ما هو تخثر الدم

تخثر الدم

تُعرّف عمليّة تجلّط الدم أو تخثّر الدم (بالإنجليزية: Coagulation) على انّها إحدى العمليّات المعقّدة التي يقوم بها الجسم كردّة فعلٍ طبيعيّة لوقف النزيف الحاصل نتيجة تعرّض أحد الأوعية الدمويّة إلى جرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دمويّة لسدّ المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها، وتحتاج عمليّة التخثّر إلى وجود عنصرين أساسيين لإتمام العمليّة وهما؛ الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Platelets)، وبروتينات خاصّة تُعرف بعوامل التخثّر (بالإنجليزية: Coagulation factors)، وفي الحقيقة يقوم الجسم بحلّ الخثرة المتشكّلة بشكلٍ طبيعيّ بعد شفاء المنطقة المتضررة، إلا أنّه في بعض الحالات قد لا يتمّ حلّ الخثرة المتشكّلة من قِبَل الجسم، أو تنشأ خثرة دمويّة داخل الأوعية الدمويّة دون وجود جرح أو ضرر واضح داخل هذه الأوعية ممّا قد يشكّل خطراً على حياة الشخص، ويستدعي التدخّل الطبيّ للعلاج.[١][٢]

آلية تخثر الدم

بدايةً تتجه الصفائح الدمويّة إلى منطقة الضرر الحاصل على البطانة الغشائيّة للأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Endothelium) لتتجمّع الصفائح مع بعضها وتشكّل سداً يمنع خروج الدم عبر الجرح الحاصل، وتُدعى هذه المرحلة بالإرقاء الأوليّ، وفي أثناء هذه المرحلة تبدأ مرحلة الإرقاء الثانويّ والتي يتخللها حدوث مجموعة من التفاعلات الكيميائيّة المعقّدة من خلال البروتينات المعروفة بعوامل التخثّر والتي يتمّ إنتاج معظمها عن طريق الكبد، وتكون آخر مرحلة من هذه التفاعلات الكيميائيّة تحويل بروتين الفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen) إلى الليفين أو الفايبرين (بالإنجليزية: Fibrin) وهو بروتين غير قابل للانحلال في الماء يشكّل شبكة قوية فوق الصفائح الدمويّة المتجمّعة في منطقة الجرح لتدعيمها، لتنتج الطبقة الصلبة المعروفة بالخثرة الدمويّة، والتي تمنع حدوث النزيف حتى شفاء المنطقة المتضررة.[١]

اختبارات تخثر الدم

على الرغم من أنّ عمليّة تخثّر الدم هي عمليّة طبيعيّة لمنع حدوث النزيف، إلا أنّه في بعض الحالات المرضيّة قد تتشكّل الخثرة الدمويّة داخل أحد الأوعية الدمويّة السليمة، وقد تنتقل هذه الخثرة عبر مجرى الدم إلى القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة مثل الإصابة بالسكتة الدماغيّة، أو النوبة القلبيّة، وي الحقيقة يمكن قياس قابليّة الدم للتخثّر، والوقت اللّازم للتخثّر من خلال إجراء اختبار تخثّر الدم لتقييم خطر تشكّل الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بالنزيف الدمويّ، وتوجد العديد من اختبارات تخثّر الدم المختلفة، نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • العدّ الدمويّ الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) يمكن من خلال نتائج هذا الاختبار تقييم إصابة الشخص بمرض فقر الدم، أو وجود نقص في عدد الصفائح الدمويّة، ممّا قد يؤثّر في عمليّة تخثّر الدم.[٣]
  • قياس العامل الخامس: (بالإنجليزية: Factor V assay) يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة العامل الخامس، وهو أحد العوامل التي تدخل في عمليّة التخثّر، وقد تدل النسبة المنخفضة للعامل على انحلال الفبرين الأولي (بالإنجليزية: Primary fibrinolysis) وهي العمليّة التي يتمّ فيها انحلال الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو الإصابة بما يُعرف بالتخثّر المنتشر داخل الأوعية (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation).[٤][٣]
  • مستوى الفيبرينوجين: يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة بروتين الفيبرينوجين في الدم، وقد تدل النسب غير الطبيعيّة على وجود نزيف شديد، أو انفصال المشيمة عن جدار الرحم والمعروف بانفصال المشيمة المبكر (بالإنجليزية: Placental abruption).[٣]
  • زمن البروثرومبين: يتمّ قياس زمن البروثرومبين (بالإنجليزية: Prothrombin time) لمعرفة الزمن اللازم لتخثّر الدم، ويتراوح الزمن الطبيعيّ للتخثّر بين 25 و30 ثانية، وقد تدلّ النتائج غير الطبيعيّة على الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو مرض نزف الدم الوراثيّ (بالإنجليزية: Hemophilia).[٣][٥]
  • عدد الصفيحات الدمويّة: قد يدلّ وجود عدد منخفض من الصفيحات الدمويّة في الدم إلى الإصابة بمرض الداء البطنيّ (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو نقص فيتامين ك، أو الإصابة باللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بعض الأدوية، أو التعرّض للعلاج الكيميائيّ قد يؤدي إلى انخفاض عدد الصفيحات الدمويّة.[٣]

أعراض تخثر الدم

كما تمّ توضيحه سابقاً فإنّ تشكّل الخثرة الدمويّة بشكلٍ غير طبيعيّ داخل أحد الأوعية الدمويّة قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وتعتمد أعراض تشكّل الخثرة الدمويّة على مكان وجود الخثرة في الجسم، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يأتي:[٢]

  • خثرة القلب: ألم، وضيق في منطقة الصدر، وضيق التنفس، والتعرّق، والغثيان، والدوار.
  • خثرة الدماغ: ظهور الضعف على الوجه، وضعف الذراعين والقدمين، وصعوبة التكلّم، ومشاكل الرؤية، والدوخة، وألم الرأس الشديد والمفاجئ.
  • خثرة الرئة: الشعور بألم حاد في الصدر، والتعرّق، وارتفاع عدد دقّات القلب، وضيق التنفس، والحمّى، والسعال المصحوب بالدم.
  • خثرة الذراعين أو القدمين: ألم مفاجئ، أو تدريجيّ، وانتفاخ في المنطقة المصابة ودفئها.

عوامل خطر تخثر الدم

هناك العديد من العوامل التي تحفز تشكّل الخثرة الدمويّة بطرق مختلفة، وتختلف العوامل التي تزيد من خطر تشكّل الخثرة الدمويّة في أحد الشرايين عن العوامل التي تزيد من خطر تشكّلها في أحد الأوردة، كما قد تلعب جينات الشخص دوراً في عمليّة تخثر الدم وسرعة تشكّل الخثرة الدمويّة، وفي ما يأتي بيان لبعض تلك العوامل:[٢]

  • التقدّم في العُمر.
  • السُمنة.
  • قِلّة الحركة، بما في ذلك انعدام الحركة لفترات طويلة، أو السفر لمسافات بعيدة.
  • الحمل.
  • التدخين.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
  • تناول موانع الحمل الفمويّة.
  • الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكريّ.
  • الأمراض الالتهابيّة المزمنة.
  • بعض أنواع العمليّات الجراحيّة.
  • التعرّض لصدمة جسديّة.
  • تناول أنواع محددة من الأدوية.

فيديو أعراض تخثر الدم

قد يكون تخثر الدم عرضاً من أعراض الجلطات! فكيف تعرف أنك تعاني منه؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “Hemophilia, coagulation, and blood clotting”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Blood Clots”, www.hematology.org, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Ann Pietrangelo, “Coagulation Tests”، www.healthline.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  4. “Factor V assay”, www.mountsinai.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  5. “Prothrombin Time and International Normalized Ratio (PT/INR)”, labtestsonline.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تخثر الدم

تُعرّف عمليّة تجلّط الدم أو تخثّر الدم (بالإنجليزية: Coagulation) على انّها إحدى العمليّات المعقّدة التي يقوم بها الجسم كردّة فعلٍ طبيعيّة لوقف النزيف الحاصل نتيجة تعرّض أحد الأوعية الدمويّة إلى جرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دمويّة لسدّ المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها، وتحتاج عمليّة التخثّر إلى وجود عنصرين أساسيين لإتمام العمليّة وهما؛ الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Platelets)، وبروتينات خاصّة تُعرف بعوامل التخثّر (بالإنجليزية: Coagulation factors)، وفي الحقيقة يقوم الجسم بحلّ الخثرة المتشكّلة بشكلٍ طبيعيّ بعد شفاء المنطقة المتضررة، إلا أنّه في بعض الحالات قد لا يتمّ حلّ الخثرة المتشكّلة من قِبَل الجسم، أو تنشأ خثرة دمويّة داخل الأوعية الدمويّة دون وجود جرح أو ضرر واضح داخل هذه الأوعية ممّا قد يشكّل خطراً على حياة الشخص، ويستدعي التدخّل الطبيّ للعلاج.[١][٢]

آلية تخثر الدم

بدايةً تتجه الصفائح الدمويّة إلى منطقة الضرر الحاصل على البطانة الغشائيّة للأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Endothelium) لتتجمّع الصفائح مع بعضها وتشكّل سداً يمنع خروج الدم عبر الجرح الحاصل، وتُدعى هذه المرحلة بالإرقاء الأوليّ، وفي أثناء هذه المرحلة تبدأ مرحلة الإرقاء الثانويّ والتي يتخللها حدوث مجموعة من التفاعلات الكيميائيّة المعقّدة من خلال البروتينات المعروفة بعوامل التخثّر والتي يتمّ إنتاج معظمها عن طريق الكبد، وتكون آخر مرحلة من هذه التفاعلات الكيميائيّة تحويل بروتين الفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen) إلى الليفين أو الفايبرين (بالإنجليزية: Fibrin) وهو بروتين غير قابل للانحلال في الماء يشكّل شبكة قوية فوق الصفائح الدمويّة المتجمّعة في منطقة الجرح لتدعيمها، لتنتج الطبقة الصلبة المعروفة بالخثرة الدمويّة، والتي تمنع حدوث النزيف حتى شفاء المنطقة المتضررة.[١]

اختبارات تخثر الدم

على الرغم من أنّ عمليّة تخثّر الدم هي عمليّة طبيعيّة لمنع حدوث النزيف، إلا أنّه في بعض الحالات المرضيّة قد تتشكّل الخثرة الدمويّة داخل أحد الأوعية الدمويّة السليمة، وقد تنتقل هذه الخثرة عبر مجرى الدم إلى القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة مثل الإصابة بالسكتة الدماغيّة، أو النوبة القلبيّة، وي الحقيقة يمكن قياس قابليّة الدم للتخثّر، والوقت اللّازم للتخثّر من خلال إجراء اختبار تخثّر الدم لتقييم خطر تشكّل الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بالنزيف الدمويّ، وتوجد العديد من اختبارات تخثّر الدم المختلفة، نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • العدّ الدمويّ الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) يمكن من خلال نتائج هذا الاختبار تقييم إصابة الشخص بمرض فقر الدم، أو وجود نقص في عدد الصفائح الدمويّة، ممّا قد يؤثّر في عمليّة تخثّر الدم.[٣]
  • قياس العامل الخامس: (بالإنجليزية: Factor V assay) يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة العامل الخامس، وهو أحد العوامل التي تدخل في عمليّة التخثّر، وقد تدل النسبة المنخفضة للعامل على انحلال الفبرين الأولي (بالإنجليزية: Primary fibrinolysis) وهي العمليّة التي يتمّ فيها انحلال الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو الإصابة بما يُعرف بالتخثّر المنتشر داخل الأوعية (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation).[٤][٣]
  • مستوى الفيبرينوجين: يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة بروتين الفيبرينوجين في الدم، وقد تدل النسب غير الطبيعيّة على وجود نزيف شديد، أو انفصال المشيمة عن جدار الرحم والمعروف بانفصال المشيمة المبكر (بالإنجليزية: Placental abruption).[٣]
  • زمن البروثرومبين: يتمّ قياس زمن البروثرومبين (بالإنجليزية: Prothrombin time) لمعرفة الزمن اللازم لتخثّر الدم، ويتراوح الزمن الطبيعيّ للتخثّر بين 25 و30 ثانية، وقد تدلّ النتائج غير الطبيعيّة على الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو مرض نزف الدم الوراثيّ (بالإنجليزية: Hemophilia).[٣][٥]
  • عدد الصفيحات الدمويّة: قد يدلّ وجود عدد منخفض من الصفيحات الدمويّة في الدم إلى الإصابة بمرض الداء البطنيّ (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو نقص فيتامين ك، أو الإصابة باللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بعض الأدوية، أو التعرّض للعلاج الكيميائيّ قد يؤدي إلى انخفاض عدد الصفيحات الدمويّة.[٣]

أعراض تخثر الدم

كما تمّ توضيحه سابقاً فإنّ تشكّل الخثرة الدمويّة بشكلٍ غير طبيعيّ داخل أحد الأوعية الدمويّة قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وتعتمد أعراض تشكّل الخثرة الدمويّة على مكان وجود الخثرة في الجسم، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يأتي:[٢]

  • خثرة القلب: ألم، وضيق في منطقة الصدر، وضيق التنفس، والتعرّق، والغثيان، والدوار.
  • خثرة الدماغ: ظهور الضعف على الوجه، وضعف الذراعين والقدمين، وصعوبة التكلّم، ومشاكل الرؤية، والدوخة، وألم الرأس الشديد والمفاجئ.
  • خثرة الرئة: الشعور بألم حاد في الصدر، والتعرّق، وارتفاع عدد دقّات القلب، وضيق التنفس، والحمّى، والسعال المصحوب بالدم.
  • خثرة الذراعين أو القدمين: ألم مفاجئ، أو تدريجيّ، وانتفاخ في المنطقة المصابة ودفئها.

عوامل خطر تخثر الدم

هناك العديد من العوامل التي تحفز تشكّل الخثرة الدمويّة بطرق مختلفة، وتختلف العوامل التي تزيد من خطر تشكّل الخثرة الدمويّة في أحد الشرايين عن العوامل التي تزيد من خطر تشكّلها في أحد الأوردة، كما قد تلعب جينات الشخص دوراً في عمليّة تخثر الدم وسرعة تشكّل الخثرة الدمويّة، وفي ما يأتي بيان لبعض تلك العوامل:[٢]

  • التقدّم في العُمر.
  • السُمنة.
  • قِلّة الحركة، بما في ذلك انعدام الحركة لفترات طويلة، أو السفر لمسافات بعيدة.
  • الحمل.
  • التدخين.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
  • تناول موانع الحمل الفمويّة.
  • الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكريّ.
  • الأمراض الالتهابيّة المزمنة.
  • بعض أنواع العمليّات الجراحيّة.
  • التعرّض لصدمة جسديّة.
  • تناول أنواع محددة من الأدوية.

فيديو أعراض تخثر الدم

قد يكون تخثر الدم عرضاً من أعراض الجلطات! فكيف تعرف أنك تعاني منه؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “Hemophilia, coagulation, and blood clotting”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Blood Clots”, www.hematology.org, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Ann Pietrangelo, “Coagulation Tests”، www.healthline.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  4. “Factor V assay”, www.mountsinai.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  5. “Prothrombin Time and International Normalized Ratio (PT/INR)”, labtestsonline.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تخثر الدم

تُعرّف عمليّة تجلّط الدم أو تخثّر الدم (بالإنجليزية: Coagulation) على انّها إحدى العمليّات المعقّدة التي يقوم بها الجسم كردّة فعلٍ طبيعيّة لوقف النزيف الحاصل نتيجة تعرّض أحد الأوعية الدمويّة إلى جرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دمويّة لسدّ المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها، وتحتاج عمليّة التخثّر إلى وجود عنصرين أساسيين لإتمام العمليّة وهما؛ الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Platelets)، وبروتينات خاصّة تُعرف بعوامل التخثّر (بالإنجليزية: Coagulation factors)، وفي الحقيقة يقوم الجسم بحلّ الخثرة المتشكّلة بشكلٍ طبيعيّ بعد شفاء المنطقة المتضررة، إلا أنّه في بعض الحالات قد لا يتمّ حلّ الخثرة المتشكّلة من قِبَل الجسم، أو تنشأ خثرة دمويّة داخل الأوعية الدمويّة دون وجود جرح أو ضرر واضح داخل هذه الأوعية ممّا قد يشكّل خطراً على حياة الشخص، ويستدعي التدخّل الطبيّ للعلاج.[١][٢]

آلية تخثر الدم

بدايةً تتجه الصفائح الدمويّة إلى منطقة الضرر الحاصل على البطانة الغشائيّة للأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Endothelium) لتتجمّع الصفائح مع بعضها وتشكّل سداً يمنع خروج الدم عبر الجرح الحاصل، وتُدعى هذه المرحلة بالإرقاء الأوليّ، وفي أثناء هذه المرحلة تبدأ مرحلة الإرقاء الثانويّ والتي يتخللها حدوث مجموعة من التفاعلات الكيميائيّة المعقّدة من خلال البروتينات المعروفة بعوامل التخثّر والتي يتمّ إنتاج معظمها عن طريق الكبد، وتكون آخر مرحلة من هذه التفاعلات الكيميائيّة تحويل بروتين الفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen) إلى الليفين أو الفايبرين (بالإنجليزية: Fibrin) وهو بروتين غير قابل للانحلال في الماء يشكّل شبكة قوية فوق الصفائح الدمويّة المتجمّعة في منطقة الجرح لتدعيمها، لتنتج الطبقة الصلبة المعروفة بالخثرة الدمويّة، والتي تمنع حدوث النزيف حتى شفاء المنطقة المتضررة.[١]

