إنّ المقصود بالدّخل الفردي هو الإيراد الصافي أو الأجر أو الرّبح الذي يحصل عليه الفرد الواحد لقاء وظيفته أو عمله أو إنتاجه أو تجارته .
ودخل الدّولة هو مجموع النّاتج القومي العام لتلك الدّولة من صادراتها وما تجمعه من ضرائب من مواطنيها .
والدّخل الفردي يختلف من فرد إلى آخر حسب نوع الوظيفة أو العمل الذي يقوم به الفرد ، كما ويتناسب دخل الفرد تناسباً طرديّاً مع مستوى دخل الدولة ، فكلّما كان دخل الدولة مرتفعا ، كان بناءاً على ذلك دخل الفرد مرتفعا ، والعكس صحيح ، ولكن لكل قاعدة شواذ ، فكثير من الدول يكون دخلها وإيرادها وميزانيتها عالية ، ولكن الدخل الفردي لمواطنها متدني أو لا يتناسب مع إيراد الدولة الكبير ، ويرجع ذلك لعدة أسباب منها : استنزاف الدخل القومي على مشاريع التسليح أو البنية التحتية ، الفساد والترهل الإداري وما يلحق ويرتبط به من سرقات واختلاسات ونهب للثروات ، وعلى الطرف المقابل من الممكن أن أي يكون الدخل الفردي لمواطن ما عال جدا في دولة فقير بمواردها ، ويرجع ذلك لاعتبارات عدة من أهمها سوء توزيع الثروة ، أو التميز النوعي لذلك الفرد ، أو حصوله على الثروة بطرق مشينة أو غير مشروعة ، أو بقايا إرث كبير من الآباء .
وربّما ليس من نافل القول الحديث عن أهمية وعلاقة الدخل الفردي بمستوى الخدمات في دولة ما ، فربما نجد أن مواطنا دخله الفردي عال جداً ولكنه لا يجد ما يشتريه به في دولته ، لشح دولته من السلع خصوصا إذا ما كانت هذه الدّولة تخضع لحكم نظام انغلاقي أيديولوجي منعزل عن العالم ، أو إذا ما كانت تلك الدولة محاصرة ، أو متخلفة في بنيتها التحتيّة ، فيصبح هذا الدخل مهما كان عظيما كمن لا يملك في وسط الصحراء سوى الذّهب والمجوهرات دوناً عن الماء والغذاء والدواء ، فما نفع المال آنذاك ؟.
والدّخل الفردي مهما كان عالياً يصبح أثراً بعد عين إذا ما كان يخضع لضرائب عدية ومرتفعة ، وإذا ما انعدم الأمن والأمان والإستقرار .