ثقافة إسلامية

ما هو يوم عرفة

يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين؛ إذ إنّه يوم توبة وإنابة العباد إلى ربّهم -عزّ وجلّ-، كما أنّه يوم الطاعات والعبادات التي تقرّبهم منه -سُبحانه-، ليُدركوا بأنّ ما أعدّه له من الأجر والثواب خيرٌ من الدُّنيا وما فيها من ملذّاتٍ وأهواءٍ، ولذلك يُستسحن بكلّ مُسلمٍ الإقبال على الطاعات والعبادات فيه، واستغلاله بما يحقّق رضى الله -سُبحانه-، ويقي النّفوس من الشحناء والبغضاء.[١]

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

وردت العديد من الأقوال في بيان سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؛ فقيل لأنّ الوقوف في عرفة يكون فيه، وقيل لأن إبراهيم -عليه السلام- عَلِمَ في ذلك اليوم أنّ رؤيته حقٌّ،[٢] إذ كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقد تروّى بالحكم إن كان من الله أم لا، ثمّ عَلِم أنّه من الله -سُبحانه- في الليلة التالية، وقيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ،[٣] وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة،[٤] وقبل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة.[٥]

تاريخ يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من شهر ذي الحِجّة،[٦] وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السّنة الهجريّة، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعد شهر ذي القعدة، وتؤدّى فيه مناسك الحجّ، كما أنّه من الأشهر الحُرُم؛ أي الأشهر التي كان القتال مُحرّماً فيها عند العرب قديماً.[٧]

فَضْل يوم عرفة

تترتّب على يوم عرفة العديد من الفضائل؛ إذ إنّه يوم العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب، كما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)،[٨] لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب، ومن فضائل يوم عرفة؛ مُباهاة الله -تعالى- الملائكة بأهل عرفة، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)،[٩] ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).[١٠][١١]

أفضل الأعمال يوم عرفة

الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجَّ)،[١٢] فمن فاته الوقوف بعرفة؛ فاته الحجّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحجّ عرفة؛ أيّ هو الأصل، والباقي تَبَعٌ”، ونقل ابن قدامة إجماع العلماء على ذلك.[١٣]

ذِكْر الله تعالى

يُسنّ الإكثار من ذِكْر الله -تعالى- يوم عرفة، في أي جزءٍ من أجزائه، وفي أي حالٍ من الأحوال؛ جلوساً، أو قياماً، أو إضجاعاً، ومن صور ذِكْر الله؛ التكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).[١٤][١٥]

صيام يوم عرفة

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل صيام يوم عرفة بقَوْله: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- مبيّناً المقصود من الحديث النبويّ: “المراد غير الكبائر”، أيّ أنّ الذّنوب التي تُكفّر بصيام يوم عرفة من غير الكبائر منها، وقال البلقينيّ أيضاً: “الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر؛ فصوم عرفة له رفع درجاتٍ، ومن له صغائر فقط، بلا إصرارٍ؛ فهو مكفّرٌ له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار؛ فهي التي تُكفّر بالعمل الصالح؛ كصلاةٍ، وصومٍ، ومن له كبائر وصغائر؛ فالمكفّر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط؛ يُكفّر عنه بقَدْر ما كان يُكفّر من الصغائر”.[١٧]

الدعاء في يوم عرفة

فَضْل الدعاء في يوم عرفة

يُستحبّ الدُّعاء يوم عرفة؛ إذ إنّه من أوقات الاستجابة، كما أنّ ثوابه أعظم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[١٨] كما يُستحبّ الثناء على الله -عزّ وجلّ- قبل الدُّعاء.[١٩]

وقت الدعاء في يوم عرفة

يبدأ الدُّعاء يوم عرفة بعد زوال الشّمس؛ أي بعد أداء الحجّاج لصلاتي الظُّهر والعصر، جَمْعاً وقَصْراً وقت الظُّهر، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، فيتوجّه الحجاجّ إلى عرفة، ويتقرّبون من الله -سُبحانه- بالدُّعاء، والذِكْر، والتلبية، والدُّعاء بعد حَمْد الله، والصلاة على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويستمرّ الحجّاج على ذلك الحال إلى غروب الشّمس.[٢٠]

