الاشتراكي للجمهوريات السوفيتيّة، ورومانيا، وبولونيا، وهنغاريا، وألمانيا الديموقراطيّة، وتشيكوسلوفاكيا، وبلغاريا، وألبانيا، ولاحقاً انسحبت ألبانيا من حلف وارسو في سنة 1968م، وفي سنة 1990م قررت ألمانيا الشرقيّة مغادرة الحلف.[١]
أهداف ومواد حلف وارسو
اهتمّ حلف وارسو بتحقيق مجموعة من الأهداف التي تُشكّل المواد والبنود التي أُسّس الحلف بناءً عليها، وفي ما يأتي معلومات عنها:[٣]
- المواد والبنود التقليديّة لحلف وارسو: وتشمل المواد الأولى، والثالثة، والسابعة، والثامنة، والعاشرة، وهي الاتفاقيات المُشتركة بين الدول الأعضاء على تجنب استخدام أي قوّة أو أدوات عسكريّة للوصول إلى حلول للنزاعات الدوليّة، والحرص على الاعتماد على استخدام المشاورة عند ظهور أي تهديدات خارجيّة ضد أحد الدول الأعضاء في الحلف، وتعهُّد جميع دول الحلف على عدم الالتزام بأيّ التزامات تتعارض مع الحلف، والحرص على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الثقافيّة والاقتصاديّة.
- المواد والبنود ذات الأهمية لحلف وارسو: وتشمل المواد الرابعة، والخامسة، والسادسة، والتاسعة، والحادية عشرة، فمثلاً تنصّ المادة الرابعة على تطبيق حلف وارسو ضمن الدول الأوروبيّة، فإذا تعرضت أي دولة من الدول الأعضاء أو أكثر من دولة إلى عدوان مسلّح يجب على جميع الدول المشاركة في الحلف توفير المساعدات المناسبة والضروريّة، أمّا المادة التاسعة فتنصّ على أنّه يحق لأي دولة الحصول على عضوية في الحلف، ومهما كان نظامها السياسيّ أو الاجتماعيّ، طالما تمتلك رغبة في تطبيق جميع نصوص وأحكام معاهدة الحلف، والحرص على توفير الأمن للشعوب التي تعيش في دول الحلف، وتنص المادة الحادية عشرة على تأسيس نظام خاص بتوفير الأمن الجماعي للدول الأوروبيّة، ويشمل وجود مُعاهدةٍ تحقق ذلك، فإنّ حلف وارسو يُعدّ منتهياً مع بدء تطبيق المعاهدة الخاصة بنظام الأمن الجماعي.
أهمية حلف وارسو
تميّز حلف وارسو بأهميّة كبيرة في المجالين السياسي والعسكري، وفي ما يأتي معلومات عن كلٍّ منهما:[١]
- الأهمية العسكريّة: هو انعكاس للتطوّر التقني عند الاتّحاد السوفيتيّ في مجال الأسلحة؛ إذ إنّ روسيا السوفيتيّة لم تظلّ بحاجةٍ إلى أي تعاون أو حماية عسكريّة من الدول الشيوعيّة الأوروبيّة حتّى تستطيع مواجهة أي هجوم محتمل من الدول الغربيّة، ولكنها ظلّت بحاجةٍ إلى دول حليفة؛ من أجل استخدامها كجدارٍ للأمان عند رد الاعتداءات.
- الأهمية السياسيّة: هي حاجة روسيا السوفيتيّة لحماية سيطرتها ونفوذها في دول أوروبا الشرقيّة؛ نتيجة ظهور انشقاق أيديولوجيّ، وللمساهمة في الحدّ من انتشار نفوذ الصين في دول أوروبا الشرقيّة، فمثلاً حرصت رومانيا على الوقوف على الحياد أثناء التعامل مع الأزمة الروسيّة الصينيّة؛ ممّا فُسّر بأنّه تحيّز رومانيا للصين.
أجهزة وهيكليّة حلف وارسو
تشكّلت أجهزة وهيكليّة حلف وراسو من ثلاث هيئات أساسيّة، وهي:[٤]
- هيئة السياسة العُليا: هي لجنة استشاريّة سياسيّة تشمل أمناء سرّ جميع الأحزاب الشيوعيّة التي تقع في كافة دول حلف وارسو، ورؤساء حكومات هذه الدول، ووزراء الدفاع والخارجيّة في كلّ دولة من الدول الأعضاء، وتُمثّل هذه الهيئة العقل الموجّه والمُفكّر والمتحكّم بسياسة حلف وارسو، كما تهتمّ بإعداد الخُطط التي تُساعد على الوصول إلى الأهداف ذات الطبيعة الاستراتيجيّة، وغالباً تُعقَد الاجتماعات الخاصة بها ضمن ظروف ضروريّة؛ من أجل الوصول إلى حلول للمشكلات المُؤثّرة في وجود الحلف.
- لجنة وزارة الدفاع: هي لجنة أُسِّسَت في سنة 1969م، وهي السلطة العسكريّة العُليا داخل الحلف، وتهتمّ بتطبيق السياسات العسكريّة، وتشمل وزراء دفاع دول أوروبا الشرقيّة، ووزير دفاع الاتّحاد السوفيتيّ.
- القيادة العُليا المشتركة: هي قيادة تهتمّ بتعزيز التعاون بين جميع القوات والدول المُتحالفة، ودعم قدراتها على الدفاع، وتنفيذ التخطيط العسكري في الحروب، وتشمل القيادة العُليا المُشتركة الآتي:
- المجلس العسكري الذي يُمثّله ممثلو دول التحالف، ورئيس الأركان، والقائد العام، ويُعبّر هذا المجلس عن الجهاز العسكريّ الرئيسيّ الذي يهتمّ بتوزيع الواجبات والمهمات أثناء حالة السلم.
- مكتب القائد العام.
- هيئة الأركان.
نهاية حلف وارسو
اتّحدت ألمانيا الشرقيّة وألمانيا الغربيّة بعد انهيار جدار برلين في سنة 1989م، وبعد خروج ألمانيا الشرقيّة من حلف وارسو قررت مجموعة من الدول إعلان انسحابها، وهي: بولندا، والمجر، وتشيكوسلوفاكيا، وبلغاريا؛ ممّا أدّى إلى الإعلان عن نهاية معاهدة وحلف وارسو في شهر تموز (يوليو) من عام 1991م، وفي أواخر عقد التسعينات من القرن العشرين للميلاد قرّرت العديد من الدول التي كانت ضمن حلف وارسو الانضمام إلى حلف الشمال الأطلسيّ، فانضمت كلّ من بولندا، والمجر، وتشيكيا في سنة 1999م، ولاحقاً انضمت كلّ من سلوفاكيا، ورومانيا، وبلغاريا، وليتوانيا، واستونيا.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت “حلف وارسو”، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب “حلف وارسو”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2017. بتصرّف.
- ↑ د. محمد شكري (1978)، الأحلاف والتكتلات في السياسة العالمية – عالم المعرفة، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، صفحة 57، 58. بتصرّف.
- ↑ الرائد باسم شعبان (كانون الثاني 2015)، “حلف وارسو في مواجهة حلف شمال الأطلسي”، www.lebarmy.gov.lb، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2017. بتصرّف.