تعريفات إسلامية

ما هو كتاب الزبور

صورة مقال ما هو كتاب الزبور

ما هو كتاب الزّبور

تعريف كتاب الزّبور

يُعرّف الزّبور في اللُّغة بأنّه الكتاب المزبور؛ أي الكتاب المكتوب، وجمعهُ هو: زُبُر، وكُلّ كتابٍ يُسمّى زبور، ومنه قول الله -سبحانه وتعالى-: (وكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ)،[١] أي مكتوبٌ ومُسجّلٌ من قِبل الملائكة، وفي الاصطلاح فمعنى زبور يُطلقُ على الكِتاب الذي أُنزل على نبي الله داود -عليه الصلاة والسلام-، لِقولهِ -تعالى-: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)[٢][٣] وهو كتاب يجب الإيمانُ به، وليس ما دخل عليه التّحريف أو التّبديل من اليهود فيما بعد،[٤] وفي قراءةٍ حمزة جاءت: “زُبُوراً”، فيُقال: بئرٌ مزبورة؛ أي مطويّةٍ بالحجارة، والكِتاب يُسمى بالزبور؛ لقوة التوثيق به.[٥]

مضمون كتاب الزّبور

يحتوي كتاب الزّبور على الدُّعاء، والتّحميد، والتّمجيد، وليس فيه أحكامٌ؛ كالحلال أو الحرام، أو الفرائض، أو الحُدود،[٦] ويحتوي الزّبور على مئةٍ وخمسين سورة، وكلّها مواعظ وثناء،[٧] وجاء في القُرآن الكريم أن الله -تعالى- ذكر بعض ما جاء في كتاب الزّبور؛ ومنه أنّ الأرض لله -تعالى- يُورثها لعباده الصالحين، لِقولهِ -تعالى-: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)،[٨][٩] وكان أكثر ما ورد في الزّبور: الثّناء على الله -تعالى-، بالإضافة إلى الأذكار والدّعوات.[١٠]

أهمية الإيمان بالكتب السماويّة

إنّ للإيمان بالكُتب السماويّة أهميّة عظيمة، وفيما يأتي بيان عدد منها:[١١][١٢]

  • الإيمانُ بالكتب السماوية ركنٌ من أركان الإيمان، وهو الرُكنُ الثالثُ منها، ولا يتمّ إيمانُ الإنسان إلا بها، لِقولهِ -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)،[١٣] وكلمة كُتبه يدخُل بها: جميعُ الكُتب السماويّة السابقة، ولا يجوز إنكارها، لِقولهِ -تعالى-: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً).[١٤][١٥]
  • الإيمانُ بالكتب السماوية إيمانٌ بالقُرآن، وكذلك إيمانٌ بالله -تعالى-، حيث أخبر -سبحانه- أنّ كُل أمّةٍ كان فيها رسول، لِقولهِ -تعالى-: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)،[١٦] كما أن القُرآن مُشتملٌ على ما في الكُتب السابقة، ومُهيمناً عليها، وسليمٌ من التحريف أو التبديل.
  • الإيمانُ بالكتب السماوية يُنمّي عند المُسلم الشُعور بوحدة البشريّة، ووحدة دينها، ورُسلها، ومصدرها، وأنها ميراث العقائد السماويّة والنُبوّات من بداية البشرية، وتُبعدهُ عن التعصّب الذّميم ضد الديانات.
  • الإيمانُ بالكتب السماوية يؤكّد عند الإنسان وحدة الرّسالات الإلهية، وأن الإسلام جامعٌ لها.

المراجع

  1. سورة القمر، آية: 52.
  2. سورة النساء، آية: 163.
  3. علي محمد الصلابي، الإيمان بالقُرآن الكريم والكُتب السماوية، صفحة 119. بتصرّف.
  4. الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، أركان الإيمان، السعودية: الجامعة الإسلامية، صفحة 34. بتصرّف.
  5. شمس الدين القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 17، جزء 6. بتصرّف.
  6. محمد بن جرير الآملي، أبو جعفر الطبري (2000)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 470، جزء 17. بتصرّف.
  7. محمد بن محمد أبو شُهبة (2003)، المدخل لدراسة القرآن الكريم (الطبعة الثانية)، القاهرة: مكتبة السنة، صفحة 319، جزء 1. بتصرّف.
  8. سورة الأنبياء، آية: 105.
  9. عمر سليمان الأشقر، أشراط الساعة في الكتب السماوية السابقة في ضوء الكتاب والسُنة، صفحة 163. بتصرّف.
  10. عبد الله القصير (2003)، بيان أركان الإيمان (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 37. بتصرّف.
  11. علي محمد الصلابي، الإيمان بالقُرآن الكريم والكُتب السماوية، صفحة 123-124. بتصرّف.
  12. أحمد بن محمد النجار (1435هـ)، أسئلة مهمة مُتعلقةٌ بالشرك الأصغر والجواب عنها، السعودية: دار النصيحة، صفحة 1175-1176. بتصرّف.
  13. سورة البقرة، آية: 285.
  14. سورة النساء، آية: 136.
  15. مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي السّقاف (1433هـ)، الموسوعة العقدية، السعودية: الدرر السنية dorar.net، صفحة 331، جزء 3. بتصرّف.
  16. سورة فاطر، آية: 24.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى