محتويات
الخلاف حول العلاج ببول الجمل
يوجد خلاف قديم بين الأشخاص الذين يعتقدون بخطر استخدام بول الجمل وبين الأشخاص الذين يعتقدون بفوائد استخدام بول الجمل للعلاج، وارتفعت نسبة الأصوات المطالبة بتجنّب استخدام بول الجمل للعلاج بعد صدور تحذير من منظمة الصحة العالميّة من استخدام منتجات الإبل والاتصال المباشر معها دون خضوعها لرقابة صحيّة بسبب ارتفاع خطر الإصابة بفيروس كورونا الشرق الاوسط والذي يتسبّب بما يُعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة (بالإنجليزية: Middle East respiratory syndrome)،[١]، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلماء المسلمين يستندون إلى جواز استخدام بول الإبل في العلاج تحديداً إلى الحديث النبويّ الشريف الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم، حيثُ روى الصحابيّ الجليل أنس بن مالك: (قدِم أعرابٌ مِن عُرَينَةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأسلَموا فاجتَوَوُا المدينةَ حتى اصفَرَّتْ ألوانُهم وعظُمَتْ بُطونُهم فبعَث بهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى لِقاحِ له وأمَرهم أنْ يَشرَبوا مِن ألبانِها وأبوالِها حتى صَحُّوا فقَتَلوا راعِيَها واستاقوا الإبِلَ فبعَث نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طَلَبِهم فأُتِي بهم فقَطَّع أيدِيَهم وأرجُلَهم وسمَر أعيُنَهم)،[٢] وقد ورد الحديث بعدّة روايات صحيحة أخرى.
العلاج بالبول في الطب البديل
يُعرف العلاج بالبول (بالإنجليزية: Urotherapy) كأحد طرق العلاج البديل الشائعة، ويعود استخدامه إلى ما يقارب الألف سنة قبل الميلاد، وينتشر العلاج بالبول في بعض البلدان التي تعتمد بشكلٍ كبير على الطب البديل مثل الصين والهند، ويتمّ عادةً استخدام بول الشخص المصاب أو بول أحد أنواع الحيوانات للعلاج، وعلى الرغم من اعتقاد الأشخاص الذين يتّبعون هذه الطريقة للعلاج بقدرتها على علاج العديد من الأمراض مثل مرض السل، وفقر الدم، وبعض أنواع أورام البطن، ومرض هانسن المعروف باسم مرض الجذام (بالإنجليزية: Leprosy)، وغيرها من المشاكل الصحيّة الأخرى، إلّا أنّه إلى الآن لا يوجد دراسات كافية لتأكيد هذه الاعتقادات، ومن الجدير بالذكر أنّ العلاج ببول الجمل كان شائعاً في بعض المناطق من قارة إفريقيا وآسيا قديماً نظراً لطبيعة المنطقة الجغرافيّة التي تسمح بتربية الجِمال، واستمرّ بعض الأشخاص باستخدام بول الجمل في علاج بعض الأمراض في هذه المناطق إلى الآن، ممّا أثار رغبة بعض الباحثين في دراسة خواص بول الجمل العلاجيّة وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية لتأكيد كافة الفوائد التي يعتقد بها الأشخاص الذين يتبعون هذه الطريقة في العلاج إلّا أنّ بعض الدراسات أثبتت فاعليّة بول الجمل في علاج بعض الأمراض الصحية المختلفة.[٣]
بعض فوائد بول الجمل
أشارت الدراسات العمليّة الحديثة لعدّة فوائد علاجيّة لبول الجمل بعد قيام عدد من الباحثين بإجراء تجارب مخبريّة وتجارب سريريّة متعدّدة على بول الجمل، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات عمليّة كافية لإثبات جميع الفوائد العلاجيّة لبول الجمل والتي يدعيها الأشخاص الذين يمارسون الطب البديل إلّا أنّ بعض هذه الفوائد تمّ إثباتها من قِبَل بعض الباحثين.[٣]
