محتويات
'); }
فصل الصّيف
تنقسم السّنة إلى أربعة فصول في أغلب مناطق العالم، وهذه الفصول هي فصل الرّبيع، وفصل الصّيف، وفصل الخريف، وفصل الشّتاء، ولكن هذا التّقسيم كان مُختلِفاً عند العرب قديماً؛ فالفصول عندهم كانت أربعة، لكن أسمائها كانت مختلفة؛ فصل الربيع الأول أو الشّتاء، وفصل الصّيف أو الرّبيع الثّاني، وفصل القَيْظ، وفصل الشتاء، ولكل فصلٍ من هذه الفصول ثلاثة شهور من السّنة.[١] والقَيْظ هو شدّة الحر، ولذلك كان العرب يُسمّون أحد الفصول بهذا الاسم، حيث يكون هذا الفصل في الشّهور شديدة الحر، ويُقال إنّ اسم (الصّيف) كان يُطلَق آنذاك على الرّبيع، حيث اختصَّت لفظة القيظ بما يُسمى الصّيف في اللّغة الحديثة، حيث إنّ فصل الصيف عند العرب القدماء هو بمثابة فصل الرّبيع في هذا الزّمن.[٢]
تقاربت أوقات الفصول لدى قدماء العرب مع الفصول الآن؛ فقد كانت بداية الخريف لديهم في الثّالث من شهر سبتمبر (أيلول)، والشّتاء في الثّالث من ديسمبر (كانون الأول)، والصّيف في الخامس من مارس (آذار)، والقيظ في الرّابع من يونيو (حزيران). وكان فصلُ الخريف يُعبّر عن الأمطار التي تهطل في نهاية حرارة القيظ، إلا أنَّ عُلماء اللّغة يختلفون قليلاً في مُسمَّيات الفصول العربيّة وأوقاتها،[١] لكن هذا المفهوم اختلف الآن، وفصل الصّيف يدلّ في الوقت الحاضر على الحرارة الشّديدة ونضرة النّباتات والأشجار، وكذلك نهاية الرّبيع المُتقلِّب والشّتاء البارد.[٣]
'); }
متى يحدث فصل الصّيف
إنّ فصل الصّيف هو أشدُّ الفصول حرارةً، وأشدّها قساوةً وجفافاً، ويكون بين فصلَي الرّبيع والخريف. يبدأ فصل الصّيف -فلكيّاً- عند وقوع الانقلاب الصيفيّ، ويحدث هذا في النّصف الشماليّ من الكرة الأرضيّة مع نهاية يوم 21 أو 22 من شهر يونيو (حزيران)، وينتهي مع 22 أو 23 من شهر سبتمبر (أيلول)، أمّا بالنّسبة للدّول الواقعة في النّصف الجنوبيّ للكرة الأرضيّة فإنّ أوقات الفصول كُلّها معكوسة؛ حيث يبدأ الصّيف فيها من النّاحية الفلكيّة في 22 أو 23 من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وينتهي مع 20 أو 21 من شهر مارس (آذار). ولذا عندما يكون الفصلُ في شمال الأرض صيفاً يكونُ في جنوبها شتاءً، والعكسُ صحيح كذلك.[٤]
سببُ حدوث الفصول الأربعة يمكنُ في حقيقة أنَّ محور دوران الأرض مائلٌ 23.5 درجة، والاعتدال الربيعيّ (فضلاً عن الاعتدالات والانقلاب الأخرى) هي مُجرّد النّتائج التي تترتَّبُ على هذا الميلان، والطّريقة التي تُؤثِّر بها على مناخ الأرض، حيث إنَّ العامل الأساسيّ في حدوث الفصول هو زاوية سُقوط أشعة الشّمس على سطح الأرض التي تتغيَّر مع دوران الأرض حول الشّمس بحيث يحدث الانقلاب والاعتدال. يقعُ الانقلاب عندما تكون أشعّة الشّمس ساقطةً بزاوية عموديّة على أحد مدارَي الأرض الأساسيَّين، وهُما مدار السّرطان (دائرة عرض 23.5 شمالاً) ومدار الجدي (23.5 جنوباً). عندما يحدثُ الانقلاب الصيفيّ تكونُ أشعّة الشّمس عموديةً على أحد نصفَي الأرض فيحدث الصّيف هناك، بينما تكونُ مائلةً على الآخر فيكون الشّتاء، ولذلك تتفاوتُ درجات الحرارة بشكلٍ كبير بين أنحاء الأرض.[٥]
سِمات فصل الصّيف
طول النّهار
يمتاز فصل الصّيف بطول النّهار وقِصَر اللّيل، وهذا يحدث بسبب ميلان الأرض ودورة الفصول أيضاً، حيث تُشرق الشّمس فوق خط الاستواء لساعات أطول عندما يكون الفصل صيفاً في نصف الأرض الشماليّ، والعكس بالنّسبة للنّصف الجنوبيّ. يوم الانقلاب الصيفيّ يكون اليوم ذي النّهار الأطول في السّنة كلّها، وهو 21 يوليو في نصف الأرض الشماليّ، وخلال هذا اليوم تتلقّى الدّائرة القطبيّة الشماليّة (66 درجةً شمالاً) وكلّ المناطق الواقعة بينها وبين القطب ضوءَ الشّمس لمدّة يوم كامل، أو أربع وعشرين ساعة؛ فما يُميّز الدّائرة القطبيّة عن غيرها هي أنّها دائرة العرض التي تُشرق الشّمس فيها أو تغرب لأربع وعشرين ساعةً مرّةً واحدةً على الأقل خلال السّنة. كما أنّ دائرة العرض 90 شمالاً أو جنوباً تتلقّى ضوء الشّمس لستّة شهور مُتواصلة خلال الصّيف؛ حيث تكون الشّمس في هذا الفصل بأعلى نُقطة لها في السّماء، وتهبط تدريجيّاً بعد ذلك.[٦]
الحرارة والبيئة
بالإضافة لطول النّهار، يمتازُ الصّيف بشدّة الحرارة في بعض المناطق واعتدالها في مناطق أخرى، وفي ظلّ هذا النّهار الطّويل والحر الشّديد أو المُتوسّط يتقصّد بعض النّاس الهروب من هذا الحر باللّجوء إلى المناطق الجبليّة أو الريفيّة أو الساحليّة. وإجمالاً، يُعتَبر الصّيف أكثر فصول السّنة حرارة، وتتفاوتُ حرارته بحسب دائرة العرض على الأرض؛ فالمناطق القريبة من خط الاستواء لا تختلفُ حرارتها كثيراً في الصّيف عن باقي فُصول السّنة، ولكنّها تكون دائماً دافئةً، ومع الابتعاد نحو القطبين تنخفض درجات الحرارة باستمرار لتلقّي تلك المناطق كميّات أقل من أشعّة الشّمس.[٧]
يكون فصل الصّيف جافّاً إجمالاً؛ إذ قد يتدنّى المخزون المائيّ لبعض المناطق بدرجة خطيرة، وقد يتناقصُ هطول الأمطار وتهب موجات ساخنة ترتفعُ بسببها درجات الحرارة بشكلٍ شديد. قد تحدث المَجاعات بسبب هذه الظاهرة، وقد يكون لها تأثير كارثيّ على الإنسان والحيوانات التي تعيشُ في البيئة. من جهة أخرى، تمرّ بعض المناطق الاستوائيّة بفترات من الرّطوبة في الصّيف؛ حيث يزدادُ هطول الأمطار لترتفع في المُتوسّط لأكثر من ستين ملليمتراً في الشّهر الواحد، ولذا قد يكون الصّيف فصلاً مُناسباً لازدهار الزّراعة.[٧]
الثّمار
تنمو في فصل الصّيف العديد من الفواكه الطّيبة التي ينصح بالإكثار من تناولها؛ لأنّها تُرطّب الجسم، وتمدّه بالفيتامينات والعناصر الغذائيّة المُهمّة له، منها العنب، والبطّيخ، والمانجا، والدرّاق، والخوخ، والفراولة، والليمون الأخضر، فهذه الفواكه تتطلّب درجة حرارة عالية لنضوجها، لذلك تتواجد دائماً في فصل الصّيف.[٨]
المراجع
- ^ أ ب “المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام”، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2016.
- ↑ “فصل القيظ”، صحيفة الشرق، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2016.
- ↑ سلمى بدوي، “إنه فصل الصيف”، Google Books، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2016.
- ↑ “Summer | Season”, Encyclopedia Britannica, Retrieved 21-12-2016.
- ↑ “The Seasons, the Equinox, and the Solstices”, National Weather Service, Retrieved 14-12-2016.
- ↑ “The Equinox and Solstice”, Met Office, Retrieved 14-12-2016.
- ^ أ ب Nola Taylor Redd, “Summer: The Warmest Season”، Live Science, Retrieved 21-12-2016.
- ↑ “Summer Fruits- June till August”, Fruit Info, Retrieved 21-12-2016.