محتويات
ذات الرئة
تُعتبر ذات الرئة، أو التهاب الرئة، أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، أحد أشكال عدوى الجهاز التنفسي الحادة، وتُسبّب هذه العدوى التهابًا في الحويصلات الهوائية (بالإنجليزية: Alveoli) الموجودة في الرئتين، فعندما يقوم الشخص السليم بالتنفس فإنّ الحويصلات الهوائية السليمة تمتلئ بالهواء، إلّا أنّ المُصابين بذات الرئة تكون الحويصلات لديهم ممتلئة بالسوائل أو القيح بما يحول دون قدرتها على الامتلاء بالهواء عند التنفس، ويترتب على ذلك مجموعة من الأعراض والعلامات؛ بما في ذلك الشعور بالألم عند التنفس وانخفاض كمية الأكسجين التي يحصل عليه الشخص،[١][٢] ووفقًا لإحصائيةٍ نشرتها مجلة “Our World in Data” عام 2019م فقد تمّ تسجيل ما يُقارب 2.56 مليون وفاة بسبب مرض ذات الرئة عام 2017م، ووصلت نسبة الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات من بين هؤلاء الموتى إلى نحو الثلث تقريبًا، وعليه يُمكن القول أنّ مرض ذات الرئة يُمثل السبب الرئيسي للوفاة في الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات.[٣]
أعراض مرض ذات الرئة
تبدأ أعراض الإصابة بذات الرئة عادةً بالظهور إمّا بشكلٍ مفاجئ خلال 24-48 ساعة من التعرّض للعدوى، وإمّا بشكلٍ بطيء خلال عدّة أيام، وتختلف الأعراض من حيث الشدة اعتمادًا على مجموعة من العوامل، منها: عمر المُصاب، وصحّته العامة، ونوع الجرائيم المُسبّبة للعدوى، ففي حالات ذات الرئة الخفيفة فإنّ الأعراض تكون مُشابهة لتلك التي تظهر عند الإصابة بالزُّكام (بالإنجليزية: Cold) أو الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza)، إلا أنّها تستمر لفترةٍ أطول،[٤][٥] ومن هذه الأعراض نذكر ما يأتي:[٥][٦]
- السعال بأشكاله المختلفة، فقد يكون جافًا، أو مصحوبًا بالمخاط أو البلغم (بالإنجليزية: Phlegm) الذي يكون سميكًا وقد يظهر بألوان مختلفة؛ كالأصفر، أو الأخضر، أو البني، أو قد يكون مصحوبًا بالدم.
- صعوبة في التنفس؛ فيكون التنفس سريعًا وضحلًا، بحيث يشعر المُصاب بانقطاع النفس حتى في أوقات الراحة وعدم بذل الجهد.
- تسارع نبضات القلب.
- التعب والشعور بسوء الصحة العامة.
- التعرّق والقشعريرة.
- فقدان الشهية.
- آلام في الصدر؛ وتزداد شدة الألم عند التنفس أو السعال.
- الغثيان، أو التقيؤ، أو الإسهال.
- ارتفاع درجة الحرارة، ومن الجدير ذكره أنّ البعض قد يُعاني من انخفاض درجة حرارة الجسم تحديدًا المُصابين الذين تزداد أعمارهم عن 65 عام أو الذين يمتلكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا.
- التشوش الذهني (بالإنجليزية: Confusion) أو ملاحظة تغيّر مستوى الوعي العقلي لدى المُصابين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر.
أسباب مرض ذات الرئة
تُعزى الإصابة بمرض ذات الرئة بصورةٍ رئيسية إلى البكتيريا والفيروسات، إذ تنتقل العدوى المُسبّبة للحالة عن طريق السعال، أو العطس، أو ملامسة أشياء مشتركة مع الشخص المُصاب، بحيث يستنشق الفرد هذه الجراثيم لتدخل إلى الحويصلات الهوائية وتستقرّ فيها ويتضاعف أعدادها مُسببةً التهاب هذه الحويصلات وامتلائها بالسوائل والقيح، ويُصاحب ذلك قيام جسم الإنسان بإرسال خلايا الدم البيضاء لتقوم بدورها بمحاربة العدوى، ويُمكن تقسيم مرض ذات الرئة إلى عدة أنواع بناءً على سبب العدوى، نُبينها فيما يأتي:[٧][٨]
- ذات الرئة البكتيري: (بالإنجليزية: Bacterial pneumonia)، وعادة ما تكون العدوى ببكتيريا المكورة الرئوية (بالإنجليزية: Streptococcus pneumoniae) هي السبب وراء الإصابة بهذا النوع من العدوى، إلا أنّ هُناك أنواعًا أخرى من البكتيريا قد تُسبّب هذا المرض، مثل: المكورات العنقودية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus) والمستدمية النزلية (بالإنجليزية: Haemophilus influenzae).
- ذات الرئة الفيروسي: (بالإنجليزية: Viral pneumonia)، إذ تُعتبر الفيروسات من الأسباب الشائعة للإصابة بذات الرئة بين الأطفال، ويُعد الفيروس المخلوي التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory Syncytial Virus) هو المُسبّب الفيروسي الأكثر شيوعًا لهذا النوع من التهاب الرئة، وقد تُعزى الإصابة بهذا النوع في بعض الأحيان إلى فيروس إنفلونزا أ (بالإنجليزية: Influenza type A)، أو فيروس إنفلونزا ب (بالإنجليزية: Influenza type B).
- ذات الرئة الفطري: (بالإنجليزية: Fungal pneumonia)، وهي من الأنواع نادرة الحدوث، وتُصيب عادةً الأشخاص الذين يمتلكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا.
- ذات الرئة الشفطي: وتُسمّى أيضًا بذات الرئة الاستنشاقية (بالإنجليزية: Aspiration pneumonia)، وتحدث بسبب استنشاق جسم أو شيء غريب، كما يحدث عند استنشاق القيء أثناء خروجه من الجسم، أو استنشاق جسم غريب؛ كالفول السوداني، أو مواد ضارة؛ كالدخان أو المواد الكيميائية.
- ذات الرئة المُكتسب من المستشفى: (بالإنجليزية: Hospital-acquired pneumonia)، إذ يتطوّر هذا النوع من العدوى خلال فترة دخول الشخص إلى المُستشفى لعلاج مشكلة أخرى أو للخضوع لعملية جراحية معينة غير مُرتبطة بمرض ذات الرئة، وهُناك أحد أنواع الالتهاب الرئوي المُكتسب من المستشفى والذي يُعرف بذات الرئة المرتبط بجهاز التنفس الاصطناعي (بالإنجليزية: Ventilator-associated pneumonia)؛ إذ يرتفع خطر الإصابة بهذا النوع لدى الأشخاص الموجودين في وحدة العناية المركزة (بالإنجليزية: Intensive care unit) تحت أجهزة التنفس.
تشخيص مرض ذات الرئة
يجدر على الأشخاص مراجعة الطبيب بمجرد الشكّ بالإصابة بذات الرئة، وذلك لضمان الحصول على التشخيص الدقيق والبدء بالعلاج المناسب للحالة، وعادةً ما يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي الخاص بالمُصاب، بالإضافة إلى إجراء الفحص السريري الذي يتضمن الاستماع لصدر المُصاب باستخدام السماعة الطبية (بالإنجليزية: Stethoscope)؛ إذ قد يُشار إلى الإصابة بالتهاب الرئة في حال سماع صوت خشن أثناء التنفس، أو صدور صوت طقطقة، أو الأزيز (بالإنجليزية: Wheezing)، أو انخفاض صوت التنفس في مناطق معينة من الرئتين، كما يتمّ إجراء مجموعة من الاختبارات التي من شأنها الكشف عن الحالة وتأكيد التشخيص، والتي نذكر منها ما يأتي:[٩][١٠]
- اختبارات الدم: بهدف الكشف عن علامات الإصابة بالعدوى البكيترية.
- قياس التأكسج النبضي: (بالإنجليزية: Pulse oximetry)، حيث يقيس هذا الاختبار مستوى الأكسجين في الدم.
- اختبار البلغم: (بالإنجليزية: Sputum test)، يُساعد هذا الاختبار على معرفة سبب العدوى من خلال فحص السوائل الموجودة في الرئتين.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: (بالإنجليزية: Chest x-ray)، ويُجرى عادةً بهدف تأكيد التشخيص، إذ يُساهم في إظهار أجزاء الرئتين المُتأثرة بالعدوى بوضوح، كما يُساعد هذا الاختبار على تحديد مدى انتشار العدوى.
- اختبارت أخرى: وتُجرى في بعض الحالات الخاصة، مثل؛ الأشخاص الماكثين في المستشفى، أو في حال وجود أعراض خطيرة أو حالات صحية مُعينة، أو إذا تجاوز عمر الشخص 65 عام، وفيما يأتي بيان هذه الاختبارات:[١١]
- التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan)، ويُجرى لمنطقة الصدر بهدف الحصول على صورة للرئتين مُفصّلة بشكلٍ أكبر، ويُلجأ إليه في حال عدم التّعافي من ذات الرئة بالسرعة المُتوقّعة.
- زراعة السائل الجنبي (بالإنجليزية: Pleural fluid culture)، حيث يقوم الطبيب بإدخال إبرة بين الأضلاع وسحب عينة من السائل الموجود في التجويف الجنبي، وتحليل هذه العينة مخبريًا للمُساعدة على تحديد نوع العدوى.
علاج مرض ذات الرئة
تعتمد خطة العلاج وفعاليتها بشكلٍ أساسي على مُسبّب عدوى ذات الرئة، وعند قيام الطبيب بوضع خطّة علاجية للمُصاب فإنّه يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العوامل؛ منها: نوع مرض ذات الرئة، وشدّة الحالة، وعمر المُصاب، وصحّته العامة، وقد تتراوح خيارات العلاج بين رعاية المُصاب خارج المُستشفى وإخضاعه للعملية الجراحية، وقد يتضمّن ذلك تعافي بعض المُصابين من الحالة عن طريق مُلازمتهم السرير وأخذ قسط من الراحة، بينما قد يحتاج آخرون إلى الإقامة في المُستشفى لبعض الوقت؛ تحديدًا في حال معاناة المُصاب من مجموعة من الأعراض الشديدة التي تستدعي إعطاء المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics) والسوائل اللازمة عن طريق الوريد، وقد يحتاج البعض إلى الأكسجين للمُساعدة على التنفس، ومن الجدير ذكره أنّ هُناك بعض حالات ذات الرئة الخطيرة جدًا والتي تتطلب إدخال المريض إلى وحدة العناية المُركّزة ودعم التنفس لديه عن طريق استخدام جهاز التنفس الصناعي،[١٢][٨] وعلى أية حال، يُمكن تلخيص خيارات العلاج المُتاحة لمرض ذات الرئة كما يأتي:[١٣][١٢]
- المضادات الحيوية: وتُستخدم لعلاج ذات الرئة البكتيري، وقد يحتاج الطبيب بعض الوقت لتحديد نوع البكتيريا المُسبّبة للعدوى واختيار المُضاد الحيوي الأفضل بناءً على ذلك، وقد يقترح الطبيب تغيير نوع المُضاد المُستخدم في حال عدم تحسّن الأعراض لدى المُصاب.
- أدوية السعال: والتي تعمل على تهدئة السعال وبالتالي إراحة المُصاب، ولكن، في هذه الحالات لا يُنصح باتخاذ السُّبل التي تُمكّن من التخلص من السعال بشكلٍ تامّ؛ نظرًا لأنّ السعال يُساعد على تخفيف السوائل وإخراجها من الرئتين، وبالتالي يجدر إعطاء المُصاب أقلّ جرعة ممكنة في حال الرغبة باستخدامها لتحقيق الراحة، وتجدر الإشارة إلى محدودية الدراسات التي تدعم دور أدوية السعال المُستخدمة دون وصفة طبية في تخفيف السعال المُصاحب لذات الرئة.
