أسباب الجرب
يُعدّ الجرب أو حكّة السّبع سنوات (بالإنجليزية: Scabies) من الأمراض الجلدية المُسببة للحكة، وهو ناجم عن التعرض لأحد أنواع العث الذي يُعرف علميًا باسم القارِمَة الجَرَبية أَو سُوس الحكة (الاسم العلمي: Sarcoptes scabiei)،[١] ويعتقد أن الحكة الشديدة المرتبطة به ناتجة عن تفاعل الجهاز المناعي مع العث، ولعابه، وبيضه، وبرازه، وتبدأ دورة حياة هذا العث بالتصاق أُنثاه بجلد الشخص المعني، ثم سرعان ما تُحدث فيه ثقباً، وبعد ذلك تبدأ رحلة بحث ذكر سوس الحكة عن الأنثى، وفور حدوث الالتقاء تضع الأنثى البيوض في حين يموت الذكر، وعادةً ما تحتاج البيوض فترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام حتى تفقس، وإنّ البيوض الذكور تتوجه نحو سطح الجلد لتبدأ بالنضج حتى تصِل مرحلة البلوغ خلال عشرة إلى خمسة عشر يوماً، بينما تتوجه الإناث الصغار بعد خروجها من البيوض إلى طبقات الجلد حيث تتخذ ملجئاً فيها لتعود دورة حياة سوس الحكة بالبدء من جديد، وممّا يجدر بيانه أنّ سوس الحكة لا يُمكن التخلص منه بغسله بالماء حتى الساخن منه، ولا باستعمال الصابون أو بكشط الجلد، لذلك لا بُدّ من الالتزام بالعلاج الذي يصِفه الطبيب المُختصّ تجنّباً لاستمرار تكاثر سوس الحكة، فبدون العلاج الملائم يتكاثر هذا النوع من العث إلى ما لا نهاية.[٢]
ويجدر الإشارة إلى سرعة تطوّر العدوى بهذا المرض، ويُعزى ذلك إلى أنّ المصاب لا يُدرك إصابته بالجَرَب إلا بعد مرور ما يُقارب أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على وقت التعرض للعدوى، وأمّا بالنسبة لطرق انتقاله فتحدث عن طريق التلامس المباشر مع المصاب لفترة طويلة من الزمن، ويجدر التنويه إلى أنّ العدوى لا تحدث حين مصافحة المصاب أو ضمّه دون إطالة، وإنّما يتطلب الأمر ملامسة جسم المصاب لفترة طويلة من الزمن؛ كالاحتكاك به كثيراً، وقد تنتقل العدوى بين الأزواج عند ممارسة العلاقة الزوجية، كما يمكن أن ينتقل المرض في حال مشاركة الثياب وأغطية السرير وغير ذلك من أدوات المصاب الشخصية، إذ يمكن لسوس الحكة العيش خارج جسم الإنسان لفترة تتراوح ما بين 24-36 ساعة، ولكن يُعتبر حدوث العدوى بهذه الطريقة أمرًا نادراً.[٢]
الوقاية من الجرب
إنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها الوقاية من الجرب هي تجنب الاتصال المباشر والمُطوّل مع المصابين به، بالإضافة إلى تجنب الملابس والأغطية التي يستخدمونها، وأمّا في حال وجود مصاب بالجرب في البيت ذاته فيجدر عندها طلب الرعاية الطبية الفورية والحرص على علاج باقي أفراد المنزل تجنباً للإصابة بالعدوى، مع الحرص على اتباع بعض التعليمات كما يأتي:[٣]
- غسل الملابس والأغطية والفراش الخاص بالمصاب وغير ذلك من الأشياء التي استخدمها المصاب خلال الثلاثة أيام التي تسبق البدء بالعلاج، ويجدر التنبيه إلى ضرورة استخدام الماء الساخن والصابون لغسل هذه الأشياء، مع تجفيفها تحت حرارة عالية.
- جمع الأشياء التي لا يمكن غسلها كالمفروشات والحيوانات المحشوّة وغير ذلك في صندوق بلاستيكي كبير والحرص على إغلاقه بإحكام لمدة اثنتين وسبعين ساعة، فهذا يساعد على قتل سوس الحكة المُسبب للجرب.
- الحرص على استخدام المكنسة الكهربائية لتنظيف غرف المنزل جميعها، وبعد الانتهاء من ذلك يجدر التخلص من الكيس الخاص بالمكنسة الكهربائية.
- الحرص على التأكد من سلامة الشريك من مرض الجرب قبل ممارسة العلاقة الزوجية.
التعافي من الجرب
في الحقيقة عادة ما يمكن التخلص من سوس الحكة المُسبب للجرب بسرعة من خلال استخدام العلاج الصحيح الموصوف من قبل الطبيب المختص، وعليه يمكن للأطفال والبالغين المصابين بالمرض العودة إلى مدارسهم وأماكن عملهم بعد مرور أربع وعشرين ساعة على أخذ العلاج الأولي، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ الحكة قد تستمر لأسابيع عديدة حتى بعد الشفاء من المرض، وقد تصل هذه المدة إلى ما يُقارب أربعة أسابيع بعد الانتهاء من العلاج.[٤]