محتويات
الجرب
الجرب عبارة عن مرض يسبّب ظهورَ حكّة شديدة، وتسبب هذه الحكة طفيليّاتٍ عثيّةً تسمّى بالقارمة الجرَبيَّة، وهي إحدى المفصليّات من نوع الحلم، وتعيشُ داخلَ جحور في الطبقة العلويّة للجلد، فتقوم خلايا المناعة بمهاجمتها، ممّا يؤدّي إلى ظهور طفح جلديّ شديد الحكّة.[١] ويظهر هذا الجرب عند مختلفِ الأشخاص في جميع الأعمار، وقد يعتقدُ الكثير من النّاس أنّ الجرب يصيب الأشخاص الذي لا يحافظون على نظافتهم الشخصيّة، غيرَ أنّ الأشخاص النظيفين معرّضون أيضاً للإصابة بالجرب.
أعراض الجرب
إنّ أعراض مرض الجرب واضحة ومميّزة، ومن السهل على المريض تحديدُها وإخبارُ الطّبيب بها:[٢]
- الحكّة، وهو العرض الرئيسيّ والمميّز لهذا المرض، ويتميّز مرض الجرب بوجود حبوب صغيرة ذات لون أحمر وتكونُ ملتهبة، وعندما تتواجدُ على جلد الشّخص المصاب فإنّها تُشعره برغبته في الحكّ الشّديد، وتنتشر هذه الحبوب في أغلب جسم الشّخص المصاب بها، وتكثر بشكلٍ خاصّ حول السرّة، وبين أصابعِ اليد، وعادةً ما تزيدُ الحكّة في وقت المساء، وتظهرُ هذه الحكّة الناجمة عن الإصابة بالجرب عند الأطفال وكبار السن بشكلٍ أكثر حدة، وتظهرُ على الأطفال المصابين آثارٌ جانبيّة حادّة، وتكونُ على سطح الجلد، وإذا كان الشخص مصاباً بالمرض للمرّة الأولى، تظهر عليه الأعراض في الغالب بعد أيام قليلة من الإصابة.
- جحور: وهي الأماكن التي تستقرّ فيها العثّة، وتظهر على شكل خطوط غامقة على الجلد بطول 2-10 ملم، وتتواجدُ عادةً في مناطق الجلد الزائد، مثل جلد ما بين الأصابع وباطن المرفق والرّسغ، وعادةً ما يتم ملاحظتُها بعد بدْء الحكّة.
- طفح جلديّ: يظهر عادةً بعد بدْء الحكّة بقليل، ويكون على شكل بقع منتفخة حمراء الّلون، ويظهرُ الطّفح الجلديّ في أيّ جزء في جسم الإنسان، ويكون أكثر وضوحاً في باطن الفخذ، وعلى البطن، وأسفل المؤخّرة، وشكلُه متماثلٌ عندَ جميع المرضى مع وجود بعض الاستثناءات النّادرة.
- الخدوش: تنتج بسبب الحكّة الشديدة آثار سطحيّة في الجلد، ومن الممكن أن تُصابَ هذه الخدوش بالتهابات بكتيريّة تزيد الوضعَ سوءاً، حيث تؤدّي إلى احمرار الجلد وسخونته، ويسبّب الألم.
- ومن الممكن أنْ يزيدَ مرض الجرب من أعراض الأمراض الجلديّة الأخرى، إذا كانت متواجدة على جلد المريض مسبقاً.
كيفيّة حدوث الجرب
يحدث مرض الجرب بدايةً بانتقال طفيْل صغير إلى جسم شخص ما، بواسطة تعرّضه لعدوى من شخص مصاب بالجرب، ولا يُرى هذا الطفيل بالعين المجرّدة، ويقول أغلب الأطباء إنّ مثل هذا الطفيل ينتمي إلى الفصيلة العنكبوتيّة، ويطلق عليه “الأكاروس”.
تتراوح فترة الحضانة لهذا الطفيْل ما بين 14 إلى 21 يوماً، ثم يتقابل النوع الثاني من هذا الطفيل (ذكر أو أنثى) مع الأول على سطح الجلد، ويحدث التزاوج بينهما، وتقومُ الأنثى بعدها بقتل الذّكر دونَ أيّ أسباب علميّة معروفة، وتبدأ بعد ذلك الأنثى الملقّحة ببناء بيتها من خلال حفر الأخاديد في جلد الشخص، وبطول 2 ملم على سطح الجلد القرنيّ، لتقوم بوضع بيضها البالغ 200 بيضة، حيث يفقس هذا البيض لتخرج هذه الطفيليّات، وتترك العشّ وتنمو خارجَه إلى أن تصل مرحلة البلوغ، وذلك في بضعةِ أيّام قليلة، ثم تقومُ هذه الطفيلات بالتزاوج من بعضها، وتبني البيوت الخاصة بها على جلد الشخص.
تنتشرُ الطّفيلات وتتتكاثر في جسم الشخص المصاب بالجرب بهذه الطّريقة، لهذا يجب على الشخص المصاب بالحكّة الشديدة مراجعة الطبيب فوراً دون إهمالِ الحالة؛ حيث لا يختفي هذا المرض من تلقاء نفسه، بل يجب استعمال العلاج الذي يوصفه الطبيب، وقد ثبت علميّاً أن الطفيل المُسبّب لمرض الجرب، لا يمكن أن يعيشَ خارج الإنسان أو العوائل الأخرى لمدة تزيد عن 72 ساعة.[٣]
العوامل التي تؤدي للإصابة بالجرب
طفيلات الجرب تصيب البشر وغير البشر، مثل القطط، والكلاب، والأرانب، والجِمال، وغيرها من الحيوانات، حيث تنتقل هذه الطفيْلات من المريض إلى الشخص السّليم من خلال الالتصاق أو المباشرة، كالمعاشرة الجنسيّة أو المصافحة، وقد ينتشر المرض كذلك عندَ استعمال أو تشارك أدوات وأغراض الشخص المصاب مع شخص آخر، مثل: المنشفة، والأغطية، والملابس، وغيرها من الأغراض، كما ينتشر الجرب في أماكنِ التجمّعات العامة مثل: المدارس، والأسواق وغيرها من الأماكن المزدحمة، فالاقتراب والتّواصل الحميم يعتبر طريقة جيّدة للعدوى، وانتقال هذه الطفيْلات إلى الغير.
كما ذكر في أول هذا المقال، عندما يصاب فردٌ من أفراد العائلة بالجرب، قد ينقل الشخص المصاب -في فترةِ إصابتِه- المرضَ إلى شخص آخر في العائلة، وذلك قبل ظهور أعراض المرض عند الشخص النّاقل له.[٤]
تشخيص الجرب
يستطيعُ الطّبيب أن يشخّص الإصابة بالجرب عن طريق قيامه بفحص العلامات والأعراض التي تظهر على المريض، ومن الطبيعيّ أن يكون الشّخص الذي يكشف عليه الطبيب قد تعرض للجرب عن طريق ملامسة شخص آخر مصاب به بشكلٍ مباشر، ويعاني من الأعراض نفسها التي يعاني منها هذا الشخص.
يقومُ الطّبيب في هذه الحالة بتشخيص المريض المصاب، عن طريق البحث عن العلامات التي تدلّ على تواجد الطفيْلات، وذلك بأخذ خذعة -عيّنة من أنسجة الجسم- من جلد الشّخص المصاب، حيث يقوم الطبيب بحكّ هذه العينة المصابة بشكلٍ لطيف، وبعد ذلك يفحصها تحت المجهر. أخْذُ مثل هذه العيّنات لا تسبّب أيَّ ألمٍ للمريض.[٢]
علاج الجرب
يجبُ معالجة مرض الجرب؛ وعلاج كلّ مَن هم على اتّصال مباشر مع المريض.[١]
- ويعالج الجرب عن طريق مراهم ومستحلبات ملائمة يقوم الطبيب بوصفِها للشخص المصاب، مثل:
- 5٪ كريم البيرميثرين: هذا هو العلاج الأكثر شيوعاً لمرض الجرب، فهو آمن للأطفال الذينَ لا تزيدُ أعمارهم عن العمر 1 شهر، والنساء الحوامل.
- 25٪ محلول بنزوات البنزيل.
- 10٪ مرهم الكبريت.
- 10٪ كريم كروتاميتون.
- 1٪محلول يندين.
- لعلاج العلامات والأعراض الأخرى المصاحبة للجرب، يحتاج بعض المرضى إلى علاجات أخرى أيْضاً، فقد يصفُ الطّبيب للحالة بعض ما يلي:
- مضادّات الهيستامين: للسّيطرة على الحكّة، ومساعدة المريض على النّوم.
- غسول براموكسين: للسّيطرة على الحكة.
- المضادّات الحيويّة: للقضاء على التهابات الجلد.
- كريم الستيرويد: لتخفيف الاحمرار، والتورّم، والحكة.
- قد يستلتزم تناول المريض لعقاقير معيّنة؛ وذلك إذا كانت حالته مزمنة وتتطلّب ذلك، وإذا كان المرض منتشراً في جميع أجزاء جسمه، حيث يصفُ الطّبيب الإفيرمكتين الذي يتناولُها المريض عبر الفم، لكنّ بعض هذه العقاقير تُمنع عن كبار السنّ، والأطفال، والسيّدات الحوامل، وكذلك المرضعات، فيجب عليهم أن يتجنبوها، وذلك لتجنب أيّ الآثار الجانبيّة الحادّة، والتي قد تضرّ بالصحة، لذا يجب الالتزام بنصائح وإرشادات الطبيب.
- قد تستمرّ الحكّة لعدّة أسابيع حتّى بعد أن تتمّ معالجة الجرب، فيحتاج الجسم هذه المدّة الزمنية حتى يتغلب على الآثار أو ردّات الفعل الحساسّة التي تقوم بفعلها الطفيْلات المسبّبة لمرض الجرب، لكنْ إذا استمرّت هذه الحكّة لأكثر من أربعة أسابيع، فيحتاج الشخص المصاب إلى فترة علاجيّة أخرى للتخلّص من هذه الطفيْلات.
الوقاية من الجرب
يجب الانتباه وأخذ بعين الاعتبار بعض هذه النصائح والإرشادات لتجنّب المرض، والحدّ استمراريته، ومنها:[١][٤]
- يجب أن يحرصَ الشّخص على غسل ملابسه، كالمناشف والأغطية المختلفة، وخاصّة للأشخاص الذين تمّت معالجتهم.
- ويجب على الأشخاص تجنّب ملامسة الأشخاص الذين يعانون من مرض الجرب، وكذلك تجنّب العبث بالأغراض والأدوات الشخصيّة للمريض، وذلك من أجل وقاية نفسه من الجرب.
- وعلى الشخص المصاب بالجرب أن يأخذَ كافّة احتياطاته، حتى لاينتقل المرض إلى أشخاص آخرين.
- غسل جميع الملابس وتنظيفها بشكل مناسب، وعلى درجات حرارة عالية، وبموادَّ معقّمة تقضي على هذه العثّة.
- التأكّد من استحمام جيّداً قبل استخدام الأدوية.
- تعقيم جميع أرجاء المنزل لكي لا تنتقل العدوى للآخرين.
توضّح بعض البحوث طبيعةَ هذا المرض وتأثيره على الشخص المصاب، وأنّ أهمّ ما تمّ بحثه وملاحظته على هذا المرض الآتي:
- تقومُ هذه الطفيْلات الصّغيرة جداً بحفر الجلد الأعلى للشخص؛ وذلك لوضع بيضها.
- تشبه هذه الحفرُ الأخاديدَ التي تأخذ الشكل المتموّج، وتكون قصيرة ومحمرّة، وتتواجد بشكل خاصّ حول الأصابع والأرسغ.
- وإذا تعرض الأطفال لهذا المرض، فقد يتحوّل إلى طفح جلدي يعمّ كلّ الجسم.
- قد يؤثّر الجرب على مناطق حسّاسة عند الشخص المصاب، مثل: مناطق الصدر، وحول العينيْن، والمناطق التناسليّة، وحول السرّة.
فيديو عن الجرب
للتعرف على المزيد من المعلومات حول الجرب أو الحكاك شاهد الفيديو.