- خافضات الحرارة ومسكنات الألم: مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، وتُستخدم هذه الأدوية عند الحاجة للسيطرة على الحمّى والشعور بعدم الراحة.
- مضادات الفيروسات: (بالإنجليزية: Antiviral medication)، وفي الحقيقة تُعتبر هذه الأدوية نادرة الوصف في حالات ذات الرئة؛ ويقتصر استخدامها على بعض حالات الإصابة بذات الرئة الفيروسي.
- المضادات الفطرية: (بالإنجليزية: Antifungal drugs)، وتُوصف عبر الفم أو عن طريق الحقن في الوريد في حالات ذات الرئة الفطري.
ولمعرفة المزيد عن علاج ذات الرئة يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو علاج مرض ذات الرئة).
الوقاية من مرض ذات الرئة
يُمكن القول أنّ الوقاية من مرض ذات الرئة يُعتبر أفضل من علاجها،[١٤] ويُمكن تحقيق ذلك عبر اتباع مجموعة من النصائح نذكر أبرزها فيما يأتي:[١٥]
- تلقي المطاعيم: يرتفع خطر الإصابة بذات الرئة البكتيري بعد الإصابة بالإنفلونزا، لذلك يُمكن احتمالية الإصابة بالإنفلونزا وما يترتب عليها من مضاعفات عن طريق تلقي لقاح الإنفلونزا بشكلٍ سنوي، كما يُنصح بتلقي مطعوم المكورات الرئوية (بالإنجليزية: Pneumococcal vaccine) والذي يُساعد على الحد من الإصابة بذات الرئة الناتجة عن العدوى ببكتيريا المكورات الرئوية.
- الحفاظ على نظافة اليدين: يُنصح بالمواظبة على غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام معقّم اليدين الكحولي بشكلٍ مُتكرر.
- اتباع نظام حياة صحي: يُنصح بالحفاظ على قوة الجهاز المناعي عن طريق اتباع مجموعة من النصائح؛ مثل: تناول نظام غذائي متوازن غني بالفاكهة والخضروات، وممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تجنب الاتصال المُباشر مع المُصابين بذات الرئة: فمن المعروف أنّ ملازمة المُصابين تزيد من خطر الإصابة بالعدوى التي يُعانون منها.
- الإقلاع عن التدخين: يعمل التدخين على تدمير بطانة المسالك الهوائية، ممّا يجعل الرئتين أكثر عُرضةً للإصابة بالعدوى، وبالتالي يُنصح بالإقلاع عن التدخين لتقليل خطر الإصابة بعدوى الرئتين.[١٦]
فيديو أسباب التهاب الرئة
شاهد الفيديو التالي للتعرّف على الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التهاب الرئة وتؤثّر على التنفس:
المراجع
- ↑ “Pneumonia Symptoms and Diagnosis”, www.lung.org,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.who.int,2-8-2019، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ Bernadeta Dadonaite, Max Roser (14-6- 2020), “Pneumonia”، www,ourworldindata.org, Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.mayoclinic.org,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020.
- ^ أ ب “Pneumonia”, www.nhs.uk,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.nchmd.org,13-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “What you should know about pneumonia”, www.medicalnewstoday.com,27-11-2019، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ^ أ ب “Pneumonia”, www.your.md,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia – causes, symptoms, treatment”, www.southerncross.co.nz,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.webmd.com,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.middlesexhealth.org,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Mary Elizabeth Dallas (28-4-2020), “What Is Pneumonia? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention”، www.everydayhealth.com, Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.mayoclinic.org,14-6-2020، Retrieved 14-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.medlineplus.gov,15-6-2020، Retrieved 15-6-2020. Edited.
- ↑ “Pneumonia”, www.familydoctor.org,15-6-2020، Retrieved 15-6-2020. Edited.
- ↑ Dr Laurence Knott (22-2-2020), “Pneumonia”، www.patient.info, Retrieved 15-6-2020. Edited.