اختبارات تخثر الدم

على الرغم من أنّ عمليّة تخثّر الدم هي عمليّة طبيعيّة لمنع حدوث النزيف، إلا أنّه في بعض الحالات المرضيّة قد تتشكّل الخثرة الدمويّة داخل أحد الأوعية الدمويّة السليمة، وقد تنتقل هذه الخثرة عبر مجرى الدم إلى القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة مثل الإصابة بالسكتة الدماغيّة، أو النوبة القلبيّة، وي الحقيقة يمكن قياس قابليّة الدم للتخثّر، والوقت اللّازم للتخثّر من خلال إجراء اختبار تخثّر الدم لتقييم خطر تشكّل الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بالنزيف الدمويّ، وتوجد العديد من اختبارات تخثّر الدم المختلفة، نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • العدّ الدمويّ الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) يمكن من خلال نتائج هذا الاختبار تقييم إصابة الشخص بمرض فقر الدم، أو وجود نقص في عدد الصفائح الدمويّة، ممّا قد يؤثّر في عمليّة تخثّر الدم.[٣]
  • قياس العامل الخامس: (بالإنجليزية: Factor V assay) يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة العامل الخامس، وهو أحد العوامل التي تدخل في عمليّة التخثّر، وقد تدل النسبة المنخفضة للعامل على انحلال الفبرين الأولي (بالإنجليزية: Primary fibrinolysis) وهي العمليّة التي يتمّ فيها انحلال الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو الإصابة بما يُعرف بالتخثّر المنتشر داخل الأوعية (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation).[٤][٣]
  • مستوى الفيبرينوجين: يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة بروتين الفيبرينوجين في الدم، وقد تدل النسب غير الطبيعيّة على وجود نزيف شديد، أو انفصال المشيمة عن جدار الرحم والمعروف بانفصال المشيمة المبكر (بالإنجليزية: Placental abruption).[٣]
  • زمن البروثرومبين: يتمّ قياس زمن البروثرومبين (بالإنجليزية: Prothrombin time) لمعرفة الزمن اللازم لتخثّر الدم، ويتراوح الزمن الطبيعيّ للتخثّر بين 25 و30 ثانية، وقد تدلّ النتائج غير الطبيعيّة على الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو مرض نزف الدم الوراثيّ (بالإنجليزية: Hemophilia).[٣][٥]
  • عدد الصفيحات الدمويّة: قد يدلّ وجود عدد منخفض من الصفيحات الدمويّة في الدم إلى الإصابة بمرض الداء البطنيّ (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو نقص فيتامين ك، أو الإصابة باللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بعض الأدوية، أو التعرّض للعلاج الكيميائيّ قد يؤدي إلى انخفاض عدد الصفيحات الدمويّة.[٣]

أعراض تخثر الدم

كما تمّ توضيحه سابقاً فإنّ تشكّل الخثرة الدمويّة بشكلٍ غير طبيعيّ داخل أحد الأوعية الدمويّة قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وتعتمد أعراض تشكّل الخثرة الدمويّة على مكان وجود الخثرة في الجسم، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يأتي:[٢]

  • خثرة القلب: ألم، وضيق في منطقة الصدر، وضيق التنفس، والتعرّق، والغثيان، والدوار.
  • خثرة الدماغ: ظهور الضعف على الوجه، وضعف الذراعين والقدمين، وصعوبة التكلّم، ومشاكل الرؤية، والدوخة، وألم الرأس الشديد والمفاجئ.
  • خثرة الرئة: الشعور بألم حاد في الصدر، والتعرّق، وارتفاع عدد دقّات القلب، وضيق التنفس، والحمّى، والسعال المصحوب بالدم.
  • خثرة الذراعين أو القدمين: ألم مفاجئ، أو تدريجيّ، وانتفاخ في المنطقة المصابة ودفئها.

عوامل خطر تخثر الدم

هناك العديد من العوامل التي تحفز تشكّل الخثرة الدمويّة بطرق مختلفة، وتختلف العوامل التي تزيد من خطر تشكّل الخثرة الدمويّة في أحد الشرايين عن العوامل التي تزيد من خطر تشكّلها في أحد الأوردة، كما قد تلعب جينات الشخص دوراً في عمليّة تخثر الدم وسرعة تشكّل الخثرة الدمويّة، وفي ما يأتي بيان لبعض تلك العوامل:[٢]

  • التقدّم في العُمر.
  • السُمنة.
  • قِلّة الحركة، بما في ذلك انعدام الحركة لفترات طويلة، أو السفر لمسافات بعيدة.
  • الحمل.
  • التدخين.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
  • تناول موانع الحمل الفمويّة.
  • الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكريّ.
  • الأمراض الالتهابيّة المزمنة.
  • بعض أنواع العمليّات الجراحيّة.
  • التعرّض لصدمة جسديّة.
  • تناول أنواع محددة من الأدوية.

