دبي
دبي (بالإنجليزيّة: Dubai)؛ هي واحدة من الإمارات التابعة لدولة الإمارات العربيّة المتحدة، وتصل مساحتها إلى 4,114 كم²؛ إذ تعدُّ ثاني أكبر إمارة بعد أبو ظبي.[١]
تقع دبي في شبه الجزيرة العربيّة على ساحلها الشرقيّ، وضمن المنطقة الجنوبيّة الغربيّة للخليج العربيّ، ويقسمها الخور الذي يتوزّع مركز دبي التجاري على ضفتيه، ويُطلق على منطقة دبي الشماليّة مُسمّى ديرة، أمّا منطقتها الجنوبيّة تُعرف بمسمى بر دبي.
تربط مجموعة من الجسور بين المنطقتين من خلال الخور، ويشاركها نفق مشهور يُعرف باسم الشندغة، وتحتوي مناطق دبي على أسواق، ومساجد، ومبانٍ عامة، وفنادق، وأبراج مكتبيّة، ومدارس، ومصارف، ومستشفيات، وغيرها من المرافق الأخرى. تمتدّ دبي إلى جهة الشمال وصولاً لحدود إمارة الشارقة، أمّا في الجنوب والغرب تمتدّ بمُحاذاة الخليج العربي من خلال مَناطق أم سقيم، والسطوة، والجميرة.[٢]
تاريخ دبي
تشير المصادر التاريخيّة إلى أنّ نشأة دبي تعود إلى عام 3000 قبل الميلاد؛ إذ ظهرت العَديدُ من الأدلّة حول استيطان الإنسان لمَنطقة المدينة في بداية العصر البرونزي، وفي الفترة الزمنيّة بين القرنين الخامس والسابع للميلاد كانت منطقة الجميرا من المحطات الموجودة على طُرق القوافل التجاريّة، وشكّلت رابطاً بين سلطنة عُمان والعراق، واعتمد السكّان في ذلك الوقت على صيد الأسماك واللؤلؤ، وبناء السفن. ظهرت التأثيرات الأوروبيّة على دبي في القرن السادس عشر للميلاد، مع اهتمام البُرتغال في الطرق التجاريّة المَوجودة في منطقتها.[٣]
حكمت قبيلة بني ياس المَنطقة في عام 1793م؛ ممّا أدى إلى استقرار الحالة السياسيّة في إمارة أبو ظبي، ومن ثمّ أصبحت دبي تتبع لها، وفي عام 1820م حرصت بريطانيا على التفاوُض مع الحكّام المحليين؛ من أجل الوصول إلى مُعاهدة بحريّة أُطلق عليها مُسمّى الساحل المتصالح، وفي عام 1833م وصل الشيخ مكتوم إلى مدينة دبي وأعلن استقلالها عن أبو ظبي، وصارت مدينة دبي الميناء الأساسيّ لساحل الخليج العربيّ في عام 1870م، كما أصبحت مهنة صيد اللؤلؤ مهنةً رئيسيّةً أدت إلى ازدهار المدينة.[٣]
في مطلع القرن العشرين للميلاد ازدهرت التجارة في دبي، وأصبحت تمتلك أكبر الأسواق في منطقة شبه الجزيرة العربيّة، وفي ستينيات القرن العشرين الميلادي ازداد عدد المُقيمين في دبي، من المهاجرين الآسيويين تحديداً من باكستان والهند؛ ممّا أدّى إلى ازدهار سوق القماش، وتطوّر العلاقات التجاريّة مع شبه قارة الهند. اكتشف النفط في إمارة دبي في عام 1966م، ويُعدّ هذا الاكتشاف نقطة تحوّلٍ بارزةٍ في تاريخ الإمارة.[٣]
اتّحدت الإمارات معاً في دولة اتحاديّة واحدة في عام 1971م، وتطوّرت دبي بشكلٍ ملحوظ؛ إذ تمّ تأسيس مطار دبي الدوليّ، وفي عام 1979م شهدت دبي ازدهاراً في العديد من المجالات فتمّ إنشاء ميناء جبل علي، ومركز دبي التجاريّ العالميّ، وساهم ذلك في تَمهيد الطريق لإنشاء العديد من المشروعات الاستثماريّة لاحقاً، وفي عام 2002م تمّ تأسيس مَدينة دبي للإعلام، ومن ثمّ في عام 2003م ظهرت مجموعةٌ من المَشروعات الحديثة في إمارة دبي.[٣]
السكان في دبي
وفقاً لتقديرات مركز دبي للإحصاء وصل عدد سكّان الإمارة في الربع الأول من عام 2016م إلى 2,489,630 نسمة، ووصل عدد الأفراد من العاملين في الإمارة سواءً من المقيمين خارجها أو بشكل مؤقت إلى 1,110,000 نسمة.[٤]
يتكوّن المجتمع في دبي من السكّان الأصليين، والمغتربين والأجانب، وأغلبهم من المهاجرين من قارة آسيا تحديداً من باكستان، والهند، والفلبين، وبنغلاديش، وتعدُّ اللغة العربيّة هي اللغة الرسميّة في دبي، وأيضاً تنتشر مجموعة من اللغات الأخرى مثل: اللغة الإنجليزيّة، واللغة الهنديّة، واللغة البنغاليّة، واللغة الأرديّة، ويعدُّ الإسلام هو الدين الرسميّ في دبي.
