عواصم

جديد ما هي عاصمة ليبيا

ليبيا

تُعرف ليبيا (بالإنجليزيّة: Libya) بأنّها دولة أفريقيّة تقع ضمن السّاحل الشماليّ لقارة أفريقيا، وتُعتبر رابع أكبر دولة في أفريقيا، يحدّها كلّ من البحر الأبيض المُتوسّط، ومصر، والسّودان، وتشاد، والنّيجر، والجزائر، وتونس.[١] تُقسم ليبيا تاريخيّاً إلى ثلاث مناطق، هي طرابلس في الجهة الشماليّة الغربيّة، وبرقة في الشّرق، وفزان في الجنوب الغربيّ، وتُعتبر مدينة بنغازي من أكبر المُدن في ليبيا.[٢]

عاصمة ليبيا

تُعتبر مدينة طرابلس (بالإنجليزيّة: Tripoli)، والتي يُطلق عليها أيضاً مُسمّى (طرابلس الغرب)، العاصمة الرسميّة والوطنيّة لليبيا، وكانت مدينة طرابلس معروفةً منذ العصور القديمة، وأُطلق عليها مُسمّى تريبوليس، أمّا تأسيسها يعود إلى عصر الفينيقيين عندما سيطروا على أجزاء من أراضي دول شمال أفريقيا، لكنّها تعرّضت للغزو أكثر من مرّة؛ إذ سيطر عليها كلّ من الرّومان والبيزنطيّين في الفترة التي احتلّوا فيها مدينتَي لبدة ومِصراته، وكانت طرابلس في تلك الفترة تشهد اهتماماً ملحوظاً ساهم في نقلها من مُجرّد مدينة عاديّة إلى مدينة مُهمّة، وعندما وصل العرب المسلمون إلى طرابلس ساهموا في تطوّرها بكافّة المجالات العامّة.[٣]

تُقسم مدينة طرابلس إلى مجموعة من المناطق والأحياء القديمة، كما تحتوي على العديد من الآثار التاريخيّة، منها القلعة الإسبانيّة التي تعود إلى القرن السّادس عشر للميلاد في الفترة التي كانت فيها المدينة تتبع للاحتلال الإسبانيّ، ويحتوي الحيّ القديم في طرابلس على قوس النّصر الرومانيّ، والعديد من المعالم العربيّة الإسلاميّة، وتحديداً المَساجد المُتنوّعة التي ساهمت في عكس الهويّة الدينيّة الخاصّة في مدينة طرابلس، وخصوصاً عندما أصبحت المدن المُحيطة بها ضمن حكم المُسلمين لمنطقة شمال أفريقيا.[٣]

التّاريخ

تُشير الدلائل التاريخيّة إلى أنّ أرض ليبيا كانت مأهولةً بالسُكّان منذ حوالي 30,000 ألف سنة، وعندما وصلت القبائل البربريّة إلى مناطق شمال أفريقيا استقرّ الكثير منهم في أرض مدينة طرابلس، والتي كان الرّومان قد أسّسوا فيها حضارةً مُهمّةً في ذلك الوقت، وأثناء حكمهم شَهدت ليبيا ازدهاراً كبيراً في العديد من المجالات، وقد حرص الرّومان على تعزيز الخطوط التجاريّة مع المناطق المُحيطة بهم.[٤]

في عام 647م وصلت الجيوش العربيّة المُسلمة إلى ليبيا، وتمّ ضمّها إلى الدّولة العباسيّة في عام 750م، وقد ساهم العباسيّون في تحقيق الاستقرار السياسيّ والاقتصاديّ في ليبيا، وفي القرن السّادس عشر للميلاد شهدت مركزيّة في إدارتها، وتطوّرت في أرضها العديد من الصّناعات المُتنوّعة، ممّا أدّى إلى ازدهار مُجتمعها. في عام 1500م وصلت القوّات العثمانيّة إلى ليبيا، وتمّ تقسيمها إلى ثلاث أقسام، هي تونس، وطرابلس، والجزائر.[٤]

في عام 1911م احتلّت القوّات الإيطاليّة الأراضيّ الليبيّة، واستمرّ هذا الاحتلال لمدّة 30 سنة، وفي عام 1951م أُعلن عن استقلال ليبيا، وأصبح اسمها المملكة الليبيّة، وفي عام 1969م انتهى الحُكم الملكيّ وأصبحت ليبيا جمهوريّةً، أمّا في عام 1977م تحوّلت إلى الجماهيريّة الليبيّة الشعبيّة الاشتراكيّة العُظمى، وفي عام 2011م قامت ثورة في ليبيا أدّت إلى عودتها مُجدّداً لتصبح جمهوريّةً.[٥]

التّضاريس الجغرافيّة

تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لليبيا إلى 1,757,000 كم²، وتغطي الأراضيّ الصحراويّة مساحة 95% من مساحة ليبيا، ويُطلَق على هذه الأراضي مُسمّى الصّحراء الكبرى، كما تحتوي على مجموعة من الواحات المائيّة التي تُشكّل جزءاً من المُسطّحات المائيّة المُحيطة بها، كما تُعتبر منطقة السّاحل البحريّ للبحر المُتوسّط من المناطق التي تُشكّل ازدهاراً زراعيّاً وعمرانيّاً، وتُغطّي الرّمال العديد من الأراضي الداخليّة في ليبيا.[٦]

تتميّز الأراضي الليبيّة بأنّها مُرتفعة تدريجيّاً، والتي تبدأ من جهة الشّمال وتنتهي في جهة الجنوب حتى الوصول إلى أعلى قمّة في ليبيا المُسمّاة بقمّة بيتي، يصل ارتفاعها إلى 2,286 متر فوق سطح البحر، أمّا موقعها فهو مُرتبط مع المنطقة الجنوبيّة الشرقيّة الليبيّة.[٦]

المناخ

يُعتبر المناخ الخاص في ليبيا مُتبايناً من حيث درجات الحرارة؛ وخصوصاً عند ارتفاع وانخفاض الحرارة في المناطق الليبيّة المُختلفة؛ إذ يصل مُتوسّط درجات الحرارة عموماً وفقاً لمُعدّلها العام إلى 38 درجةً مئويّةً، أمّا ليلاً تُصبح حالةُ الطّقس أكثرَ برودة، وتصل درجات الحرارة تقريباً إلى 10 درجاتٍ مئويّة. أمّا مُعدّل الأمطار سنويّاً يصل إلى 5 سم، ويعيش غالبيّة السُكّان في المناطق الساحليّة؛ لأنّها تتميّز بأراضيها المُناسبة للزّراعة.[٦]

التّركيبة السُكانيّة

يصل العدد التقديريّ لسُكّان ليبيا إلى 6,541,948 نسمةً، ويُشكّل السُكّان من أصول عربيّة وبربريّة نسبة 97%، أمّا النّسبة المُتبقّية 3% فهي مُوزّعة على المُهاجرين من الأعراق المُختلفة، مثل اليونانيّين، والمصريّين، والإيطاليّين، والتونسيّين وغيرهم. تُعتبر اللّغة العربيّة هي اللّغة الرسميّة في ليبيا، كما تُستخدَم مجموعة من اللّغات الأخرى، هي اللّغة الإيطاليّة، واللّغة الإنجليزيّة، ويُستخدَم بعض السُكّان من أصول بربريّة اللّغات التقليديّة الخاصّة بهم.[٧] يُحافظ القانون الليبيّ على تطبيق مجموعة من التّشريعات القانونيّة التي تُساهم في تعزيز حقوق الإنسان من خلال توفير الحقوق الاجتماعيّة للمواطنين والمُوظّفين، والتي تشمل الحصول على الرّعاية الطبيّة، وتخصيص مبالغَ ماليّةٍ بدلاً عن التّقاعد، والمرض، والوفاة، والعجز عن العمل.[١]

الاقتصاد

يَعتمد قطاع الاقتصاد في ليبيا على التّجارة الخارجيّة بشكل كبير، وخصوصاً على تصدير الغاز والنّفط، وفي عام 2015م شهد القطاع الاقتصاديّ في ليبيا تراجعاً ملحوظاً بسبب الحرب الأهليّة التي أثّرت على الاقتصاد الليبيّ، ممّا أدّى إلى انخفاض الإنتاج النفطيّ، كما تأثّر النّاتج الإجماليّ المحليّ بسبب مُواصلة المصرف المركزيّ في ليبيا صرف النّقود، ونتج عن ذلك الإصابة بعجز ماليّ بنسبة 49%، أمّا النّاتج المحليّ الإجمالي التقديريّ لسنة 2015م وصل إلى 38,3 مليار دولار.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب “Libya”, Encyclopedia.com, Retrieved 23-12-2016. Edited.
  2. Gary Fowler, L. Carl Brown, Mukhtar Mustafa Buru, and others (25-10-2016), “Libya”، britannica, Retrieved 23-12-2016. Edited.
  3. ^ أ ب The Editors of Encyclopædia Britannica (30-11-2016), “Tripoli”، britannica, Retrieved 23-12-2016. Edited.
  4. ^ أ ب “Libya”, worldatlas, Retrieved 23-12-2016. Edited.
  5. “Libya”, worldatlas, Retrieved 23-12-2016. Edited.
  6. ^ أ ب ت الموسوعة العربية العالمية (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 252، 254، جزء 21. بتصرّف.
  7. ^ أ ب “LIBYA”, The World Factbook — Central Intelligence Agency, Retrieved 24-12-2016. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى