'); }
أفضل وقت لصلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة هي الصلاة التي تكون لحاجةٍ أو لأمرٍ دنيويّ، وأفضل الأوقات لأدائها هو وقت إجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل، لأن فضل الاستجابة في هذا الوقت ورد في السنة النبوية، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)،[١][٢] ويجدر بالذكر أنه لم يرِد دليلٌ على أنّ لصلاة الاستخارة وقتاً محددّاً، بل تكون عند همّ الإنسان بفعل أمرٍ في أيّ وقت،[٣] قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ)،[٤] والهمّ بمعنى إرادة وقصد الشيء، والركعتان هنا هما ركعتا الاستخارة.[٥]
ويجدر بالذكر أنّ الاستخارة قد يؤدّيها المسلم قبل الاستشارة أو بعدها؛ فقد قال فريقٌ من أهل العلم إنها تؤدّى قبل الاستشارة، وذهب آخرون إلى أنها تؤدّى بعد الاستشارة، وقيل بعدم ربطها بوقت الاستشارة، فلا حرج إن كانت قبل ذلك أو بعده،[٦] أمّا فيما يتعلّق بالأوقات المكروهة؛ أي بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر، فقد نُهي عن تأدية الصلاة فيها، إلا إذا كانت لأمرٍ فيه اضطرار قد يفوت بفوات هذه الأوقا،[٧] وقد اتّفق الفقهاء الأربعة على كراهتها في هذه الأوقات، وقال الشافعية بجواز ذلك فقط في الحرم المكي.[٨]
'); }
كيفية صلاة الاستخارة
يُصلّي من أراد أن يستخير لأمرٍ ركعتيْن، ويُسنّ أن يتلو بالركعة الأولى سورة الفاتحة والكافرون، وفي الثانية سورة الفاتحة والإخلاص،[٩] ثم يدعو دعاء الاستخارة الذي ورَدَ في السنة النبوية عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فيقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ).[١٠][١١]
أهمية صلاة الاستخارة
تتجلى عدّة فوائد عظيمة لصلاة الاستخارة في قلب العبد المؤمن، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[١٢][١٣]
- زيادة قرب المؤمن من الله -سبحانه وتعالى- في الأحوال كلّها، ونيْل السعادة والاطمئنان في الدنيا والآخرة، والحصول على الأجر والثواب.
- الرضا بقضاء الله -سبحانه وتعالى-، وبما رَزق وقَسم، وزيادة محبة الله -عز وجل- في قلب المؤمن، والشعور بالراحة والهدوء.
- الاستعانة بالله -سبحانه وتعالى-، واللّجوء إليه بكافة جوانب الحياة.
- التوكّل على الله -عز وجل-، واليقين بأنه سيختار للعبد الأنفع والأفضل.
- تعظيم الله -سبحانه وتعالى-، فالقدرة والتدبير جميعها بأمر الله -عز وجل-.
- صلاة الاستخارة هي الحلّ للشّكّ والحيرة التي تصيب الإنسان.
- الاستخارة تطبيقٌ للسنّة النبوية الشريفة.
- دليلٌ على ضعف المؤمن، وقلة حيلته وعلمه، وأن الله علمه محيطٌ بكل شيء.
- صلاة الاستخارة دليلٌ عظيمٌ على أهمية الصلاة في الإسلام، وأنها ملجأ المؤمن في هذه الحياة.
- الجمع بين الصلاة والدعاء، فبعد خشوع القلب بالصلاة وتعبّده لله -سبحانه وتعالى- وحده فيها، يكون دعاء الاستخارة بقلبٍ مُنكسرٍ لله -عز وجل-، يرجو فيه العبد ما عند الله -تعالى- من الخير والتّقدير.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1145، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 9179. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 9241. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله السلمي، الصفحة أو الرقم: 7390، صحيح.
- ↑ عبد الكريم الخضير، شرح المحرر في الحديث، صفحة 30. بتصرّف.
- ↑ عقيل الشهري، صلاة الاستخارة – مسائل فقهية وفوائد تربوية، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ سلمان العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 64. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية ، صفحة 244. بتصرّف.
- ↑ عمر عبد الكافي، الدار الآخرة، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 6382 ، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية ، صفحة 197. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم، صفحة 200. بتصرّف.
- ↑ عقيل الشهري، صلاة الاستخارة – مسائل فقهية وفوائد تربوية، صفحة 46. بتصرّف.