- مضاد لأمراض السرطان: يُشكّل مرض السرطان أحد أكثر التحديات الصحيّة التي تواجه البشريّة في العصر الحالي، لذلك يحاول العلماء إيجاد حلول ومركبات جديدة قادرة على القضاء على الخلايا السرطانيّة بشكلٍ محدّد باستمرار، وتُعدّ المصادر الطبيعيّة أحد العناصر الهامّة التي يقوم العلماء بدراستها للبحث عن مركبات جديدة لعلاج مرض السرطان، وبسبب وجود اعتقاد شعبيّ بفاعلية علاج بعض أنواع مرض السرطان باستخدام بول وحليب الجمل قام عدد من العلماء بدراسة تأثير بول وحليب الجمل على الخلايا السرطانيّة وأظهرت النتائج قدرة عالية لحليب وبول الجمل في القضاء على الخلايا السرطانيّة ومنع انتشارها من خلال ثلاث طرق مختلفة، تتمثل بمنع تكاثر الخلايا السرطانيّة (بالإنجليزية: Anti-proliferative effect)، وتحفيز الموت الخلويّ المبرمج أو الاستماتة (بالإنجليزية: Apoptosis)، وإحداث سميّة في الخلايا السرطانيّة تؤدي إلى موتها، بالإضافة لتأثيرهما في منع حدوث الطفرات الجينيّة، وتثبيط عمل بعض المواد المسرطنة ممّا يساعد على الوقاية من الإصابة بمرض السرطان.[٤]
- مضاد للفطريات: أثبت عدد من الدراسات المختلفة خواص بول الجمل المضادة للفطريات، وفي دراسة تمّ القيام بها لدراسة تأثير العوامل الجويّة والبيئيّة على فاعليّة بول الجمل في القضاء على الفطريات أظهرت النتائج احتفاظ بول الجمل بقدرته العالية على القضاء على عدّة أنواع مختلفة من الفطريات حتى بعد تعرّضه للحرارة العالية والرطوبة ممّا يؤكد على قدرة استخدام بول الجمل في علاج بعض أمراض النباتات والإنسان التي تحدث نتيجة الإصابة بعدوى فطريّة.[٥]
- مضاد لأمراض القلب: يحتوي بول وحليب الجمل على العديد من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على الوقاية من أمراض القلب، كما أثبتت عدّة دراسات خواص بول الجمل المضادّة لتجمّع الصفيحات الدمويّة ومنع تخثّر الدم، كما أنّه لبول الجمل قدرة على منع تشكّل الفايبرين (بالإنجليزية: Fibrin)، وهو أحد العوامل التي تساهم في تشكّل الجلطة الدمويّة، ممّا يمنح بول وحليب الجمل خواص مضادّة للإصابة ببعض أمراض القلب المتعلّقة بتخثّر الدم، أو بأحد عوامل الأكسدة.[٣]
- مضاد للفيروسات والبكتيريا: أظهرت عدّة دراسات مختلفة خواص بول الجمل المضادّة للبكتيريا والفيروسات، حيثُ أثبتت أحد الدراسات فاعليّة بول الجمل في القضاء على الفيروس المسبّب لالتهاب الكبد المزمن، وعلاج داء البلهارسيّات (بالإنجليزية: Bilharzial liver disease)، كما أظهرت أحد الدراسات الأخرى فاعليّة بول الجمل في القضاء على بكتيريا الإشريكيّة القولونيّة (بالإنجليزية: Escherichia coli) في كبد بعض فئران التجارب المصابة بالعدوى، كما أظهرت هذه التجربة عدم وجود أيّ تأثير سميّ على خلايا الكبد لدى هذه الفئران عند استخدام بول الجمل في العلاج.[٣]
المراجع
- ↑ “Frequently asked questions on Middle East respiratory syndrome coronavirus”, www.who.int, Retrieved 28-8-2018. Edited.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 305، إسناده صحيح.
- ^ أ ب ت ث “A REVIEW OF THE THERAPEUTIC CHARACTERISTICS OF CAMEL URINE”, journals.sfu.ca, Retrieved 28-8-2018. Edited.
- ↑ “Therapeutic Applications of Camel’s Milk and Urine against Cancer”, www.omicsonline.org, Retrieved 28-8-2018. Edited.
- ↑ “Effects of Heating and Storage on the Antifungal Activity of Camel Urine”, www.omicsonline.org, Retrieved 28-8-2018. Edited.