محتويات
وظيفة كريات الدم البيضاء
تلعبُ كريات الدّم البيضاء (بالإنجليزية: Leukocytes or white blood cell) أو ما يُعرف عامّة بالخلية البيضاء أو الكُريّة البيضاء أو خلايا الدم البيضاء دورًا بالغ الأهمية؛ فهي جزء من المناعة لحماية الجسم من المرض، فعندما يُصاب جزءٌ ما من الجسم تنتقل هذه الخلايا عبر الدّم لتُحارب مُسبّب المرض كالبكتيريا والفيروسات والأجسام الدخيلة المُضرّة بصحّة الإنسان،[١] وبالإضافة لمُحاربة العدوى (بالإنجليزية: Infection) التي تعدّ الوظيفة الأساسية لخلايا الدم البيضاء، فيما يأتي بعض الوظائف الأخرى لها:[٢]
- تُساعد على شفاء الجروح؛ عن طريق هضم بقايا الأنسجة والخلايا الميتة وكريات الدم الحمراء القديمة.
- تُساهم في الحماية ضد الخلايا الشاذّة مثل السرطان (بالإنجليزية: Cancer).
- تحمي الجسم من الأجسام الغريبة الداخلة لمجرى الدّم كمُسبّبات الحساسية.
وظيفة كريات الدم البيضاء حسب نوعها
تُقسم مجموعة خلايا الدم البيضاء الرئيسة إلى أنواع تلعب كل منها دورًا محدّدًا ومختلفًا عن الأخرى في حماية الجسم من البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات،[٣] وفيما يأتي بيان وظيفة كل واحدة منها حسب نوعها.
الخلايا المتعادلة
تُعدّ الخلايا المتعادلة (بالإنجليزية: Neutrophils) النوع الأكثر شيوعًا بما يُعادل 60-70% من المجموع الكلّي لخلايا الدم البيضاء، وغالبًا ما تكون هي أول الخلايا التي يستجيب بها جهاز المناعة لدخول الأجسام الضّارة، إذ تُعتبر الخلايا المتعادلة خلايا الاستجابة الأولية والتي ترسل إشارات تنبيهٍ لباقي خلايا جهاز المناعة حتّى تقوم كلٌّ منها بعمل اللازم والتعامل مع الخلل الحاصل، وإن الخلايا المتعادلة تُصنع في نُخاع العظم، وتبقى في مجرى الدّم حتّى 6-10 ساعات لحين دخولها الأنسجة،[٤][٥] ومن خصائص هذه الخلايا ما يأتي:[٥]
- القدرة على الحركة.
- البلعمة (بالإنجليزية: Phagocytosis).
- تدمير البكتيريا والأنسجة المتضرّرة كذلك.
- تدمير الخلايا المتعادلة نفسها بعد إتمام المهمّة المطلوبة.
- أهميتها في التعامل مع الالتهاب (بالإنجليزية: Inflammation).
الخلايا الحمضية
لا تتجاوز الخلايا الحمضية (بالإنجليزية: Eosinophils) نسبة 5% من مجموع الخلايا البيضاء في مجرى الدم، لكنّها تتركّز بكميّاتٍ كبيرةٍ في القناة الهضمية (بالإنجليزية: Digestive Tract)،[٤] ويُذكر أن الخلايا الحمضية تُولد كسابقتها في نُخاع العظم، ثم تتحرّك بعد بضع ساعات عبر مجرى الدّم الطرفي إلى النسيج الضّام الرخو في القناة التنفسيّة والهضمية، وفيما يأتي بعض خصائص الخلايا الحمضية ووظائفها:[٥]
- تكوين رد الفعل التحسسي، وهي أهم وظيفة للخلايا الحمضية، وتتمثل بإفراز الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine) بشكل رئيسيّ،[٥] مما يُساهم في ظهور أعراض الحساسية عندما تُفرط الاستجابة المناعية ضد جسمٍ ما، لاعتقاد المناعة أنه جسمٌ ضار عن طريق الخطأ، ومثال ذلك فرط تفاعل الجهاز المناعي عند التعرض لحبوب اللقاح بالرغم من أنّها غير مؤذية، وبالتالي فإنّ الأشخاص الذين يُفرط الجهاز المناعي لديهم بالاستجابة لحبوب اللقاح يُعرفون بامتلاكهم حساسية اللقاح.[٤] ولذلك يُستدل على ارتفاع عدد الخلايا الحمضية في فحص الدم الشامل (بالإنجليزية: Complete Blood Count) على وجود تفاعل حساسية في الجسم.[٤]
- لها دورٌ مهم في مُحاربة البكتيريا والطفيليات كالديدان.[٤]
- ابتلاع معقّد المُستضد والأجسام المُضادة (بالأنجليزية: Antigen-antibody complexes).[٥]
الخلايا القاعدية
الخلايا القاعدية (بالإنجليزية: Basophils) هي الخلايا الأقل شيوعًا بما نسبته 0.01-0.3% من عدد الخلايا البيضاء الحائمة في الدم، وفيما يأتي بيانٌ لوظائف الخلايا القاعدية:[٦]
- تظهر في العديد من تفاعلات الالتهاب خاصةً تلك التي تُسبّب أعراض الحساسية.
- تحتوي هذه الخلايا على مُضاد التخثّر الهيبارين (بالإنجليزية: Heparin) الذي يمنع تخثر الدم بسهولة، والهيستامين الذي يُحفّز تدفق الدم للأنسجة.
- يرتفع مستوى الخلايا القاعدية بشكلٍ ملحوظٍ في مواقع عدوى الطفيليات الخارجية كعدوى القُراد (بالإنجليزية: Ticks).
- تدخل الخلايا القاعدية إلى الأنسجة أثناء تفاعلات الحساسية وتزيد من شدّة هذه التفاعلات؛ فسطح الخلية القاعدية يحتوي على مستقبلات بروتين ترتبط وبقوّة مع الجسم المُضاد للغلوبين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E)، وهذا الارتباط هو المسؤول عن الاستجابة الانتقائية للخلايا القاعدية ضد مُسبّبات الحساسية.
- تلعب دورًا أثناء نوبات الربو (بالإنجليزية: Asthma) عندما تُفرز الهيستامين والعديد من المواد الكيميائية الأخرى، مما يسبب تضيّق الشُعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchoconstriction) والالتهاب.[٤]
- تتراكم الخلايا القاعدية في مواقع العدوى كجزء من الاستجابة الالتهابية، وتُفرز البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandin) والسيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) والهيستامين لزيادة تدفّق الدّم إلى منطقة الإصابة.[٥]
- تلعب دورًا في تفاعلات الحساسية الأخرى مثل حساسية الأنف أو حمى القش (بالإنجليزية: Hay Fever)، وذلك عند إفراز الهيستامين.[٥]
الخلايا الليمفاوية (البائية والتائية)
تحتل الخلايا الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes) المرتبة الثانية من ناحية التعداد بنسبة 20-50% من خلايا الدم البيضاء، بحيث يمكن العثور عليها بسهولة في عيّنة الدّم، ورغم التشابه الكبير بينها إلّا أنّها تُقسم إلى نوعين لهما دورٌ مهم جدًّا في الجهاز المناعي؛[٥] هما:
- الخلايا البائية: (بالإنجليزية: B cells) تتكون وتتطور في نُخاع العظم،[٥] وتكوّن أجسامًا مُضادة تعمل كذاكرة لكل عدوى تعرّض لها الجسم مُسبقًا، فتُدافع تلقائيًا عن الجسم في حال تكرار حدوث العدوى،[٤] وهذه الأجسام المُضادة هي بروتينات شكلها مُشابه لحرف Y، ترتبط بالجسم الدخيل أو بالخلية المُصابة، فإمّا أن تُعادلها أو أن تميّزها بحيث تتعرّف عليها الخلايا التائية وتُهاجمها،[٧] ولهذا فإنّ كفاءة اللقاحات الحالية تعتمد وبشكل كبير على الخلايا البائية، ولكن في بعض أنواع اللقاحات كلُقاح السلّ (بالإنجليزية: Tuberculosis) ولُقاح السُّعال الديكي (بالإنجليزية: Pertussis) تعتمد على الخلايا التائية إلى جانب الخلايا البائية.[٤]
- الخلايا التائية: (بالإنجليزية: T cells) تُولد في نُخاع العظم وتُكمل نموها في الغدّة الزعترية،[٥] وهي مسؤولةٌ عن مهاجمة العديد من مُسبّّبات الأمراض مُباشرة والقضاء عليها،[٤] وتشمل الأنواع الآتية:[٧]
- التائية المُساِعِدة: (بالإنجليزية: Helper T cell) يُفرز هذا النوع بروتينات تُعرف بالسيتوكينات (بالإنجليزية: Cytokines)، والتي تساعد على توجيه استجابة الأنواع الأخرى من خلايا الدم البيضاء.
- التائية الذاكرة: (بالإنجليزية: Memory T cell) وتتكوّن هذه بعد تعرّض الجسم للعدوى، وتساعد على تسهيل التعامل معها إذا أُصيب الجسم بها مرّة أخرى مستقبلًا.
- التائية القاتلة: (بالإنجليزية: Cytotoxic T cell) والتي تُعرف كذلك بالمُقاتلة الطبيعية، ويطرح هذا النوع موادًا تقضي على الفيروسات والمُستضدّات الأخرى.
- التائية المُنظِّمة: (بالإتجليزية: Regulatory T cell) والتي تُعرف كذلك بالخلايا التائية المُثبِّطة، إذ يُنظّم هذا النوع عمل الأنواع الأخرى من الخلايا التائية ويمنعها من مُهاجمة خلايا الجسم السليمة.
الخلايا الوحيدة
تأتي الخلايا الوحيدة (بالإنجليزية: Monocytes) في المرتية الثالثة من حيث الشيوع بعد الخلايا الليمفاوية،[٥] بما نسبته 5-12% من مجموع الخلايا البيضاء، وإن أردنا تشبيه وظيفة الخلايا الوحيدة سنقول أنّها عربات تنظيف تهاجر إلى الأنسجة لتنظف الخلايا الميتة،[٤] إذ تنتقل عبر مجرى الدّم كخلايا أولية للخلايا البلعمية الكبيرة (بالإنجليزية: Macrophages) وتبقى فيه حتّى 1-3 أيام، ثمّ ترحل إلى أنسجة الجسم وتتحوّل هناك إلى خلايا بلعمية كبيرة تتناول الخلايا الميتة والبكتيريا، وتستطيع بعض الخلايا الوحيدة أن تتحوّل إلى خلايا هادمة للعظم (بالإنجليزية: Osteoclast)، بالإضافة لأهميتها في الاستجابة الالتهابية،[٥] كما أنها تظهر عندما يُحارب الجسم العدوى المزمنة.[٨]
المراجع
- ↑ Renee Watson,Raymond Turley,Todd Gersten “What Are White Blood Cells?”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved Jan.03.2021. Edited.
- ↑ “Overview of blood and blood components”, childrenswi.org, Retrieved Jan.03.2021. Edited.
- ↑ “White Blood Cell Count”, ada.com,28-11-2019, Retrieved Jan.03.2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Doru Paul,Lynne Eldridge “Types and Function of White Blood Cells (WBCs)”, www.verywellhealth.com,17-11-2020, Retrieved Jan.03.2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س “White blood cells”, www.histology.leeds.ac.uk, Retrieved 6-1-2021. Edited.
- ↑ “Basophils”, www.clinisciences.com, Retrieved Jan.03.2021. Edited.
- ^ أ ب “White Blood Cells”, www.diabetes.co.uk,15-1-2019, Retrieved Jan.05.2021. Edited.
- ↑ Rachel Nall “What to know about white blood cells”, www.medicalnewstoday.com, 9-1-2020,Retrieved Jan.05.2021. Edited.