الحج والعمرة

ما المقصود بيوم التروية

المقصود بيوم التروية وسبب التسمية

جاءت لفظة تروية لغةً من (رَوِيَ)؛ والتي تأتي بمعنى الشُّرب التام إلى حين ذهاب العَطش، والشُّرب حتى الشَّبَع، واستسقاء الماء، والتزوُّد بالماء،[١] أمّا اصطلاحاً، فيوم التروية هو: اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة، وهو من أيّام الحجّ، وله اسمٌ آخر؛ وهو يوم النقلة، وسُمِّي بيوم التروية؛ لأنّ الحُجّاج كانوا يتزوّدون فيه من الماء؛ ليأخذوه معهم من مكّة إلى عرفات، أمّا تسميته بيوم النقلة؛ فذلك لأنّ الحُجّاج يرتحلون؛ أي ينتقلون فيه من مكّة إلى مِنى،[٢] وقد ذَكَر الإمام الحافظ ابن حجر أنّ يوم التروية سُمِّي بذلك؛ لأنّ الناس كانوا يَروون فيه أنفسهم من الماء، ويَروون فيه إِبِلهم؛ حيث إنّ الأماكن التي سينتقلون إليها خالية من الماء؛ إذ ليس فيها آبار، ولا عيون ماء.[٣]

فضل يوم التروية

يوم التروية أحد الأيّام الفضيلة؛ فهو من أيّام العَشر من ذي الحجّة، والتي أقسمَ الله -سبحانه وتعالى- بها في القرآن الكريم؛ لفَضلها، وعَظمتها؛ فقال: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،[٤] وهو من الأيّام التي يكثر فيها ذِكر الله -تعالى-، ويشمل ذِكر الله -تعالى- التكبيرَ، والتهليلَ، والتحميدَ، والتسبيحَ، كما أنّ العمل الصالح في هذه الأيّام أفضل أجراً من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ)،[٥][٦] أمّا ما ذُكِر من أنّ صيام يوم التروية يُكفّر السنة الماضية؛ فالحديث الوارد في ذلك، وهو: (صومُ يومِ الترْوِيَةِ كفارَةُ سنَةٍ ، وصومُ يومِ عَرَفَةَ كفارَةُ سنتينِ).[٧] حديث ضعيف، وقِيل إنّه موضوع.[٨]

أعمال يوم التروية

ينطلق الحُجّاج في اليوم الثامن من ذي الحجّة -وهو يوم التروية- إلى مِنى، ويكون الحاجّ إمّا مُتمتِّعاً بالحجّ، أو مُفرداً، أو قارناً؛ أمّا المُتمتِّع فيُحرم بالحجّ هناك، والآخران يكونان مُحرِمَين أصلاً، وفي ذلك اليوم يبيت الحُجّاج في مِنى كما فَعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ويُصلّون فيها الصلوات الخَمس؛ من الظهر حتى فجر اليوم التاسع؛ وهو فجر يوم عرفة،[٩] ويُصلّون كلّ صلاة في وقتها، إلّا أنّهم يَقصُرون الصلاة الرُّباعية؛ فيُصلّون كلّاً من الظهر، والعصر، والعشاء، ركعتَين، والمغرب ثلاثاً كما هو، والفجر ركعتَين كما هو، وحين تطلع شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة، يتوجّه الحُجّاج من مِنى إلى عرفات،[١٠] ويشارك أهل مكّة الحجيج يوم التروية في قَصر الصلاة؛ إذ لم يُوجِب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أهل مكّة الإتمام.[١١]

أخطاء يقع فيها الحُجّاج يوم التروية

يقع بعض الحُجّاج في عدد من الأخطاء في يوم التروية، ومنها ما يأتي:[١٢]

  • الاعتقاد أنّ الإحرام يلزم أن يكون من المسجد الحرام؛ في حين أنّ الحاجّ يُمكنه أن يُحرمَ من موضعه في مِنى دون العودة.
  • الاعتقاد أنّ ثياب إحرام الحجّ يجب أن تختلف عن ثياب إحرام العمرة التي أحرم فيها سابقاً، وهو اعتقادٌ خاطئ؛ إذ يمكن الإحرام للحَجّ بثياب إحرام العمرة نفسها.
  • اضطباع الحاجّ من يوم التروية وحتى نهاية الحجّ، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فالمشروع في الاضطباع أن يكون فقط عند أداء طواف القدوم، أو طواف العمرة.
  • الجمع بين الصلوات في مِنى دون عُذر، وهذا أمرٌ خاطئ، إذ إنّ الحاجّ يَقصُرُ الصلاة فقط، وقد يترك بعض الحُجّاج قَصْر الصلاة في مِنى، وهذا خطأ أيضاً.

المراجع

  1. “تعريف و معنى يوم التروية في معجم المعاني الجامع “، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية – الدرر السنية، صفحة 216، جزء 2. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 336، جزء 69. بتصرّف.
  4. سورة الفجر، آية: 1-2.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  6. يحيى بن موسى الزهراني، “فضائل العشر من ذي الحجة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3501، موضوع.
  8. موفق الدين ابن قدامة (2004)، فضل يوم التروية وعرفة (الطبعة الأولى)، صفحة 3. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 46، جزء 17. بتصرّف.
  10. مصطفى العدوي، دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 40، جزء 37. بتصرّف.
  11. محمد بن صالح العثيمين (28-9-2014)، “أعمال الحج “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  12. “أخطاء في يوم التروية”، www.islamweb.net، 3-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

المقصود بيوم التروية وسبب التسمية

جاءت لفظة تروية لغةً من (رَوِيَ)؛ والتي تأتي بمعنى الشُّرب التام إلى حين ذهاب العَطش، والشُّرب حتى الشَّبَع، واستسقاء الماء، والتزوُّد بالماء،[١] أمّا اصطلاحاً، فيوم التروية هو: اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة، وهو من أيّام الحجّ، وله اسمٌ آخر؛ وهو يوم النقلة، وسُمِّي بيوم التروية؛ لأنّ الحُجّاج كانوا يتزوّدون فيه من الماء؛ ليأخذوه معهم من مكّة إلى عرفات، أمّا تسميته بيوم النقلة؛ فذلك لأنّ الحُجّاج يرتحلون؛ أي ينتقلون فيه من مكّة إلى مِنى،[٢] وقد ذَكَر الإمام الحافظ ابن حجر أنّ يوم التروية سُمِّي بذلك؛ لأنّ الناس كانوا يَروون فيه أنفسهم من الماء، ويَروون فيه إِبِلهم؛ حيث إنّ الأماكن التي سينتقلون إليها خالية من الماء؛ إذ ليس فيها آبار، ولا عيون ماء.[٣]

فضل يوم التروية

يوم التروية أحد الأيّام الفضيلة؛ فهو من أيّام العَشر من ذي الحجّة، والتي أقسمَ الله -سبحانه وتعالى- بها في القرآن الكريم؛ لفَضلها، وعَظمتها؛ فقال: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،[٤] وهو من الأيّام التي يكثر فيها ذِكر الله -تعالى-، ويشمل ذِكر الله -تعالى- التكبيرَ، والتهليلَ، والتحميدَ، والتسبيحَ، كما أنّ العمل الصالح في هذه الأيّام أفضل أجراً من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ)،[٥][٦] أمّا ما ذُكِر من أنّ صيام يوم التروية يُكفّر السنة الماضية؛ فالحديث الوارد في ذلك، وهو: (صومُ يومِ الترْوِيَةِ كفارَةُ سنَةٍ ، وصومُ يومِ عَرَفَةَ كفارَةُ سنتينِ).[٧] حديث ضعيف، وقِيل إنّه موضوع.[٨]

أعمال يوم التروية

ينطلق الحُجّاج في اليوم الثامن من ذي الحجّة -وهو يوم التروية- إلى مِنى، ويكون الحاجّ إمّا مُتمتِّعاً بالحجّ، أو مُفرداً، أو قارناً؛ أمّا المُتمتِّع فيُحرم بالحجّ هناك، والآخران يكونان مُحرِمَين أصلاً، وفي ذلك اليوم يبيت الحُجّاج في مِنى كما فَعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ويُصلّون فيها الصلوات الخَمس؛ من الظهر حتى فجر اليوم التاسع؛ وهو فجر يوم عرفة،[٩] ويُصلّون كلّ صلاة في وقتها، إلّا أنّهم يَقصُرون الصلاة الرُّباعية؛ فيُصلّون كلّاً من الظهر، والعصر، والعشاء، ركعتَين، والمغرب ثلاثاً كما هو، والفجر ركعتَين كما هو، وحين تطلع شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة، يتوجّه الحُجّاج من مِنى إلى عرفات،[١٠] ويشارك أهل مكّة الحجيج يوم التروية في قَصر الصلاة؛ إذ لم يُوجِب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على أهل مكّة الإتمام.[١١]

أخطاء يقع فيها الحُجّاج يوم التروية

يقع بعض الحُجّاج في عدد من الأخطاء في يوم التروية، ومنها ما يأتي:[١٢]

  • الاعتقاد أنّ الإحرام يلزم أن يكون من المسجد الحرام؛ في حين أنّ الحاجّ يُمكنه أن يُحرمَ من موضعه في مِنى دون العودة.
  • الاعتقاد أنّ ثياب إحرام الحجّ يجب أن تختلف عن ثياب إحرام العمرة التي أحرم فيها سابقاً، وهو اعتقادٌ خاطئ؛ إذ يمكن الإحرام للحَجّ بثياب إحرام العمرة نفسها.
  • اضطباع الحاجّ من يوم التروية وحتى نهاية الحجّ، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فالمشروع في الاضطباع أن يكون فقط عند أداء طواف القدوم، أو طواف العمرة.
  • الجمع بين الصلوات في مِنى دون عُذر، وهذا أمرٌ خاطئ، إذ إنّ الحاجّ يَقصُرُ الصلاة فقط، وقد يترك بعض الحُجّاج قَصْر الصلاة في مِنى، وهذا خطأ أيضاً.

المراجع

  1. “تعريف و معنى يوم التروية في معجم المعاني الجامع “، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية – الدرر السنية، صفحة 216، جزء 2. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 336، جزء 69. بتصرّف.
  4. سورة الفجر، آية: 1-2.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  6. يحيى بن موسى الزهراني، “فضائل العشر من ذي الحجة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3501، موضوع.
  8. موفق الدين ابن قدامة (2004)، فضل يوم التروية وعرفة (الطبعة الأولى)، صفحة 3. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 46، جزء 17. بتصرّف.
  10. مصطفى العدوي، دروس للشيخ مصطفى العدوي، صفحة 40، جزء 37. بتصرّف.
  11. محمد بن صالح العثيمين (28-9-2014)، “أعمال الحج “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  12. “أخطاء في يوم التروية”، www.islamweb.net، 3-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى