الموت
جعل الله عز وجل الموت مكتوباً على جميع مخلوقاته، فكان يوم القيامة هو اليوم الذي تموت فيه جميع المخلوقات قبل أن تُبعث من جديد إلى الحساب، إلّا أنّ موت أي إنسان يعد بداية يوم القيامة بالنسبة له وبداية حسابه، فيبدأ حساب الإنسان على أعماله منذ اللحظة التي يدخل فيها إلى القبر، وهو ما يعرف بفتنة القبر.
سؤال الملكين للميّت
يبعث الله تعالى ملكين إلى الإنسان في القبر بمجرّد أن يدفن وينصرف عنه أهله كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويُقال للأول منهما مُنكر وللآخر نكير، فيسأل الملكان الميت ثلاثة أسئلة وهي من ربّك؟ وما دينك؟ وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ أي عن الرسول محمدٍ صلى الله عليه وسلم والذي بعث للثقلين من الإنس والجن.
العبد المؤمن عندما يأتيه الملكان ويسألانه يًجيب على الأول بربّي الله، والسؤال الثاني بديني الإسلام، والثالث بأنّه عبد الله ورسوله، وعندها يقول له الملكان ما يدريك؟ فيجيب قرأت كتاب الله تعالى فآمنت به وصدقته، وحينها ينادي منادٍ من السماء فيقول صدق عبدي، فيفتح له بابٌ من الجنة فيرى مقعده من الجنة، ويأتيه من روحها، ويتّسع عليه قبره سبعين ذراعاً.
وأمّا العبد الكافر فعندما يأتيه الملكان فيسألانه الأسئلة الثلاث فيجيب عليها بهاه هاه لا أدري، فيفتح عليه بابٌ من النار، فيأتيه من حرّها إلى أن يبعثه الله تعالى، ويضرب بمضارب من حديد فيصيح صيحةً يسمعها الجميع عدا الثقلين، كما أنّ القبر يضمّ عليه ضمةً تختلف منها أضلاعه.
كما أنّ العبد المؤمن بعد سؤال الملكين يأتيه رجلٌ حسن الوجه والثياب فيقول له من أنت فوجهك لا يأتي إلّا بخير؟ فيخبره أنّه عمله الصالح، فيدعو حينها الله أن يعجّل بقيام الساعة لما علمه من النعيم الذي سيلقاه في الجنة، وأمّا الكافر فيأتيه عمله السيء على شكل رجل قبيح الوجه والثياب نتن الرائحة فيبشّره بالنار وأنّ هذا ما كان يعده الله إياه، فيدعو حينها الله بألّا يقيم الساعة لما علمه من العذاب الذي ينتظره في نار جهنم.
وقد حثّ رسول الله على أن يستعيذ الإنسان من فتنة القبر، كما أخبر عليه الصلاة والسلام أنّ كل الناس والمؤمنين سيفتنون في قبورهم عدا الشهيد والمرابط على ثغور الإسلام، فقال عليه الصلاة والسلام:” رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان”.