المراجع

  1. علي بن عمر بادحدح، دروس الشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1، جزء 94. بتصرّف.
  2. شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
  3. شمس الدين ابن المفلح (2003)، الفروع وتصحيح الفروع (الطبعة الأولى)، صفحة 88، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد البركتي (1986)، قواعد الفقه (الطبعة الأولى)، صفحة 558. بتصرّف.
  5. الحسين بن محمود البغوي (1420)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
  6. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 827، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12/42، إسناده صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3853، أخرجه في صحيحه.
  11. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن الديلي، الصفحة أو الرقم: 2975، حسن صحيح.
  13. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  14. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/224، إسناده صحيح.
  15. محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، صفحة 14. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  17. زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
  19. مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 327، جزء 1. بتصرّف.
  20. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، صفحة 276، جزء 17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين؛ إذ إنّه يوم توبة وإنابة العباد إلى ربّهم -عزّ وجلّ-، كما أنّه يوم الطاعات والعبادات التي تقرّبهم منه -سُبحانه-، ليُدركوا بأنّ ما أعدّه له من الأجر والثواب خيرٌ من الدُّنيا وما فيها من ملذّاتٍ وأهواءٍ، ولذلك يُستسحن بكلّ مُسلمٍ الإقبال على الطاعات والعبادات فيه، واستغلاله بما يحقّق رضى الله -سُبحانه-، ويقي النّفوس من الشحناء والبغضاء.[١]

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

وردت العديد من الأقوال في بيان سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؛ فقيل لأنّ الوقوف في عرفة يكون فيه، وقيل لأن إبراهيم -عليه السلام- عَلِمَ في ذلك اليوم أنّ رؤيته حقٌّ،[٢] إذ كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقد تروّى بالحكم إن كان من الله أم لا، ثمّ عَلِم أنّه من الله -سُبحانه- في الليلة التالية، وقيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ،[٣] وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة،[٤] وقبل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة.[٥]

تاريخ يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من شهر ذي الحِجّة،[٦] وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السّنة الهجريّة، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعد شهر ذي القعدة، وتؤدّى فيه مناسك الحجّ، كما أنّه من الأشهر الحُرُم؛ أي الأشهر التي كان القتال مُحرّماً فيها عند العرب قديماً.[٧]

فَضْل يوم عرفة

تترتّب على يوم عرفة العديد من الفضائل؛ إذ إنّه يوم العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب، كما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)،[٨] لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب، ومن فضائل يوم عرفة؛ مُباهاة الله -تعالى- الملائكة بأهل عرفة، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)،[٩] ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).[١٠][١١]

أفضل الأعمال يوم عرفة

الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجَّ)،[١٢] فمن فاته الوقوف بعرفة؛ فاته الحجّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحجّ عرفة؛ أيّ هو الأصل، والباقي تَبَعٌ”، ونقل ابن قدامة إجماع العلماء على ذلك.[١٣]

ذِكْر الله تعالى

يُسنّ الإكثار من ذِكْر الله -تعالى- يوم عرفة، في أي جزءٍ من أجزائه، وفي أي حالٍ من الأحوال؛ جلوساً، أو قياماً، أو إضجاعاً، ومن صور ذِكْر الله؛ التكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).[١٤][١٥]

صيام يوم عرفة

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل صيام يوم عرفة بقَوْله: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- مبيّناً المقصود من الحديث النبويّ: “المراد غير الكبائر”، أيّ أنّ الذّنوب التي تُكفّر بصيام يوم عرفة من غير الكبائر منها، وقال البلقينيّ أيضاً: “الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر؛ فصوم عرفة له رفع درجاتٍ، ومن له صغائر فقط، بلا إصرارٍ؛ فهو مكفّرٌ له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار؛ فهي التي تُكفّر بالعمل الصالح؛ كصلاةٍ، وصومٍ، ومن له كبائر وصغائر؛ فالمكفّر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط؛ يُكفّر عنه بقَدْر ما كان يُكفّر من الصغائر”.[١٧]

الدعاء في يوم عرفة

فَضْل الدعاء في يوم عرفة

يُستحبّ الدُّعاء يوم عرفة؛ إذ إنّه من أوقات الاستجابة، كما أنّ ثوابه أعظم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[١٨] كما يُستحبّ الثناء على الله -عزّ وجلّ- قبل الدُّعاء.[١٩]

وقت الدعاء في يوم عرفة

يبدأ الدُّعاء يوم عرفة بعد زوال الشّمس؛ أي بعد أداء الحجّاج لصلاتي الظُّهر والعصر، جَمْعاً وقَصْراً وقت الظُّهر، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، فيتوجّه الحجاجّ إلى عرفة، ويتقرّبون من الله -سُبحانه- بالدُّعاء، والذِكْر، والتلبية، والدُّعاء بعد حَمْد الله، والصلاة على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويستمرّ الحجّاج على ذلك الحال إلى غروب الشّمس.[٢٠]

المراجع

  1. علي بن عمر بادحدح، دروس الشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1، جزء 94. بتصرّف.
  2. شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
  3. شمس الدين ابن المفلح (2003)، الفروع وتصحيح الفروع (الطبعة الأولى)، صفحة 88، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد البركتي (1986)، قواعد الفقه (الطبعة الأولى)، صفحة 558. بتصرّف.
  5. الحسين بن محمود البغوي (1420)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
  6. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 827، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12/42، إسناده صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3853، أخرجه في صحيحه.
  11. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن الديلي، الصفحة أو الرقم: 2975، حسن صحيح.
  13. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  14. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/224، إسناده صحيح.
  15. محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، صفحة 14. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  17. زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
  19. مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 327، جزء 1. بتصرّف.
  20. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، صفحة 276، جزء 17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين؛ إذ إنّه يوم توبة وإنابة العباد إلى ربّهم -عزّ وجلّ-، كما أنّه يوم الطاعات والعبادات التي تقرّبهم منه -سُبحانه-، ليُدركوا بأنّ ما أعدّه له من الأجر والثواب خيرٌ من الدُّنيا وما فيها من ملذّاتٍ وأهواءٍ، ولذلك يُستسحن بكلّ مُسلمٍ الإقبال على الطاعات والعبادات فيه، واستغلاله بما يحقّق رضى الله -سُبحانه-، ويقي النّفوس من الشحناء والبغضاء.[١]

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

وردت العديد من الأقوال في بيان سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؛ فقيل لأنّ الوقوف في عرفة يكون فيه، وقيل لأن إبراهيم -عليه السلام- عَلِمَ في ذلك اليوم أنّ رؤيته حقٌّ،[٢] إذ كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقد تروّى بالحكم إن كان من الله أم لا، ثمّ عَلِم أنّه من الله -سُبحانه- في الليلة التالية، وقيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ،[٣] وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة،[٤] وقبل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة.[٥]

تاريخ يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من شهر ذي الحِجّة،[٦] وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السّنة الهجريّة، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعد شهر ذي القعدة، وتؤدّى فيه مناسك الحجّ، كما أنّه من الأشهر الحُرُم؛ أي الأشهر التي كان القتال مُحرّماً فيها عند العرب قديماً.[٧]

فَضْل يوم عرفة

تترتّب على يوم عرفة العديد من الفضائل؛ إذ إنّه يوم العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب، كما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)،[٨] لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب، ومن فضائل يوم عرفة؛ مُباهاة الله -تعالى- الملائكة بأهل عرفة، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)،[٩] ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).[١٠][١١]

أفضل الأعمال يوم عرفة

الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجَّ)،[١٢] فمن فاته الوقوف بعرفة؛ فاته الحجّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحجّ عرفة؛ أيّ هو الأصل، والباقي تَبَعٌ”، ونقل ابن قدامة إجماع العلماء على ذلك.[١٣]

ذِكْر الله تعالى

يُسنّ الإكثار من ذِكْر الله -تعالى- يوم عرفة، في أي جزءٍ من أجزائه، وفي أي حالٍ من الأحوال؛ جلوساً، أو قياماً، أو إضجاعاً، ومن صور ذِكْر الله؛ التكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).[١٤][١٥]

صيام يوم عرفة

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل صيام يوم عرفة بقَوْله: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- مبيّناً المقصود من الحديث النبويّ: “المراد غير الكبائر”، أيّ أنّ الذّنوب التي تُكفّر بصيام يوم عرفة من غير الكبائر منها، وقال البلقينيّ أيضاً: “الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر؛ فصوم عرفة له رفع درجاتٍ، ومن له صغائر فقط، بلا إصرارٍ؛ فهو مكفّرٌ له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار؛ فهي التي تُكفّر بالعمل الصالح؛ كصلاةٍ، وصومٍ، ومن له كبائر وصغائر؛ فالمكفّر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط؛ يُكفّر عنه بقَدْر ما كان يُكفّر من الصغائر”.[١٧]

الدعاء في يوم عرفة

فَضْل الدعاء في يوم عرفة

يُستحبّ الدُّعاء يوم عرفة؛ إذ إنّه من أوقات الاستجابة، كما أنّ ثوابه أعظم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[١٨] كما يُستحبّ الثناء على الله -عزّ وجلّ- قبل الدُّعاء.[١٩]

وقت الدعاء في يوم عرفة

يبدأ الدُّعاء يوم عرفة بعد زوال الشّمس؛ أي بعد أداء الحجّاج لصلاتي الظُّهر والعصر، جَمْعاً وقَصْراً وقت الظُّهر، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، فيتوجّه الحجاجّ إلى عرفة، ويتقرّبون من الله -سُبحانه- بالدُّعاء، والذِكْر، والتلبية، والدُّعاء بعد حَمْد الله، والصلاة على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويستمرّ الحجّاج على ذلك الحال إلى غروب الشّمس.[٢٠]

المراجع

  1. علي بن عمر بادحدح، دروس الشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1، جزء 94. بتصرّف.
  2. شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
  3. شمس الدين ابن المفلح (2003)، الفروع وتصحيح الفروع (الطبعة الأولى)، صفحة 88، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد البركتي (1986)، قواعد الفقه (الطبعة الأولى)، صفحة 558. بتصرّف.
  5. الحسين بن محمود البغوي (1420)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
  6. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 827، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12/42، إسناده صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3853، أخرجه في صحيحه.
  11. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن الديلي، الصفحة أو الرقم: 2975، حسن صحيح.
  13. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  14. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/224، إسناده صحيح.
  15. محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، صفحة 14. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  17. زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
  19. مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 327، جزء 1. بتصرّف.
  20. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، صفحة 276، جزء 17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين؛ إذ إنّه يوم توبة وإنابة العباد إلى ربّهم -عزّ وجلّ-، كما أنّه يوم الطاعات والعبادات التي تقرّبهم منه -سُبحانه-، ليُدركوا بأنّ ما أعدّه له من الأجر والثواب خيرٌ من الدُّنيا وما فيها من ملذّاتٍ وأهواءٍ، ولذلك يُستسحن بكلّ مُسلمٍ الإقبال على الطاعات والعبادات فيه، واستغلاله بما يحقّق رضى الله -سُبحانه-، ويقي النّفوس من الشحناء والبغضاء.[١]

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

وردت العديد من الأقوال في بيان سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؛ فقيل لأنّ الوقوف في عرفة يكون فيه، وقيل لأن إبراهيم -عليه السلام- عَلِمَ في ذلك اليوم أنّ رؤيته حقٌّ،[٢] إذ كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقد تروّى بالحكم إن كان من الله أم لا، ثمّ عَلِم أنّه من الله -سُبحانه- في الليلة التالية، وقيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ،[٣] وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة،[٤] وقبل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة.[٥]

تاريخ يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من شهر ذي الحِجّة،[٦] وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السّنة الهجريّة، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعد شهر ذي القعدة، وتؤدّى فيه مناسك الحجّ، كما أنّه من الأشهر الحُرُم؛ أي الأشهر التي كان القتال مُحرّماً فيها عند العرب قديماً.[٧]

فَضْل يوم عرفة

تترتّب على يوم عرفة العديد من الفضائل؛ إذ إنّه يوم العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب، كما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)،[٨] لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب، ومن فضائل يوم عرفة؛ مُباهاة الله -تعالى- الملائكة بأهل عرفة، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)،[٩] ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).[١٠][١١]

أفضل الأعمال يوم عرفة

الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجَّ)،[١٢] فمن فاته الوقوف بعرفة؛ فاته الحجّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحجّ عرفة؛ أيّ هو الأصل، والباقي تَبَعٌ”، ونقل ابن قدامة إجماع العلماء على ذلك.[١٣]

ذِكْر الله تعالى

يُسنّ الإكثار من ذِكْر الله -تعالى- يوم عرفة، في أي جزءٍ من أجزائه، وفي أي حالٍ من الأحوال؛ جلوساً، أو قياماً، أو إضجاعاً، ومن صور ذِكْر الله؛ التكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).[١٤][١٥]

صيام يوم عرفة

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل صيام يوم عرفة بقَوْله: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- مبيّناً المقصود من الحديث النبويّ: “المراد غير الكبائر”، أيّ أنّ الذّنوب التي تُكفّر بصيام يوم عرفة من غير الكبائر منها، وقال البلقينيّ أيضاً: “الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر؛ فصوم عرفة له رفع درجاتٍ، ومن له صغائر فقط، بلا إصرارٍ؛ فهو مكفّرٌ له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار؛ فهي التي تُكفّر بالعمل الصالح؛ كصلاةٍ، وصومٍ، ومن له كبائر وصغائر؛ فالمكفّر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط؛ يُكفّر عنه بقَدْر ما كان يُكفّر من الصغائر”.[١٧]

