'); }
قصّ الله سبحانه و تعالى علينا قصّة سيّدنا يوسف عليه السّلام و كيف راودته امرأة العزيز عن نفسه ، فقد كان يوسف شديد الجمال ، حسن الخلق ، نشأ في بيت عزيز مصر و تربّى فيه ، و قد أحبّه العزيز حباً كبيراً و قرّبه إليه ، و عندما كبر و بلغ أشدّه ، أتت إليه امرأة العزيز، و طلبت منه أن يواقعها ، كان الموقف عصيباً على يوسف إذ توافرت كلّ المغريات أمامه ، فقد كان يوسف شاباً فتيّاً تتفجّر فيه شهوات النّفس و غرائزها ، و قد كان لوحده مع امرأة العزيز لا يراهم أحدٌ من البشر فقد غلّقت الأبواب بل قد أحكمت إغلاقها، فاجتمعت أسباب الفتنة كلّها أمام سيّدنا يوسف ، و لكنّ الله سبحانه و تعالى يعصم أنبياءه من الوقوع في المعاصي ، فنجاه الله من فتنتها و حماه من الوقوع في شباك الرّذيلة ، و ما إن خرج النّبي الكريم يوسف من هذه الفتنة نقيّاً ثابتاً على أمر الله حتى عرضت له فتنةٌ أخرى و هي فتنة دخول السّجن ، فقد تشاور القوم بعد انكشاف مكر امرأة العزيز في أمر يوسف و رءوا أن المصلحة تقتضي وضعه في السّجن ، فصبر يوسف على كلّ ذلك حتى أتاه الفرج من ربه فأخرجه الملك من السّجن و قرّبه إليه و جعله عزيز مصر و مسؤولاً عن خزائنها ، فكانت العاقبة ليوسف أن أكرمه الله بمكانةٍ في الدّنيا جزاءً على صبره .