محتويات
'); }
الكورتيزون الموضعيّ
تُعتبَر الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) في الأساس هرمونات طبيعيّة تُفرَز بشكل طبيعيّ في جسم الإنسان من الغدة الكظريّة (بالإنجليزية: Adrenal Gland)، أمّا بالنسبة للكورتيزون الموضعي فهو يُمثّل مجموعة أنواع صناعيّة من الكورتيكوستيرويدات تُستخدَم لعلاج حالات جلديّة متعدّدة؛ مثل الطفح الجلديّ، والتهاب الجلد (بالإنجليزية: Dermatitis)، والحكّة، والأكزيما، والصدفيّة (بالإنجليزية: Psoriasis)، وغيرها من الحالات والأمراض الجلديّة. إنّ للكورتيزونات الموضعيّة تأثيراً فعّالاً مضادّاً للالتهاب، كما أنّها تثبط الاستجابة المناعيّة.[١]
مضاعفات استخدام الكورتيزون الموضعيّ وآثاره الجانبيّة
قد يؤدّي الاستخدام المستمر للكورتيزون الموضعيّ ولفترات طويلة إلى حدوثِ العديد من الآثار الجانبيّة والمضاعفات ومن أشهرها ضمور الجلد (بالإنجليزية: Skin Atrophy)؛ فعلى الرُّغم من أنّ جميع الكورتيزونات الموضعيّة قد تتسبّب في ضمور الجلد، إلّا أنّ استخدام الكورتيزونات ذات الفعاليّة العلاجيّة العالية، وانسداد الجلد، والجلد الرّقيق، وزيادة عمر المريض تزيد من فرصة حدوث ضمور الجلد.
'); }
تجدر الإشارة إلى أنّ المَناطق الأكثر عُرضةً لحُدوث ضمور الجلد هي الوجه، وظهر اليدين، ومناطق الثنيات في الجلد، ومن الممكن إزالة هذا الضمور من خلال إيقاف العلاج، لكنّه قد يَحتاج إلى مدّةٍ زمنيّةٍ تصل إلى عدّة أشهر. إنّ استخدام مادّة التريتينوين الموضعيّ (بالإنجليزية: Topical Tretinoin) بشكل مُتزامن مع استخدام الكورتيزون الموضعي من الممكن أن يقلّل احتماليّة حدوث ضمور الجلد، والتريتينوين هو أحد أنواع الأدوية المُستخدمة لعلاج حبّ الشباب، حيث يؤثّر على نموّ خلايا البشرة ويقلّل من حدة البثور ويسرّع من شفائها والتآمها.[٢][٣]
قد يتسبّب استخدام الكورتيزون الموضعي في حدوث توسّع في الشعيرات الدمويّة (بالإنجليزية: Telangiectasia)، وحدوث خطوط وتشقّقات في الجلد (بالإنجليزية: Striae)، وقد يُسهم في حدوث حالةٍ جلديّة تُسمّى العد الورديّ أو الورديّة (بالإنجليزية: Rosacea)، وهي حالة مُزمنة تُصيب في المقام الأوّل بشرة الوجه وتؤدّي إلى حدوث احمرارٍ على الأنف، والوجنتين، والذقن، والجبهة، قد تتوهّج أحياناً وتَذهب أحياناً أُخرى. قد يؤثر الاستخدام غير الصّحيح للكورتيزونات الموضعيّة عند علاج حالات العدوى الناتجة عن البكتيريا والفطريّات على العدوى السّطحّية (بالإنجليزية: Superficial Infection)؛ حيث إنّ الكورتيزون يتضارب مع السير الطبيعيّ للالتهاب مما يؤدّي إلى زيادة انتشار العدوى البكتيريّة والفطريّة.[٢][٤]
إنّ استخدام الكورتيزونات ذات الفعاليّة العلاجيّة العالية قد يتسبّب في حدوث السعفة (بالإنجليزيّة: Tinea)، وهي التهابٌ فطريّ جلديّ يبدأ بظهور احمرارٍ في الجلد، وقد يؤدي إلى حدوث تقشّر وتكوّن وفقاعاتٍ في الجلد، وغيرها من الأعراض التي قد تصل إلى الأنسجة العميقة (بالإنجليزية: Deep-Tissue Tinea) وتسمّى حينها باسم ورم ماجوشي الحبيبيّ (بالإنجليزية: Majocchi granuloma)، وهو التهابٌ يحدث في بصيلات الشعر أو أدمة الجلد المُحيط بالشعرة ويكون غالباً بسبب الفطريّات الجلديّة. من الآثار الجانبيّة أيضاً لاستخدام الكورتيزونات الموضعيّة حدوث زيادة في تصبّغ الجلد أو حدوث نقصان في التصبّغ، وزيادة في نموّ الشعر، وحبّ الشباب، وحساسيّة الضوء (بالإنجليزية: Photosensitization)، والمقصود بحساسية الضوء ظهور الطفح الجلدي الذي ينشأ عن طريق حدوثِ تفاعلٍ غير طبيعيّ بين أشعّة الشمس وحامل اللون (بالإنجليزيّة: Chromophore) في الجلد.[٢][٥][٦]
الاستخدام الصّحيح للكورتيزون الموضعيّ
يجب معرفة أنواع الكورتيزونات الموضعيّة من خلال سُؤال الطبيب المختص والمعالِج، وذلك بهدفِ اختيارِ الوصفة العلاجيّة المُناسبة لزيادة الفعاليّة وتقليل الآثار الجانبيّة، ومن أهمّ العَوامل التي تساعد على الاختيار السّليم هو التّشخيص الدقيق والصّحيح للحالة، ومَعرفة الفعاليّة والقُدرة العلاجيّة للدواء، وتَركيبة الدواء، وعدد مرّات الاستخدام، ومُدّة الاستخدام، ومَعرفة الآثار الجانبيّة، والتاريخ المَرضي للمريض، بالإضافة إلى المَنطقة المُراد استِخدام الكورتيزون عليها.[٧][٨]
تُستخدَم وحدة قياس طرف الإصبع (بالإنجليزية: Fingertip unit) لمعرفة كميّة الكورتيزون الموضعي الذي يتمّ استخدامه؛ حيث تُمثّل الوحدة الواحدة كميّة الكريم الذي يتمّ إخراجه من أنبوب الدواء على الجانب الداخلي للسلامى الطرفيّة لأصبع السبّابة، وتختلف الكميّة باختلاف العمر، واختلاف الجزء من الجسم المُراد وضع الدواء عليه. يُمكن استخدام المرطبّات (بالإنجليزية: Emollients) قبل أو بعد استخدام الكورتيزونات الموضعيّة وذلك كمادّةٍ عازلةٍ أو بهدف تقليل التهيّج والجفاف.[٩]
من المُهم الأخذ بعين الاعتبار أنّ الأطفال يَحتاجون عادةً لفترة علاجيّة أقصر، ويجب استخدام الكورتيزونات الأقل فعاليّة بالنسبة لهم، كما يُوصَى بالذهاب إلى اختصاصي جلديّة في الحالات التي يكون التّشخيص فيها غير واضح، أو عند فشل العلاجات الأساسيّة والمعياريّة، أو في الحالات التي يكون فيها فحص الرقعة للحساسيّة (بالإنجليزيّة: Allergy patch test) غير متاح في عيادة الطبيب.[٢]
أنواع الكورتيزونات الموضعيّة
تقسم أنواع الكورتيزونات الموضعية بحسب قدرتها الدوائيّة والعلاجيّة إلى أربعة أقسام، وهي كالآتي:[٧]
- كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة عالية جداً (بالإنجليزية: Very High Potency): مثل البيتاميثازون ثنائي البروبيونات ثنائي البرولين (بالإنجليزية: Betamethasone Dipropionate Diprolene)، وثنائي الفلورازون ثنائي الأسيتات (بالإنجليزية: Diflorasone Diacetate)، والفلوسينونيد (بالإنجليزية: Fluocinonide)، وغيرها.
- كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة عالية (بالإنجليزية: High Potency): مثل الأمسينونيد (بالإنجليزية: Amcinonide)، وديوكسي ميتازون (بالإنجليزية: Desoximetasone)، وهالسينونيد (بالإنجليزية: Halcinonide)، وغيرها.
- كورتيزونات ذات فعالية علاجيّة متوسّطة (بالإنجليزية: Medium Potency): مثل البيتاميثازون فاليرات (بالإنجليزية: Betamethasone Valerate)، وكلوكورتولون بيفالات (بالإنجليزية: Clocortolone Pivalate)، وفلوراندرينوليد (بالإنجليزية: Flurandrenolide)، وغيرها.
- كورتيزونات ذات فعاليّة علاجيّة قليلة (بالإنجليزية: Low Potency): مثل الديزونيد (بالإنجليزية: Desonide)، والهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone)، وغيرها.
إنّ المادّة الحاملة للدواء (بالإنجليزية: Vehicle) بالإضافة إلى نوع الكورتزون المُستخدَم يُؤثّر على قوّة الدواء أكثر من تأثير نسبة الدواء الموجودة في المادة الحاملة له، وبشكل عام فإنّ استخدام الدّواء بالنسبة نفسها يكون أكثر فاعليّة في المراهم، وتليها الكريمات، ثم الغسولات (بالإنجليزية: Lotions)، ومن الجدير ذكره أنّ المراهم ذات تركيبة دهنيّة، ونسبة تسبّبها بحدوث حرق أو لذع عند استخدامها قليلة، وبالإضافة إلى المراهم توجد تَحضيرات دوائيّة حديثة يُمكن استخدامها أيضاً مثل البخاخات، والمحاليل، والجل وهي أكثر تَعقيدًا في تركيبتها، بعضها أقلّ فاعليّة، وبعضها أكثر فاعليّة من الكريمات والغسولات.[١٠]
فيديو أضرار ومنافع الكورتيزون
شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن أضرار ومنافع الكورتيزون:
المراجع
- ↑ Omudhome Ogbru, Jay W. Marks, “Topical Corticosteroids”، Medicine Net, Retrieved 2017-07-03.
- ^ أ ب ت ث JONATHAN D. FERENCE, ALLEN R. LAST (2009-01-15)، “Choosing Topical Corticosteroids”، American Family Physician Journal، العدد 79، المجلد 2، صفحة 135-140.
- ↑ “Tretinoin 0.025 % Topical Cream”, WebMD, Retrieved 2017-07-16.
- ↑ Dr. Larry Millikan, Dr. Guy Webster, Dr. Diane Thiboutot, “All About Rosacea”، National Rosacea Society, Retrieved 2017-07-16.
- ↑ Jack L Lesher, Richard P Vinson, Rosalie Elenitsas and others (2017-06-20), “Tinea Corporis”، Medscape, Retrieved 2017-07-16.
- ↑ Amanda Oakley (2016-01), “Photosensitivity”، DermNet New Zealand, Retrieved 2017-07-16.
- ^ أ ب Omudhome Ogbru, Jay W. Marks (2017-05-12), “Topical Corticosteroids”، Medicine Net, Retrieved 2017-07-02.
- ↑ Sanjay K. Rathi, Paschal D’Souza (2012)، “Rational and Ethical Use of Topical Corticosteroids Based on Safety and Efficacy”، Indian Journal of Dermatology، العدد 57، المجلد 4، صفحة 251–259.
- ↑ Dr Amanda Oakley (2016-01-04), “Topical steroids”، DermNet New Zealand, Retrieved 2017-07-03.
- ↑ “Basics of Topical Corticosteroids”, National Eczema Association, Retrieved 2017-07-03.