الدعاء في يوم عرفة

فَضْل الدعاء في يوم عرفة

يُستحبّ الدُّعاء يوم عرفة؛ إذ إنّه من أوقات الاستجابة، كما أنّ ثوابه أعظم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[١٨] كما يُستحبّ الثناء على الله -عزّ وجلّ- قبل الدُّعاء.[١٩]

وقت الدعاء في يوم عرفة

يبدأ الدُّعاء يوم عرفة بعد زوال الشّمس؛ أي بعد أداء الحجّاج لصلاتي الظُّهر والعصر، جَمْعاً وقَصْراً وقت الظُّهر، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، فيتوجّه الحجاجّ إلى عرفة، ويتقرّبون من الله -سُبحانه- بالدُّعاء، والذِكْر، والتلبية، والدُّعاء بعد حَمْد الله، والصلاة على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويستمرّ الحجّاج على ذلك الحال إلى غروب الشّمس.[٢٠]

المراجع

  1. علي بن عمر بادحدح، دروس الشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1، جزء 94. بتصرّف.
  2. شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
  3. شمس الدين ابن المفلح (2003)، الفروع وتصحيح الفروع (الطبعة الأولى)، صفحة 88، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد البركتي (1986)، قواعد الفقه (الطبعة الأولى)، صفحة 558. بتصرّف.
  5. الحسين بن محمود البغوي (1420)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
  6. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 827، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12/42، إسناده صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3853، أخرجه في صحيحه.
  11. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن الديلي، الصفحة أو الرقم: 2975، حسن صحيح.
  13. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  14. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/224، إسناده صحيح.
  15. محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، صفحة 14. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  17. زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
  19. مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 327، جزء 1. بتصرّف.
  20. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، صفحة 276، جزء 17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين؛ إذ إنّه يوم توبة وإنابة العباد إلى ربّهم -عزّ وجلّ-، كما أنّه يوم الطاعات والعبادات التي تقرّبهم منه -سُبحانه-، ليُدركوا بأنّ ما أعدّه له من الأجر والثواب خيرٌ من الدُّنيا وما فيها من ملذّاتٍ وأهواءٍ، ولذلك يُستسحن بكلّ مُسلمٍ الإقبال على الطاعات والعبادات فيه، واستغلاله بما يحقّق رضى الله -سُبحانه-، ويقي النّفوس من الشحناء والبغضاء.[١]

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

وردت العديد من الأقوال في بيان سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؛ فقيل لأنّ الوقوف في عرفة يكون فيه، وقيل لأن إبراهيم -عليه السلام- عَلِمَ في ذلك اليوم أنّ رؤيته حقٌّ،[٢] إذ كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقد تروّى بالحكم إن كان من الله أم لا، ثمّ عَلِم أنّه من الله -سُبحانه- في الليلة التالية، وقيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ،[٣] وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة،[٤] وقبل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة.[٥]

تاريخ يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من شهر ذي الحِجّة،[٦] وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السّنة الهجريّة، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعد شهر ذي القعدة، وتؤدّى فيه مناسك الحجّ، كما أنّه من الأشهر الحُرُم؛ أي الأشهر التي كان القتال مُحرّماً فيها عند العرب قديماً.[٧]

فَضْل يوم عرفة

تترتّب على يوم عرفة العديد من الفضائل؛ إذ إنّه يوم العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب، كما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)،[٨] لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب، ومن فضائل يوم عرفة؛ مُباهاة الله -تعالى- الملائكة بأهل عرفة، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)،[٩] ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).[١٠][١١]

أفضل الأعمال يوم عرفة

الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجَّ)،[١٢] فمن فاته الوقوف بعرفة؛ فاته الحجّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحجّ عرفة؛ أيّ هو الأصل، والباقي تَبَعٌ”، ونقل ابن قدامة إجماع العلماء على ذلك.[١٣]

ذِكْر الله تعالى

يُسنّ الإكثار من ذِكْر الله -تعالى- يوم عرفة، في أي جزءٍ من أجزائه، وفي أي حالٍ من الأحوال؛ جلوساً، أو قياماً، أو إضجاعاً، ومن صور ذِكْر الله؛ التكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).[١٤][١٥]