تحتوي دبي على العديد من المساجد، أمّا السكان المغتربون فهم يَنتمون إلى ديانات مُتنوّعة مثل المسيحيّة، والهندوسيّة، والسيخيّة، ويسمح المجتمع الإسلاميّ في دبي لكافة الأفراد من غير المُسلمين في ممارسة عقائدهم الدينيّة.[٥]
الاقتصاد في دبي
يعدُّ الاقتصاد الحُر هو النظام الاقتصاديّ المطبق في دبي؛ ممّا ساهم في جذب العديد من الشركات والمستثمرين إلى قطاعها الاقتصاديّ، في ظلِّ تقليل التحكم الحكوميّ في النشاطات المرتبطة بالقطاع الخاص، كما لا توجد ضرائب مباشرة على عوائد عمل الشركات أو الدخل الفرديّ، ما عدا الضرائب المفروضة على بعض الشركات التي تعمل في مجال النفط، والفروع الخاصة في البنوك العالميّة، وأيضاً يُفرض ما يعادل 4% من الرسوم الجمركيّة مع وجود العديد من الإعفاءات على الجمارك، وأيضاً تحتوي إمارة دبي على ثلاث مَناطق تجاريّة حُرة، وسبع مناطق صناعيّة، ومطار رئيسيّ دوليّ، وشبكة من الاتصالات اللاسلكيّة، وغيرها من المجالات الاقتصاديّة الأخرى[٦]
المعالم الحضاريّة في دبي
تحتوي دبي على العَديد من المَعالم الحضاريّة المشهورة من أهمها:[٧]
- بيت الشيخ سعيد: هو من المَعالم الأثريّة ويقع على ضفاف الخور، ويُمثّل فترةً زمنيّةً مهمة من تاريخ دبي؛ إذ كان مقرّاً للحُكم في الفترة الزمنيّة الممتدّة بين 1896م إلى 1958م، وساهمت طبيعته المعماريّة وتصميمه الإنشائيّ في عكس صورة مميزة عن العمارة التقليديّة في دبي، ويصل طول المبنى إلى 51م بينما يصل عرضه إلى 48م.
- مسجد الجميرا: هو من أكبر وأجمل المَساجد الموجودة في دبي، ويُعدُّ مثالاً على فنّ العمارة الإسلاميّة، ويُشكّل مبنى المسجد مجموعةً من الحجارة باستخدام العمارة الفاطميّة.
- المتحف: هو من الأماكن المُهمّة في دبي، وكان في الماضي عبارة عن حصنٍ معروف بمُسمّى حصن الفهيدي، وتمّ تشييده من أجل حماية المَدينة من الغزو البريّ، ورُمّمَ الحصن في عام 1970م لاستِخدامه كمُتحف، ويحتوي الآن على العَديد من الأدوات المُستخدمة في الحياة اليوميّة في السابق قبل مَرحلة اكتشاف النفط، مثل المعدات الخاصة في تجارة اللؤلؤ، وأيضاً يحتوي على مجموعةٍ من المحتويات الأثريّة مثل الخزفيات، والنحاسيات، والفخاريات التي تعود إلى ما يُقارب 3000 أو 4000 سنة.
المراجع
- ↑ “الموقع الجغرافي والمناخ”، المكتب الإعلامي لحكومة دبي، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017. بتصرّف.
- ↑ “دبي”، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث “تاريخ دبي”، طيران الإمارات، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017. بتصرّف.
- ↑ أزاد عيشو (23-7-2016)، “5.6% نمواً في عدد سكان دبي”، صحيفة الإمارات اليوم، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017. بتصرّف.
- ↑ “Dubai population”, Maps of World, Retrieved 18-3-2017. Edited.
- ↑ “اقتصاد دبي”، حكومة دبي، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017. بتصرّف.
- ↑ “المواقع السياحية”، حكومة دبي، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017. بتصرّف.