'); }
الحكمة من مشروعية العقيقة
شرع الله ورسوله العقيقة للمولود، وتظهر الحكمة من مشروعيّتها من خلال نقاطٍ كثيرة، يُذكَر منها أنّها:
- قُربة يتقرّب بها الإنسان إلى الله -تعالى- في بداية وقت خروج مولوده إلى الدنيا، وفدية له من المصائب كما افتدى الله نبيّه إسماعيل بكبش عظيم،[١] وفي ذلك اتّباع لهدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد كانت العرب في الجاهلية يذبحونها ويُسمّونها عقيقة، ويقومون بتلطيخ رأس المولود بالدم، فنهاهم الإسلام عن التلطيخ بالدم، وأقرّهم على الذبح، وينبغي للمُسلم أن تكون نيّته لله على سبيل النُّسك، كالأُضحية، وفيها أيضاً إثبات الولد لأبيه.[٢]
- شكرٌ لله -سبحانه- على نعمة الولد التي تُعَدّ من كُبرى نِعَم الله على الإنسان؛ فهم زينة الحياة الدنيا كما قال الله -تعالى-: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)،[٣] ومن فطرة الله التي فطر عباده عليها أنّهم يفرحون بقدوم الولد، فتكون العقيقة من باب تأدية الشكر لله؛[٢] وذلك لأنّ الولد هو المقصود من الزواج، فإذا كان الطعام مشروعاً في الوسيلة وهو الزواج، فمن باب أولى أن يكون مشروعاً عند بلوغ الغاية وهو الولد.[٤]
- اكتسابٌ للخير في الدنيا والآخرة، وقد روي عن الإمام أحمد أنّ من لم يجد ما يَعقُّ به، فإنّ له أن يستدين ليُطبّقَ سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ويرجو أن يُعوّضه الله، وفيها حصول أجر تطبيق سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ورجائه بالتعويض من الله في الرزق، والمباركة في الولد.[٥]
'); }
فوائد العقيقة الاجتماعية
للعقيقة الكثير من الفوائد الاجتماعية، منها:
- إشهارٌ لنسب المولود؛ وذلك بصُنع الطعام من العقيقة، وإهدائه للناس، والتصدُّق به.[١]
- تعزيز للتكافل بين أفراد المجتمع؛ بمحاربة الفقر والحاجة بين أفراد المجتمع الإسلامي.[١]
- إظهار للفرح بقدوم المولود، وبتطبيق شريعة الله، وسُنّة نبيّه -عليه السلام-؛ فقد أخبر النبيّ أنّه يكاثر بأمّته الأمم يوم القيامة فقال -عليه الصلاة والسلام-:(تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ)[٦].[١]
- زيادةٌ للمَحبّة بين الناس، وخاصّة الأقارب، والأصدقاء، والجيران؛ من خلال إعلامهم بقدوم المولود، وذلك بذبح العقيقة، فتُقدَّم التهنئة ويتمّ تبادل الزيارات.[٢]
- إشارة إلى رعاية الأب لابنه، وأداء حقّه منذ ولادته، وهي دليل أيضاً على العناية والاهتمام به بعد ذلك.[٥]
أهمية العقيقة للمولود
كما أن للعقيقة الكثير من الفوائد التي تعود على المولود بالنفع، والخير، منها:[٧]
- حماية المولود من الشيطان؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كل غلامٍ رهينةٌ بعقيقتهِ)؛[٨] فالمولود يكون مُعرّضاً في بداية حياته للشيطان، والطفل لا يستطيع حماية نفسه، فتكون الحماية له من الوالدين من خلال ذبح العقيقة عنه ، ففيها طلب السلامة والحفظ للولد؛ فكلّ عضو من العقيقة يكون فداءً لكلّ عضو من أعضاء الطفل،[٢] فقد يبقى الولد محبوساً عن الخير بترك أهله العقيقة عنه، ويكون عاقّاً لهم، وقد يصيبه الشيطان بضرّ،[٤]ويُستحَبّ في العقيقة ما يُستحَبّ في الأضحية من التصدُّق، والتفريق في اللحم.[٥].
- اكتساب المولود للدعاء له بالهداية والصلاح منذ الأيام الأولى من حياته؛ من خلال مشاركة الناس لوالدَيه في العقيقة؛ سواءً كان ذلك بالتصدُّق، أو الإهداء.
- نيل المولود الأجر والبركة منذ بدايه حياته؛ فيبدأ حياته بطاعة الله -تعالى-.
- سبب لحماية المولود من الشيطان، ووساوسه، وأسره، ومن مَنعه في السعي إلى مصالح آخرته؛ فكلّ مولود مُرتَهَن بعقيقته حتى تُذبح عنه، قال -عليه الصلاة والسلام-: (الغلامُ مرتَهَنٌ بعقيقتِهِ يذبَحُ عنهُ يومَ السَّابعِ ، ويُسمَّى ، ويحلقُ رأسُهُ)،[٩][١] وذكر بعض العلماء معنى كلمة (مُرتَهنٌ)؛ فقد روي عن الإمام أحمد أنّه قال إنّها بمعنى حبس الغلام عن الشفاعة لوالديه، ورُوِي عن عطاء بن أبي رباح أنّها بمعنى حرمان الوالد من شفاعة ولده، أمّا الإمام ابن القيّم فقد قال إنّ المرهون بمعنى المحبوس؛ فيكون المعنى أنّ العقيقة تكون سبباً لفَكّ المولود من حبس الشيطان الذي يعلق به عند ولادته.[٥]
للمزيد من التفاصيل عن العقيقة وأحكامها الاطّلاع على المقالات الآتية:
- ((ما هي العقيقة)).
- ((حكم العقيقة)).
- ((كيفية تقسيم لحم العقيقة)).
- ((ما هي شروط العقيقة)).
- ((متى تكون العقيقة للمولود)).
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج أسماء بنت محمد بن إبراهيم آل طالب (2012)، أحكام المولود في الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الصميعي، صفحة 546. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث حسام الدين بن موسى عفانه (2003)، المفصل في أحكام العقيقة (الطبعة الأولى)، صفحة 36-37. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 46.
- ^ أ ب مريم إبراهيم هندي، العقيقة في الفقه الإسلامي، صفحة 46. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث عبيد بن سالم العمري، حكم العقيقة، صفحة 2850-2854. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في المقاصد الحسنة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 198، صحيح.
- ↑ محمد سعد الشعيرة (15/3/2014)، “قطوف في منافع العقيقة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 8/435، إسناده صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 1522، صحيح.