صيام يوم عرفة

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل صيام يوم عرفة بقَوْله: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- مبيّناً المقصود من الحديث النبويّ: “المراد غير الكبائر”، أيّ أنّ الذّنوب التي تُكفّر بصيام يوم عرفة من غير الكبائر منها، وقال البلقينيّ أيضاً: “الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر؛ فصوم عرفة له رفع درجاتٍ، ومن له صغائر فقط، بلا إصرارٍ؛ فهو مكفّرٌ له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار؛ فهي التي تُكفّر بالعمل الصالح؛ كصلاةٍ، وصومٍ، ومن له كبائر وصغائر؛ فالمكفّر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط؛ يُكفّر عنه بقَدْر ما كان يُكفّر من الصغائر”.[١٧]

الدعاء في يوم عرفة

فَضْل الدعاء في يوم عرفة

يُستحبّ الدُّعاء يوم عرفة؛ إذ إنّه من أوقات الاستجابة، كما أنّ ثوابه أعظم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[١٨] كما يُستحبّ الثناء على الله -عزّ وجلّ- قبل الدُّعاء.[١٩]

وقت الدعاء في يوم عرفة

يبدأ الدُّعاء يوم عرفة بعد زوال الشّمس؛ أي بعد أداء الحجّاج لصلاتي الظُّهر والعصر، جَمْعاً وقَصْراً وقت الظُّهر، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، فيتوجّه الحجاجّ إلى عرفة، ويتقرّبون من الله -سُبحانه- بالدُّعاء، والذِكْر، والتلبية، والدُّعاء بعد حَمْد الله، والصلاة على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويستمرّ الحجّاج على ذلك الحال إلى غروب الشّمس.[٢٠]

المراجع

  1. علي بن عمر بادحدح، دروس الشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1، جزء 94. بتصرّف.
  2. شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
  3. شمس الدين ابن المفلح (2003)، الفروع وتصحيح الفروع (الطبعة الأولى)، صفحة 88، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد البركتي (1986)، قواعد الفقه (الطبعة الأولى)، صفحة 558. بتصرّف.
  5. الحسين بن محمود البغوي (1420)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
  6. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 827، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12/42، إسناده صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3853، أخرجه في صحيحه.
  11. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن الديلي، الصفحة أو الرقم: 2975، حسن صحيح.
  13. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  14. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/224، إسناده صحيح.
  15. محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، صفحة 14. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  17. زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
  19. مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 327، جزء 1. بتصرّف.
  20. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، صفحة 276، جزء 17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين؛ إذ إنّه يوم توبة وإنابة العباد إلى ربّهم -عزّ وجلّ-، كما أنّه يوم الطاعات والعبادات التي تقرّبهم منه -سُبحانه-، ليُدركوا بأنّ ما أعدّه له من الأجر والثواب خيرٌ من الدُّنيا وما فيها من ملذّاتٍ وأهواءٍ، ولذلك يُستسحن بكلّ مُسلمٍ الإقبال على الطاعات والعبادات فيه، واستغلاله بما يحقّق رضى الله -سُبحانه-، ويقي النّفوس من الشحناء والبغضاء.[١]

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

وردت العديد من الأقوال في بيان سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؛ فقيل لأنّ الوقوف في عرفة يكون فيه، وقيل لأن إبراهيم -عليه السلام- عَلِمَ في ذلك اليوم أنّ رؤيته حقٌّ،[٢] إذ كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقد تروّى بالحكم إن كان من الله أم لا، ثمّ عَلِم أنّه من الله -سُبحانه- في الليلة التالية، وقيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ،[٣] وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة،[٤] وقبل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة.[٥]

تاريخ يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من شهر ذي الحِجّة،[٦] وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السّنة الهجريّة، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعد شهر ذي القعدة، وتؤدّى فيه مناسك الحجّ، كما أنّه من الأشهر الحُرُم؛ أي الأشهر التي كان القتال مُحرّماً فيها عند العرب قديماً.[٧]

فَضْل يوم عرفة

تترتّب على يوم عرفة العديد من الفضائل؛ إذ إنّه يوم العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب، كما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)،[٨] لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب، ومن فضائل يوم عرفة؛ مُباهاة الله -تعالى- الملائكة بأهل عرفة، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)،[٩] ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).[١٠][١١]

أفضل الأعمال يوم عرفة

الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجَّ)،[١٢] فمن فاته الوقوف بعرفة؛ فاته الحجّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحجّ عرفة؛ أيّ هو الأصل، والباقي تَبَعٌ”، ونقل ابن قدامة إجماع العلماء على ذلك.[١٣]

ذِكْر الله تعالى

يُسنّ الإكثار من ذِكْر الله -تعالى- يوم عرفة، في أي جزءٍ من أجزائه، وفي أي حالٍ من الأحوال؛ جلوساً، أو قياماً، أو إضجاعاً، ومن صور ذِكْر الله؛ التكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).[١٤][١٥]

صيام يوم عرفة

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل صيام يوم عرفة بقَوْله: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- مبيّناً المقصود من الحديث النبويّ: “المراد غير الكبائر”، أيّ أنّ الذّنوب التي تُكفّر بصيام يوم عرفة من غير الكبائر منها، وقال البلقينيّ أيضاً: “الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر؛ فصوم عرفة له رفع درجاتٍ، ومن له صغائر فقط، بلا إصرارٍ؛ فهو مكفّرٌ له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار؛ فهي التي تُكفّر بالعمل الصالح؛ كصلاةٍ، وصومٍ، ومن له كبائر وصغائر؛ فالمكفّر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط؛ يُكفّر عنه بقَدْر ما كان يُكفّر من الصغائر”.[١٧]

الدعاء في يوم عرفة

فَضْل الدعاء في يوم عرفة

يُستحبّ الدُّعاء يوم عرفة؛ إذ إنّه من أوقات الاستجابة، كما أنّ ثوابه أعظم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[١٨] كما يُستحبّ الثناء على الله -عزّ وجلّ- قبل الدُّعاء.[١٩]

وقت الدعاء في يوم عرفة

يبدأ الدُّعاء يوم عرفة بعد زوال الشّمس؛ أي بعد أداء الحجّاج لصلاتي الظُّهر والعصر، جَمْعاً وقَصْراً وقت الظُّهر، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، فيتوجّه الحجاجّ إلى عرفة، ويتقرّبون من الله -سُبحانه- بالدُّعاء، والذِكْر، والتلبية، والدُّعاء بعد حَمْد الله، والصلاة على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويستمرّ الحجّاج على ذلك الحال إلى غروب الشّمس.[٢٠]

المراجع

  1. علي بن عمر بادحدح، دروس الشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1، جزء 94. بتصرّف.
  2. شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
  3. شمس الدين ابن المفلح (2003)، الفروع وتصحيح الفروع (الطبعة الأولى)، صفحة 88، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد البركتي (1986)، قواعد الفقه (الطبعة الأولى)، صفحة 558. بتصرّف.
  5. الحسين بن محمود البغوي (1420)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
  6. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 827، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12/42، إسناده صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3853، أخرجه في صحيحه.
  11. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن الديلي، الصفحة أو الرقم: 2975، حسن صحيح.
  13. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  14. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/224، إسناده صحيح.
  15. محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، صفحة 14. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  17. زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
  19. مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 327، جزء 1. بتصرّف.
  20. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، صفحة 276، جزء 17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من أعظم الأيّام التي تمرّ على المسلمين؛ إذ إنّه يوم توبة وإنابة العباد إلى ربّهم -عزّ وجلّ-، كما أنّه يوم الطاعات والعبادات التي تقرّبهم منه -سُبحانه-، ليُدركوا بأنّ ما أعدّه له من الأجر والثواب خيرٌ من الدُّنيا وما فيها من ملذّاتٍ وأهواءٍ، ولذلك يُستسحن بكلّ مُسلمٍ الإقبال على الطاعات والعبادات فيه، واستغلاله بما يحقّق رضى الله -سُبحانه-، ويقي النّفوس من الشحناء والبغضاء.[١]

سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

وردت العديد من الأقوال في بيان سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؛ فقيل لأنّ الوقوف في عرفة يكون فيه، وقيل لأن إبراهيم -عليه السلام- عَلِمَ في ذلك اليوم أنّ رؤيته حقٌّ،[٢] إذ كان قد رأى في منامه ليلة التروية أنّه يذبح ابنه إسماعيل -عليه الصلاة والسلام-، وقد تروّى بالحكم إن كان من الله أم لا، ثمّ عَلِم أنّه من الله -سُبحانه- في الليلة التالية، وقيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ،[٣] وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة،[٤] وقبل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة.[٥]

تاريخ يوم عرفة

يوم عرفة؛ هو اليوم التاسع من شهر ذي الحِجّة،[٦] وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السّنة الهجريّة، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعد شهر ذي القعدة، وتؤدّى فيه مناسك الحجّ، كما أنّه من الأشهر الحُرُم؛ أي الأشهر التي كان القتال مُحرّماً فيها عند العرب قديماً.[٧]

فَضْل يوم عرفة

تترتّب على يوم عرفة العديد من الفضائل؛ إذ إنّه يوم العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب، كما ورد عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)،[٨] لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب، ومن فضائل يوم عرفة؛ مُباهاة الله -تعالى- الملائكة بأهل عرفة، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ عزَ وجلَّ يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)،[٩] ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).[١٠][١١]

أفضل الأعمال يوم عرفة

الوقوف بعرفة

يعدّ الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحجّ، فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجَّ)،[١٢] فمن فاته الوقوف بعرفة؛ فاته الحجّ، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “الحجّ عرفة؛ أيّ هو الأصل، والباقي تَبَعٌ”، ونقل ابن قدامة إجماع العلماء على ذلك.[١٣]

ذِكْر الله تعالى

يُسنّ الإكثار من ذِكْر الله -تعالى- يوم عرفة، في أي جزءٍ من أجزائه، وفي أي حالٍ من الأحوال؛ جلوساً، أو قياماً، أو إضجاعاً، ومن صور ذِكْر الله؛ التكبير، والتهليل، والتحميد، وغير ذلك، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).[١٤][١٥]

صيام يوم عرفة

بيّن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فَضْل صيام يوم عرفة بقَوْله: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٦] وقال الإمام النوويّ -رحمه الله- مبيّناً المقصود من الحديث النبويّ: “المراد غير الكبائر”، أيّ أنّ الذّنوب التي تُكفّر بصيام يوم عرفة من غير الكبائر منها، وقال البلقينيّ أيضاً: “الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر؛ فصوم عرفة له رفع درجاتٍ، ومن له صغائر فقط، بلا إصرارٍ؛ فهو مكفّرٌ له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار؛ فهي التي تُكفّر بالعمل الصالح؛ كصلاةٍ، وصومٍ، ومن له كبائر وصغائر؛ فالمكفّر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط؛ يُكفّر عنه بقَدْر ما كان يُكفّر من الصغائر”.[١٧]

الدعاء في يوم عرفة

فَضْل الدعاء في يوم عرفة

يُستحبّ الدُّعاء يوم عرفة؛ إذ إنّه من أوقات الاستجابة، كما أنّ ثوابه أعظم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[١٨] كما يُستحبّ الثناء على الله -عزّ وجلّ- قبل الدُّعاء.[١٩]

وقت الدعاء في يوم عرفة

يبدأ الدُّعاء يوم عرفة بعد زوال الشّمس؛ أي بعد أداء الحجّاج لصلاتي الظُّهر والعصر، جَمْعاً وقَصْراً وقت الظُّهر، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، فيتوجّه الحجاجّ إلى عرفة، ويتقرّبون من الله -سُبحانه- بالدُّعاء، والذِكْر، والتلبية، والدُّعاء بعد حَمْد الله، والصلاة على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، ويستمرّ الحجّاج على ذلك الحال إلى غروب الشّمس.[٢٠]

المراجع

  1. علي بن عمر بادحدح، دروس الشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 1، جزء 94. بتصرّف.
  2. شمس الدين الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
  3. شمس الدين ابن المفلح (2003)، الفروع وتصحيح الفروع (الطبعة الأولى)، صفحة 88، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد البركتي (1986)، قواعد الفقه (الطبعة الأولى)، صفحة 558. بتصرّف.
  5. الحسين بن محمود البغوي (1420)، معالم التنزيل في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
  6. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، صفحة 337، جزء 45. بتصرّف.
  7. أحمد مختار عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، صفحة 827، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
  9. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12/42، إسناده صحيح.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 3853، أخرجه في صحيحه.
  11. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 11-14. بتصرّف.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن الديلي، الصفحة أو الرقم: 2975، حسن صحيح.
  13. محمد سعيد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  14. رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/224، إسناده صحيح.
  15. محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، صفحة 14. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  17. زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 162، جزء 6. بتصرّف.
  18. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
  19. مجدي بن عبد الوهاب الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 327، جزء 1. بتصرّف.
  20. عبد العزيز بن باز، مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز، صفحة 276، جزء 17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى