'); }
كما أنَّ العالَم أمامنا اليوم أصبحَ مأهولاً معروفاً لَنا فقد كانَ في يومٍ من الأيام مجهولاً عن الناس، باستثناء ما كانَ مسكوناً من قِبلهم، ولم يكن ذلك لولا رحلات الكشوفات التي تمّت خلال العصور الماضية ولم تكُن هذهِ الرحلات مقتصرةً على الغرب فقط بل كانَ من كبار الرحّالة المُسلمين من يقومون بهذهِ الرحلات التي اكتشفوا فيها أجزاء واسعة من الكرة الأرضية حيث جابت سُفُنهم الشرق والغرب وأسفرت عن العديد من الكُشوفات.
كما أنَّ حركةَ الكُشوفات الجُغرافيّة قد كَثُرَت في اوروبا في العُصور الوسطى على يدِ المستكشفين والرحّالة الأوروبيين، وكانت اسبانيا والبرتغال من أبرز الدول التي كانت تنشر رحلاتها الجغرافيّة عبر العالم، وهذهِ هي حركات الكُشوف الجغرافيّة وهي سلسلة الرحلات التي كانت تُقام في العالم أجمع وخصوصاً في القارّة الأوروبيّة من أجل اكتشاف أماكن جديدة تتحقّق فيها مصالح الدول العُظمى آنذاك، وقد كانَ من أبرز الرحلات الجغرافيّة اكتشاف القارّة الأمريكيّة والتي هي الآن تحوي الولايات المُتحّدة الأمريكيّة.
لرحلات الكُشوفات الجغرافيّة العديد من الأهداف التي كانت الدول العُظمى تسعى لتحقيقها ومن أبرز هذهِ الدوافع وهذهِ الأهداف هوَ تحسين الأوضاع الإقتصاديّة في تلك الدول، فعّن طريق اكتشاف أماكن جُغرافيّة جديدة سيكون هُناك سبيل وطريق جديدة للتجارة في تلك الأماكن وبسط لنفوذ الدولة صاحبة الإكتشاف على المكان الذي قامت باكتشافه والاستفاده من مُقدّراتهِ الطبيعية وما تحويه أرض هذهِ البُقعة الجغرافيّة التي قاموا باكتشافها، فُهناك العديد من الدول التي قاموا باكتشافها جُغرافيّاً كانت تحوي مناجم للذهب والمعادن النفيسة كما هو الحال في القرن الأفريقيّ وغيره من الدول.
'); }
ومن الدوافع التي كانت سبباً في رحلات الكُشوفات الجغرافيّة هي أسباب دينيّة، فقد كانت هُناك رِحلات تقوم بالاستكشاف والمحاولة في تدمير قوّة الدولة الإسلاميّة الضاربة في العمق الأوروبيّ وذات الرقعات السياديّة الشاسعة, وحيازة أراضي جديدة يجعل من منافسة الدولة الإسلاميّة سياسيّاً ودينيّاً أمراً تطمح فيه القوى الغربيّة وتسعى إليه.
وكذلك كان الحصول على علم الجغرافيا والأماكن أمراً يطمح فيه أصحاب البحث العلميّ، حيث أنَّ اكتشاف المزيد من الرقعات الجغرافيّة يعني اكتشاف ما على هذا المكان من معالم حيويّة وحياة طبيعيّة من حيوانات كالسباع والوحوش البريّة والكائنات البحريّة والبرمائية، وقد ساهَمَ اكتشاف أماكن جديدة من خلال الكُشوف الجغرافيّة من القدرة على رسم الخارطة الأدقّ للكرة الأرضيّة، وكذلك التنبّؤ بأحوال الكرة الأرضيّة في الحقب السابقة من حيث تباعد القارّات عن بعضها البعض وبأنّها كانت في يومٍ من الأيّام كُتلةً يابسيّة واحد تُدعى قارّة بانغايا، وقدّ تمّ هذا الكشف من خلال رؤية بعض الأحافير والآثار لبعض الحيوانات البريّة على أطراف القارّة الأفريقيّة وأخرى على الجانب الآخر من المُحيط الأطلسيّ وتقبع في القارّة الأمريكيّة الجنوبيّة ممّا يعني أنّ هاتين القارّتين كانتا في يومٍ ما كُتلةً واحدة لأنَّ وجود حيوانات ليس لها القدرة على السباحة دليل على عدم وجود برزخٍ مائي يفصل بين القارّتين.