ما حكم الزكاة

'); }

حكم الزكاة

الزّكاة: هي الركن الثالث من أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها)،[١][٢] وتجب الزّكاة على كلِّ من توافرت فية شروط وجوبها، وتكون فرض عينٍ بحقّه، وهي عبادة؛ لذلك لا تُقبَل من غير المسلم، فمن شروطها الإسلام، والحرية، والملك التّام للمال، فلا تجب في الأموال العامة؛ كالأوقاف مثلاً، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحثُّ عليها، منها قول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)،[٣] وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٤][٥] والزكاة لغةً بمعنى الزيادةُ والنّمَاء، فيُقال: زكا الزّرع إذا نما، وشرعاً: هي حقٌّ في المال الذي يبلغ النّصاب بشروطٍ مخصوصةٍ وتُعطى لفئاتٍ مخصوصةٍ، وقد ثبتت فرضيّتها في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع.[٦]

الحكمة من مشروعية الزكاة

خلق الله -تعالى- النّاس وجعلهم متفاوتين من حيث الأرزاق والمكاسب والمواهب، قال الله -تعالى-: (وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ فِي الرِّزقِ)،[٧] لكنَّ الله -تعالى- أوجد حلٍّ لمشكلة التفاوت، وهو إيجاب الزّكاة على الغنيّ للفقير بشكلٍ واجب، وليس تطوعاً أو مِنَّةً من الغنيّ، قال الله -تعالى-: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)،[٨] والزّكاة هي أولى الوسائل لعلاج ذلك التفاوت، وتحقيق التكافل والضمان الاجتماعي في الإسلام،[٩] وهناك العديد من الحِكَم التي شرع الله -تعالى- من أجلها الزكاة، ومنها ما يأتي:[١٠]

'); }

  • الحصول على رضا الله -تعالى- من خلال إخراج المال المحبَّب إلى النّفس في سبيل المحبوب -سبحانه وتعالى-.
  • تطهير نفس المُعطي والآخذ من خلال جعل الإنسان سيداً للمال لا عبداً له، ولا سيما تطهير نفس المُعطي من الشُّحّ والبُخل.
  • تنمية المال تنميةً حسيةً ومعنويةً من خلال استثماره وزيادته، وتنقيته وتطهيره من الشوائب.
  • تقليل الجرائم الخُلقية والمالية كالسرقة، والسّطو، والنّهب، من خلال سدِّ حاجة الفقير والمسكين، ومعالجة مشاكل الفقر.
  • نشر الأمن والسلام والراحة النفسية من خلال بناء الجسور بين الأغنياء والفقراء، والتي من شأنها أن تُزيل الأحقاد والبغضاء بينهم.
  • تأدية الأمانات، وإيصال الحقوق إلى أهلها من خلال تعويد المؤمن على السّماحة والأخلاق الحسنة أثناء تأديته لعبادة الزّكاة التي تزيد حسناته وإيمانه، وتكفّر خطيئاته، وتُبارك في ماله وأعماله.
  • حماية المجتمع من مرض الفقر، وحماية الدّولة من الضعف والإرهاق، وذلك من خلال إعانة الفقير على قضاء حوائجه، والعيش بشكلٍ كريم إن كان عاجزاً عن العمل، والأخذ بيده ومساعدته على استئناف عمله إن كان قادراً على العمل والنشاط، وحماية المجتمع المسلم من خلال نشر التكافل والتضامن الاجتماعي بينهم، وتقوية اقتصاد الدولة من خلال زيادة القوة الشرائية للفقير، والتي تعود على الغنيّ بالربح وزيادة المال من خلال تحريك عجلة الاقتصاد وزيادة التنميّة.
  • تحقيق معاني المحبّة والأخوة بين أفراد المجتمع الواحد، والمساهمة في التقريب بين الفئات المختلفة فيه، والمحافظة على مستوى الكفاية للجميع، من خلال العطاء والبذل.
  • شكر الله -تعالى- على نعمة المال، من خلال إخراج زكاته التي تُضاف إليه، فيُقال: زكاةُ المال، والإضافة تكون للسببية كما يُقال: صومُ الشهر، وصلاةُ الظهر، وحج البيت.[٩]

فضل إيتاء الزكاة

يظهر فضل الزكاة من خلال عدَّة أمور منها ما يأتي:[١١]

  • القرن بين الزّكاة والصلاة في العديد من الآيات القرآنية الكريمة، وهذا يدلّ على أهميتها، من ذلك قول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ).[١٢]
  • الزّكاة هي الرّكن الثالث من أركان الإسلام، لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٤]
  • الزّكاة أفضل من الصدقات التطوعيّة لأنها فرض، والله -تعالى- قال في الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه)،[١٣] والزّكاة تزكّي النّفوس وتطهّرها من الذّنوب، لقول الله -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها).[١][١٤]

المراجع

  1. ^ أ ب سورة التوبة، آية: 103.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 231، جزء 1. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 110.
  4. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  5. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 10، جزء 3. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المملكة العربية السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 121-122. بتصرّف.
  7. سورة النحل، آية: 71.
  8. سورة الذاريات، آية: 19.
  9. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق-سوريا: دار الفكر، صفحة 1790-1791، جزء 3. بتصرّف.
  10. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 9، جزء 3. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 229، جزء 23. بتصرّف.
  12. سورة البقرة، آية: 110.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  14. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 22، جزء 3. بتصرّف.
Exit mobile version