فيديو أعراض تخثر الدم

قد يكون تخثر الدم عرضاً من أعراض الجلطات! فكيف تعرف أنك تعاني منه؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “Hemophilia, coagulation, and blood clotting”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Blood Clots”, www.hematology.org, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Ann Pietrangelo, “Coagulation Tests”، www.healthline.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  4. “Factor V assay”, www.mountsinai.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  5. “Prothrombin Time and International Normalized Ratio (PT/INR)”, labtestsonline.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تخثر الدم

تُعرّف عمليّة تجلّط الدم أو تخثّر الدم (بالإنجليزية: Coagulation) على انّها إحدى العمليّات المعقّدة التي يقوم بها الجسم كردّة فعلٍ طبيعيّة لوقف النزيف الحاصل نتيجة تعرّض أحد الأوعية الدمويّة إلى جرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دمويّة لسدّ المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها، وتحتاج عمليّة التخثّر إلى وجود عنصرين أساسيين لإتمام العمليّة وهما؛ الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Platelets)، وبروتينات خاصّة تُعرف بعوامل التخثّر (بالإنجليزية: Coagulation factors)، وفي الحقيقة يقوم الجسم بحلّ الخثرة المتشكّلة بشكلٍ طبيعيّ بعد شفاء المنطقة المتضررة، إلا أنّه في بعض الحالات قد لا يتمّ حلّ الخثرة المتشكّلة من قِبَل الجسم، أو تنشأ خثرة دمويّة داخل الأوعية الدمويّة دون وجود جرح أو ضرر واضح داخل هذه الأوعية ممّا قد يشكّل خطراً على حياة الشخص، ويستدعي التدخّل الطبيّ للعلاج.[١][٢]

آلية تخثر الدم

بدايةً تتجه الصفائح الدمويّة إلى منطقة الضرر الحاصل على البطانة الغشائيّة للأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Endothelium) لتتجمّع الصفائح مع بعضها وتشكّل سداً يمنع خروج الدم عبر الجرح الحاصل، وتُدعى هذه المرحلة بالإرقاء الأوليّ، وفي أثناء هذه المرحلة تبدأ مرحلة الإرقاء الثانويّ والتي يتخللها حدوث مجموعة من التفاعلات الكيميائيّة المعقّدة من خلال البروتينات المعروفة بعوامل التخثّر والتي يتمّ إنتاج معظمها عن طريق الكبد، وتكون آخر مرحلة من هذه التفاعلات الكيميائيّة تحويل بروتين الفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen) إلى الليفين أو الفايبرين (بالإنجليزية: Fibrin) وهو بروتين غير قابل للانحلال في الماء يشكّل شبكة قوية فوق الصفائح الدمويّة المتجمّعة في منطقة الجرح لتدعيمها، لتنتج الطبقة الصلبة المعروفة بالخثرة الدمويّة، والتي تمنع حدوث النزيف حتى شفاء المنطقة المتضررة.[١]

اختبارات تخثر الدم

على الرغم من أنّ عمليّة تخثّر الدم هي عمليّة طبيعيّة لمنع حدوث النزيف، إلا أنّه في بعض الحالات المرضيّة قد تتشكّل الخثرة الدمويّة داخل أحد الأوعية الدمويّة السليمة، وقد تنتقل هذه الخثرة عبر مجرى الدم إلى القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة مثل الإصابة بالسكتة الدماغيّة، أو النوبة القلبيّة، وي الحقيقة يمكن قياس قابليّة الدم للتخثّر، والوقت اللّازم للتخثّر من خلال إجراء اختبار تخثّر الدم لتقييم خطر تشكّل الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بالنزيف الدمويّ، وتوجد العديد من اختبارات تخثّر الدم المختلفة، نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • العدّ الدمويّ الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) يمكن من خلال نتائج هذا الاختبار تقييم إصابة الشخص بمرض فقر الدم، أو وجود نقص في عدد الصفائح الدمويّة، ممّا قد يؤثّر في عمليّة تخثّر الدم.[٣]
  • قياس العامل الخامس: (بالإنجليزية: Factor V assay) يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة العامل الخامس، وهو أحد العوامل التي تدخل في عمليّة التخثّر، وقد تدل النسبة المنخفضة للعامل على انحلال الفبرين الأولي (بالإنجليزية: Primary fibrinolysis) وهي العمليّة التي يتمّ فيها انحلال الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو الإصابة بما يُعرف بالتخثّر المنتشر داخل الأوعية (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation).[٤][٣]
  • مستوى الفيبرينوجين: يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة بروتين الفيبرينوجين في الدم، وقد تدل النسب غير الطبيعيّة على وجود نزيف شديد، أو انفصال المشيمة عن جدار الرحم والمعروف بانفصال المشيمة المبكر (بالإنجليزية: Placental abruption).[٣]
  • زمن البروثرومبين: يتمّ قياس زمن البروثرومبين (بالإنجليزية: Prothrombin time) لمعرفة الزمن اللازم لتخثّر الدم، ويتراوح الزمن الطبيعيّ للتخثّر بين 25 و30 ثانية، وقد تدلّ النتائج غير الطبيعيّة على الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو مرض نزف الدم الوراثيّ (بالإنجليزية: Hemophilia).[٣][٥]
  • عدد الصفيحات الدمويّة: قد يدلّ وجود عدد منخفض من الصفيحات الدمويّة في الدم إلى الإصابة بمرض الداء البطنيّ (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو نقص فيتامين ك، أو الإصابة باللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بعض الأدوية، أو التعرّض للعلاج الكيميائيّ قد يؤدي إلى انخفاض عدد الصفيحات الدمويّة.[٣]

أعراض تخثر الدم

كما تمّ توضيحه سابقاً فإنّ تشكّل الخثرة الدمويّة بشكلٍ غير طبيعيّ داخل أحد الأوعية الدمويّة قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وتعتمد أعراض تشكّل الخثرة الدمويّة على مكان وجود الخثرة في الجسم، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يأتي:[٢]

  • خثرة القلب: ألم، وضيق في منطقة الصدر، وضيق التنفس، والتعرّق، والغثيان، والدوار.
  • خثرة الدماغ: ظهور الضعف على الوجه، وضعف الذراعين والقدمين، وصعوبة التكلّم، ومشاكل الرؤية، والدوخة، وألم الرأس الشديد والمفاجئ.
  • خثرة الرئة: الشعور بألم حاد في الصدر، والتعرّق، وارتفاع عدد دقّات القلب، وضيق التنفس، والحمّى، والسعال المصحوب بالدم.
  • خثرة الذراعين أو القدمين: ألم مفاجئ، أو تدريجيّ، وانتفاخ في المنطقة المصابة ودفئها.

عوامل خطر تخثر الدم

هناك العديد من العوامل التي تحفز تشكّل الخثرة الدمويّة بطرق مختلفة، وتختلف العوامل التي تزيد من خطر تشكّل الخثرة الدمويّة في أحد الشرايين عن العوامل التي تزيد من خطر تشكّلها في أحد الأوردة، كما قد تلعب جينات الشخص دوراً في عمليّة تخثر الدم وسرعة تشكّل الخثرة الدمويّة، وفي ما يأتي بيان لبعض تلك العوامل:[٢]

  • التقدّم في العُمر.
  • السُمنة.
  • قِلّة الحركة، بما في ذلك انعدام الحركة لفترات طويلة، أو السفر لمسافات بعيدة.
  • الحمل.
  • التدخين.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
  • تناول موانع الحمل الفمويّة.
  • الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكريّ.
  • الأمراض الالتهابيّة المزمنة.
  • بعض أنواع العمليّات الجراحيّة.
  • التعرّض لصدمة جسديّة.
  • تناول أنواع محددة من الأدوية.

فيديو أعراض تخثر الدم

قد يكون تخثر الدم عرضاً من أعراض الجلطات! فكيف تعرف أنك تعاني منه؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “Hemophilia, coagulation, and blood clotting”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Blood Clots”, www.hematology.org, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Ann Pietrangelo, “Coagulation Tests”، www.healthline.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  4. “Factor V assay”, www.mountsinai.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.
  5. “Prothrombin Time and International Normalized Ratio (PT/INR)”, labtestsonline.org, Retrieved 2-3-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تخثر الدم

تُعرّف عمليّة تجلّط الدم أو تخثّر الدم (بالإنجليزية: Coagulation) على انّها إحدى العمليّات المعقّدة التي يقوم بها الجسم كردّة فعلٍ طبيعيّة لوقف النزيف الحاصل نتيجة تعرّض أحد الأوعية الدمويّة إلى جرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دمويّة لسدّ المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها، وتحتاج عمليّة التخثّر إلى وجود عنصرين أساسيين لإتمام العمليّة وهما؛ الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Platelets)، وبروتينات خاصّة تُعرف بعوامل التخثّر (بالإنجليزية: Coagulation factors)، وفي الحقيقة يقوم الجسم بحلّ الخثرة المتشكّلة بشكلٍ طبيعيّ بعد شفاء المنطقة المتضررة، إلا أنّه في بعض الحالات قد لا يتمّ حلّ الخثرة المتشكّلة من قِبَل الجسم، أو تنشأ خثرة دمويّة داخل الأوعية الدمويّة دون وجود جرح أو ضرر واضح داخل هذه الأوعية ممّا قد يشكّل خطراً على حياة الشخص، ويستدعي التدخّل الطبيّ للعلاج.[١][٢]

آلية تخثر الدم

بدايةً تتجه الصفائح الدمويّة إلى منطقة الضرر الحاصل على البطانة الغشائيّة للأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Endothelium) لتتجمّع الصفائح مع بعضها وتشكّل سداً يمنع خروج الدم عبر الجرح الحاصل، وتُدعى هذه المرحلة بالإرقاء الأوليّ، وفي أثناء هذه المرحلة تبدأ مرحلة الإرقاء الثانويّ والتي يتخللها حدوث مجموعة من التفاعلات الكيميائيّة المعقّدة من خلال البروتينات المعروفة بعوامل التخثّر والتي يتمّ إنتاج معظمها عن طريق الكبد، وتكون آخر مرحلة من هذه التفاعلات الكيميائيّة تحويل بروتين الفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen) إلى الليفين أو الفايبرين (بالإنجليزية: Fibrin) وهو بروتين غير قابل للانحلال في الماء يشكّل شبكة قوية فوق الصفائح الدمويّة المتجمّعة في منطقة الجرح لتدعيمها، لتنتج الطبقة الصلبة المعروفة بالخثرة الدمويّة، والتي تمنع حدوث النزيف حتى شفاء المنطقة المتضررة.[١]

اختبارات تخثر الدم

على الرغم من أنّ عمليّة تخثّر الدم هي عمليّة طبيعيّة لمنع حدوث النزيف، إلا أنّه في بعض الحالات المرضيّة قد تتشكّل الخثرة الدمويّة داخل أحد الأوعية الدمويّة السليمة، وقد تنتقل هذه الخثرة عبر مجرى الدم إلى القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة مثل الإصابة بالسكتة الدماغيّة، أو النوبة القلبيّة، وي الحقيقة يمكن قياس قابليّة الدم للتخثّر، والوقت اللّازم للتخثّر من خلال إجراء اختبار تخثّر الدم لتقييم خطر تشكّل الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بالنزيف الدمويّ، وتوجد العديد من اختبارات تخثّر الدم المختلفة، نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • العدّ الدمويّ الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) يمكن من خلال نتائج هذا الاختبار تقييم إصابة الشخص بمرض فقر الدم، أو وجود نقص في عدد الصفائح الدمويّة، ممّا قد يؤثّر في عمليّة تخثّر الدم.
  • قياس العامل الخامس: (بالإنجليزية: Factor V assay) يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة العامل الخامس، وهو أحد العوامل التي تدخل في عمليّة التخثّر، وقد تدل النسبة المنخفضة للعامل على انحلال الفبرين الأولي (بالإنجليزية: Primary fibrinolysis) وهي العمليّة التي يتمّ فيها انحلال الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو الإصابة بما يُعرف بالتخثّر المنتشر داخل الأوعية (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation).
  • مستوى الفيبرينوجين: يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة بروتين الفيبرينوجين في الدم، وقد تدل النسب غير الطبيعيّة على وجود نزيف شديد، أو انفصال المشيمة عن جدار الرحم والمعروف بانفصال المشيمة المبكر (بالإنجليزية: Placental abruption).
  • زمن البروثرومبين: يتمّ قياس زمن البروثرومبين (بالإنجليزية: Prothrombin time) لمعرفة الزمن اللازم لتخثّر الدم، ويتراوح الزمن الطبيعيّ للتخثّر بين 25 و30 ثانية، وقد تدلّ النتائج غير الطبيعيّة على الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو مرض نزف الدم الوراثيّ (بالإنجليزية: Hemophilia).
  • عدد الصفيحات الدمويّة: قد يدلّ وجود عدد منخفض من الصفيحات الدمويّة في الدم إلى الإصابة بمرض الداء البطنيّ (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو نقص فيتامين ك، أو الإصابة باللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بعض الأدوية، أو التعرّض للعلاج الكيميائيّ قد يؤدي إلى انخفاض عدد الصفيحات الدمويّة.

أعراض تخثر الدم

كما تمّ توضيحه سابقاً فإنّ تشكّل الخثرة الدمويّة بشكلٍ غير طبيعيّ داخل أحد الأوعية الدمويّة قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وتعتمد أعراض تشكّل الخثرة الدمويّة على مكان وجود الخثرة في الجسم، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يأتي:[٢]

  • خثرة القلب: ألم، وضيق في منطقة الصدر، وضيق التنفس، والتعرّق، والغثيان، والدوار.
  • خثرة الدماغ: ظهور الضعف على الوجه، وضعف الذراعين والقدمين، وصعوبة التكلّم، ومشاكل الرؤية، والدوخة، وألم الرأس الشديد والمفاجئ.
  • خثرة الرئة: الشعور بألم حاد في الصدر، والتعرّق، وارتفاع عدد دقّات القلب، وضيق التنفس، والحمّى، والسعال المصحوب بالدم.
  • خثرة الذراعين أو القدمين: ألم مفاجئ، أو تدريجيّ، وانتفاخ في المنطقة المصابة ودفئها.

عوامل خطر تخثر الدم

هناك العديد من العوامل التي تحفز تشكّل الخثرة الدمويّة بطرق مختلفة، وتختلف العوامل التي تزيد من خطر تشكّل الخثرة الدمويّة في أحد الشرايين عن العوامل التي تزيد من خطر تشكّلها في أحد الأوردة، كما قد تلعب جينات الشخص دوراً في عمليّة تخثر الدم وسرعة تشكّل الخثرة الدمويّة، وفي ما يأتي بيان لبعض تلك العوامل:[٢]

  • التقدّم في العُمر.
  • السُمنة.
  • قِلّة الحركة، بما في ذلك انعدام الحركة لفترات طويلة، أو السفر لمسافات بعيدة.
  • الحمل.
  • التدخين.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
  • تناول موانع الحمل الفمويّة.
  • الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكريّ.
  • الأمراض الالتهابيّة المزمنة.
  • بعض أنواع العمليّات الجراحيّة.
  • التعرّض لصدمة جسديّة.
  • تناول أنواع محددة من الأدوية.

فيديو أعراض تخثر الدم

قد يكون تخثر الدم عرضاً من أعراض الجلطات! فكيف تعرف أنك تعاني منه؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “What is Coagulation? How does our blood clot?”, www.medicalnewstoday.com,29-3-2016، Retrieved 31-5-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Blood Clots”, www.hematology.org, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  3. Ann Pietrangelo, “Coagulation Tests”، www.healthline.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تخثر الدم

تُعرّف عمليّة تجلّط الدم أو تخثّر الدم (بالإنجليزية: Coagulation) على انّها إحدى العمليّات المعقّدة التي يقوم بها الجسم كردّة فعلٍ طبيعيّة لوقف النزيف الحاصل نتيجة تعرّض أحد الأوعية الدمويّة إلى جرح أو ضرر، وذلك من خلال تشكيل خثرة دمويّة لسدّ المنطقة المتضررة ومنع خروج الدم من خلالها، وتحتاج عمليّة التخثّر إلى وجود عنصرين أساسيين لإتمام العمليّة وهما؛ الصفائح الدمويّة (بالإنجليزية: Platelets)، وبروتينات خاصّة تُعرف بعوامل التخثّر (بالإنجليزية: Coagulation factors)، وفي الحقيقة يقوم الجسم بحلّ الخثرة المتشكّلة بشكلٍ طبيعيّ بعد شفاء المنطقة المتضررة، إلا أنّه في بعض الحالات قد لا يتمّ حلّ الخثرة المتشكّلة من قِبَل الجسم، أو تنشأ خثرة دمويّة داخل الأوعية الدمويّة دون وجود جرح أو ضرر واضح داخل هذه الأوعية ممّا قد يشكّل خطراً على حياة الشخص، ويستدعي التدخّل الطبيّ للعلاج.[١][٢]

آلية تخثر الدم

بدايةً تتجه الصفائح الدمويّة إلى منطقة الضرر الحاصل على البطانة الغشائيّة للأوعية الدمويّة (بالإنجليزية: Endothelium) لتتجمّع الصفائح مع بعضها وتشكّل سداً يمنع خروج الدم عبر الجرح الحاصل، وتُدعى هذه المرحلة بالإرقاء الأوليّ، وفي أثناء هذه المرحلة تبدأ مرحلة الإرقاء الثانويّ والتي يتخللها حدوث مجموعة من التفاعلات الكيميائيّة المعقّدة من خلال البروتينات المعروفة بعوامل التخثّر والتي يتمّ إنتاج معظمها عن طريق الكبد، وتكون آخر مرحلة من هذه التفاعلات الكيميائيّة تحويل بروتين الفيبرينوجين (بالإنجليزية: Fibrinogen) إلى الليفين أو الفايبرين (بالإنجليزية: Fibrin) وهو بروتين غير قابل للانحلال في الماء يشكّل شبكة قوية فوق الصفائح الدمويّة المتجمّعة في منطقة الجرح لتدعيمها، لتنتج الطبقة الصلبة المعروفة بالخثرة الدمويّة، والتي تمنع حدوث النزيف حتى شفاء المنطقة المتضررة.[١]

اختبارات تخثر الدم

على الرغم من أنّ عمليّة تخثّر الدم هي عمليّة طبيعيّة لمنع حدوث النزيف، إلا أنّه في بعض الحالات المرضيّة قد تتشكّل الخثرة الدمويّة داخل أحد الأوعية الدمويّة السليمة، وقد تنتقل هذه الخثرة عبر مجرى الدم إلى القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، ممّا قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة مثل الإصابة بالسكتة الدماغيّة، أو النوبة القلبيّة، وي الحقيقة يمكن قياس قابليّة الدم للتخثّر، والوقت اللّازم للتخثّر من خلال إجراء اختبار تخثّر الدم لتقييم خطر تشكّل الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بالنزيف الدمويّ، وتوجد العديد من اختبارات تخثّر الدم المختلفة، نذكر منها ما يأتي:[٣]

  • العدّ الدمويّ الشامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) يمكن من خلال نتائج هذا الاختبار تقييم إصابة الشخص بمرض فقر الدم، أو وجود نقص في عدد الصفائح الدمويّة، ممّا قد يؤثّر في عمليّة تخثّر الدم.
  • قياس العامل الخامس: (بالإنجليزية: Factor V assay) يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة العامل الخامس، وهو أحد العوامل التي تدخل في عمليّة التخثّر، وقد تدل النسبة المنخفضة للعامل على انحلال الفبرين الأولي (بالإنجليزية: Primary fibrinolysis) وهي العمليّة التي يتمّ فيها انحلال الخثرة الدمويّة، أو الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو الإصابة بما يُعرف بالتخثّر المنتشر داخل الأوعية (بالإنجليزية: Disseminated intravascular coagulation).
  • مستوى الفيبرينوجين: يتمّ في هذا الاختبار قياس نسبة بروتين الفيبرينوجين في الدم، وقد تدل النسب غير الطبيعيّة على وجود نزيف شديد، أو انفصال المشيمة عن جدار الرحم والمعروف بانفصال المشيمة المبكر (بالإنجليزية: Placental abruption).
  • زمن البروثرومبين: يتمّ قياس زمن البروثرومبين (بالإنجليزية: Prothrombin time) لمعرفة الزمن اللازم لتخثّر الدم، ويتراوح الزمن الطبيعيّ للتخثّر بين 25 و30 ثانية، وقد تدلّ النتائج غير الطبيعيّة على الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو مرض نزف الدم الوراثيّ (بالإنجليزية: Hemophilia).
  • عدد الصفيحات الدمويّة: قد يدلّ وجود عدد منخفض من الصفيحات الدمويّة في الدم إلى الإصابة بمرض الداء البطنيّ (بالإنجليزية: Celiac disease)، أو نقص فيتامين ك، أو الإصابة باللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول بعض الأدوية، أو التعرّض للعلاج الكيميائيّ قد يؤدي إلى انخفاض عدد الصفيحات الدمويّة.

أعراض تخثر الدم

كما تمّ توضيحه سابقاً فإنّ تشكّل الخثرة الدمويّة بشكلٍ غير طبيعيّ داخل أحد الأوعية الدمويّة قد يؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة، وتعتمد أعراض تشكّل الخثرة الدمويّة على مكان وجود الخثرة في الجسم، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها ما يأتي:[٢]

  • خثرة القلب: ألم، وضيق في منطقة الصدر، وضيق التنفس، والتعرّق، والغثيان، والدوار.
  • خثرة الدماغ: ظهور الضعف على الوجه، وضعف الذراعين والقدمين، وصعوبة التكلّم، ومشاكل الرؤية، والدوخة، وألم الرأس الشديد والمفاجئ.
  • خثرة الرئة: الشعور بألم حاد في الصدر، والتعرّق، وارتفاع عدد دقّات القلب، وضيق التنفس، والحمّى، والسعال المصحوب بالدم.
  • خثرة الذراعين أو القدمين: ألم مفاجئ، أو تدريجيّ، وانتفاخ في المنطقة المصابة ودفئها.

عوامل خطر تخثر الدم

هناك العديد من العوامل التي تحفز تشكّل الخثرة الدمويّة بطرق مختلفة، وتختلف العوامل التي تزيد من خطر تشكّل الخثرة الدمويّة في أحد الشرايين عن العوامل التي تزيد من خطر تشكّلها في أحد الأوردة، كما قد تلعب جينات الشخص دوراً في عمليّة تخثر الدم وسرعة تشكّل الخثرة الدمويّة، وفي ما يأتي بيان لبعض تلك العوامل:[٢]

  • التقدّم في العُمر.
  • السُمنة.
  • قِلّة الحركة، بما في ذلك انعدام الحركة لفترات طويلة، أو السفر لمسافات بعيدة.
  • الحمل.
  • التدخين.
  • ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.
  • تناول موانع الحمل الفمويّة.
  • الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكريّ.
  • الأمراض الالتهابيّة المزمنة.
  • بعض أنواع العمليّات الجراحيّة.
  • التعرّض لصدمة جسديّة.
  • تناول أنواع محددة من الأدوية.

فيديو أعراض تخثر الدم

قد يكون تخثر الدم عرضاً من أعراض الجلطات! فكيف تعرف أنك تعاني منه؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “What is Coagulation? How does our blood clot?”, www.medicalnewstoday.com,29-3-2016، Retrieved 31-5-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Blood Clots”, www.hematology.org, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  3. Ann Pietrangelo, “Coagulation Tests”، www.healthline.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى