تاريخ

جديد ما عاصمة الدولة العباسية

مقالات ذات صلة

الدولة العباسيّة وعاصمتها

الدولة العباسية هي ثالث الدّول أو الحقب الزمنيّة التي مرّت على العالم الإسلامي، فالحكم بدأ بعد وفاة الرّسول الأعظم – صلّى الله عليه وسلم – بالخلافة الرّاشدة، ثمّ تلا هذا العصر بعد ذلك عصر الخلافة الأمويّة، ثمّ وبعد انهيارها على أيدي العباسيين قامت الدولة العباسيّة؛ حيث مرّت الدولة العباسية بعدد من المراحل المختلفة من التأسيس إلى القوّة ثمّ إلى الضّعف، وكانت عاصمتها تختلف من مرحلة إلى أخرى، إلّا أن العاصمة العباسيّة الأبرز والتي حافظت على مكانتها كعاصمة الدّولة لأطول فترة ممكنة هي مدينة بغداد العراقيّة؛ حيث كانت هذه المدينة هي العاصمة لأطول فترة ممكنة فقد تعاقب الخلفاء العباسيين عليها خليفةً بعد خليفة.

مدينة بغداد

تمّ بناء مدينة بغداد العريقة في القرن الثامن الميلادي في زمن الخليفة العباسي المنصور، ومنذ ذلك الوقت أصبحت هي عاصمة هذه الدولة العظيمة، فقد كانت هذه المدينة واحدة من أهم المدن في ذلك الوقت من ناحية العلم؛ إذ كانت هذه المدينة منارة علميّة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكان العلماء يقدمون ويتوافدون إليها من كلّ صوب ومنطقة وناحية من نواحي الكرة الأرضيّة آنذاك. وبغداد في ذلك الوقت كانت تسمّى بأسماء مختلفة قبل أن تصبح بهذا الاسم الّتي هي عليه؛ فقد كانت بغداد قديماً هي بابل، ثمّ سلوقيّة، ثم قطيسفون، ثمّ مدائن كسرى إلى أن أصبحت مدينة بغداد.

كانت هذه المدينة في ذروة عطائها في كافّة المجالات في عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد، وبقيت تتراجع بتراجع دور الخلافة العباسيّة وقوّتها ونفوذها إلى أن جاء عام 1258 من الميلاد؛ حيث غزى هذه المدينة كما باقي مدن العالم الإسلامي التتار والمغول. وأحدثا فيها الأهوال ودمّراها. وبعد ذلك بفترة أي بعد أن هدأ الوضع في العالم الإسلامي أصبحت بغداد تابعةً للدّولة العثمانية، وفي العصر الحديث أي قبل بدايات القرن الماضي احتلّ الإنجليز المنطقة ومن ضمنها مدينة بغداد؛ حيث صارت في عام 1921 من الميلاد عاصمةً للمملكة العراقيّة، ثمّ أصبحت عاصمة الجمهوريّة العراقيّة في عام 1958 من الميلاد.

وفي يومنا هذا وقبل احتلال الأمريكان لمدينة العراق العربيّة، كانت العراق عاصمةً ومدينةً عربيّةً من الطراز الرفيع؛ حيث كانت أيضاً مقصداً للطلّاب الّذين أرادوا طلب العلم فيها؛ فالتّعليم فيها ازدهر وبشكل كبير جداً، بالإضافة إلى ازدهار الحياة الثقافيّة في هذه المدينة بشكلٍ واسع؛ حيث انتشرت المسارح والمتاحف والمدارس والمكتبات، وكلّ ما يتمنّاه أيّ عربيّ ومسلم شريف اليوم هو عودة بغداد وأخواتها إلى الأمجاد السابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى